:: تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022 ( الكاتب : تووفه الحربي )       :: ميلاد نبض ( الكاتب : تووفه الحربي )       :: عندما تتكلم الحروف ( الكاتب : البارونة )       :: شرح اسماء جداول قاعدة بيانات المنتدى ( الكاتب : عيونها لك )       :: روايةخايف ياقلبي خايف كاملة ( الكاتب : ناطق العبيدي )       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا امجد ( الكاتب : تووفه الحربي )       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا ميفا ( الكاتب : البارونة )       :: روايه مالي وطن في نجد ألا وطنها، الكاتبه اديم الراشد مميزة مكتملة ( الكاتب : عيونها لك )       :: غفوة حنين ( الكاتب : ناطق العبيدي )       :: روائع الشعر العراقي/خليل الشبرمي التميمي/سر بالهواجس ( الكاتب : عيونها لك )       :: روائع الشعر العراقي/بلند الحيدري/حلم بالثلج ( الكاتب : تووفه الحربي )       :: روائع الشعر العراقي/جميل صدقي الزهاوي/كذبوا ان قبر احمد قلبي ( الكاتب : تووفه الحربي )       :: روائع الشعر العراقي/ناصح الدين الارجائي/الم يان ياصاح ام قد اني ( الكاتب : تووفه الحربي )       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا سوريه عاشقه ( الكاتب : عيونها لك )       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا سوريه ( الكاتب : عيونها لك )       :: وصول عدد سكان مصر بالداخل إلى 107 ملايين نسمة ( الكاتب : تووفه الحربي )       :: الكشف عن تفاصيل جديدة بشأن عماد أمهز الذي نفذت إسرائيل عملية خاصة في لبنان ( الكاتب : تووفه الحربي )       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا حمص الشام ( الكاتب : عيونها لك )       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا شعور الحب ( الكاتب : عيونها لك )       :: رواية لم أكن هكذا من قبل ولكن بحبك تاهت عناويني للكاتبة Golden Apple ( الكاتب : ناطق العبيدي )      

 

{دورة الاستائلات شبكة همس الشوق المصممه M ديزاين  )
   
 
 
 
   
{ اعلانات شبكة همس الشوق ) ~
 
 
 
   
فَعاليِات شبَكة همَس الشُوقِ
 
 
Elegant Rose - Double Heart
 غير مسجل  : بصفتك أحد ركائز المنتدى وأعضائه الفاعلين ، يسر الإدارة أن تتقدم لك بالشكر الجزيل على جهودك الرائعه .. وتأمل منك فضلاً لا أمراً المشاركة في أغلب الأقسام وتشجيع كافة الأعضاء بالردود عليهم والتفاعل معهم بقدر المستطاع . ( بكم نرتقي . غير مسجل  . وبكم نتطور ) همس الشوق


جديد المواضيع في شبكة همس الشوق
إضغط علي شارك اصدقائك او شاركى اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

اخي الزائر لديك رسالة خاصة من شبكة همس الشوق للقراءة ! اضغط هنا !

العودة   شبكة همس الشوق > همس للاقسام الأدبيه > همس للقصص وحكايات وروايات
نسيت كلمة المرور اضغط هنا التسجيل

همس للقصص وحكايات وروايات خاص بشتى انواع القصص الواقعيه والخياليه



رواية لم أكن هكذا من قبل ولكن بحبك تاهت عناويني للكاتبة Golden Apple

همس للقصص وحكايات وروايات


إنشاء موضوع جديد  إضافة رد

بحث حول الموضوع انشر علي FaceBook انشر علي twitter
العوده للصفحه الرئيسيه للمنتدى انشاء موضوع جديد ردود اليوم رواية تعذبت وماشكيت واكتشفت ان طيبة قلبي هي سبب حالي روايه مالي وطن في نجد ألا وطنها، الكاتبه اديم الراشد مميزة مكتملة
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 4 - 11 - 2024, 03:52 AM
البارونة غير متواجد حالياً
مشاهدة أوسمتي
 عضويتي » 1746
 جيت فيذا » 13 - 7 - 2024
 آخر حضور » 11 - 11 - 2024 (05:19 PM)
 فترةالاقامة » 123يوم
 المستوى » $34 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
  النشاط اليومي » 13.41
مواضيعي » 33
الردود » 1617
عددمشاركاتي » 1,650
نقاطي التقييم » 350
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 48
الاعجابات المرسلة » 13
 الاقامه »
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهAlbania
جنسي  »  Male
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  » اعزب
 التقييم » البارونة is just really niceالبارونة is just really niceالبارونة is just really niceالبارونة is just really nice
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل 7up
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله baunty
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةNGA
ناديك المفضل  » ناديك المفضلahli
سبارتي المفضله  » سبارتي المفضلهBentley
 
الوصول السريع

عرض البوم صور البارونة عرض مجموعات البارونة عرض أوسمة البارونة

عرض الملف الشخصي لـ البارونة إرسال رسالة زائر لـ البارونة جميع مواضيع البارونة

الأوسمة وسام  
/ قيمة النقطة: 50
E رواية لم أكن هكذا من قبل ولكن بحبك تاهت عناويني للكاتبة Golden Apple

Facebook Twitter
ملاحظة هامة لقراء الموضوع ♥ غير مسجل ♥
قبل قراءتك للموضوع نود إبلاغك بأنه قد يحتوي الموضوع على عبارات او صور لا تناسب البعض
فإن كنت من الأعضاء التي لا تعجبهم هذه المواضيع .. وتستاء من قرائتها .. فنقدم لك
باسم إدارة الشبكة وكاتب الموضوع .. الأسف الشديد .. ونتمنى منك عدم قراءة الموضوع
وفي حال قرائتك للموضوع .. نتمنى منك ان رغبت بكتابة رد
أن تبتعد بردودك عن السخرية والشتائم .. فهذا قد يعرضك للطرد أو لحذف مشاركتك
إدارة شبكة ( همس الشوق )

 



رواية لم أكن هكذا من قبل ولكن بحبك تاهت عناويني للكاتبة التفاحة الذهبية



" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"


عنوان (1)...


In the depth of the night, I call your name

You don’t answer and a mystery you shall remain

في عمق الليل أنادي إسمك

لا تجيب وسيبقى لغزا




وقف سيارته قدام إحدى الفلل و إلتفت لها، منزلة عيونها ليدينها اللي شابكتهم ببعض،

قطب حواجبه و هو توه ينتبه لرجفتها، لين ألحين باقية، أخذ نفس، فك حزامه و سحب

يدها من حضنها، حاوط يدها بيدينه بهدوء غير اللي يحس فيه، ما يريد يبين لها أنه

متوتر بدوره، لازم يقوي نفسه عشانها، لازم يوقف بجنبها لو إيش ما يصير اليوم،

أخذ نفس ثاني و بعدها ضغط على يدها بخفة.

رفعت عيونها له بس نزلتهم بسرعة، خافت تبكي، صار لها ساعة تحاول تتماسك،

تتماسك لا تنهار، اللي عرفته اليوم صدمها، كل كلمة اللي سمعتها منه بعدها تدور

في مسامعها، تحس نفسها ضايعة، ما تعرف إيش تسوي بالضبط، تثق في من؟

تروح لمن؟ ما تعرف اللي بتسويه ألحين هو الصح و لا لأ، بس ما عندها إللا

هالطريقة، لازم تواجههم، لازم تطلع كل اللي بقلبها، لهنا و بس..! حست بدمعة

حارة تتدحرج على خدها و تحرقها، رفعت يدها بسرعة و جت بتمسحها بس

يده كانت الأسرع.

مسح دمعتها بهدوء، حط يدينه على أكتافها و دارها له: إيش فيك؟

نزلت رأسها و بصوت مرتجف: خـ.. ـايفة!!

إقترب منها و طبع بوسة هادية على جبينها: لا تخافي، أنا راح أضل معاك!

ما ردت عليه

حاوط وجهها بيدينه و رفع رأسها له: تثقي فيني؟

حركت رأسها بالنفي

إبتسم، ما كان متوقع غير هالرد، إقترب منها مرة ثانية و بهمس: ثقي

فيني بس هالمرة!

رفعت عيونها له و ضلت تشوف في عيونه، ما تعرف إذا بيكون قد كلمته

و لا لأ بس ما عندها غيره، ما عندها إللا تثق فيه: توعدني أنك بتحميني؟

إبتسم لها أكثر ليهديها: أوعدك!

أخذت نفس طويل لتهدي حالها، أخذت نفس ثاني و ثالث و بعدها بعدت يدينه

عن وجهها و لفت تشوف على الفلة: خلينا ننزل!

حرك رأسه بالإيجاب و فتح الباب، نزل، مشى لها و مسك يدها: لا تضعفي له!

غمضت عيونها و هي تتخيل ردة فعله، ما راح يصدقها، ما راح يهتم لأي شيء

بتقوله له، هو متى إهتم فيها ليهتم ألحين؟ طول الوقت كانت غريبة في هالبيت،

تركها عندهم و راح، ما فكر فيها، إستغلها، فتحت عيونها و نزلتهم لليد اللي

ماسك يدها، إستغلها، إستغل كل اللي حوالينها و هي سمحت له، كانت غبية،

فكرت يمكن بهالطريقة بيلين قلبه عليها، يمكن يحبها مثل ما يحب أخوانها،

ما قدرت تفهم أنها غير عنهم، كرهها و لين ألحين يكرهها!! إنتبهت لحالها

و حركت رأسها بسرعة تبعد هالأفكار، ما يهمها، ما عاد يهمها: بحاول!

شبك أصابعه بأصابعها: خلينا ندخل!

حركت رأسها بالإيجاب و زادت من مسكتها على يده: لا تتركني!

لم يدينها لصدره: ما بتركك!

بعد شوي ...

دفنت رأسها في كتفه و صارت تبكي

رفع رأسها له و هو يشوف علامة الأصابع اللي إنطبعت على خدها، نزلت

رأسها بسرعة، رجعت دفنته في كتفه و هي تكتم شهقاتها. قطب حواجبه ب

قوة و رفع عيونه له، أخذ نفس و هو يحاول بقدر الإمكان يكتم غضبه، ما يريد

يسوي شيء يندم عليه بعدين: إرفع يدك عليها مرة ثانية يا عم و ..

قاطعه بصراخ: و إيـــــش؟؟ هــذي، و هو يأشر عليها: هذي جاية لنا اليوم

تتهم أمهــ..

قاطعته بسرعة: مانها أمي.. مانها أمي.. أبدا ما كانت.. هذي..، و هي

تلتفت لها: هذي كانت بتموتني..، و بصراخ: بـتـمـوتــنــــي!!!

حرك رأسه بعدم تصديق، إلتفت لزوجته اللي كانت جالسة على الكنبة، منزلة

رأسها و تبكي، أخذ نفس ليهدي حاله و من ثم رجع إلتفت لها: هذي جزاتها؟

ربتك طول عمرها، ضيعت أيامها عليك و بالأخير أنتي جاية تردي لها جميلها

بهالطريقة؟

رفعت رأسها له و هي تمسح دموعها بطرف شيلتها: معذورة.. معذورة..، قامت

و صارت تمشي لهم: أنا..، و هي تأشر على نفسها: أنا اللي ما عرفت أربي..

هذي غلطتي.. ما تنلام.. و هي تحرك رأسها بالنفي: ما تنلام!! إلتفتت لها،

شبكت يدينها ببعض و رفعتهم لها: سامحيني يا بنتي.. سامحيني غلطت في

حقك.. غلطت.. في حقـك.. غلطت أني ربيتك مثل أولادي.. غلطت أني

ما فرقت بينكم.. غلطت أني حبيتك مثلهـ..

قاطعتها: كـــذاااااابــة!! أنــتـــي كــذاااابــ..، طاحت على الأرض من قوة الكف

اللي جا لها منه، حطت يد مرتجفة على خدها اللي صار يحرقها، رفعت عيونها

المليانة دموع له: ما.. ما توقعـ..ـت.. غـ..ـير كذي..

: يــا حـيـوااانـــة!! لهنا وصلت عندك؟ تكذبيها؟ تكذبي أمك؟ مشى لها بعصبية،

مد يده و جا بيمسكها من شعرها بس يده منعته، رفع عيونه له و بعصبية: فــكــنـــي!!

هذي يبالها من يأدبها من أول و جديد!!!

تكلم و هو يرص على أسنانه: لا تلمسها!!

فك يده منه بسرعة و بنفس حالته: أنـت مـن لـتـمـنـعـنـي؟؟؟ هـذي بـنــتي قـبـل

مـا تـكـون زوجـتـك! أضـربـهـا، أمـوتـهـا، أسـوي فـيـهـا الـلـي أريـد، أنــت

مـــا دخـــلـك!!!!! إقترب منها مرة ثانية و سحبها من شعرها.

صرخت و هي تتعور من مسكته: آآآآآآآآآآآآآآآآه

فكها من يدينه بسرعة، سحبها و رجعها لوراء، إلتفت له و ............... .


***************************


مسكت شنطتها، رفعتها و صارت تجرها لين باب الغرفة، حطت يدها على المقبض

و لفت تشوف عليه، جالس على السرير، منزل رأسه و حاط يدينه عليه، لفت للباب

مرة ثانية، فتحته و ضلت واقفة شوي تحارب دموعها، يعني خلاص، كل شيء

إنتهى، بتتركه و بتمشي، بتمشي و ما راح ترجع له، هو كان يريد هالشيء، هو

السبب، حرمها من أكثر شيء تتمناه و هي بتحرمه من نفسها، قاسية و هي تعرف

هالشيء بس لازم تقسى لتعاقبه، لازم تقسى لتحسسه بغلطته، تخليه يندم، يندم

و يموت بندمه بس ما راح تسامحه، ما راح تسامحه لو إيش ما يصير! بتقدر؟

تقدر تكون قاسية لهالدرجة؟ ما تعرف بس إذا ما جربت ما راح تعرف، هي أخذت

قرارها و هالمرة ما راح تتراجع، أخذت نفس و أخذت خطوة لبرع الغرفة بس

حست نفسها تنسحب للداخل مرة ثانية، تنسحب لحضنه..!

حاوطها له بأقوى ما عنده، حاوطها حتى يمنعها من الحركة، حاوطها له بخوف،

خايف لأنه يعرف إذا تركها بتروح، خايف لأنه يعرف أنه ضيعها من بين يدينه،

خايف يخسرها، خسر من قبل و ما يريد يخسر مرة ثانية، ما يخسرها هي..!

غمضت عيونها بقوة و هي تتعور من مسكته، حاولت تبعده عنها بس فشلت،

حاولت تفك نفسها منه بس فشلت، فتحت عيونها و بصوت مرتجف: فـ..فكـ..ـني!!

غمض عيونه و زاد من مسكته عليها: لا تروحي!

طاحت دمعة حارة تشق طريقها على خدها و تحرقها، تحرق قلبها: لا.. لا تص..

تصعبها علي أكـ.. أكثر من كذي!

ما رد عليها، دفن رأسه في كتفها و صارت دموعه تنزل، هو مانه قوي، ما يقدر

يتظاهر بالقوة، ما يقدر يمسك دموعه، هو ضعيف و راح يضعف أكثر بدونها،

هي علمته يعيش مرة ثانية، هي علمته يضحك مرة ثانية، هي علمته يحب

مرة ثانية! غلط و هو ما ينكر هالشيء بس ليش مانها راضية تفهم أنه كان

خايف يخسرها، يخسرها مثل ما خسرها ألحين..!

حست بمسكته ترتخي من عليها فحطت يدينها على أكتافه لتبعده عنها بس

حست بدموعه على كتفها فنزلت يدينها، غمضت عيونها و صارت تبكي بدورها،

مانها سهلة عليها تتركه كذي و بهالحالة بس ما عندها خيار ثاني، هو جرحها

جرح مستحيل تقدر تسامحه عليه، مستحيل تقدر تنسى، راح تضل تتذكر، راح

تضل تبكي، راح تضل تتألم، مسحت دموعها بسرعة، راح يشوفها ضعيفة

و بيستغل هالشيء، هي وعدت نفسها و راح تكون قدها، بعدته عنها و لفت

للباب بس مسك يدها.

: لا تـ..روحـ..ـي!!

رجفة صوته قطعت قلبها، تحس أنها بتنهار ألحين، بتنهار و بتضعف له بس

ما يصير، نزلت عيونها ليدينهم و من ثم رفعتهم لعيونه: ما عندي.. ما عندي

سبب يخليني أضل!

: مـ.ـاني كافـ.ـي؟

نزلت عيونها ليدينهم مرة ثانية و حركت رأسها بالنفي: مانك كافي!

إنصدم من ردها، جا بيفتح فمه ليرد عليها بس ما قدر، إيش يقول ما يعرف،

خلاص ضيعها، نزل عيونه ليدها بإنكسار، فكها و ما نطق بحرف!

أخذت نفس، لفت عنه و جت بتمشي بس جمدت بأرضها و هي تحس بيدينها

الصغيرة تتعلق بعبايتها، نزلت عيونها لها بتردد و شافتها مرفعة رأسها لها

و تبتسم إبتسامة هي تعشقها.

تعلقت بعبايتها أكثر و هي تنطق بأول كلماتها: مــامــا!!!

فتحت عيونها بصدمة

إبتسمت أكثر و هي تخبي رأسها في رجلها: مـ.ـامـا!!

صدمتها أكثر، رفعت عيونها له و هي تشوفه منزل عيونه لها و هو بنفس صدمتها،

رمشت عيونها بعدم تصديق و رجعت نزلتهم لها، جت و بكلمة وحدة زعزعت ثقتها

بنفسها، خربطت كل كيانها، بكلمة وحدة خلتها تراجع كل حساباتها، معقولة بتقدر

تسوي اللي هو مانه قادر عليه، بتقدر تـوقـفـهـا..؟


***************************


سحب الشنطة من تحت السرير و فتحها، قام و مشى للكبتات بسرعة، فتحها

و صار يلم ملابسهم و يرميهم للشنطة.

ضل يشوف عليه و هو متكتف و مانه قادر يصدق أنه بيسويها، أخذ نفس،

زفر و صار يمشي له.

سكر الشنطة، رفعها و حطها على السرير، إلتفت له و من ثم لف و صار يمشي

للكمدينة، جا بيفتحها بس يده منعته.

مسك يده و داره له بقوة:

What are you doing

(ماذا تفعل؟)

فك يده منه، لف و فتح درج الكمدينة:

I’ll go to her

(سأذهب إليها)

مسك يده مرة ثانية و داره له:

Why

(لماذا؟)

ما رد عليه، أخذ جوازاتهم بسرعة و سكر الدرج، لف و جا بيمشي بس هو رجع مسك يده

سحبه له و بنبرة حادة:

WHY

(لـمـاذا؟)

فك يده، دفعه عنه و بصوت عالي:

Because I love her

(لأنني أحبها!!)

أخذ نفس:

But she loves him

(و لكنها تحبه هو!)

قطب حواجبه و حرك رأسه بالنفي:

He doesn’t deserve her

(أنه لا يستحقها)

حرك عيونه بملل:

And you do

(و أنت تستحقها؟)

ما رد عليه و نزل عيونه لها، واقفة في إحدى زوايا الغرفة، حاضنة لعبتها

و دموعها في عيونها، أخذ نفس ليهدي حاله، أخذ نفس ثاني و بعدها مشى لها،

نزل لمستواها و صار يمسح على شعرها بهدوء: لا تخافي، بنرجعها، بترجع عشانك!

إقتربت منه، دفنت رأسها في صدره و صارت تبكي

حاوطها له أكثر و صار يمسح على ظهرها ليهديها: أششش، لا تبكي، بترجع!

تعلقت فيه أكثر و بصوت باكي:

I don’t understand you

(أنا لا أفهمك)

إبتسم و بعدها عنه، طبع بوسة هادية على رأسها و صار يمسح دموعها:

Don’t worry, we’ll bring her back

(لا تقلقي، سنرجعها!)

حركت رأسها بالإيجاب و صارت تمسح دموعها بدورها:

I love her

(أنا أحبها)

إبتسم أكثر و سحبها لحضنه:

Me, too

(و أنا أيضا)

أخذ نفس، بعدها عنه، قام و حملها، مشى للشنطة، مسكها و صار يجرها،

إلتفت له و بعدها لف للباب:

We’ll go now

(سنذهب الآن)

حرك رأسه بقلة حيلة:

You’re crazy

(أنت مجنون!!)

إبتسم و لف يشوف عليه:

What’s new in that

(ما الجديد في ذلك؟)

إبتسم غصبا عنه، مشى له و ضمه:

Take care of yourself

(إهتم بنفسك!)

إبتسم أكثر و بعده عنه:

I will

(سأفعل!)

لف مرة ثانية و صار يمشي للباب، جا بيطلع بس وقفه

: Do you think she’ll choose you

(أتعتقد بأنها ستختارك؟)

وقف و سؤاله صار يتردد في مسامعه، ما فكر كذي، معقولة بترفضه، معقولة

بتختاره عليه؟ حرك رأسه بالنفي بسرعة يبعد هالفكرة! خسر من قبل و خسر

كثير، ما يريد يخسرها هي بعد، ما يتحمل هالفكرة، لازم تختاره، لازم تختاره

هو، هي حياتها هنا معاه، ما يصير تكمل مع شخص ما يستاهلها، تكمل مع إنسان

ما جاب لها إللا الحزن و الكآبة، يعذبها و راح يضل يعذبها لو إختارته عليه،

ما يعرف ليش تحبه، تحب إنسان مثله، ما يصير تضيع هالحب عليه، ما يصير

تعور قلبها عشانه، يتذكر دموعها و يحترق، يتذكر شهقاتها و ينقبض قلبه عليها،

هو لازم ينهي هالعذاب، هو الوحيد اللي يقدر لأنه يقدر يفهمها، راح يعيشها الحياة

اللي تتمناها، حياة بوجوده هو و بس..! غمض عيونه و هو يتذكر إبتسامتها،

لمعة عيونها، لمسة يدها الناعم، ريحتها، إشتاق لها، إشتاق لكل شيء فيها،

خلاص ما فيه يتحمل أكثر، هو يريدها له، يريدها في حضنه، هي أكيد بتختاره،

بتختاره لأنه راح يقدر يسعدها، بتختاره لأنه.. يعشقها بكل ما فيها..!


***************************


نزلت رأسها و هي تحس بدموعها اللي صارت تحرق عيونها، حطت يدها على

صدرها و هي مانها قادرة تتحمل هالوجع، كل كلمة و كأنها خنجر تنغرس في

قلبها، بيموتها بكلامه، بيموتها اليوم..!

نزل رأسه و صار يمرر يدينه في شعره بقهر: ماني قادر أبعد صورتكم من بالي..

ماني قادر! إلتفت يشوف عليها: أنا شفتك في حضنه، تعرفي إيش يعني؟

شفت زوجتي.. بنت اللي أحبها في حضن شخص ثاني! أحترق.. و الله أحس

أني أحترق.. كلما أغمض عيوني صورتكم تدور في رأسي.. ماني قادر أتنفس..

ماني قادر.. مسكها من مرفقها و سحبها له: تكلمي!! قولي لي.. ليش؟ لــيــش؟؟

غمضت عيونها بقوة تمسك دموعها، ما راح تبكي قدامه، ما راح تضعف له،

فتحتهم بس ما رفعتهم له: إتـ.. إتركني.. أنت تعورني!

زاد من مسكته عليها: تتعوري؟ و بصوت عالي: تــتــعــوري؟!؟ و أنا اللي أحس

فيه؟ ليش مانك قادرة تحسي فيني ها؟ لـــيــش؟؟

رفعت عيونها له و هي تحاول بقدر الإمكان تكون حادة بنبرتها: قـلـت لـك

إتـركـنـي!!

ضل يشوف في عيونها شوي و بعدها فكها و دفعها بقهر

طاحت على الأرض، نزلت رأسها و نزلت دمعة كسيرة على خدها، ظلمها،

دوم يظلمها، ما يسمعها و يجزم أنها غلطت، معقولة تغلط مثل هالغلطة؟ هـي؟

ليش، ما يعرف هي إيش كثر تحبه؟ إيش كثر تعشقه؟ بعد كل اللي مرت فيه

عشانه، يجي اليوم يتهمها مثل هالإتهام؟ خــيــانــة!!!! ما عنده أي فكرة

إيش كثر يجرحها، يحرقها بكلامه! هو ما يحبها، أبدا ما حبها، هو بس يريد

يمتلكها، خائف أنه إذا تركها بتروح لغيره و هو مستحيل يسمح لهالشيء يصير،

مستحيل..! رفعت عيونها تشوف عليه، شافته يشوف عليها، نزلتهم و مسحت

دمعتها بسرعة، هو ما يستاهلها، هو ما يستاهل هالدموع، نزلت دمعة ثانية

تحل محلها و تلتها دمعة ثالثة و رابعة و خامسة، ما قدرت تمسك حالها أكثر

من كذي، غطت وجهها بيدينها و صارت تشهق.

ضل يشوف عليها شوي بدون أي حركة، تبكي؟ ليش تبكي؟ مانه قادر يفهمها!

يا ترى ظلمها؟ إذا ظلمها ليش ما تتكلم؟ ليش ساكتة؟ ليش تعذبه كذي؟ إيش

فيها هالبنت؟ لوين تريد توصله؟ تجننه؟ أخذ نفس بضيق و نزل لمستواها، حاوطها

من أكتافها و قربها له: كلميني.. لا تضلك ساكتة! قولي لي إيش اللي صار؟

ليش كنتـ... ما قدر يكمل لأنها دفعته عنها.

زحفت على وراء و إستندت بالكرسي: لا تلمسني.. خلاص.. خلاص.. يكفي..

تحملتك.. كثير.. ما فيني.. ما فيني أتحملك.. خلاص.. خلاص.. و بصراخ

: طـــلـــقـــنـــي!!!

فتح عيونه بصدمة: فــ..

قاطعته و بنفس الصراخ: طـــلــقــنــــي!!!

حرك رأسه بعدم تصديق: أنتي.. أنتي إيش تقولي؟

صارت تشهق أكثر: اللي.. سمعته.. طلقني.. طلقني.. تعبت.. و الله ما فيني..

ما فيني.. أنت.. ما راح تحس فيني.. أنت ما.. تحس إللا.. بنفسك.. أناني

و راح تضل.. أناني!!

حرك رأسه بالنفي: أنا أحبـ..

قاطعته مرة ثانية: كـــــذاااااااب!!! أنت ما تحبني.. أنت ما.. تحب إللا نفسك..

إقترب منها و هو يحس بالعبرة تخنقه، سحبها له: أنا .. أحبك! و هو يقربها له

أكثر: أنا أحبـ..

دفعته عنها بأقوى ما عندها، قامت و صارت تحرك رأسها بالنفي: أنت ما تحبني..

أنت.. أبدا ما حبيتني.. أنا الغبية.. أنا اللي حبيتك.. سويت كل اللي يرضيك..

و بالمقابل.. أنت.. أنت بس إستغليتني.. أنت إستغليتني!!

قام و وقف قدامها: أنا..

رفعت يدها بسرعة تمنعه من الكلام: بـس! يكفي.. يكفي!! قالتها و بعدها لفت

و صارت تركض!

نزل رأسه و مرر يده على وجهه بتوتر، رفع عيونه لها و هو يشوفها معطيته

ظهرها و تركض، تركض؟ لوين تروح؟ فتح عيونه و هو توه يستوعب أنها

تركض للشارع، إرتجف قلبه من الخوف، ما حس بحاله إللا و هو يركض عشان

يلحقها.

ما كانت حاسة بحالها، ما كانت تعرف هي إيش تسوي في هذيك اللحظة، وين

تروح، بس كان لازم تبعد، تبعد عنه، ما فيها تتحمل أكثر من كذي، تعبت، تعبت

كثير، لما فكرت كل شيء بيتصلح، إنهدم، هو هدم كل شيء، كل شيء..! صارت

تركض بأسرع ما عندها، دموعها لين ألحين تنزل و قلبها مانه راضي يهدأ،

هو جننها، هو السبب في حالتها، ما كانت مفكرة أن حياتها معاه راح تتعقد لهالدرجة،

ما كانت مفكرة الشخص اللي تحبه يطلع بهالأنانية، ما كانت تعرف أن ثقته فيها

لهالدرجة معدومة، صدمها في كل شيء و هذا هو اليوم جاي يموتها بإتهاماته

الوحشية..! ضلت تركض بنفس حالتها و ما صحاها إللا صوت البوري لإحدى

السيارات، إلتفتت و هي تشوف السيارة المسرعة متجهة لها، جمدت بأرضها

و هي تشوف السيارة بهالقرب منها، ما قدرت تتحرك و لا حتى تصرخ و كأنها

إنشلت، مر شريط حياتها قدام عيونها في ثواني و إختفى، إختفى و إختفى كل

شيء من حوالينها، ما عادت تسمع و تشوف غير هالسيارة، غمضت عيونها

و هي تنتظر الصدمة، تنتظر نـهـايـتـهـا..!


***************************


طاحت المبخرة من يدها، إنكسرت و صار الجمر يحرق السجاد، نزلت عيونها

للأرض و من ثم رفعتهم له و بعدم تصديق: أنت.. أنت إيش قلت؟

نزل عيونه للسجاد، رفعهم لها و بعدها لف و صار يمشي للتسريحة: لمي الجمر

بسرعة، ما أريد الغرفة تخترب زينتها، ما اليوم!

رمشت عيونها بعدم تصديق: أنت.. أنت إيش قلت؟

صار يعدل في كمته و ما رد عليها

مشت له بسرعة، حطت يدها على كتفه، دارته لها و بصوت عالي: أنــت إيـــش

قـــلــت؟؟؟

بعد يدها عنه و ببرود: اللي سمعتيه!

تجمعت الدموع في عيونها: لـ.. لـ..ـيـش؟؟ أنا قصرت معاك بشيء.. غلطت

بشيء؟ أنا سويت لك كل اللي تريده.. صرت لك كل اللي تتمناه.. أنا أحبك..

و أنت.. و هي ترفع عيونها لعيونه: و أنت تحبني!

حرك رأسه بالإيجاب: أحبك بس..

قاطعته بسرعة: بس إيش؟

أخذ نفس: بس ماني قادر أثق فيك!

إنصدمت من رده، إنصدمت من بروده: مانك.. مانك قادر تثق فيني.. فيني..

و هي تأشر على نفسها: أنــا؟!؟

حرك رأسه بالإيجاب مرة ثانية و بنفس أسلوبه: ماني قادر أثق فيك!

نزلت عيونها و هي تحس بدموعها اللي صارت تنزل و تحرق خدها: بس أنا..

أنا بإيش غلطت.. ليش مانك قادر تثق فيني؟ رفعت عيونها له: أنا تركت كل

شيء عشانك.. تركت أهلي عشانك..

قاطعها: إذا أنتي قدرتي تتركي أهلك عشاني عيل بكرة بتتركيني عشان واحد ثاني!

حطت يدها على قلبها بسرعة و هي تحسه يعتصر، كيف قدر يقولها؟ كيف قدر

يقولها بهالسهولة؟ رمشت عيونها بعدم تصديق: أنت..

قاطعها مرة ثانية: ما في داعي لهالكلام ألحين..، و هو يمشي للباب: ما أريد أتأخر

عليها! فتح الباب و جا بيطلع بس لف يشوف عليها: لما أرجع ما أريد أشوفك

في الغرفة، هالغرفة ما عادت لك!! لف و طلع.

ضلت تشوف عليه و هو معطيها ظهره و يمشي، يمشي و لا هامه شيء، يمشي

تاركها في صدمتها، نزلت عيونها و هي تحس نفسها تختنق، تختنق و كأن الأكسجين

إنسحب من حوالينها، حاولت تأخذ نفس بس فشلت، طاحت على الأرض و رفعت

عيونها للباب، راح، ما بقى غير طيفه! نزلت عيونها للأرض، مستحيل يكون اللي

سمعته صح، مستحيل! ما راح يسويها، ما راح يسويها فيها، هي بكابوس،

ألحين بتصحى، بتصحى! حركت رأسها بحزم تقنع نفسها، رفعت عيونها للباب

مرة ثانية، رفعت يد مرتجفة و حطته على فمها تمنع شهقتها، راح؟ رخصها بهالسهولة؟

راح لغيرها؟ كيف يقدر يسويها؟ هو وعدها، وعدها أنها بتضل الوحيدة بحياته،

نسى وعده؟ نسى كل وعوده؟ نساها؟ نـسـاهــا؟ غمضت عيونها بقوة و إستسلمت

لشهقاتها..!


***************************


جلس على السرير بإنكسار و صار يمرر يدينه في شعره بقلة حيلة: ماني عارف

إيش أسوي.. تعبت.. و هو يزفر بقوة: تعبت من كل شيء..

جلست على السرير بجنبه، حطت رأسها على كتفه و صارت تبكي بصمت

حس بدموعها الحارة على كتفه فغمض عيونه، ما هو وعد نفسه و وعدها أنه

ما راح يبكيها؟ ما هو وعدها أنه ما يخلي عيونها تذوق الدموع؟ قدر يوفي

بكل وعوده، لكل الأشخاص بس ما قدر يوفي بوعده لأغلى شخصين في حياته،

أقرب و أحب شخصين على قلبه..! أخذ نفس و فتح عيونه، سعادة هالشخصين

مع بعض مستحيلة، سعادة وحدة منهم دوم تجي على حساب سعادة الثانية، تعب

من كثر التفكير، النوم مجافيه، ما عاد يعرف إيش يسوي، القرار اللي أخذه راح

يعذبه أكثر من هالإثنين بس خلاص، ما فيه يتحمل، ما فيه يتحمل أكثر من كذي..!

حط يده على رأسها و صار يمسح على شعرها بهدوء: أنا آسف..، أخذ نفس

بضيق و زفر: أنا آسف لأننا وصلنا لهنا.. بس حياتنا مع بعض صارت مستحيلة،

أنا ما أعرف من الغلطان أنتي و لا هي..، و هو يحرك رأسه بالنفي: ما أعرف..

بس أنا.. أنا خبرتك من قبل.. أنا ما أتحمل أي شيء يأذيها.. أي شيء يبكيها..

بس ألحين هي صارت تبكي بسببك.. تتأذى بسببك!!

رفعت رأسها له و ضلت تشوف في عيونه بدون أي كلمة، عتبانة عليه، زعلانة منه

و عليه، صدق كذبتها و جاي يرخصها بهالسهولة؟ ليش ما دافع عنها؟ ليش مانه

واثق فيها؟ هي تغيرت عشانه، هي حاولت تكون له كل شيء يتمناه، ما عادت مثل

أول بس عشان ترضيه و ترضيها بس هو مانه قادر يشوف هالشيء، مانه قادر

يصدقها..! نزلت رأسها و حطت يدينها على بطنها، كان اليوم بيكون أسعد يوم

بحياتها، جت لتبشره بفرحتها، جت لتفاجئه بهالخبر بس هو صدمها بإتهاماته،

ما قدرت تنطق بحرف، حاولت بس فشلت، ما كانت تعرف اللي صار بيوصلهم

لهنا، كان ما خبت عليه، كان فضحتها في وقتها بس تأخرت، تأخرت كثير..!

رفعت عيونها لعيونه مرة ثانية و ما تكلمت.

نزل عيونه بسرعة، يتهرب من نظراتها، يعرف أنه ظلمها بس هو مجبور،

يحترق قلبه عليها بس ما بيده شيء يسويه، أخذ نفس و هو يغصب نفسه ليقولها

: أنتي طالـ.. ما قدر يكمل لأنها حطت يدها على فمه بسرعة تمنعه يقولها.

ما تقدر تسمعها، ما تريد تسمعها، هي راضية تعيش بالعذاب معاه بس مانها

راضية تعيش بدونه: لا.. لا تقولها.. ما أسمح لك..

نزل يدها بهدوء غير اللي يحس فيه: مضطر أقولها..

دفنت رأسها في صدره: لا تصدقها.. بس هالمرة.. عشاني.. و هي تبكي أكثر

: عشاني!

حرك رأسه بالنفي و هو يحاوطها له أكثر: ما أقدر أكذبها.. ما أقدر!

تعلقت فيه أكثر: كل.. شيء.. إنتهى؟!؟

غمض عيونه: إنتـ..ـهينا!!

رفعت رأسها له و حاوطت وجهه بيدينها: عطيني.. عطيني فرصة ثانية..

لا توصلنا.. لهنا.. و هي تحرك رأسها بالنفي: ما لهنا..

حط يدينه على يدينها و نزل رأسه: هي ما راح ترضى.. ما راح ترضى علي..

إقترب منها و طبع بوسة حارة على جبينها، بعد عنها شوي و أخذ نفس

: أنا آسف..

رفعت عيونها لعيونه

: أنتي طـالـق!

شهقت و دفنت رأسها في صدره..!


تبع ...















































 توقيع : البارونة

البارونة

رد مع اقتباس

رسالة لكل زوار منتديات شبكة همس الشوق

عزيزي الزائر أتمنى انك استفدت من الموضوع ولكن من اجل  منتديات شبكة همس الشوق  يرجاء ذكر المصدرعند نقلك لموضوع ويمكنك التسجيل معنا والمشاركة معنا والنقاش في كافه المواضيع الجاده اذا رغبت في ذالك فانا لا ادعوك للتسجيل بل ادعوك للإبداع معنا . للتسجيل اضغظ هنا .

قديم 4 - 11 - 2024, 03:54 AM   #2


الصورة الرمزية البارونة

 عضويتي » 1746
 جيت فيذا » 13 - 7 - 2024
 آخر حضور » 11 - 11 - 2024 (05:19 PM)
 فترةالاقامة » 123يوم
مواضيعي » 33
الردود » 1617
عدد المشاركات » 1,650
نقاط التقييم » 350
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 48
الاعجابات المرسلة » 13
 المستوى » $34 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهAlbania
جنسي  »  Male
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  » اعزب
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل 7up
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله baunty
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةNGA
ناديك المفضل  » ناديك المفضلahli
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضلهBentley
 
الوصول السريع

عرض البوم صور البارونة عرض مجموعات البارونة عرض أوسمة البارونة

عرض الملف الشخصي لـ البارونة إرسال رسالة زائر لـ البارونة جميع مواضيع البارونة

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony


 
الاوسمه الحاصل عليها
 
وسام  
/ قيمة النقطة: 50
مجموع الأوسمة: 1...) (المزيد»

مجموع الأوسمة: 1

البارونة غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية لم أكن هكذا من قبل ولكن بحبك تاهت عناويني للكاتبة Golden Apple




قبل عشرة أشهر ...

مسقط ...

وقفت عند باب الحديقة و إلتفتت لها: بمشي ألحين!

إبتسمت لها، حركت رأسها بالإيجاب و رفعت يدينها المنقشة لها: مشكورة

على الحناء تعبتك كثير اليوم!

إبتسمت بهدوء: لا، إيش هالكلام؟! أنتي عروستنا و أنا بخدمتك!

إبتسمت بحياء: مشكورة يا حياتي، ما قصرتي..، سكتت شوي و بعدها كملت

: راح تحضري صح؟

نزلت رأسها و حركته بالنفي: آسفة بس ما أقدر أترك أمي لحالها بالبيت!

حركت رأسها بتفهم: يللا عيل ما أريدك تتأخري عليها!

إبتسمت، لفت و طلعت تمشي لسيارتها، وقفت عند باب السيارة و فتحت شنطتها تدور

على المفتاح، ضلت تحوس في الشنطة لكم من دقيقة، حركت عيونها بملل، كلما تحط

المفتاح في الشنطة تحسه يضيع، تنهدت و صارت تطلع كل اللي فيها،

تلفون، محفظة، مفاتيح المكتب، مفاتيح البيت، ورقة إستدعاء ولي الأمر، كيس حب

شمس(بزر)، لصقات طبية، كم من قلم، نوتات تذكيرية و كحل، حطت كل هالأغراض

على بونيت السيارة و دخلت يدها في الشنطة مرة ثانية، قطبت حواجبها و هي تحس

بشرخ صغير في البطانة الداخلية للشنطة، أكيد دخل المفتاح فيها، قلبت الشنطة و صارت

تهزها لين ما طاح المفتاح، زفرت: و أخيرا! نزلت و أخذته، لمت أغراضها و رجعتهم

للشنطة ما عدا التلفون، تعرفها، بتتصل فيها ألحين و بتسألها ليش تأخرت، إبتسمت

و فتحت الباب، ركبت و سكرته بهدوء، شغلت السيارة و جت بتحركها بس رن تلفونها،

إبتسمت و هي تشوف رقم البيت على الشاشة: ألو ماما!

ردت بخوف: وينك يا بنتي، تأخرتي؟ صار لك أكثر من ساعتين!

إبتسمت أكثر: يا ماما، يا حبيبتي، لا تخافي علي، توني مخلصة، عشرين دقيقة

و بكون عندك بالبيت إن شاء الله!

: إن شاء الله، ديري بالك على حالك، خلي عيونك على الشارع!

ضحكت: إن شاء الله!

سكرت منها و جت بتحرك السيارة بس لمحت، من مراية الجانبية، سيارة تمر من

وراء سيارتها و توقف بجنبها، لفت تشوف عليها، سيارة مزينة بأحلى الزينة،

سيارة بتنزف فيها العروس، إبتسمت بخفة بس إختفت هالإبتسامة بسرعة، رجعت

رأسها على وراء، غمضت عيونها و رجعت بذاكرتها لهذاك اليوم...

وقفت قدام المراية و هي ترفع عيونها لهم، شافتهم حاملين طرحتها بكل حذر

و يمشوا لها، أخذت نفس و بعدها أخذت نفس ثاني، متوترة، مستحية، مبسوطة،

أحاسيس مختلطة، ترتجف و مانها قادرة تهدي حالها، حاولت بس فشلت، حطت يدها

على قلبها تحس بدقاته الجنونية، اليوم بيتحقق حلمها، حلم طفولتها، اليوم صارت

عروس و بتنزف لزين الشباب، كل العيون راح تكون عليها، البعض بيدعي بقلوب

صافية لسعادتها و بعض الآخر بيحسدها على فرحتها بس ما يهمها، كل اللي يهمها

أنها بتنزف في دقائق للشخص اللي سكنته في قلبها، في كل كيانها، ملكها و ملك

كل شيء فيها..!

رفعت عيونها لهم و هي تحس بطرحتها تنحط على رأسها، أخذت نفس طويل

و زفرت: شكراً!

إبتسموا لها: أفا!! إيش هالكلام؟ ما في بيننا يالدبة!

إبتسمت بتوتر: شكراً!

ضحكوا على حالتها، ساعدوها توقف و عدلوا فستانها و طرحتها: يا بخته فيك!

نزلت رأسها بحياء و هي تحس بالدم يتدفق لخدودها و بدقات قلبها تزيد و تسرع

أكثر من قبل، يا ترى تقدر؟ تقدر تكون له كل شيء يتمناه..؟ غمضت عيونها

و هي تدعي لنفسها بصمت: يا رب أقدر أسعده و يسعدني! فتحت عيونها و هي

تسمع الباب ينفتح، إلتفتت لها و هي تشوف دموعها على خدودها، حاولت تخبي

توترها منها لتهديها فإبتسمت بس إختفت إبتسامتها و هي تنتبه لملامحها، إرتجف

قلبها من الخوف: مـامـ.ـا، إيش في؟

نزلت رأسها و هي مانها قادرة ترد عليها

فجأة..!

صرخة زعزعت القاعة بكبرها: مــــــــــاآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآ آآت!!!!!!!!!!!!

رجعت من سرحانها و هي تسمع دق على الشباك، حست بدمعة على خدها اللي نزلت

بدون علمها، إرتبكت، مسحتها بسرعة و من ثم لفت للشباك و نزلته.

: نهودة!! إيش فيك لين ألحين واقفة؟ ناسية شيء؟

إبتسمت بإرتباك: هـ.. ها؟ لا.. أمم.. لا أبدا.. ألحين بمشي.. و هي ترفع

الشباك: يللا يا حبيبتي، مع السلامة!

رفعت يدها لها: مع السلامة!

حركت السيارة بسرعة و هي مرتبكة من حالها، ذكرى عنيدة، مانها راضية تتركها،

مررت يدها على وجهها و أخذت نفس تهدي حالها: يا رب إحفظهم و خليهم لبعض،

يا رب تمم فرحتهم على خير!


نـاهـد: 27 سنة!


***************************


إحدى الكافيهات...

حط يدينه على الطاولة و رجع لوراء يسند ظهره بظهر الكرسي، إلتفت لهم و من

ثم إلتفت لمكان ما كانوا مثبتين عيونهم، إبتسم بسخرية و لف يشوف عليهم

: ما تملوا؟

إلتفت له واحد منهم و هو فاتح عيونه للآخر على سؤاله: ليش، في أحد يمل

من البنات؟

حرك عيونه بملل و فضل ما يرد عليه

ضربه على كتفه بخفة و بمزح: أيوا ألحين صاروا ما يملوا عينك لأنك خطبت!

رفع حاجب و تكلم بغرور: أصلا هذولا، و هو يأشر عليهم: أبدا ما كانوا ماليين

عيني، ما أنزل لمستواهم! قام و أخذ مفاتيحه من على الطاولة: أنا بمشي!

الكل إلتفت له: لا/ وين تو الناس/ ورانا سهرة/ خليك!

نزل عيونه لساعته و بعدها رفعها لهم: عندي كم شغلة أخلصها و بعدين الأهل

ينتظروني، ما أقدر أتأخر عليهم!

حركوا رؤوسهم بالإيجاب: عيل باي/ بالتوفيق لبكرة/ خبرنا كيف شكلها!

إبتسم و لف يمشي عنهم: تحلموا!

سمع ضحكاتهم، ضحك لنفسه و بعدها مشى لسيارته، وقف بجنب السيارة يشوف

إنعكاسه في الشباك، عدل سكسوكته شوي و بعدها صار يمرر أصابعه في شعره

الكثيف، سمعهم يهمسوا لبعض.

: ما شاء الله، سبحان من صوره!

: أيوا، جد، ما شاء الله، ما شفت شاب وسيم مثله!

إبتسم لنفسه بغرور و هو راضي كل الرضا عن شكله، ركب السيارة و إلتفت يشوف

عليهم، إبتسم لهم و هم إرتبكوا و مشوا بسرعة، إبتسم أكثر و حرك السيارة.

بعد شوي...

وقف السيارة في كراج الفلة، نزل و صار يمشي للداخل، فتح باب الصالة و شافهم

جالسين قدام التلفزيون يتكلموا عن الخطبة، إبتسم و مشى لهم: السلام عليكم!

إلتفتوا له: و عليكم السلام!

تقدم منها، إنحنى و باسها على رأسها: كيفك يمة؟

إبتسمت و هي تمسح على خده بحب: بخير دامكم بخير!

إبتسم و جلس بجنبها: ها؟ إيش الأخبار؟

: الأخبار مرة خطيرة!!

إلتفت لها و هي نطت بجنبه و كملت: إتصلنا فيهم اليوم و طبعا بكرة رايحين

عشان تشوفها و يطمئن قلبك، هو أصلا ما راح تحصل على وحدة أحلى منها لأنها،

و هي تعدل ياقة قميصها: أحم، أحم، إختياري!

ضربها على رأسها بخفة و إلتفت لأمه و كأنه يريدها تأكد له كلامها

إبتسمت له و كأنها فهمت عليه: ما شاء الله، قطعة من القمر!

رفع حاجب: يمة أنا قلت لكم، ما راح أرضى بقطعة من القمر، أريدها تكون القمر

نفسه!!

حركت رأسها بقلة حيلة: ما راح تتغير!

إبتسم و قام: بطلع لغرفتي، تريدوا شيء؟

إبتسموا له: سلامتك!

حرك رأسه بالإيجاب و صار يمشي للدرج.

ضلت تلاحقه بعيونها لين ركب الدرج و إختفى في الدور الثاني، أخذت نفس

و إلتفتت لأمها: ماما!

: همم؟

إبتسمت: تعتقدي هالمغرور بيوافق عليها؟

ضربتها على كتفها بخفة: عيب تقولي كذي عن أخوك!

ضحكت و هي تصد ضرباتها: ههههه.. إيش أسوي؟ جاتني عقدة منه!

إبتسمت و بهدوء: البنت ما شاء الله ما ناقصها شيء، جمال، أخلاق، دين،

إن شاء الله يوافق!

إبتسمت: إن شاء الله!

الأم: زينة- 46 سنة!

رنا: 20 سنة!

دور الثاني...

ركب الدرج و صار يمشي لغرفته، مر من جنب غرفتها و سمع ضحكتها ، إبتسم لنفسه

و كمل طريقه لغرفته، فتح الباب و دخل، مشى لسريره و هو يرمي مفاتيح سيارته على

الكمدينة، جلس و أخذ نفس طويل: حياتك من بكرة راح يرتبط بشخص غريب، يا ترى

أنت قدها؟ حك رأسه و زفر، رمى نفسه على السرير و غمض عيونه، طرت في باله فقطب

حواجبه بقوة، حط يدينه على وجهه و هو متضايق من هالذكرى، تعذبه و تعذبه كثير،

ما ينام الليل إللا و هو يفكر فيها، تطرأ في باله في أي مكان، في أي وقت، بدون سابق إنذار

و تخربط له كل كيانه، حاول كثير و لين ألحين يحاول بس إيش ما يسوي ما يقدر يبعدها

عن فكره، يختنق لما يتذكر اللي صار، مانه قادر يرتاح، ما يقدر لين ما يعرف إيش صار

فيها بالضبط؟ عاشت؟ نجت من الصدمة؟ موجودة حوالينه؟ ما يعرف، لــو، لو بس رجع

لها و تأكد بنفسه كان ما صار اللي صار، لو نزل من السيارة و تجرأ يشوفها كان ما عاش

بعذاب الضمير، بس هو كان خايف، كان وحيد، ما عرف إيش يسوي فتركها، تركها

تـمـوت..!

قطب حواجبه أقوى من قبل و من ثم فتح عيونه و جلس: سامحني يا رب، سامحني!

قام و صار يمشي للحمام، يتوضى و يصلي له ركعتين يمكن يهدأ، يمكن ربه يسامحه

على هالغلطة، يمكن هالعذاب يخف شوي، يـمـكـن..!

فهد: 26 سنة

بالغرفة المجاورة...

وقفت قدام التسريحة و هي تلعب بخصلات شعرها الشقراء، نزلت عيونها للتلفون

و من ثم رفعتهم للمراية: أمم.. إيش رأيك لو أصبغهم هالمرة أحمر!

جا لها صوتها من التلفون اللي حاطته على السبيكر(مكبر الصوت): حلو بس

بندقي أحلى عليك!

قطبت حواجبها: جد؟

:آههم، ألوان الشوكولاتة تناسب مع عيونك العسلية!

إبتسمت: أحم، أحم، أصلا كل لون يناسبني!

: هههههه.. أيوا هذي الثقة و لا بلاش!

ضحكت بخفة و كملت: لا، كلميني جد، يعني لا للأحمر!

: آههم، لا للأحمر، جربي عسلي أو ألوان كذي!

حركت رأسها بالإيجاب: أوكي، عيل هالمرة أجرب هالألوان و نشوف!

: حلو.. أمم.. ميمي، بسكر ألحين..

قاطعتها بسرعة: لاآآ، إيش تسكري، بعدنا ما تكلمنا عن بكرة!

تكلمت بإستغراب يوضح من صوتها: ليش؟ إيش في بكرة؟

أخذت التلفون و مشت لسريرها و هي ترمي نفسها عليه: ما قلنا نروح لشوبنغ

(تسوق)!

ضحكت: بس ما عندك دوام؟

إبتسمت: أيوا عندي بس عادي، شوبنغ يا قلبي دوم الأول على اللستة!

: هههههههههههه.. أوكي عيل بشوفك بكرة!

حركت رأسها بالإيجاب: يب، إن شاء الله، باي!

سكرت منها، جلست و حطت التلفون على الكمدينة، فتحت الدرج و طلعت دفتر نوت

صغير، فتحته على صفحة فاضية و صارت تفكر باللي ناقصها، قطبت حواجبها لأنه

ا ما قدرت تفكر بولا شيء، عندها كل شيء و ما تشتكي من النقص بس الشوبنغ صارت

عادة مستحيل تتخلى عنها، قطبت حواجبها أكثر، يا ترى هي تعتبر مسرفة؟ حركت رأسها

بالنفي تبعد هالفكرة، هي ما تلعب بفلوس أحد ثاني، هي تدفع من جيبها، ليش تهتم؟

إبتسمت و صارت تعدد: شوز، شنط، نظارات، عطور، إكسسوارات،...............!


نمارق: 23 سنة!


***************************


سكر الكمبيوتر و هو يتنهد بتعب، إلتفت له و شافه يقوم، قام و صار يمشي له

: تأخرنا كثير اليوم!

حرك رأسه بالإيجاب: يشغلونا مثل الحمير!

إبتسم: عادي تحمل، تعرف بعد هالإسبوع يوزعوا الترقيات!

إبتسم و صار يمشي معاه للمصعد: و عشان كذي ساكت، كان شفتني مسوي علوم!

ضحك و حرك رأسه بقلة حيلة، نزل عيونه لساعته و هو يشوفها 8:30، قطب حواجبه

و هو يتمتم لنفسه: تأخرت على الصلاة و تأخرت عليها!

: قلت شيء؟

رفع عيونه له، إبتسم و حرك رأسه بالنفي: لا، و لا شيء!

حرك رأسه بالإيجاب و بعدها إنفتح باب المصعد، ركب و إلتفت له: كيف الوالدة؟

ركب المصعد و ضغط على طابق الأرضي: بخير الحمد لله، ما تشكي من شيء!

إبتسم و بعدها سكت لين ما توقف المصعد و نزلوا: يللا مع السلامة!

إبتسم: مع السلامة! لف و صار يمشي للباركنغ، مشى لسيارته، ركب و بعدها شغلها،

حركها لأقرب مسجد و نزل، أدى صلاته و بعدها طلع و حرك السيارة.

بعد شوي...

وقف السيارة قدام الفلة، نزل و صار يمشي للباب، سمع أصواتهم و صوت التصفيق

من الحديقة فقطب حواجبه، نساهم للحظة، يحبهم و يحب وجودهم حوالينه بس ما دوم،

جاي تعبان و هلكان من الشغل، ما راح يقدر يتحمل صريخهم، ما فيه، يريد يحط رأسه

على مخدته و ينام بس مستحيل يقدر و هم هنا، قطب حواجبه أكثر و هو يتذكر، جاي

بيدين فاضية، ما جاب لهم شيء اليوم، بيزعلوا؟ تنهد، يزعلوا يومين و بعدها بيرضوا

لحالهم، أخذ نفس و تقدم من الباب، دفعه للداخل و دخل.

كانوا يركضوا حوالين الحديقة و هم يصرخوا و يلعبوا بس أول ما شافوه، تركوا كل

اللي بيدهم و ركضوا له: عــــمــــي وصــــل!!!

إبتسم غصباً عنه و هو يشوف فرحتهم بوصوله: أيوا، جيت!

تجمعوا حوالينه و الكل صار يتكلم: وينك اليوم تأخرت؟/ ليش تأخرت؟/

وين الحلاوة؟/ ما جبت لنا شيء؟

حك حاجبه بإحراج، ما يعرف إيش يرد عليهم، يقول لهم من كثر التعب نسيتكم،

ما يقدر، مانه عذر كافي، إبتسم لهم بإحراج و هو يفكر: أمم.. أنا.. أنا..، و بسرعة

: جيت آخذكم معاي عشان تختاروا على ذوقكم!

فتحوا عيونهم: و الـلـه؟!؟!

إبتسم و فضل ما يرد عليهم.

صرخوا من الفرحة و صاروا يركضوا لسيارته.

ضحك على حالتهم و لحقهم بسرعة.

بعد نص ساعة...

رجع للفلة بعد ما وصل الكل لبيته، أولاد الجيران بس تعود عليهم و تعلق فيهم كثير،

صار لهم أكثر من سنتين يجتمعوا بالفلة، يلعبوا و يصرخوا، يرجعوا الحياة فيها،

إبتسم و صار يمشي للصالة، هادية، ما في أي أثر لها، يمكن بغرفتها، صار يمشي

لممر غرفتها، وقف قدام الباب و جا بيفتحه بس وقفته.

: أنت متى جيت؟

لف يشوف عليها و بعدها صار يمشي لها: ألحين..، باسها على رأسها

و إبتسم: كيفك خالتي؟

إبتسمت له: الحمد لله، أنت كيفك اليوم؟

حرك رأسه بالإيجاب: الحمد لله، يمة كيفها؟ أخذت أدويتها؟

حركت رأسها بالنفي لشطر الثاني من سؤاله: لا، تعرفها ما تأخذ الأدوية إللا

من يدك!

إبتسم: أعرفها بس تأخرت عليها فكذي فكرت يمكن..

حركت رأسها بالنفي: ما تسمع الكلام!

ضحك بخفة و بمزح: عنيدة مثل أختها!

ضحكت و ضربته على كتفه بخفة: روح لها و لما تنام، تشوفني بالصالة، أريدك شوي!

رفع حاجب بإستغراب و حرك رأسه بمعنى إيش في

إبتسمت على حركته و صارت تمشي للصالة: بعدين!

إبتسم، لف و صار يمشي لغرفة أمه، دق على الباب بهدوء و بعدها فتحه و دخل

: السلام عليكم!

كانت جالسة بجنب الشباك، أول ما سمعت صوته إبتسمت و لفت تشوف عليه: و عليكم

السلام، جيت حبيبي!

مشى لها بسرعة، إنحنى و طبع بوسة هادية على جبينها: آسف يمة تأخرت عليك!

إبتسمت له بهدوء: أعرف إنشغلت!

حرك رأسه بالإيجاب و بعدها مشى للكمدينة، أخذ حبوبها و غلاس الماي اللي كان

محطوط عليها، لف يشوف عليها، شافها تتقدم بكرسيها له، إبتسم لها و مد لها حبوبها

و من ثم الماي: يمة، كم مرة خبرتك لا تنتظريني، لا تتأخري على أدويتك، لازم تأخذيها

في أوقاتها!

إبتسمت و هي تأخذهم منه: تعرفني يا ولدي، ما أقدر إللا و أنا أشوفك قدام عيوني!

إبتسم: و أنا ماني رايح لمكان..

قاطعته و هي تنزل رأسها: هم قالوا نفس الكلام!

سكت شوي و بعدها إقترب منها و طبع بوسة ثانية على جبينها: يمة اللي صار كان

قضاء و قدر، قولي الحمد لله على كل حال!

حركت رأسها بالإيجاب و هي تتمتم: الحمد لله على كل حال! أخذت نفس و شربت

حبوبها.

إبتسم لها و بعدها صار يدفع كرسيها بهدوء للسرير، بعد البطانية و عدل المخدات،

حملها بهدوء و حطها على السرير.

حطت رأسها على مخدتها و هي ترفع عيونها له: تعبتك يا ولـ..

قاطعها بسرعة و هو يجلس على الطرف: يمة إيش هالكلام؟ أي تعب؟ ليش تريدي

تزعليني منك؟!

إبتسمت و صارت تمسح على خده بهدوء

مسك يدها و باس كفها: يللا، غمضي عيونك و نامي!

أخذت نفس و غمضت عيونها

ضل جالس عندها لفترة لين حسها نامت، قام، عدل لها البطانية و صار يمشي للباب،

خف الإضاءة و طلع من الغرفة، سكر الباب بهدوء و بعدها صار يمشي للصالة،

شافها جالسة قدام التلفزيون، تقلب في القنوات بس أول ما شافته، سكرت التلفزيون،

إستغرب من حركتها: لهالدرجة السالفة جدية؟!

إبتسمت: أنت تعال، إجلس..، و هي تأشر بجنبها: هنا!

إبتسم و جلس مكان ما كانت تأشر: ها، جلست ألحين قولي إيش في؟

ما ردت عليه و صارت تمسح على شعره

نزل رأسه و حركه بقلة حيلة: خالتي، لا تفتحي لي نفس الموضوع مرة ثانية!

قطبت حواجبها وضربته على رأسه بخفة

ضحك و رفع رأسه لها: يا خالتي يا حبيبتي، ردي هو نفسه، ما راح يتغير، لا،

لا و ألف لا!

قطبت حواجبها أكثر: بس يا ولدي أنت لمتى راح تضل رافض الزواج كذي!

تنهد بس ما رد عليها

شافته سكت فتكلمت: يا ولدي، ما يصير تحرم نفسك عشانها، هي بتتقبل، أكيد تريد

تفرح فيك، تجي زوجتك و تملي عليكم هالبيت، تملي عليك حياتك، تساعدك و تلبي

إحتياجاتك،..

قاطعها: خالتي أنا..، و هو يأخذ نفس: أنا خايف عليها، أخاف أن اللي بتدخل حياتي

ما تقدر تتأقلم مع حياتي، ما تقدر تتأقلم مع يمة، أنا ما أريد أي شيء يأذي يمة،

ما أريد أي شيء يبكيها، يكفي اللي عاشته، يكفي! سكت شوي و بعدها كمل بإبتسامة

: و بعدين بنات هالأيام دلوعات و رقيقات، أنا ما أحب هالنوعية!

حركت رأسها بقلة حيلة: كل بنات العالم صاروا دلوعات؟!

ضحك و ما رد عليها

تنهدت و قامت: ما أقول غير الله يهديك!

قام: و يهدي الجميع!

إبتسمت و صارت تمشي لباب الصالة: أنا رايحة لبيتي، إذا إحتجت لأي شيء،

إتصل فيني!

إبتسم: إن شاء الله! ضل يشوف عليها لين طلعت و تسكر الباب وراها، أخذ نفس

و صار يمشي للدرج، ركب لغرفته و صار يمشي للشباك، بعد الستارة و صار

يلحقها بعيونه لين شافها تدخل بيتها، إبتسم، لف و صار يمشي للكبتات، أخذ فوطته

و بجامته و من ثم دخل الحمام، طلع بعد فترة و مشى للسرير، رمى حاله عليه

و غمض عيونه بس فتحها و هو يتخيلها، حرك رأسها بالنفي بسرعة يبعدها عن

فكره: ما تناسبك، ما تناسب حياتك! تنهد و رجع غمض عيونه..!

الأم: زبيدة-48 سنة، مقعدة!

عبدالرحمن: 27 سنة!


***************************


بريطانيا ...

و بالتحديد مدينة بريستول ...

دخل المفتاح في القفل، فتح الباب و دخل، سكره و أخذ نفس بإرتياح، فسخ جاكيته

و صار يمشي للداخل و هو ينادي عليهم:

Mom! Maisy!

(أمي! مايسي!)

دخل الصالة و هو يلتفت حوالينه، رمى جاكيته على أقرب كنبة و قطب حواجبه

بإستغراب، كل يوم يسمع ضحكاتهم من وراء الباب، صراخهم يوصل لبيت الجيران

بس اليوم ما لهم أي حس، إبتسم لنفسه، إيش هالتغيير! حرك أكتافه بخفة و بعدها

لف و صار يمشي للمطبخ، مشى للثلاجة، فتحها و صار يحوس فيها، نزل و فتح

درج الثلاجة و بصوت عالي:

What do you want me to make you on the dinner?

Macaroni cheese?!

(ماذا تريدان أن أطبخ لكما على العشاء؟ معكرونة بالجبنة؟!)

ما جا له أي رد

حك رقبته و لف يشوف وراه، ما في أي أحد:

I’ll make Macaroni cheese

(سأطبخ معكرونة بالجبنة!)

ما جا له أي رد

تنهد، قام و عدل وقفته، سكر الثلاجة و لف يطلع من المطبخ:

Mom! Maisy! Where are you girls

(أمي! مايسي! أين أنتم أيها الفتيات؟)

ما جا له أي رد

عصب هالمرة، صار له ساعة ينادي عليهم بدون أي رد، ما يحب مقالب مثل هذي:

Are we playing hide and seek? Because it’s

not the right time

(أنلعب الغميضة؟ أنه ليس بوقت المناسب لهذا)

ما جا له أي رد

قطب حواجبه بقوة و بصوت عالي:

MOM!! MAISY

(أمــي!! مــايــســـي!!)

WHERE ARE YOU

(أين أنتما؟)

ما جا له أي رد

حس بشعور غريب، فجأة صار الخوف يتسلل لقلبه، وينهم؟ ليش ما يردوا عليه؟

ما راح يسووا له مقلب لأنهم يعرفوا أنه بيعصب عليهم و بعدها ما بيسكت، مشى

للدرج بسرعة و جا بيحط رجله على أول الدرج بس رن تلفون البيت، إلتفت يشوف

على التلفون و بعدها لف و صار يمشي للصالة، رفع السماعة و حطه على أذنه:

Hello!.., Yes, this is Max Stevens speaking..

, my mother is fine.., no.., she’s better than before..,

she is cured from her depression.., why?..,

(ألو..، نعم، ماكس ستيفنز يتحدث..، أمي، أنها بخير..، لا..، أنها أحسن من قبل..،

لقد شفت من الإكتئاب..، لماذا؟..،)

تغيرت ملامح وجهه و هو يسمع كلام الدكتور، مستحيل تكون سوتها، لا! سكر منه

و هو يأخذ نفس يهدي حاله بس مانه قادر، لف يشوف على الدرج، أخذ نفس الثاني

و صار يمشي بخطوات مترددة، مرتجفة، مانه قادر يصدق و لا كلمة قالها له، كيف

و هي كانت بأحسن حال..! صار يركب الدرج وحدة وراء الثانية، أول مرة يحس

أنها كثيرة، مانها راضية تنتهي، حط رجله على آخر درج و صار يمشي لممر الغرف،

لف للممر و طاحت عيونه عليها، واقفة بجنب باب غرفتها، حاضنة لعبتها و شعرها

متناثر على أكتافها، مثبتة عيونها بداخل الغرفة، أخذ خطوتين ثقيلة للقدام وهو يحس

بدقات قلبه تسابق خطواته، رجفة غير طبيعية، غصب نفسه ليتقدم أكثر، وصل لعندها

بس ما تجرأ يرفع عيونه لمكان ما كانت مثبتة عيونها، نزل لمستواها و حط يد على

رأسها:

Ma.., Maisy

(ما..، مايسي!)

إلتفتت له و من ثم لفت و هي تأشر عليها:

Why is Mom hanging there

(لماذا أمي معلقة هناك؟)

غمض عيونه و هو يأخذ نفس بصعوبة يشجع نفسه ليلف يشوفها، فتحهم

و حركهم لوين ما كانت تأشر، نزل رأسه بسرعة و لف لها، سحبها لحضنه

و حاوطها له بقوة، ما قدر يمسك حاله فبكى، بكى و هو يحاوطها له أكثر و أكثر..!

الأم: رينيه ستيفنز- ماتت منتحرة!

ماكس: 24 سنة!

مايسي: 7 سنوات!


***************************


مسقط ...

فتح باب الحديقة و صار يمشي للداخل، دخل الفلة و إستغرب، الفلة هادية و لأول

مرة، إبتسم لنفسه و بصوت عالي: ويـنـكـم؟ نـايـمـيـن؟!

جا له صوتها من المطبخ: أنـا مـوجـودة و صـاحـيـة، البقية نايمين، ألحين بجي!

إبتسم أكثر و صار يمشي للصالة، رمى نفسه على الكنبة و زفر بتعب: جيبي لي ماي

و أنتي جاية!

: من عيوني!!

ضحك على أسلوبها المتغير، أكيد في شيء، طلب جديد، حرك رأسه بقلة حيلة،

ما يتصلحوا إللا عشان طلباتهم، أخذ نفس و مرر يده على وجهه: كان يوم متعب!

جا له صوتها مرة ثانية: كل أيامك متعبة!

ضحك مرة ثانية و طاحت عيونه على ظرف أسود، مخملي، مزخرف بالذهبي،

محطوط على الطاولة قدامه، عدل جلسته و أخذ الظرف و هو يقلبه: بطاقة عرس

من هذي؟

: تقصد ظرف المخملي؟

حرك رأسه بالإيجاب و هو يفتح الظرف: أيوا!

: عرس بنت خالتي!

جمدت يدينه و نزل عيونه للظرف بتردد، خايف يطلع البطاقة و يشوف إسمها

مكتوب بأحلى الخطوط، مزخرف بأجمل الزخارف بس ليكون بجنب إسم ثاني

غير إسمه، بيحترق، ما يقدر يتحمل، مستحيل تكون هي، مستحيل تسويها فيه،

هو قلبه يدق في أمل أنه يجي يوم و قلبها بيدق له، هو يتنفس بس عشان هاليوم،

ما رح يقدر يتحمل يشوفها تنزف لغيره، هذا اليوم بيكون نهايته، نهايته بسبب

هالحب الوحشي..! حاول يأخذ نفس ليهدي حاله بس فشل، كأن الأكسجين إنسحب

من حوالينه، رمى البطاقة على الطاولة و حاول مرة ثانية، بس فشل، فك التاي

(كرفتة-ربطة عنق) بسرعة و فتح أول زرين من قميصه، فجأة صار يحس كأن

الصالة صارت تضيق عليه، تضيق بدرجة أنها بتطبق عليه و بتعصره..!

طلعت من المطبخ و صارت تمشي له: تعرف ماما زعلت من خالتي لأنهم حددوا

كل شيء و بالأخير جابوا لنا بطاقة و كأننا غريبين، و هي تقترب منه: بصراحة

حتى أنا أخذت في خاطري على.. سكتت و هي تشوف وجهه المحمر، مشت له

بسرعة، حطت غلاس الماي على الطاولة و جلست بجنبه، حطت يدها على كتفه

و بخوف: بسم الله.. إيش.. إيش صار فيك؟

حرك رأسه بالنفي و هو يحاول يتنفس: مـ.ـاني قا.. قادر أتنفـ..ـس..

صارت تمسح على ظهره بخوف: بسم الله عليك، بسم الله.. نزلت عيونها للبطاقة

و بعدها رفعتهم له وكأنها فهمت عليه: مانها هي.. هدي حالك! مانها هي..

عرس بنت خالتي منيرة.. هدي حالك!

رفع عيونه لها: مـ.ـانها هي؟!؟

حركت رأسها بالنفي

حط يد على قلبه و زفر بقوووة: الحمد لله..، و هو يأخذ نفس: الحمد لله!

أخذت نفس و صارت تمسح على رأسه بهدوء، أخذت الغلاس و مدته له: خذ،

إشرب، هدي حالك!

مرر يد مرتجفة على وجهه، يمسح عرقه و بعدها أخذ الغلاس منها و شرب الماي.

ما نطقت بحرف و ضلت ساكتة لكم من دقيقة لين شافته هدأ، عدلت جلستها

و تكلمت بهدوء غير اللي تحس فيه: ليش تسوي كذي بحالك..

قاطعها و هو يلتفت لها: تفكريني أتعمد؟ تفكريني أريد يصير فيني كذي؟!

حرك رأسه بالنفي: أنتي مانك فاهمتيني، ما راح تفهميني، قام و جا بيمشي

بس مسكت يده.

قامت و دارته لها: أنت ليش مانك راضي تفهم، هي ما راح توافق عليك، رفضتك

ثلاث مرات من قبل..، و هي تأخذ نفس: أنت ليش تهين نفسك عشانها، ليش تذل

نفسك لها لهالدرجة، هي..، و هي تحرك رأسها بالنفي: هي ما تستاهلك!

فك يده من يدها و بهدوء غير اللي يحس فيه: أنتي ما راح تفهمي! لف و صار يمشي

عنها.

ضلت تشوف عليه لين ما بقى غير طيفه، جلست على الكنبة بقهر و صارت تتأفف: الله

يهديك يا أخوي، الله يهديك!


ليلى: 28 سنة-مطلقة!


دخل غرفته، سكر الباب و صار يمشي للشباك، بعد الستارة و رفع عيونه للفلة البعيدة

على آخر الشارع، مانها قادرة تفهمه و لا راح تقدر تفهم حبه لها، هو يعشقها لحد الجنون،

ما يقدر يتخيلها لغيره، حياته تبتدي و تنتهي عليها، أحلامه تدور حوالينها و بوجودها،

حط يده على قلبه و تنهد، دقاته تتسابق مع بعضها بمجرد أنه يفكر فيها، إيش لو يشوفها؟

هالبنت غير، هو ما قصدها، ما إختارها، ما يعرف متى و كيف و ليش صار كل هذا بس

صار و ما بيده، ما قدر يتحكم في هالقلب، ما قدر يمنعه، أسرته بإبتسامتها و عيونها البريئة،

أسرته! أخذ نفس و غمض عيونه، يعرف أنها رفضته ثلاث مرات، طعنته ثلاث مرات،

ما يعرف إذا يقدر يتحمل طعناتها أكثر من كذي بس كل يوم يتجدد الأمل في قلبه و يقول

إيش لو وافقت؟ لين متى راح تعذبه؟ لين متى راح تحرقه كذي؟ بيجي يوم و بتحس في

حالها، بيجي يوم و بتعرف إيش كثر هو يعشقها! فتح عيونه و رجعهم للفلة، بتوافق،

مصيرها توافق عليه..! عدل الستارة بس رجع بعدها، يمكن تطلع و يشوفها، يكحل عيونه

بشوفتها و يرتاح من هالعذاب و لو شوي، إلتفت لمكتبه و صار يمشي له، سحب كرسيه

و جره لين الشباك، جلس و هو كله أمل أنه يلمحها أو حتى يلمح طـيـفـهـا..!

عبدالله: 24 سنة!


 توقيع : البارونة

البارونة


رد مع اقتباس
قديم 4 - 11 - 2024, 03:56 AM   #3


الصورة الرمزية البارونة

 عضويتي » 1746
 جيت فيذا » 13 - 7 - 2024
 آخر حضور » 11 - 11 - 2024 (05:19 PM)
 فترةالاقامة » 123يوم
مواضيعي » 33
الردود » 1617
عدد المشاركات » 1,650
نقاط التقييم » 350
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 48
الاعجابات المرسلة » 13
 المستوى » $34 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهAlbania
جنسي  »  Male
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  » اعزب
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل 7up
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله baunty
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةNGA
ناديك المفضل  » ناديك المفضلahli
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضلهBentley
 
الوصول السريع

عرض البوم صور البارونة عرض مجموعات البارونة عرض أوسمة البارونة

عرض الملف الشخصي لـ البارونة إرسال رسالة زائر لـ البارونة جميع مواضيع البارونة

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony


 
الاوسمه الحاصل عليها
 
وسام  
/ قيمة النقطة: 50
مجموع الأوسمة: 1...) (المزيد»

مجموع الأوسمة: 1

البارونة غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية لم أكن هكذا من قبل ولكن بحبك تاهت عناويني للكاتبة Golden Apple




عدلت جلستها و رفعت عيونها لشاشة اللابتوب، ضلت تشوف عليها لكم من ثانية

و بعدها سوت لها تحديث، ما صار فيها أي تغيير، سوت تحديث مرة ثانية و ثالثة

و رابعة بس ما تغير، آخر مرة سجل حضوره في مدونته قبل ثلاثة أيام و من وقتها

ما في أي أثر له، معقولة يكون صاير فيه شيء؟ بعدت هالفكرة عن رأسها بسرعة

: لا، إن شاء الله خير، إن شاء الله خير! سمعت الباب ينفتح فلفت تشوف عليها.

دخلت الغرفة و قطبت حواجبها: أنتي لين ألحين جالسة قدام مدونته؟

لفت عنها و ما ردت

مشت للسرير و جلست: ممكن أعرف أنتي إيش بالضبط تستفيدي من متابعتك

لهالإنسان؟

سكرت الصفحة و بعدها سكرت اللابتوب، لفت لها، قامت وصارت تمشي للسرير،

جلست و تكلمت: ما أعرف، تعودت أقرأ يومياته، صار لي خمس سنوات أتابعه،

أتابع أخباره، أحس أني أعرفه، أعرف كل شيء عنه، أبدا ما إنقطع لكل هالفترة

فليش ألحين؟

ضحكت و بمزح: يمكن مات ههههه!!

قطبت حواجبها بقوة و ضربتها على كتفها: بسم الله عليه، ليش تتكلمي عنه كذي؟

ما زين، يكون أخو أحد، زوج أحد، ولد أحد!

حركت عيونها بملل: بس مانه ولدك، و لا أخوك، و لا حتى زوجك!

حركت رأسها بالإيجاب: أعرف، بس يكون إنسان مهم في حياة كثير من

الأشخاص!

عدلت جلستها: أتمنى ما يكون مهم في حياتك، لا جنسيته مثل جنسيتك،

و لا لغته مثل لغتك، و لا حتى ديانته، إيش تريدي فيه؟

فكت شعرها، حطت رأسها على مخدتها و تنهدت: أحسه يفهمني!

فتحت عيونها بصدمة: تـكـلـمـيـه؟!؟!

حركت رأسها بالنفي بسرعة: لاآآ!! مستحيل أسويها، أنا بس أتابع أخباره،

مثلي مثل أي أحد يفتح صفحته، سكتت شوي و بعدها كملت: تعودت عليه،

تعودت على الخواطر اللي يكتبها، أحسه حزين و وحيد و مجروح و معصب

و مقهور و مخنوق و ..

مسكت أذونها بسرعة: و و و و بـــــس!!

: ههههههههههههههههههه!

: ما أريد أسمع عنه، خليه يولي، ما لي دخل فيه، إبتسمت بخبث و إقتربت

: اللي يهمني حبيب القلب!

غمضت عيونها و هي تحس بقلبها ينقبض على ذكره، كتفت يدها على عيونها

و تكلمت: إيش فيه؟

إقتربت منها أكثر و صارت تلعب بخصلات شعرها المموجة: فوفو، يا حياتي،

بعد أسبوع و شيء بتتركينا و بتمشي معاه، راح تروحي لبلد الغرب، راح تقدري

بدوننا؟!

خنقتها عبرتها فما ردت

ما حست فيها فكملت: أوووه، أكيد بتقدري، رايحة معاه، أصلا يومين و بتنسينا

و لما أتصل فيك أقول معاك أختك تردي من.. هههههههههه!

حست بدموعها تحرق عيونها، حاولت بقدر الإمكان تمسكها بس ما قدرت،

تدحرجت دمعة من طرف عينها و تلتها دمعة ثانية و ثالثة و رابعة، ما قدرت

تمسك حالها أكثر من كذي فبكت..!

إستغربت من حالتها بس خافت بنفس الوقت، بعدت يدها من على عيونها،

مسكتها من مرافقها و جلستها: فرح حياتي إيش فيك؟ إيش صار لك؟ ليش

تبكي؟

ما ردت عليها، رمت نفسها في حضنها و صارت تشهق

حاوطتها من أكتافها و صارت تمسح على ظهرها لتهديها: أششش، يا روحي

بس، إيش صار لك أنتي؟ إيـ.. سكتت و ما كملت، توها تفهم عليها، حركت

رأسها بقلة حيلة و زادت من مسكتها عليها، تكلمت بهدوء غير اللي تحس فيه

: ليش وافقتي إذا هالشيء يعذبك كذي؟ كان رفضتيه!

حركت رأسها بالنفي و بعدت عنها و من بين شهقاتها: مـ.ـا قدرت.. ما قدرت..

أرفـ.ـضه.. أحبه.. خفت.. خفت يضيع مني.. خفت..

حركت رأسها بتفهم و رجعت حضنتها، و هي تمسح على شعرها: خلاص هدي

حالك، هو قال أنه رافضك بس مصيره يحبك، بتكوني معاه 24 ساعة، قدام

عيونه، زوجته و حلاله، أكيد بيتعلق فيك، أكيد بيحبك!

ما علقت و ضلت تبكي

أخذت نفس و كملت: خليك متفائلة، أنتي إيش تتوقعي راح يقدر يتركك بعدين،

مستحيل يا حبيبتي، شوفي هالإتفاق اللي هو سواه معاك كيف بينقلب عليه، بيحبك

و بيموت في هواك، بعدين تتذكريني و تقولي بسوم قالت!

بعدت عنها و صارت تمسح دموعها: بـ.ـس هو.. هو.. يحب غيري..

إبتسمت لها و صارت تبعد خصلات شعرها المبللة عن وجهها: إيش يسوي بهذيك،

ما تجي لولا ظفر منك، شقراء و عيونها ما أعرف كيف، لبسها الله يستر بس،

تتوقعي عمي بيرضى بوحدة مثلها؟ حركت رأسها بالنفي: مستحيل!!

نزلت رأسها و صارت تمسح أنفها بكم بجامتها: و إذا ما حبني؟

ضربتها على كتفها بخفة: ما أنتي وافقتي عليه، عيل تحملي!

رفعت رأسها بصدمة

ضحكت: أمزح.. هههههههه.. أمزح!!

قطبت حواجبها: لا تمزحي كذي!

مسكت أذونها: آخر مرة، سكتت شوي و كملت: خليك متفائلة!

حركت رأسها بالإيجاب: إن شاء الله!

إبتسمت لها: و لا عاد تبكي كذي، ما سمعتي الدكتور إيش قال!

حركت رأسها بالإيجاب و نزلته بحزن: يعني إيش خلاص بخسر نظري!

حركت رأسها بالنفي: لا، إن شاء الله ما يصير كذي! حطت يد تحت ذقنها و رفعت

رأسها لها: عمى ليلي و بس، ما راح يأثر عليك كثير، بس خليك بعيدة عن أماكن

المظلمة!

بعدت يدها و نزلت رأسها مرة ثانية: عمى ليلي إذا ما عالجناه بسرعة راح..

قاطعتها بسرعة: فرح، إيش فيك؟ من متى و أنتي بهالتشائم؟! هذا و أنتي

تتزوجي و بتسافري بعد كم من يوم، خليه يعالجك هناك!

إبتسمت بسخرية: و كأنه يهتم!

حركت رأسها بقلة حيلة: يا بنت تفائلي، تفائلوا بالخير تجدوه!

حركت رأسها بالإيجاب و ما ردت عليها

قامت و باستها على رأسها: يللا، أنا رايحة أنام و أنتي بعد نامي و بدل

ما تفكري في حبيب القلب اللي ما يدري عنك فكري عن صاحب المدونة اللي

هم ما يدري عنك!

ضحكت: إسمه أنجل ويذ بروكن وبنغس!

(Angel with broken wings)

(ملاك بأجنحة مكسورة)

حركت رأسها بمعنى أنا ما أهتم و صارت تمشي للباب: تصبحي على خير!

إبتسمت: و أنتي من أهله! تسكر الباب و هي حطت رأسها على مخدتها، ما تريد

تفكر فيه بس خلاص مانها قادرة تبعده عن فكرها، تعلقت فيه من صغرها و ما تعرف

متى حبته، حبته و صارت تحلم في حياتها معاه، ما قدرت ترفضه، خافت يضيع منها،

يضيع حبها الأول و الوحيد، ما كانت سهلة تسمعه يعترف لها بحبه لوحدة ثانية،

يوجع، يوجع كثير هالشعور، حب من طرف واحد، صعبة الواحد يحب و ما يعرف

إيش نهاية هالحب و الأصعب لما تعرف النهاية بس تنكرها..! تقلبت و صارت

على جنبها اليمين، رجعت شعرها على وراء و من ثم شبكت يدينها ببعض و حطتهم

تحت خدها، خايفة من الحياة اللي تنتظرها مع هالإنسان، خايفة موافقتها عليه تكون

أكبر غلطة إرتكبتها في حياتها، تعرف أنها بتتعذب معاه و بتتعذب كثير بس راضية

في أمل أنه بيجي يوم و يحبها، خايفة هالأمل ما يطلع إللا وهم، وهم بتصحى منه

متأخر و بتنصدم بواقعها، بواقع حب فـاشـل..!

بسمة: 24 سنة!

فرح: 21 سنة!


***************************


نزلت رأسها و صارت دموعها تنزل، شددت من قبضتها على التلفون و هي

تحاول تكتم شهقاتها: أنـ.ا .. أنا ما.. أريد أكون لغيرك.. بموت.. بموت..

جا لها صوته من طرف الثاني: يا حياتي، كم مرة قلت لك، لا تجيبي سيرة الموت

على لسانك، سكت شوي و كمل: أنتي لي و صدقيني أنا ماني متخلي عنك،

لو إيش ما يصير، أنا ما راح أسمح لأي أحد يأخذك مني!

حركت رأسها بالنفي: أنت.. أنت ما تفهم.. هو بكرة يجي.. يجي عشان يشوفني..

خايفة.. خايفة يوافق علي.. أنا.. ما أريد.. غيرك.. ما أريد.. و صارت تشهق.

: أششش، يا حياتي هدي حالك، أنا إيش قلت لك ألحين، أنتي لي و مستحيل تكوني

لغيري، فاهمة، مستحيل!

ما ردت عليه و ضلت بنفس حالتها

: هدي حالك و إسمعيني، حتى و لو وافق عليك، أنتي ما راح تتزوجيه على طول،

ما راح يأخذك بكرة و يمشي، لازم تهدي حالك، هدي حالك و إسمعيني!

رفعت خصلات شعرها الطايحة على وجهها و صارت تمسح دموعها: أسمـ..ـعك..

أخذ نفس و تكلم: بكرة خليك عادية و لا تحسسيهم بأنك رافضة..

رجعوا دموعها و قاطعته: ما أقدر.. أنا..

قاطعها و بنبرة حازمة: إسمعيني و لا تقاطعيني!

سكتت و حركت رأسها بالإيجاب و كأنه يشوفها

تكلم بهدوء: يا حياتي أنا تقدمت لك من قبل و أنتي تعرفي أنهم رفضوني،

حتى و لو تقدمت مرة ثانية راح يرفضوني، بس مثل ما قلت لك أنا ماني

متخلي عنك، بكرة روحي له و سوي نفسك عادية، جاري الكل بسالفة الخطبة،

أنا عندي فكرة، ما أقدر أخبرك عليها ألحين بس ثقي فيني، ثقي أنك ما تكوني

إللا لي!

مسحت دموعها: توعدني؟

: أوعدك!

سكتت شوي و هي تسمعه يأخذ نفس و يزفر: أنا.. أحبك!

: و أنا أحبك، أحبك و أوعدك أني ما راح أسمح لأحد يأخذك مني، ما راح

أسمح لأي أحد يلمسك غيري، أنتي لي أنا و بس، فاهمة؟

حركت رأسها بالإيجاب: آههم!

: يللا ألحين، إمسحي دموعك و نامي، بكرة راح يكون يوم طويل!

حركت رأسها بالإيجاب مرة ثانية و حطت رأسها على مخدتها

: إحلمي فيني!

إبتسمت: إن شاء الله! سمعت ضحكته و بعدها تسكر الخط، إختفت إبتسامتها

و أخذت نفس طويل تهدي حالها، يا ترى يقدر؟ يقدر يوفي بوعده؟ رمشت عيونها

و من ثم رفعتهم للساعة المعلقة على الجدار، 12:37، نزلت عيونها و غمضتهم،

باقي 13 ساعة، 13 ساعة و بتشوف هالشخص الجديد اللي جاي ليبعدها منه،

اللي جاي ليسرقها منه، حاقدة عليه و كارهته، كارهته بدرجة أنها خايفة تشوفه،

إيش لو ما قدرت تتحكم بحالها و ذبحته، إيش في وقتها؟ فتحت عيونها و رمشتهم

بهدوء، ليش وافقوا عليه و ما وافقوا على الشخص اللي هي إختارته لنفسها؟

ليش ما وافقوا على الشخص اللي قلبها إختاره لها؟ هو إيش ناقصه؟ قطبت حواجبها،

هم ما يهتموا أصلا، كل اللي يهمهم مصلحتهم، مصلحتهم من وراء هالإرتباط، يريدوا

يستغلوها، يستغلوها و بس، أخذت نفس، تقلبت و غمضت عيونها، بس هالمرة

ما راح تسمح لهم، ما راح تسمح لأي أحد يستغلها، مستحيل..!

أساور: 20 سنة!

شهاب: 22 سنة!

تحت بالكراج...

وقفت سيارتها و هي ترتجف و تحاول تلتقط أنفاسها، نزلت يدينها لحضنها

و شبكتهم ببعض، غمضت عيونها و هي تشكر ربها لأنها وصلت البيت بكل سلام،

حست بحرقة على حاجبها الأيسر فرفعت يدها و حطت أصابعها عليه تتحسسه،

نزلتها و هي تشوفها مدمية، لفت للمراتب الخلفية و سحبت علبة الكلينكس الطايحة

ما بينها، أخذت كم من حبة و نظفت أصابعها، أخذت كم من حبة ثانية و حطتهم

على حاجبها، رفعت يدها اليمين و هي تشوف الجرح الممتد من مرفقها لين تحت،

قطبت حواجبها و بعدها قطبتها أكثر و هي تحس بحرقتها تزيد، أخذت نفس

و رجعت رأسها لوراء تريحه، غمضت عيونها و زفرت: الحمد لك يا رب، الحمد لله!

ضلت كذي لشوي و بعدها فتحت عيونها و رفعتهم تشوف على الفلة، يا ترى

تكون صاحية؟ يا ترى تكون تنتظرها؟ يا ترى تكون خايفة عليها؟ تنهدت و نزل

ت عيونها ليدها، نزلت كم عبايتها لتغطي الجرح، عدلت شيلتها و بعدها لفت للباب،

فتحته و نزلت، سكرته و ضلت تشوف على الشباك المكسور، غمضت عيونها

و هي تتخيله ينكسر عليها، فتحتهم و هي تتمتم لحالها: آخخ، كان يعوور!

لفت و صارت تمشي لباب الصالة، فتحته بهدوء، دخلت و سكرته بنفس الهدوء،

مشت للدرج و جت بتحط رجلها على أولها بس سمعت صوتها فوقفت.

: وينك، صار لي ساعة أنتظرك، خفت عليك!

فتحت عيونها بعدم تصديق، صاحية؟! تنتظرها؟! خايفة عليها؟! إبتسمت

لنفسها و لفت بسرعة تشوف عليها، شافتها تبوسه على رأسه و تمرر يدينها

على أكتافه و كأنها تفحصه، لهالدرجة خايفة عليه؟! و هي؟! و هي ليش

ما تهتم فيها مثل ما تهتم فيه؟! ليش؟ مانها بنتها، ما تخاف عليها؟! كانت برع

البيت من الصبح و توها بس راجعة، ليش ما تسألها وين كانت؟ ليش تعامله

ا و كأنها غريبة؟ لـيـش؟ نزلت رأسها بحزن، لفت و صارت تركب الدرج بسرعة،

مشت لغرفتها، فتحت الباب و دخلت، مشت للتسريحة و هي تفسخ شيلتها

و عبايتها، وقفت قدام المراية و هي تحارب دموعها، مررت أصابعها على الجروح
اللي بوجهها و صارت دموعها تنزل: ماما.. لا تخافي علي.. أنا بخير..

و هي تحرك رأسها بالنفي: لا.. أبدا.. ما تعورت كثير.. ما يعور.. و هي

تنزل عيونها ليدها: ما يعور أبدا.. يومين و بشفى.. عادي.. أنتي لا تخافي

علي.. عادي.. لا تهتمي.. لا تهتمي أبدا.. نزلت رأسها، جلست على الأرض

و صارت تبكي: لا تهتمي.. مثل دايما.. و صارت تشهق، ما تعرف كم مر

عليها و هي بنفس حالتها، مانها راضية تهدي حالها، تعبت من هالحال،

ما تشتكي لأحد و ما راح تشتكي بس محتاجة لها، محتاجة لحضنها، لحضن

يحتويها، يهديها و يقول لها كل شيء راح يتصلح، ما تعرف متى راح

يجي هاليوم، ما تعرف إذا يجي و لا لأ..!

سمعت صوت الباب يندق، إرتبكت و صارت تمسح دموعها بسرعة، قامت

و ركضت للحمام، غسلت وجهها و بعدها نشفته بالفوطة، طلعت من الحمام

و هي بعدها تسمع الدق، مشت للباب، حطت يدها على المقبض، أخذت نفس

و بعدها أخذت نفس ثاني، غصبت إبتسامة على شفايفها و فتحت الباب.

رفع عيونه لها و بعدها إقترب منها بخطوة: شفت السيارة متعورة فجيت

أتطمن عليك، أنتي بخير؟

رجعوا دموعها فنزلت رأسها بسرعة: أمم.. ما فيني شيء، حادث..

حادث بسيط!

إقترب منها أكثر، حط يد تحت ذقنها و رفع رأسها له، ضل يشوف على

جروحها شوي و بعدها إقترب منها أكثر و طبع بوسة هادية على رأسها.

طاحت دمعتها على خدها بس مسحتها بسرعة، رفعت عيونها له و هو صار

يمسح على خدها بهدوء

إبتسم لها: تعبانة؟

حركت رأسها بالإيجاب

حرك رأسه بتفهم و طبع بوسة ثانية على رأسها: نامي و بكرة أفهم منك!

نزلت رأسها و ما ردت عليه

لف و صار يمشي

رفعت رأسها و شافته يفتح باب غرفته، يدخل و يسكره وراه، نزلت رأسها

و لفت تدخل غرفتها، سكرت الباب و مشت للسرير، جلست و هي تفكر فيه،

لولاه ما تعرف إيش كان بيصير فيها، وجوده حوالينها يقويها، قطبت حواجبها

و هي تتذكر أنه بيرجع يسافر بعد كم من يوم، تنهدت بقلة حيلة و نزلت عيونها

لمخدتها، مدت يدها و سحبت دفترها من تحت المخدة، فتحته من وسط وين

ما كانت حاطة قلمها، أخذت القلم و صارت تكتب، تكتب أحداث يومها، خوفاً

من أنه بيصير فيها مثل اللي صار قبل، خوفاً من أنها بتنسى كل شيء صار

بحياتها، خوفاً من أنها بتنسى نـفـسـهـا..!

أزهار: 23 سنة!

طلع من غرفتها و هو يفكر فيها، يعرفها، بتخبي و ما راح تخبره باللي صار،

تفضل تكتم كل شيء لنفسها و لا تشارك مع أحد، هي كذي، كتومة، مزاجية،

غريبة في أوقات، هبلة، دفشة و مجنونة في أوقات ثانية، فتح باب غرفته و دخل،

سكره و صار يمشي للتسريحة، مرات يفكر عندها إنفصام بالشخصية، إبتسم

على تفكيره، بس يمكن ليش لأ؟! رمى مفاتيحه و محفظته على التسريحة و بعدها

طلع تلفونه من جيب بنطلونه و حطه عليها، مشى للكبتات و أخذ بجامته، غير

ملابسه و بعدها صار يمشي للسرير، جا بيجلس بس رن تلفونه، رفع عيونه

للساعة المعلقة على الجدار، 1:30، إبتسم لنفسه، تكون هي، مشى للتسريحة

بسرعة، أخذ التلفون و رد:

I was waiting for your call

(كنت بإنتظار إتصالك)

وصل له صوتها الناعم:

I miss you

(إشتقت لك)

تنهد و صار يمشي للسرير:

Me, too

(و أنا أيضا)

رمى حاله على السرير و كمل:

Don’t worry, I’ll be there in a week

(لا تقلقي، سأكون هناك في أسبوع)

ردت عليه بصوت مخنوق:

You’ll be here and you’ll be married

(ستكون هنا و ستكون متزوجاً!)

قطب حواجبه و هو يتذكرها، ما عنده حل ثاني، حاول يقنعهم بس هم مانهم

راضيين يقتنعوا، مستحيل يقتنعوا، مجبور، مجبور يتحملها، يتحملها لفترة

و بعدها بيطلع أي عذر، أي عذر ليفتك منها، هو ما يريدها و هي تعرف هالشيء،

هو ما يريد يظلمها و عشان كذي إعترف لها، وافقت عليه و وافقت على كل

شروطه، ما راح تنظلم و ما راح تتأذى! إنتبه لحاله على صوتها

: Are you with me

(أأنت معي؟)

أخذ نفس و حرك رأسه بالإيجاب:

Don’t worry, Hannah, she doesn’t mean anything

to me.

I love you and I want, only, you

(لا تقلقي، هانا، أنها لا تعني لي شيئاً، أنا أحبك، و أريدك أنتِ فقط!)

سمعها تتنهد بس ما تكلمت فكمل:

Trust me

(ثقي بي!)

: I trust you

(أثق بك!)

إبتسم:

Then, see you soon

(إذاً، أراكِ قريبا!)

: I hope so

(آمل ذلك!)

ضحك و هي ضحكت و بعدها سكرت التلفون، رفع التلفون يشوف على الشاشة،

جننته هالبنت، بالأول كانت مجرد زميلة بالدراسة و بعدها صارت صديقة و ألحين

حبيبة، حبها ما بيده، يعرف هي غير، جنسيتها مختلفة، لغتها مختلفة، ديانتها

مختلفة، بس هالأشياء صارت ما تهمه، اللي يهمه أنه يعرف أنها تحبه، تحبه

هو و بس، يعرف أنها ما تناسب عيشتهم، ما راح تقدر تتأقلم مع حياته إذا

جت هنا بس هو راضي يضل عندها، هو يقدر يتأقلم معاها فليش يجبرها على

شيء هي ما تقدر عليه، هو يحبها و راضي يتغير عشانها..!

عماد: 25 سنة!


***************************


غمض عيونه و من ثم فتحهم و هو يحس برؤيته اللي صارت ضبابية، قطب

حواجبه و هو متضايق من أصوات البوري للسيارات اللي صارت تجاوزه، نزل

الشباك و طلع رأسه: يـ.ـا حيواان.. ولد الكـ.ـلب.. زادهم كم من سبة و هو

يتلعثم بكلماته، دخل رأسه و هو توه ينتبه لسيارته اللي إنحرفت عن الطريق،

جا بيدعس على البريك بس دعس على البنزين، ما حس بحاله اللي و هو يصدم

أحد أعمدة الكهربائية بطرف الشارع، رمش عيونه مرة، مرتين، ثلاث مرات

و هو يريد يستوعب اللي صار، عصب، فتح الباب و نزل من السيارة، صار

يمشي للعمود و هو يترنح بمشيته، وقف بجنبه و صار يضربه و يصرخ عليه

: يــا حـقـيـر.. مـا شفت .. السيارة.. هــا؟؟ ما شفتها جـايـة لك؟؟ ليش

ما تحركت.. كــلـــب!!! و هو يحاول يدفعه: تحرررك.. تحرك مـ.ـن هنا..

تحرررك..، عصب أكثر و هو يشوف العمود جامد بمكانه، رجع على وراء

و رفع رأسه يشوف إرتفاع العمود، إبتسم: سـامحتك.. هالـمـ.ـرة.. مرة الجاية..

ما بسامحك.. و هو يحرك سبابته بالنفي: نو.. نو.. نو.. ما بسامحـ.ـك..

لف و صار يمشي للشارع، وقف على الرصيف و هو يأشر للسيارات عشان

توقف له، كلما تمر سيارة من قدامه و ما توقف، يطيح في صاحبها سب و يدعي

عليه، ضل على نفس حالته لأكثر من ربع ساعة لين توقفت له سيارة تاكسي،

ركب و تمدد على المراتب الخلفية، فك زر دشداشته و غمض عيونه: خذنـ.ـي..

لبـ..ـيتي..

لف عليه صاحب التاكسي و تكلم: وين بيتك؟

فتح عيونه و رجع غمضهم و هو يحك خده: هـ.ـنـاك.. شارع الفـ..لل.. خوير..،

و صار يتمم بكلام غير مفهوم: خذني.. حبيـ..ـبتي.. مـ.ـا أر..يد.. أتأخـ.. ر..

أنت.. ما تعرف.. إشتقـ..ـت.. لها.. أحـ..ـبها.. راحت.. و صار صوته يختفي

شوي، شوي لين سكت و غفى.

تنهد بقلة حيلة و حرك سيارته، قدر يلتقط خوير و شارع الفلل فحرك سيارته

لهالمنطقة

بعد عشرين دقيقة ...

إنتقز و هو يحس بشيء بارد ينكب على وجهه، فتح عيونه و هو يقطب

حواجبه بقوة: بعد.. عني..

صاحب التاكسي و هو يمسك يده: تعال يا أخوي، إنزل، وصلنا لشارع الفلل!

فك يده منه و رجع غمض عيونه: أي شـ.ـارع؟!

أخذ نفس طويل و زفر: صبرني يا رب! مسك يده مرة ثانية و صار يسحبه

لبرع السيارة

قطب حواجبه أكثر من قبل و هو يحس نفسه ينسحب، و هو يحاول يفك يده

: هيي.. فكني.. خليني.. خليني..

ما رد عليه و ضل يسحبه لين طاح من السيارة

جلس على الأرض و صار يحك رقبته

حرك رأسه بقلة حيلة: شاب في هالعمر و تدمر حالك كذي؟

رفع عيونه: أي عمر؟!

تنهد و صار يمشي لسيارته: ما أقول غير الله يهديك و يصبر أهلك عليك!

ركب بسرعة و حرك السيارة

ضل جالس بمكانه شوي و هو يلتفت حوالينه، إبتسم لنفسه، قام وصار يمشي،

عدى أول فلة بس رجع لها مرة ثانية، وقف قدام باب الشارع و هو يحاول يفتحه،

ما إنفتح فكمل طريقه، وصل للفلة الثانية و حاول يفتح الباب بس ما إنفتح،

قطب حواجبه و كمل طريقه، وصل للفلة الثالثة و حاول يفتح الباب بس هم

ما إنفتح: زعلانـ.ـين مني؟! رفس الباب بقهر و بعدها صار يكمل طريقه للفلة

الرابعة، فتح الباب و إنفتح، إبتسم و دخل للحديقة، مشى للدرج و صار يركب

بس تعثر و طاح: آآآآآآخخخخ.. صرخ بقهر: إيـش فـيـكـم عـلـي؟!؟

: رجعت!!

رفع عيونه لها و إبتسم: يمة حبيـ.ـبتي..

أخذت نفس تهدي حالها و من ثم مشت له، نزلت لمستواه و قطبت حواجبها

و هي متضايقة من ريحته، تنهدت بقلة حيلة، مسكته من أكتافه و صارت توقفه

: يللا يا ولدي، قوم، خلينا ندخل!

إبتسم لها أكثر و حرك رأسه بالإيجاب، حط يده على الدرج و صار يحاول

يرفع نفسه: يمة.. لا تزعلي مني.. لا تتركيني.. لا تكوني مثلها.. تركتني..

تركتني.. راحت..

ما ردت عليه، حاوطته من أكتافه و صارت تساعده على المشي، أخذته لجناحه،

فتحت الباب و صارت تمشي معاه للغرفة، فتحت الباب و مشت للسرير، ساعدته

ينسدح و حطت رأسه على مخدته

غمض عيونه و هو يتمتم بكلام غير مفهوم: حبـ.ـيتها.. أكث..ـر.. مـ..ن

الكل.. بس.. زعلت.. راحـ.ـت.. را.. حـ.ت.. را..حـ.ـت..

ما تكلمت، مشت لرجوله و فسخت نعلانه، سحبت البطانية و غطته، جلست

على طرف السرير و صارت تمسح على رأسه بهدوء

: تركتني.. يمـ.ـة.. لحا.. لي.. ليـ..ش.. سو..تها.. فيـ.. ني .. ليش..

ما أريد.. أعيش.. بدونها.. ما بدونـ..ها.. بـموو..ت.. بموت.. بموت..

إقتربت منه و باسته على رأسه، ما قدرت تمسك دموعها أكثر من كذي فصارت

تبكي بصمت، وحيدها، ما عندها غيره، يدمر حاله و قدامها، يألمها، تتقطع

و هي تشوفه بهالحال بس ما تعرف كيف تمنعه، حاولت كثير بس فشلت، فقد

رغبته في الحياة، هي ماتت و هو بيموت وراها، بيموت إذا إستمر على هالحال،

خايفة عليه، خايفة أنه بيطلع في يوم و ما يرجع لها، إيش بتسوي في وقتها؟

ما تقدر تخسره، هو كل اللي بقى لها، هو كل اللي عندها، مسحت دموعها و هي

تدعي ربها أنه يرجع مثل أول، يرجع يعيش..! أخذت نفس و قامت، مشت لباب

الغرفة بس لفت تشوف عليه، أخذت نفس الثاني و طلعت، سكرت الباب و صارت

تمشي لباب الجناح، طلعت و مشت لغرفتها، دخلت و سكرت الباب، فسخت جلبابها

و مشت لسريرها، جلست و صارت تستغفر، حطت رأسها على مخدتها و هي بنفس

حالتها، بعد فترة ثقلت عيونها فغمضتهم بس فتحتهم بسرعة و هي تسمع صوت

صياحها، جلست بسرعة و هي مفزوعة: بسم الله، بسم الله! قامت وصارت تمشي

لباب الغرفة بسرعة، فتحته و طلعت، شهقت و هي تشوفه حاملها من يد وحدة

و يمشي لها بعصبية و يصرخ.

: يـممممـة!! كــم مــرة قـلـت لـك ما أريــدهـا، مــا أريــدهـا حـوالـيـني!!!

بــذبــحــهــا!!!!

شهقت مرة ثانية و مشت له بسرعة، سحبتها من يده بسرعة و حاوطتها لصدرها

و بخوف: بسم الله عليها، بسم الله!!

لف و بنفس حالته: شـفـتـهـا مـرة ثـانـيـة فـي جـنـاحـي والـلـه بــذبــحــهــا!!!!

ما ردت عليه و صارت تمشي لغرفتها و هي تحاول تهديها، كان بيخلع يدها

الصغير، بيكسرها، صغيرة، ما تتحمل قسوته، ما تتحمل، يلومها و هي تعرف،

يلومها على اللي صار، مسكينة، إيش غلطتها، ولدت يتيمة الأم، إنحرمت من

حنان الأم و هذا هو ألحين بيحرمها منه، بيرحمها من أبوها..!

الأم: مريم-50 سنة!

عادل: 30 سنة!

وسن: 7 أشهر!

.

.

.

.

.

و بـــس.. هذي كانت البداية.. تعرفتوا على الشخصيات و راح تتعرفوا عليهم

أكثر مع البارتات الجاية..

في كم من شخصية باقية.. بتظهر في البارتات الجاية إن شاء الله..

البارتات الجاية راح تكون في الماضي.. قبل 10 أشهر.. راح نعيش معاهم

موقف، موقف لين ما نوصل للمواقف اللي بالبداية..

يا ترى من إرتبط في من و كيف إرتبطوا في بعض؟!




 توقيع : البارونة

البارونة


رد مع اقتباس
قديم 4 - 11 - 2024, 03:59 AM   #4


الصورة الرمزية البارونة

 عضويتي » 1746
 جيت فيذا » 13 - 7 - 2024
 آخر حضور » 11 - 11 - 2024 (05:19 PM)
 فترةالاقامة » 123يوم
مواضيعي » 33
الردود » 1617
عدد المشاركات » 1,650
نقاط التقييم » 350
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 48
الاعجابات المرسلة » 13
 المستوى » $34 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهAlbania
جنسي  »  Male
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  » اعزب
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل 7up
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله baunty
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةNGA
ناديك المفضل  » ناديك المفضلahli
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضلهBentley
 
الوصول السريع

عرض البوم صور البارونة عرض مجموعات البارونة عرض أوسمة البارونة

عرض الملف الشخصي لـ البارونة إرسال رسالة زائر لـ البارونة جميع مواضيع البارونة

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony


 
الاوسمه الحاصل عليها
 
وسام  
/ قيمة النقطة: 50
مجموع الأوسمة: 1...) (المزيد»

مجموع الأوسمة: 1

البارونة غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية لم أكن هكذا من قبل ولكن بحبك تاهت عناويني للكاتبة Golden Apple




عنوان (2)...


My path is difficult… It seems like a maze

But knowing you’re out there, keeps me

going regardless of the haze


طريقي صعب...يبدو وكأنه متاهة

لكن معرفة أنك هناك، يبقيني


الذهاب بغض النظر عن الضباب









رفع صوت المسجل اللي إمتزج بصوت ماكينة السيارة، شعور غريب، شعور خيالي،

يقدر يحس بحرارته ترتفع و الأدرنالين اللي صار يتدفق في جسمه، عيونه على

نهاية الشارع، لازم يوصل، يوصل بسرعة اللي حاطها في باله، نزل عيونه لمؤشر

السرعة، 160 كم/س، لا، ما هذا هدفه، يريد يوصلها لـ 200 كم/س، إبتسم

لنفسه و غير الغير (الترس- gear)، دعس على البنزين و هو يشوف المؤشر

يرتفع، 170، 180، 185، 190، باقي شوي، شوي و يوصل للسرعة القصوى،

للسرعة اللي يريدها، رفع عيونه للشارع بس رجع نزلهم للمؤشر: أيـــــوا!!

يـــــس!! 200!! صرخ لنفسه بحماس لما شاف هالعدد: ووووووهــــــــــــو!!!

و أخـــيـــراً!! مانه قادر يصدق، مبسوط، إللا طاير من الفرحة، ألحين راح يقدر

يسابقهم بدون أي تردد، قدر يوصل لهالسرعة يعني يقدر يفوز عليهم، إبتسم أكثر

و قرر يخفف سرعته بس فجأة، ما يعرف من وين، طلعت على الشارع و وقفت قدامه،

كأنها تنتظره، تنتظر هالصدمة، إرتبك، حط يده على البوري و رجله على البريك بس

بلا فايدة، لا هي تحركت من مكانها و لا السيارة توقفت، إرتبك أكثر و هو يشوف

نفسه يقترب منها أكثر و أكثر، طلع رأسه من الشباك و هو يصرخ: بـــعـــدي!!

بس لا حياة لمن تنادي و كأنها جمدت بأرضها، إقترب منها أكثر حتى وصل لها

و .. صــدمـــهـــا..!

فتح عيونه بسرعة و هو مفزوع من هالحلم، بعد البطانية عنه و جلس، أنفاسه

متسارعة و دقات قلبه تتسابق مع بعضها، رفع يدينه المرتجفة لوجهه و صار يمسح

العرق بتوتر: أستغفر الله، و هو يأخذ نفس ليهدي حاله: أستغفر الله! نزل يدينه

و غمض عيونه، مانه حلم، مانه حلم و بس، للأسف هذي حقيقة، حقيقة عاشها بكل

تفاصيلها، حقيقة مؤلمة من ماضيه، فتح عيونه و أخذ نفس ثاني، قام و صار يمشي

للكبتات، أخذ فوطته و بعدها دخل الحمام.

تحت - على طاولة الفطور...

كانت جالسة على الطاولة لحالها، تنتظر أحد ينزل ليفطر معاها، ما تحب تأكل لوحدها،

أمها طلعت من الصبح للسوق و لين ألحين ما رجعت، إبتسمت لنفسها و هي تتخيلها

راجعة و هي مشترية السوق كله، ضحكت بخفة: بتسويها!! ضحكت أكثر و بعدها إنتبهت

لحالها، إذا أحد نزل و شافها كذي يفكرها مجنونة، سكتت و عدلت جلستها، رفعت عيونها

للساعة، 11:05، لين ألحين نايمين؟ تنهدت بملل و مدت يدها لصحن التوست بس

تراجعت و صارت تلتفت حوالينها، شافته نازل من الدرج فزفرت: و أخيراً!

نزل و صار يمشي لها: صباح الخير!

ردت بإبتسامة: صباح النور! أول ما خلصت من هالكلمتين إختفت إبتسامتها و بنبرة

حادة: أنت وين كنت أمس بالليل؟ ليش كل هالتأخير..

قاطعها و هو يسحب كرسي بمقابلها و يجلس: رنا بليز، ما ناقصني، ترى أمس يمة

كفت و وفت، زفتني زف محترم، ما راح أنساه طول ما أنا عايش!

رنا بنفس نبرتها: زين سوت فيك، ترى أنت صاير مستهتر، مهمل دراستك و تركض

وراء هالشباب!

حرك عيونه بملل و ما علق، أخذ صحن التوست و أخذ له حبتين، رجعه مكان ما كان

و جا بيأخذ الجام (مربى) بس يدها منعته.

رنا و هي تمسك يده: سامر، لا تسوي كذي بنفسك، تسمع الكلام من أذن و تطلعه

من الأذن الثاني، ترى نحن اللي نقوله، نقوله لمصلحتك!

سامر و هو يرفع عيونه لها و يحاول يفك يده من يدها: رنا، كيف ألحين، بتخليني

آكل و لا لأ؟

قطبت حواجبها: الكلام معاك ضايع!

إبتسم: عيل لا تضيعي كلامك!

قطبت حواجبها أكثر، فكت يده و صارت تأكل

إبتسم أكثر و هو يشوف حواجبها المقطبة، ما علق، نزل عيونه لصحنه و جا

بيأكل بس حس بضربة على رأسه، تضايق و رفع عيونه لها: خير؟!

نمارق و هي تسحب كرسي بجنبه و تجلس: أنت أمس وين كنت؟

تنهد بملل: أفف، ما صارت، كنت طالع مع شباب، تأخرت شوي..

رنا و هي تقاطعه بسرعة: أي شوي، ها؟ أنت راجع اليوم الفجر ساعة 4:30!

هذا شوي؟!

قام و بعصبية: و إذا؟! أنـا مـانـي طـفـل صـغـيـر تـحـاسـبـونـي عـلـى كـل طـلـعـاتـي،

أنـا أعـرف إيـش صـح و إيـش غـلـط، و بـعـديـن الـيـوم الـخمـيـس و إذا تـأخـرت

مـانـهـا كـبـيـرة، لـيـش أنـتـو تـكـبـروهـا لـهـالـدرجـة؟ الـعـيـشـة فـي هـالـبـيـت

صـايـرة مـا تـنـطـاق!! لف و صار يمشي عنهم

نمارق: إنزين خلاص لا تزعل، تعال كمل فطورك!

سامر و هو يركب الدرج و بدون ما يلتفت لها: شـبـعـت، مـشـكـوريـن!

تنهدت و حركت رأسها بقلة حيلة، إلتفتت لها و تكلمت: كان لازم تفتحي له الموضوع

على الفطور؟

رنا و هي تقطب حواجبها: أنا سكرته بس أنتي جيتي و فتحتيه و أنا كملت، ألحين

أنا صرت غلطانة لأني خايفة عليه؟ سكتت و هي تنتظر رد منها بس هي ما ردت

فكملت: أصلا أنا مستغربة منك، كونك الأكبر و ساكتة و كأنك ما تهتمي، ليش أنتي

كذي باردة؟

نمارق نزلت عيونها لصحنها و ما ردت، فضلت تسكت و لا تزيد في هالسالفة

غرفة سامر...

دخل الغرفة و صفق الباب وراه، مشى للسرير و رمى حاله عليه، مرر يده في شعره

و تأفف، ما عاد صغير، كبر بس هم مانهم راضيين يفهموا هالشيء، يريدوا يتحكموا

فيه، يتحكموا في كل شيء يسويه، مل منهم، ما يقدر يتنفس إللا و هم يحاسبوه عليه،

يحس نفسه في قفص، قفص صعب يطلع منه، صعب يهرب منه، تأفف بقهر و جلس

، هو مانه مهمل دراسته، كل سنة يطلع لهم من الأوائل، يسوي كل اللي يقدر عليه ليضل

كذي، هو ما يمشي مع حيا الله أي واحد، هذولا أصدقائه، صار له أكثر من ثلاث سنوات

معاهم، يثق فيهم، ما راح يغلطوا و لا راح يخلوه يغلط، يثق فيهم أكثر من نفسه بس

ثقته مانها كافية لهم، يريدوا يتحكموا حتى فيهم، لو كان بيدهم، كان إختاروا أصدقائه

بنفسهم، عددوهم له..!

رفع عيونه لتلفونه اللي صار يرن، أخذ نفس، زفر و قام، مشى للتسريحة و أخذ التلفون،

ضل يشوف على الشاشة شوي و بعدها أخذ نفس ثاني و رد: ألو...، أيوا...، لا عادي،

ماني نايم...، الليلة؟ و هو يفكر فيهم: أمم، صعبة شوي...، لا، إيش هالكلام؟...،

خلاص إنزين تم!...، هههههههه لا، بجي خلاص...، أيوا أكيد...، يللا باي، باي!!

سكر منه و تنهد، راح يرضوا؟ حك رأسه بقلة حيلة، هم ما لازم يعرفوا أنه طالع،

بيطلع بدون ما يخبرهم، إبتسم بخبث لنفسه و صار يمشي لكبتاته!

سامر: 17 سنة!

تحت بالصالة...

نزل من الدرج و هو يلعب في تلفونه، رفع عيونه لهم و شافهم جالسين قدام التلفزيون،

لف و صار يمشي لهم، إقترب منهم و بإبتسامة: صباح الخير!

إبتسموا له: صباح النور!

رنا بإبتسامة خبيثة: كيف نفسية المعرس؟

فهد رفع حاجب و هي كتمت ضحكتها فتكلمت: ما عاد ينفع الحاجب معانا!

إبتسم لها و من ثم صار يلتفت حوالينه: يمة وينها؟

نمارق و هي تعدل أظافرها و بدون ما ترفع رأسها له: طالعة!

فهد بإستغراب: على وين من صباح الله خير؟

نمارق بنفس حالتها: رايحة السوق، تقول لازم تأخذ هدايا للبنت!

فهد: أي بنت؟!

رفعت رأسها له: من جدك؟ خطيبتك!

فهد و هو يحرك رأسه بالنفي: بعدها ما صارت خطيبتي، أنا بعدني ما شفتها!

رنا: بس راح تشوفها اليوم!

فهد و هو يمشي لباب الصالة: أيوا بشوفها و بعدين بخبركم رأيي فيها، يمكن

أوافق و يمكن لا!

رنا: الله يستر من رأيك بس!

ضحك بخفة و فتح باب الصالة، جا بيطلع بس وقفته.

رنا و هي تقوم بسرعة و تمشي له: على وين؟

إلتفت لها: عندي كم شغلة لازم أخلصها و بعدها برجع!

حركت رأسها بالإيجاب: آها، بس لا تتأخر!

إبتسم لها و قرصها على خدها: إن شاء الله!

إبتسمت و بعدت يده: بابا ما قال متى يرجع؟

فهد و هو يحرك رأسه بالنفي: لا، يمكن يومين و يرجع!

قطبت حواجبها و ما علقت

إبتسم و بعدها لف عنها و طلع


***************************


وقفت قدام التسريحة تعدل شيلتها، رفعت عيونها للساعة المعلقة على الجدار،

كم من دقيقة و يوصل، كم من دقيقة و راح تشوفه، تكره هاللقاءات، تكرهها كثير،

تكرهها لأنها تعرف أنه أول ما يعطيها ظهره هي بتبكي، تكرهها لأنها تخاف أنها

ما بتقدر تتماسك و بتضعف، تضعف و ترمي نفسها في حضنه، تكرهها لأنها تعرف

دقات قلبها لين ألحين تجن بشوفته، تجن و تجننها، يألمها، يألمها كثير لما تتذكر

هذاك اليوم، كانت مزينة البيت بأحلى الزينة، مبخرته بأطيب البخور، مرتبته مثل

ما يعجبه، كانت مبسوطة و فرحتها برجعته ما كانت تنوصف بالكلام، طول الوقت

و هي تمرر نظرها من الباب للساعة، من الساعة للباب، تعد الساعات، الدقائق، الثواني،

أول مرة يغيب عنها لفترة طويلة، جالسة على نار، دموع الشوق في عيونها، أول

ما إنفتح الباب ركضت له و إرتمت في حضنه، كانت بتخبره، بتخبره إيش كثر هي

إشتاقت له، إشتاقت لكل شيء فيه بس هو ما عطاها هالفرصة، بعدها عنه و بكل برود

نطقها: أنتي طالق!

غمضت عيونها بسرعة تمنع دموعها من النزول، أخذت نفس لتهدي حالها و بعدها

أخذت نفس ثاني و زفرت، ما تعرف إيش اللي غيره عليها، ما تعرف إيش صار

بهالسفرة اللي غير قلبه، ما عاد يحبها؟ دخلت في حياته وحدة ثانية؟ وحدة تحل محلها؟

ما تعرف، ما عطاها أي سبب للطلاق، ما نطق بأي حرف بعد هالكلمتين، ضل ساكت يسمع

شهقاتها، ضل ساكت و هي تحترق بنار قلبها، حطمها و ما همه، حطمها و تركها

متحطمة..!

فتحت عيونها و نزلتهم للمراية تشوف نفسها، وجهها ذبلان بطريقة مخيفة، باهت

و ما عاد له أي رونق، خدودها الحمراء ما عادت حمراء و عيونها الوساع صغرانة،

إقتربت من المراية و هي تشوف السواد تحت عيونها، النوم مجافيها، ما تعرف متى

كانت آخر مرة نامت مرتاحة، لا تعرف، نامت في حضنه، صدره كان مخدتها، حركت

رأسها بالنفي بسرعة تبعد هالذكرى، تطعنها! سمعت الباب يندق فإرتبكت، أكيد وصل،

وصل و إقترب وقت هاللقاء، أخذت نفس تشجع حالها و بعدها لفت و صارت تمشي للباب،

حطت يدها على المقبض و أخذت نفس ثاني، فتحت الباب و رفعت عيونها لعيونه.

عبدالله بهدوء: ينتظرك تحت بالحديقة!

حركت رأسها بالإيجاب، طلعت من الغرفة و صارت تمشي للدرج بس وقفها

عبدالله و هو يمشي لها: ليلى!

لفت تشوف عليه

عبدالله: تريديني أنزل له أو أخبر عزوز..

قاطعته و هي تحرك رأسها بالنفي: لا عادي أنا بنزل له، و بإبتسامة مغصوبة: هيا

و هالا ما راح يدخلوا معاكم، لازم شوية صراخ و صياح!

حرك رأسه بتفهم و إبتسم لها: عيل روحي، لا تتأخري عليهم!

حركت رأسها بالإيجاب و هي تكمل بنفس إبتسامتها، لفت و صارت تنزل الدرج،

مشت لباب الحديقة و طلعت، شافته جالس على إحدى الكراسي، معطيها ظهره

و يضحك مع البنات، نزلت عيونها و من ثم رفعتهم له و صارت تمشي له، وقفت

وراه و بهدوء غير اللي تحس فيه: طارق!

لف يشوف عليها و من ثم لف عنها، نزل بنته من حضنه، قام و رجع لف لها: ليلى،

و هو ينزل عيونه لبناته و من ثم يرفعهم لها: كيف حالك؟

رفعت عيونها لعيونه و فضلت ما ترد عليه، ليش هو ما يعرف هي بأي حال!

نزل عيونه بسرعة يتهرب من نظراتها، ما يقدر يتحملها: أمم.. و هو يأخذ نفس

: بمشي ألحين، جيت أوصلهم!

نزلت عيونها لبناتها و مدت يدينها لهم

إقتربوا منها و مسكوا يدينها

رفعت عيونها له و تكلمت: في شيء ثاني؟

حرك رأسه بالإيجاب و بتردد: أمم.. ممكن نتكلم لحالنا شوي.. أقصد..، و هو

يرفع عيونه لها: بدون البنات!

زادت من مسكتها على يدينهم و تكلمت: ليش؟ إيش في؟

نزل عيونه مرة ثانية: أرجوك، ما بيأخذ دقيقة!

ضلت واقفة شوي بدون أي حركة، أي رد و بعدها أخذت نفس و نزلت لمستواهم

: يللا يا حبيباتي، أنتو إدخلوا أنا ألحين بلحقكم!

هيا و هي تقطب حواجبها: ليش ما تدخلي معانا؟

إبتسمت لها بهدوء: هيونة حياتي، بتكلم مع بابا شوي و بعدها بدخل لكم!

إلتفتت لبنتها الثانية، أخذت يدها و حطته في يد أختها الكبيرة: يللا روحوا،

أنا ألحين بجي!

حركوا رؤوسهم بالإيجاب و صاروا يمشوا للداخل و هم كل شوي يلتفتوا لهم

لين دخلوا و ما بقى أي أثر لهم

هيا: 6 سنوات!

هالا: 5 سنوات!

قامت و عدلت وقفتها: خير؟!

أخذ نفس يتشجع و بعدها تكلم بسرعة: من أسبوع الجاي أنا ما عاد أجي لهم!

رفعت عيونها له بصدمة: إيــش؟!؟

نزل عيونه بسرعة و حرك رأسه بالإيجاب: اللي.. اللي سمعتيه، أنا خلاص ما عاد

أريدهم عندي، أنا ما فيني أعور رأسي معاهم، أنتي أمهم و دبري حالك!

حركت رأسها بعدم تصديق و نزلته، رمشت عيونها مرة، مرتين، ثلاث مرات و هي

تحاول تستوعب اللي سمعته، ما تعرف إذا تصدق هالكلام و لا لأ، هي تعرف إيش كثر

هو متعلق في هالبنتين، إيش كثر يعشقهم، ما يكتمل يومه إللا و هو يسمع صوتهم،

يسمع ضحكتهم، يستنشق ريحتهم، يحاوطهم لصدره، ما عاد يريدهم؟! هالشيء مستحيل،

مـسـتـحـيـل..! لـحـظـة.. ليش مستحيل؟ ما هو كان يقول أنه يحبها و يعشقها؟ ما هو

كان يقول أنه ما يقدر بدونها؟ ما هو كان يقول أنها الهواء اللي يتنفسه؟ إذا قدر يتركها

هي عيل يقدر يتركهم بكل سهولة، يقدر يتركهم مثل ما تركها! تجمعت الدموع في

عيونها و رفعتهم له، ضلت تشوف عليه بدون أي كلمة.

طارق و هو يرفع عيونه لها و من ثم ينزلهم بسرعة: مصروفهم راح يوصل لك

مثل قبل و إذا إحتجتي لشيء.. سكت لأنها رفعت يدها تمنعه من الكلام!

ليلى و هي تحاول بقدر الإمكان تمسك دموعها اللي صارت تحرق عيونها: يكفي طارق!

يكفي! و هي تحرك رأسها بالنفي: بناتي مانهم محتاجين لك و لفلوسك، إذا أنا قدرت

أكمل حياتي بدونك عيل هم بعد راح يقدروا، بيتعودوا!

طارق: ليلى أنا..

قاطعته بسرعة: ما عاد في بيننا أي كلام، تقدر تروح! لفت عنه و صارت

تمشي للداخل.

ضل يلاحقها بعيونه لين ما بقى غير طيفها، نزل عيونه و صار يمشي لسيارته،

فتح الباب، ركب و سكره بهدوء غير اللي يحس فيه، شغل السيارة و حط يدينه

على السكان بس ما حركها، رفع عيونه للفلة و ثبتها على بلكون غرفتها، كان خايف،

خايف كثير، خايف يضعف، يضعف و يعترف لها، حط يد على قلبه، أخذ نفس و زفر،

الضجة اللي تسويها دقات قلبه كلما تكون قدامه تجننه، تجننه و هو ما بيده شيء يسويه،

كان يحس أن قلبه بيطلع في أي لحظة و يركض لها، ما يعرف كيف قدر يتدارك،

ما يعرف كيف قدر يتماسك، كيف قدر يتظاهر بهالقوة بس كان لازم، لازم عشان يقنعه

ا بكلامه، لازم عشان ما ينكشف، صعبة يشوفها تذبل يوم وراء يوم و ما يرجعها له،

صعبة يشوف دمعتها متعلقة برموشها و ما يسحبها لحضنه، غمض عيونه بقوة و تنهد،

ما عنده حل ثاني، لازم يقسى عليها، لازم يعذبها ألحين عشان ما تتعذب بعدين، ما تتعذب

بسببه، فتح عيونه و بعدها أخذ نفس و حرك السيارة: أنا آسف..!

طارق: 33 سنة!

داخل الفلة – غرفة ليلى...

دفنت رأسها في مخدتها و هي تحاول تكتم شهقاتها، هذي حالتها كل مرة بعد ما تلتق

ي فيه بس هالمرة الوجع أكبر، هالمرة الحرقة أكثر، تركهم مثل ما تركها، إذا سألوها

عنه إيش بترد عليهم، كيف تفهمهم أنه ما عاد يريدهم؟ راح يفهموا؟ ما راح يقدروا،

هم لين ألحين مانهم قادرين يتأقلموا على هالوضع، لين ألحين مانهم قادرين يفهموا ليش

هم ما عادوا مع بعض، ليش ما يجتمعوا في بيت واحد مثل قبل، كيف تفهمهم ما تعرف،

صعبة و ألحين صعبها لها أكثر، قالت له أنهم بيتعودوا، كيف تعودهم على غيابه و هي

لين ألحين مانها قادرة تعود نفسها على هالشيء، مانها قادرة و ما راح تقدر، ما قدرت

تمسك حالها أكثر من كذي فإستسلمت لشهقاتها..!

تحت – المطبخ...

سحب كرسي، جلس و حط التلفون عند أذنه: حبيبتي، إيش فيك؟ معقولة ما تثقي

فيني..، أكيد أنا ماني مثل باقي الشباب..، و هو يبتسم لنفسه بخبث: أنا أحبك،

تعرفي إيش يعني أحبك؟ يعني ماني قادر أفكر إللا فيك، ماني قادر أشوف غيرك،

ماني قادر أتخيل حياتي بدونك..، آها، أكيد..، صدقيني أنتي الوحيدة اللي دق لها

قلبي..، والله..، تريديني أحلف لك مرة ثانية، عيل والله، والله، والله، أنتي يا حياتي

تكفيني و ما مالي عيني غيرك..، صدقتيني ألحين..، و هو يزفر: و أخـيـراً..،

ههههه..، أمم.. يعني متى بنلتقي..، أفا، يعني ما تثقي فيني..، تزعليني منك..،

بكرة؟ خلاص عيل بكرة أشوفك..، إن شاء الله..، و أنا أموت فيك!

سكر منها و هو يكلم حاله: أسهل مما توقعت!

: عبدالعزيز!

قطب حواجبه بقوة، معقولة سمعته، معقولة يكون إنكشف عندها، أخذ نفس، قام

و دار لها

تقدمت منه بخطوة و بنبرة حادة: أنت من كنت تكلم؟

بلع ريقه و صار يحك أذنه بإرتباك: يمة أنا.. أمم.. كنت أكلم صديقي!

إقتربت منه أكثر و بشك: صديقك؟

بلع ريقه مرة ثانية و حرك رأسه بالإيجاب

حركت رأسها بالإيجاب و بحزم: إسمعني يا عبدالعزيز، تعرفني و أنا أمك

و الله إن عرفت أنك رجعت لخرابيطك، تشوف شيء ما شفته!

بلع ريقه للمرة الثالثة بس هالمرة إنبلع بصعوبة: يمـ.. يمة.. إيش هالكلام، أنا..

أنا ما عدت صغير، و هو يحاول يبين عادي: أنا ما أنكر أني غلطت بس ندمت

و خلاص ما عدت مثل قبل، أنا تركت كل هالسوالف من سنتين، خلاص ما عدت

عزوز الأولاني!

سكتت شوي و هي تشوف عليه بنفس نظرتها

إرتبك أكثر بس ما حب يبين لها، إقترب منها و حاوطها من أكتافها: أوه يمة،

إيش فيك علي؟ صدقيني تغيرت! و هو يبوسها على خدها: صرت رجال يعتمد عليه!

ضحكت على كلامه و ضربته على صدره بخفة: أتمنى تكون قد هالكلام!

إبتسم: قدها و قدود بعد!

حركت رأسها بقلة حيلة، لفت و صارت تمشي للداخل

أول ما طلعت، إختفت إبتسامته و زفر بقوة: شوي و كشفتك اليوم! حرك رأسه

بقلة حيلة و بعدها أخذ نفس و طلع من المطبخ.

الأم: سعاد-48 سنة!

عبدالعزيز: 22 سنة!


***************************


بريطانيا ...

مدينة بريستول ...

وقف قدام التسريحة و صار يعدل في ياقة قميصه، رفع عيونه للمراية يشوف

عليها، جالسة على السرير و تلعب بلعبتها، لعبة عبارة عن دمية شقراء بشعر

قصير و عيون زرقاء، تحبها كثير، متعلقة فيها كثير، تسميها آن، تقول أنها بنتها

لأنها تشبها، ما تنام الليل بدونها، أخذ نفس و نزل عيونه للتسريحة، أخذ بذلته

السوداء و لبسها، مشط شعره و من ثم لف و صار يمشي لها، جلس على السرير

بجنبها و سحبها له، جلسها قدامه و صار يمشط شعرها و هي تكمل لعبها بدميتها،

ربط شعرها ذيل حصان و بعدها قام و صار يمشي للكبتات، فتحها، أخذ لها فستان أسود

و مشى لها، وقف و تكلم:

Maisy, you need to change

(مايسي، يجب عليك أن تبدلي)

رفعت عيونها له و من ثم نزلتهم للفستان، رفعتهم له مرة ثانية و بعدها نزلتهم

لدميتها و كملت لعبها:

Where is mom

(أين أمي؟)

ما رد على سؤالها، مسكها من أكتافها و وقفها، سحب دميتها من يدها و حطها على

السرير، فسخ ملابسها و صار يلبسها الفستان.

قطبت حواجبها بس ما تكلمت

دارها، سكر لها سحَّاب الفستان و بعدها صار يعدل شعرها، إندق الباب ففكها

و إلتفت يشوف عليه

فتح الباب بهدوء و دخل:

Everyone is here and they want to share

their condolence

(الكل هنا و يريدوا أن يقدموا بتعازيهم لكما!)

حرك رأسه بالإيجاب و لف لأخته، مد يده لها و هي إقتربت منه و مسكت يده:

Max, what’s happening

(ماكس، ماذا يحدث؟)

حملها و بهدوء غير اللي يحس فيه:

Nothing important

(لا شيء مهم!)

حركت رأسها بالإيجاب و بعدها إلتفتت له:

Eric, do you know where my mom is?

(أيريك، أتعلم أين أمي؟)

أيريك رفع عيونه له و شافه ينزل عيونه للأرض، أخذ نفس و صار يحك جبينه:

Umm.. your mom.. she is not here

(أمم.. أمك.. أنها ليست هنا)

ضحكت عليه و تكلمت:

I know that, you silly, but where is she

(أعلم ذلك أيها أبله، و لكن أين هي؟)

أيريك بنفس حالته:

Umm.. she went to..

(أمم.. أنها ذهبت إلى..)

ما قدر يكمل لأنه قاطعه

ماكس و هو يرفع عيونه له:

Don’t lie to her, tell her the truth

(لا تكذب عليها، قل لها الحقيقة!)

أيريك:

Max, she is a kid

(ماكس، أنها طفلة!)

ماكس و هو يحرك رأسه بالإيجاب:

A kid that will grow up someday

(طفلة و لكنها ستكبر يوما ما)

لف يشوف عليها، أخذ نفس و جا بيفتح فمه بس هو قاطعه بسرعة

أيريك و هو يمشي له و يسحب مايسي منه:

Not now

(ليس الآن!)

لف و صار يمشي للباب، جا بيطلع بس لف له و تكلم:

And I forgot to mention, your father is here, too

(و نسيت أن أذكر لك هذا مسبقا، والدك هنا أيضا!)

(والدك)

(والدك)

(والدك)

ضل واقف في مكانه و هالكلمة تردد نفسها في مسامعه، مستغرب، مقهور،

يغلي من داخل، إيش يسميها، جراءة؟ ما يعرف، بأي حق جاي لهم ألحين،

ما هو تركهم لأنه ما عاد يريدهم، ما هو تبرئ منهم و منها، تبرئ منها، حطمها

و تركها لحالها تلملم بقايا قلبها المتحطم، هو السبب، هو السبب في كل شيء،

كرهته و كرهت الحياة، كرهت كل شيء يذكرها فيه، حتى كرهتهم! ما عنده

أي فكرة إيش كثر هي تعذبت و عذبتهم معاها، إيش كثر الليالي اللي قضاها

و قلبه يتقطع عليها، يسمع صراخها و شهقاتها، ما كان يقدر يتحملها فكان يحط

يدينه على أذونه ليمنع صوتها من أنها توصل له، إيش كثر الليالي اللي قضاها

و هو يتحمل حركاتها الجنونية، محاولاتها لتنهي حياتها، ما كان عندها أي أحد،

ما كان عندها أحد يهديها غيره، يمنعها من هالحركات غيره، كان خايف منها

و عليها، كان يحاوطها لصدره و يعطيها آمال كاذبة، آمال وهمية، كان ينومها

و يسهر عليها، يسهر خوفاً من أنها تقوم و ترجع لحالتها، كبر معاها و هو

يهتم فيها، يهتم فيها مثل طفلته..!

رفع عيونه لصديقه اللي كان يشوف عليه و كأنه ينتظر ردة فعله، نزل عيونه

و من ثم رفعهم لأخته اللي هو حاملها، كبرت من دون أب، ما تعرفه، ما شافته

و لا مرة في حياتها، هو تركها بيوم ولادتها، كان جاي بس ليعطيها الإسم

و بعدها يمشي، هو كذي، أناني ما يهمه إللا نفسه، لما كان يمل من زوجاته الثانيات

كان يجي لها، يجي لها لأسبوع، أسبوعين و بعدها يمشي عنها، يتركها و لا

كأنه يعرفها، هي ما كانت إللا .. غمض عيونه بقوة، أخذ نفس و بعدها فتحهم،

ما يريده هنا، ما له أي مكان بينهم، هم مانهم محتاجين له، ما محتاجين لأي

شيء منه، مشى للباب بسرعة، بعد صديقه عن طريقه و جا بيطلع بس مسك يده.

أيريك بإرتباك و هو يشوف وجهه المحمر:

What are you going to do

(ماذا ستفعل؟)

فك يده من يده بسرعة و تكلم بهدوء غير اللي يحس فيه:

Stay here with Maisy

(إبقى هنا مع مايسي)

أيريك و هو يمسك يده مرة ثانية و يدوره له:

Max, calm down

(ماكس، إهدأ)

إبتسم بسخرية، فك يده بسرعة و طلع من الغرفة

أيريك قطب حواجبه و هو ما يعرف إيش يسوي، ما يقدر يخلي مايسي بالغرفة

لحالها و لا يقدر ينزل معاها، حك رأسه بقلة حيلة و طلع معاها، يلحقه بسرعة.

تحت – بالصالة...

الكل مجتمع ليقدم تعازيه لهم، المعارف و الجيران، الكل هنا، نزل من الدرج

بسرعة و شياطين العالم تلعب لعب برأسه، صار يلتفت حوالينه و عيونه تدور

عليه، شافه واقف في إحدى الزوايا الصالة و منزل عيونه لساعته، مشى له

بسرعة و بدون أي كلمة، مسكه من قميصه و صار يسحبه لبرع، ما يريد يذبحه

قدام الكل، ما هنا..!

محد تحرك من مكانه، الكل مصدوم و هم يشوفوه يجر هالرجال لبرع

: SOMEONE STOP HIM

(ليوقفه أحد!)

رفعوا عيونهم له

أيريك و هو ينزل الدرج بسرعة و بنفس الصراخ:

HE’LL KILL HIM

(سيقتله!!)

شهقوا الشباب و كأنهم توهم بس يستوعبوا اللي يصير، ركضوا لهم

بسرعة ليفكوه منه

مايسي و هي تتعلق في أيريك أكثر و بخوف:

Eric, what’s happening

(أيريك، ماذا يحدث؟)

أيريك و هو ينزلها بسرعة و يحطها على آخر الدرج:

Maisy, don’t move from here

(مايسي لا تتحركي من هنا!)

مايسي و هي تمسك الدرابزين بخوف:

Why? What’s happening

(لماذا؟ ماذا يحدث؟)

ما رد عليها، لف و ركض لبرع بسرعة، شاف الشباب يمسكوه و يبعدوه عنه،

ركض له بسرعة، مسكه من أكتافه و من ثم إلتفت لأبوه:

LEAVE

(إرحل!)

حرك رأسه بالنفي و نزله، أخذ نفس و من ثم رفعه لولده: مصعب..

قاطعه بصراخ:

DON’T CALL ME THAT

(لا تناديني بذلك!!!)

نزل رأسه مرة ثانية و ما تكلم، ندمان، ندمان كثير، ضميره يأنبه و مانه قادر يرتاح،

هو غلط و هو ما ينكر هالشيء بس هو جاي لهم اليوم عشان يعتذر، يعتذر و يصلح

كل أغلاطه، يا ترى تأخر؟ رفع رأسه له مرة ثانية و تكلم: يا ولدي أنا..، أنا أعتذر،

أعرف أني غلطت، المفروض ما أترككم، المفروض ما أترككم كذي.. ما قدر يكمل

لأن ضحكته قاطعته.

ماكس و هو يفك نفسه من يدينهم و يتقدم له:

You expect me to believe you? You left us

when we needed you the most

(أتتوقع مني أن أصدقك؟ تركتنا عندما كنا بحاجتك!)

و بصراخ:

YOU LEFT US

(تـركـتـنـا!!)

سكت شوي يهدي حاله و بعدها لف و تكلم:

Leave like you left before, it wouldn’t

make a difference anyway

(إرحل كما رحلت سابقاً، لن يفرق معي بأية حال)

لف يشوف على الشباب و حرك رأسه بمعنى خلونا ندخل

حركوا رؤوسهم بالإيجاب و بعدها لحقوه للداخل

ضل واقف يشوف عليه لين ما بقى غير طيفه، نزل رأسه و طاحت دمعته على خده،

هو غلط كثير بحقهم، غلط كثير و ما يريد يستمر على نفس الغلط بس هو ما راح

يقدر يصلح شيء بدون مساعدته، و لا شيء راح يتصلح، هو عنيد، ما راح يرضى،

مستحيل يرضى! أخذ نفس و مسح دمعته، لف و صار يمشي لسيارته.

داخل – بالصالة...

جلس على الكنبة و حط يدينه على رأسه، أخذ نفس بضيق و زفر، أخذ نفس ثاني

و صار يفك التاي تبعه، زفر و رفع عيونه لها، لين ألحين واقفة على الدرج و باين

عليها خايفة، تلتفت حوالينها و كأنها تريد تستوعب اللي يصير، مرر يدينه في شعره

و من ثم أشر لها تجي له، فكت الدرابزين بسرعة و ركضت له، حملها و جلسها في

حضنه، تعلقت فيه و صارت تتخبى في صدره، حاوطها له أكثر و تكلم بهدوء:

Calm down, don’t be scared

(إهدأي، لا تخافي)

حركت رأسها بالإيجاب و هي تدفنه في صدره أكثر

صار يمسح على شعرها بهدوء ليهديها، رفع عيونه لـ أيريك و من ثم صار

يمرر نظره للبقية

أيريك و كأنه فهم عليه، مشى للبقية و صار يعتذر منهم و يخبرهم يروحوا!


يتبع...


 توقيع : البارونة

البارونة


رد مع اقتباس
قديم 4 - 11 - 2024, 04:01 AM   #5


الصورة الرمزية البارونة

 عضويتي » 1746
 جيت فيذا » 13 - 7 - 2024
 آخر حضور » 11 - 11 - 2024 (05:19 PM)
 فترةالاقامة » 123يوم
مواضيعي » 33
الردود » 1617
عدد المشاركات » 1,650
نقاط التقييم » 350
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 48
الاعجابات المرسلة » 13
 المستوى » $34 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهAlbania
جنسي  »  Male
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  » اعزب
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل 7up
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله baunty
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةNGA
ناديك المفضل  » ناديك المفضلahli
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضلهBentley
 
الوصول السريع

عرض البوم صور البارونة عرض مجموعات البارونة عرض أوسمة البارونة

عرض الملف الشخصي لـ البارونة إرسال رسالة زائر لـ البارونة جميع مواضيع البارونة

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony


 
الاوسمه الحاصل عليها
 
وسام  
/ قيمة النقطة: 50
مجموع الأوسمة: 1...) (المزيد»

مجموع الأوسمة: 1

البارونة غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية لم أكن هكذا من قبل ولكن بحبك تاهت عناويني للكاتبة Golden Apple




مسقط ...

مشطت شعرها بسرعة، كحلت عيونها و بعدها فتحت درج التسريحة، أخذت لصقة

طبية و رفعت عيونها للمراية تشوف على الشق اللي على حاجبها، رفعت اللصقة

و حطتها على حاجبها، إبتسمت على شكلها باللصقة و بعدها حركت أكتافها بخفة،

من يهتم؟ أخذت شيلتها، لفته على رأسها و صارت تمشي للسرير، بعدت مخدتها،

أخذت دفترها و من ثم رجعت المخدة مكان ما كانت، عدلت وقفتها و بعدها صارت

تمشي للباب، فتحته و طلعت، مشت للباب اللي بمقابلها، دقت عليه و صارت تنتظر

الرد بس ما جا لها أي رد، دقت عليه مرة ثانية بس هم ما جا لها أي رد، قطبت

حواجبها، فتحت الباب و دخلت: أساور؟! و هي تلتفت حوالينها: أساور، وينك؟!

جا لها صوتها من البلكون: تعالي أنا هنا!

إبتسمت و صارت تمشي للبلكون، طلعت لها و وقفت بجنبها: كيف نفسيتك؟

إلتفتت لها و هي تأخذ نفس: نفسيتي زفت!

قطبت حواجبها: ليش تقولي كذا؟

ما ردت عليها، لفت عنها و صارت تمشي للداخل، إيش تقول لها ما تعرف؟

ليش، هي ما عندها خبر أنها ما تريده، ما تريد تكون لأي أحد غير شهاب،

ليش ما يفهموها، هي تحبه و مستحيل ترتبط بأي أحد غيره، إذا بتكون لأحد

فبتكون له هو و بس..! جت بتدخل بس مسكت يدها.

أزهار و هي تقترب منها و تدورها لها: إسمعيني زين، بابا ما رفض

شهاب إللا لأنه يعرف أنه ما يصلح لك..

أساور و هي تفك يدها منها و تقاطعها: ليش هو يعرفه ليحكم عليه؟ أصلا بابا

ما يشوف غير حساب الشخص بالبنك، ما يهمه إللا كم عمارة و كم سيارة

و كم بيت عنده!

أزهار بهدوء: غلط تتكلمي عنه كذي..

أساور و هي تقاطعها مرة ثانية: أنا ماني قادرة أفهمك، أنتي غبية

و لا تتغابي، ليش تهتمي؟

أزهار قطبت حواجبها، أخذت نفس لتهدي حالها و بعدها تكلمت: مشكلتك

ما تقدري تفهميني!

أساور: و ما أريد أفهمك، أنتي غير و أنا غير، إذا أنتي راضية أنه يستغلك

فأنا مستحيل أرضى، بابا ما يريد مصلحتي، هو يريد يـبـيـعـنـي!!

أزهار بنفس هدوئها: أنا ما أنكر أنه غلط بس في رفضه لشهاب فهو معاه

الحق، أنتي إيش يعرفك إذا هو جد يحبك و لا بس يريد يلعب عليك؟!

إذا هو قدر يكلمك و يخدعك بكلامه يقدر يخدع غيرك، ليش مانك راضية

تشوفي هالشيء؟!

أساور و هي تحرك رأسها بالنفي: أنتي مستحيل تفهمي هالشيء،

لأنه عمرك ما حبيتي!

أزهار قطبت حواجبها و جت بترد عليها بس إندق الباب و من ثم إنفتح

دخلت و صارت تمشي لهم، حطت يدها على رأسها و صارت تمسح على

شعرها بهدوء: إلبسي شيلتك يا بنتي و إنزلي له، ينتظرك بالمجلس!

رفعت عيونها لأمها و من ثم لأختها، نزلتهم و هي تحس بدموعها اللي

صارت تتجمع في عيونها: لازم أنزل؟

حركت رأسها بالإيجاب: أكيد يا بنتي، إيش هالكلام؟ هو جاي بس

عشان يشوفك؟

أساور: كأني سلعة أنعرض للبيع!

تنهدت بقلة حيلة: أستغفر الله، أساور إيش هالكلام؟

ما ردت عليها و صارت دموعها تنزل

تنهدت مرة ثانية و إلتفتت لأزهار: إنزلي عند الناس بسرعة و ضيفيهم

لين ما أنا أفهَّم، و هي تلتفت لأساور: هذي و أجيبها!

أزهار و هي تحرك رأسها بالإيجاب: إن شاء الله! لفت، طلعت من الغرفة

و سكرت الباب وراها

أخذت نفس، مسكت يدها و صارت تمشي للسرير، جلستها، جلست جنبها

و بهدوء: يا ماما يا حبيبتي، أنتي ليش تسوي كذي في حالك؟

أنسي هذاك الشاب، ما يصلح لك، أنتي حياتك غير و هو حياته غير،

هو ما راح يقدر يسعدك، ما راح يقدر يكون لك اللي تريديه!

حركت رأسها بالنفي و صارت تبكي أكثر: ماما أنا ما أريد غيره!

شدت على يدها و بنبرة حادة: أساور خلي عنك العناد، أنتي ما عدتي

صغيرة!

قطبت حواجبها و هي تتعور من مسكتها: ماما، أنا قلت لكم أنا ما أريده!

ضربتها على رأسها بخفة: في أحد يفوت على نفسه شاب مثله!

قطبت حواجبها أكثر: ليش ما تقولوا هالكلام لأزهار، هي أكبر منـ..

قاطعتها و هي تشد على يدها أكثر: الولد جاي يخطبك، ما يخطبها، إيش

تريدينا نقول له؟

ما ردت عليها

أخذت نفس مرة ثانية و بهدوء: يا بنتي، إسمعي كلامي، يللا قومي

إغسلي وجهك و بعدين إنزلي!

جت بترد بس تذكرت كلامه، أخذت نفس و حركت رأسها بالإيجاب

إبتسمت لها و باستها على رأسها: خليك كذي دايما! قامت و صارت

تمشي لبرع.

مسحت دموعها و قامت: أجاريكم بسالفة الخطبة بس لغير شهاب أنا

ما راح أكون!

الأم: سميرة- 46 سنة!

تحت – بالمجلس ...

كان جالس على الكنبة و عيونه على الباب المسكر، الباب اللي بتدخل منه البنت

اللي يمكن بيرتبط فيها لبقية حياته، بيقضي معاها أيامه بحلوها و بمرها، يا ترى

كيف بتكون؟ قصيرة و لا طويلة؟ سمينة و لا ضعيفة؟ بيضاء و لا سمراء؟

ما يعرف، ما يعرف عنها غير إسمها، نزل عيونه شوي و من ثم رجع رفعهم

للباب، حاول يرسمها في مخيلته بس فشل، حاول مرة ثانية، يريدها تكون بيضاء،

طويلة، مليانة شوي، شعرها أسود سواد الليل و عيونها بنية و واسعة، لا، لا،

يريد شعرها بني و عيونها سوداء سواد الليل، لا، ما يعرف! ضحك على حالته

بخفة و إنفتح الباب، حك رقبته بإحراج و عدل جلسته.

تقدمت منه بصينية العصير و تكلمت: صبر شوي، ماما ألحين في يجي!

إبتسم و هو يأخذ العصير منها: خبريها تعجل!

الخدامة و هي تحرك رأسها بالإيجاب: زين!

إبتسم أكثر و هي لفت، طلعت و تسكر الباب مرة ثانية، حط العصير على

الطاولة قدامه و صار يلتفت حوالين المكان، ضل على حالته لأكثر من عشر

دقائق، نزل عيونه لساعته و تنهد، الساعة 4:30، هو مواعد شباب على

الساعة خمسة، لازم يخلص بسرعة و يطلع، تأفف و صار يلتفت حوالين

المكان مرة ثانية، مل من الجلسة: يعني بتذلنا لين ما تطلع لنـ.. ما كمل

إللا و الباب ينفتح، رفع عيونه لها و من ثم نزلهم بس رجع رفعهم لها،

ضل يشوف عليها لكم من ثانية و بعدها نزل عيونه و في خاطره: مـسـتـحـيـل!

حطت الباب مفتوح و بعدها صارت تتقدم منه بخطوات هادية، جلست على

الكنبة بمقابله، فتحت دفترها على صفحة فاضية و أخذت القلم، رفعت عيونها له

و من ثم نزلتهم للدفتر و تكلمت: الإسم؟

رفع عيونه لها: ها؟

رفعت عيونها له و بصوت أعلى شوي: الإسـم؟!

رفع حاجب: تقصدي إسمي؟

إلتفتت حوالينها و من ثم إلتفتت له: ليش في أحد ثاني هنا؟ يعني يبالها سؤال؟

رفع حاجب على أسلوبها، عدل جلسته، ريح ظهره و رد بكل غرور: فهد

عبد الرزاق الـ...

إبتسمت لنفسها و هي فاهمة قصده و نبرته، كتبت إسمه و من ثم رفعت

عيونها له: إيش تشتغل؟

فهد و هو يتكتف: ليش أنتي ما تعرفي؟

إبتسمت أكثر و حركت رأسها بالنفي: لا، ما أعرف!

ضل يشوف عليها شوي و بعدها رد بنفس أسلوبه: مدير شؤون المالية

لشركات عبد الرزاق الـ..!

حركت رأسها بالإيجاب: آه، يعني تشتغل بشركة أبوك؟!

فهم نبرتها فما رد عليها

إبتسمت لنفسها و إنشغلت بالكتابة

نزل عيونه لدفترها و من ثم رفعهم لوجهها، معقولة إختاروها له؟

ليش هم ما يعرفوا أنه يهتم بالشكل كثير، من بين كل البنات، إختاروا

وحدة كذي؟! رفع عيونه لعيونها و قطب حواجبه، عيونها صغيرة بدرجة

أنها ما تنبان و رموشها غير مرتبة، رفع عيونه لحواجبها و هو يشوف اللصقة،

لصقة غبية برسومات طفولية، غزال و قرد و زرافة!! من جدها؟! نزل عيونه

لباقي وجهها و قطب حواجبه أكثر، خدودها مليانة بجروح مخضرة و شفايفها

جافة، معقولة تكون مهملة بحالها كذي؟!؟ قالوا إيش قمر، هذي خسوف القمر!!!

حست بعيونه عليها فرفعت عيونها له، حركت رأسها بمعنى خير!

رجع لوراء و حرك رأسه بمعنى سلامتك!

حركت رأسها بالإيجاب و صارت تكمل اللي تسويه

ضل يشوف عليها و كلمة وحدة تردد نفسها في مسامعه: مستحيل، مستحيل،

مستحيل، مستحيل، مستحيل!!!! قام بسرعة: أمم.. إذا ما عندك سؤال

ثاني بمشي!

قامت و بسرعة: لحظة وين؟ كيف تمشي بدون ما تشوفها؟

فهد بإستغراب: أشوف من؟ ما أنا شفتك خلاص!

حركت رأسها بالإيجاب: أيوا شفتني بس أنت ما جاي لتشوفني!

حرك رأسه بمعنى أنا ما فهمت

إبتسمت و أشرت له يجلس: هي ألحين بتدخل!

فهد و هو يجلس و بنفس حالته: من تدخل؟!

أزهار بإبتسامة: أساور!

رفع حاجب: ليش، أنتي مانك أساور؟!

أزهار و هي تحرك رأسها بالنفي: لا، أنا أختها!

حط يد على قلبه و زفر براحة: الحمد لله!

قطبت حواجبها على حركته بس ما علقت، جلست بمكانها و تكلمت: أبوي

مسافر و أخوي طالع، المفروض ما تضل لحالك معاها فكذي أنا جيت، دقيقة

و بتجي!

حرك رأسه بتفهم و جا بيتكلم بس سمع صوتها

أساور و هي تدخل و بهدوء غير اللي تحس فيه: السلام عليكم!

إلتفت لها و من ثم إلتفت لأزهار و كأنه يريدها تأكد له أنها هي

إبتسمت و حركت رأسها بالإيجاب

إلتفت لها مرة ثانية و هو يرد السلام: و عليكم السلام!

إقتربت منهم شوي، شوي و بعدها جلست على الكنبة بجنب أختها

و نزلت رأسها.

إلتفت لأزهار و من ثم لها، ضل يمرر نظره بينهم لكم من ثانية و هو مانه

قادر يصدق عيونه، مختلفين تماما عن بعض، رجع عيونه لأساور و صار

يتأملها، جميلة بكل معنى الكلمة، عيونها وساع و عسلية، رموشها طويلة

و كثيفة، نزل عيونها لخدودها و إبتسم، خدودها مدورة و وردية و شفايفها

رقيقة و توتية، أجمل مما رسمها في خياله، أجمل بكثير..!

أزهار و هي ترفع عيونها لفهد: إذا عندك أي سؤال تقدر تسألها!

فهد حرك رأسه بالإيجاب و إلتفت لها، شافها مثبتة عيونها على يدينها اللي

تفركهم ببعض، مستحية و يمكن متوترة، إبتسم لنفسه بخفة و بعدها صار

يفكر بسؤال عشان يسألها: أمم.. تدرسي؟

شبكت يدينها بقوة و ما ردت عليه

عدل جلسته و ضل ينتظر ردها لشوي بس ما جا له أي رد منها، رفع

عيونه لأزهار و هي تكلمت بسرعة.

أزهار و هي تحاول تتدارك الموقف: تدرس، سنة ثانية بالجامعة، كلية

آداب، لغة الإنجليزية!

فهد إبتسم: مع رنا؟

أزهار و هي تحرك رأسها بالإيجاب: آههم، معاها!

فهد و هو يلتفت لأساور مرة ثانية: أمم..، ما عنده سؤال محدد بس يريد

يسمع صوتها: إيش هواياتك؟

أساور لا رد

أزهار و هي منحرجة من أختها: أحم.. تحب الرسم!

فهد رفع حواجبه بإعجاب: جد؟

أزهار و هي تحرك رأسها بالإيجاب: رسامة ما شاء الله، تحفظ الوجوه

بسرعة!

فهد إبتسم و رجع إلتفت لها، ما عرف إيش يسألها هالمرة فسكت

و عم الصمت

بعد شوي...

سكرت باب المجلس، قطبت حواجبها و إلتفتت لها: ليش ما تكلمتي؟

كان قلتي شيء؟ أنتي حياتك راح ترتبط مع هالإنسان، ما يهمك تعرفيه؟

ما يهمك تعرفي أي شيء عنه؟

حركت رأسها بالنفي: ما يهمني، أنا ما راح أكون له!

أزهار و هي تحرك رأسها بقلة حيلة: ما أقول غير الله يهديك!

ما ردت عليها، مشت عنها و طلعت من المجلس

ضلت تشوف عليها لين تسكر الباب وراها، تنهدت و صارت تمشي للكنبة،

أخذت دفترها و بعدها لفت و طلعت بدورها!

سيارة فهد...

زينة و هي ترفع عيونها له: ها يا ولدي، إيش رأيك؟

إبتسم و رفع عيونه للمراية يشوف عليها: يمة ليش كذي مستعجلة؟

خليني أفكر شوي!

زينة: يا ولدي إيش بعد تفكر؟ البنت و شفتها، ما شاء الله ما ناقصها شيء،

حلوة مثل ما تريد و متعلمة و فاهمة، بعد ليش ننتظر؟

فهد إلتفت يشوف على رنا اللي كانت جالسة بجنبه و تحرك حواجبها،

إبتسم و رفع عيونه للمراية مرة ثانية: خلاص عيل، توكلي على الله!

زينة تهلل وجهها بفرح: جد؟

فهد ضحك: جد يمة، جد!

رنا: كلللللللللللللووووووش

فهد: ههههههههههههههههههه!


***************************


سكرت المصحف بهدوء، قامت و كسفت سجادتها، مشت للكبتات، حطتهم فيه

و سكرته، رفعت عيونها للساعة المعلقة على الجدار، 5:56، ألحين يوصل،

تنهدت و فتحت الكبتات مرة ثانية، نزلت لرفوف ملابسها و طلعت عقد الإيجار،

عدلت وقفتها و سكرت الكبتات، مشت للسرير و جلست، مدت يدينها لدرج

الكمدينة، فتحته و طلعت منه ظرف أبيض متوسط الحجم، فتحته و طلعت اللي

فيه، 100 ريال و بس، مانه كافي، ما راح يكفي، نزلت عيونها للعقد و حركت

رأسها بقلة حيلة، متأخرين في دفع الإيجار، صار لهم أكثر من ثلاثة أشهر

و هم مانهم قادرين يدفعوا شيء، الإيجار صار يتراكم عليهم، ما تعرف إيش

تسوي، من وين تدبر كل هالمبلغ، 500 ريال (5000 ريال سعودي) مانه

شوي، معاشها يا دوب يكفيهم، ما تعرف تصرفه على إيش، مدارس أخوانها

و طلباتهم كل يوم تزيد، البيت و ضرورياته، ماي و كهرباء، أدوية أمها،

أدوية أخوها، السيارة و تصليحاته، مضغوطة من كل جهة و كل الأبواب متسكرة

في وجهها، خايفة، خايفة ما تكون قد ثقتهم فيها، خايفة تنهار و تستسلم،

غمضت عيونها و حركت رأسها بالنفي بسرعة تبعد هالفكرة، فتحتهم و أخذت

نفس: الله كريم، الله كريم!

سكرت درج الكمدينة، قامت و مشت للباب، فتحته و طلعت، شافت الكل

جالس قدام التلفزيون، إبتسمت و مشت لهم

رفعت رأسها لها و من ثم صارت تأشر بجنبها: تعالي يا بنتي، إجلسي بجنبي!

حركت رأسها بالإيجاب، مشت لها و جلست بجنبها

إبتسمت لها و صارت تمسح على رأسها بهدوء: يا بنتي، كم باقي عندك؟

نزلت عيونها للظرف و من ثم رفعتهم لها: 100 ريال!

تنهدت بقلة حيلة: إن شاء الله يقبل، إن شاء الله ما يقول شيء!

الأم: كريمة-50 سنة!

ما ردت عليها و صارت تمرر نظرها لأخوانها

إياس و إلياس: توأم-10 سنوات، جالسين بجنب بعض، يقال يحلوا

واجباتهم بس عيونهم على التلفزيون!

فراس: 13 سنة، متمدد على الأرض و مكتف يدينه على صدره، شكله

بيغفى في أي لحظة!

سامي: 17 سنة، مثبت عيونه على الأرض و شكله داخل في تفكير عميق!

إبتسمت بخفة و هي تشوف عليه، هو بالتحديد أقرب لها من الكل، بما أن

الفرق بين أعمارهم كبير إللا أنه يعتبر نفسه أكبر منها، يعتبر نفسه رجال

البيت، تخاف عليه أكثر من البقية، عصبي كثير، تخاف يتهور بسبب هالشيء

و يطيح في ألف و ألف مشكلة، مريض و هي ما بيدها شيء تسويه له

و بسبب مرضه ألحين صاير يرتبك و يعصب أكثر من قبل، مانها سهلة عليه

و هي تعرف هالشيء، أصدقائه تركوه و ضل لحاله، كره المدرسة و مستواه

الدراسي صار ينزل، ما تلومه، اللي يعيشه في هالعمر مانه قليل، نزلت

رأسها و هي تتمتم لنفسها: الحمد لله على كل حال!

سمعوا الجرس فالكل إلتفت للباب

سامي و هو يقوم و يلتفت لها: ناهد، يللا قومي، يكون صاحب البيت!

حركت رأسها بالإيجاب و قامت، عدلت جلبابها و صارت تمشي معاه، جا

بيفتح الباب بس هي مسكت يده بسرعة: سامي، أنت لا تتكلم، خليك هادي،

أنا بتفاهم معاه!

ما رد عليها و حط يده على المقبض

ناهد و هي تسحب يده مرة ثانية: لو إيش ما يقول، خليه، له الحق،

نحن اللي متأخرين!

رفع عيونه لها: بس إذا غلط عليك..

قاطعته: حتى و لو يغلط، خليه!

ما رد عليها و فتح الباب

تقدم منهم صاحب البيت و تكلم: السلام عليكم!

ناهد و سامي: و عليكم السلام!

مدت الظرف له و نزلت رأسها: إعذرنا يا أخوي بس هذا اللي عندنا،

إن شاء الله في الشهور الجاية راح.. ما كملت لأنه سحب الظرف من يدها،

فتحه و طلع الفلوس، رفعت عيونها له و هي تشوفه يقطب حواجبه، قطبت

حواجبها و نزلت عيونها مرة ثانية.

صاحب البيت: بس هذا اللي قدرتوا عليه؟

قطبت حواجبها أكثر من قبل و ما ردت

صاحب البيت: يا أختي أنا صبرت عليكم كثير، صار لكم ثلاثة أشهر

و تسمعوني نفس الكلام، إذا أنتو عندكم ظروف عيل حتى أنا عندي،

أنا محتاج لفلوسي و محتاج لها ألحين، أنا ما يهمني دبروا حالكم و جمعوا

لي فلوسي، أريدها في هاليومين، إذا ما قدرتوا عيل فضوا لي البيت،

خلاص أنا أريد بيتي!

ناهد و هي تمسك يد سامي و ترفع عيونها لصاحب البيت: يا أخوي

أنت حاول تقدر ظروفنا، إصبر علينا شوي..

قاطعها و بصوت عالي شوي: أنتي دوم عندك نفس الكلام، صبرت و هذاني

صابر ما شفت منك شيء، تخدعوني و تكذبوا علي!

سامي بهدوء غير اللي يحس فيه: لو سمحت وطي صوتك، أنت

ما تستحي تعلي صوتك على بنت؟!

صاحب البيت بصراخ: و أنـت الـلـي تـعـلـمـنـي كـيـف أتـكـلـم ألـحيـن؟!

خـلاص، يـكـفـي أعـذار، إذا أنـتـو مـانـكـم قـادريـن تـدفـعـوا لـي، فـضـوا

ابـيـتـي!!!

ناهد و هي تسحب سامي لوراء و تلتفت لصاحب البيت: إعذره يا أخوي،

ما يعرف يتكلم..، بس أرجوك إصبر علينا شوي، إذا طلعنا وين نروح؟!

صاحب البيت و هو يحرك رأسه بالنفي و بنفس أسلوبه: أنـا مـا يـهـمـنـي!

قـدامـكـم أسـبـوعـيـن، دبـروا حـالـكـم!

ناهد أخذت نفس تهدي حالها و بعدها شبكت يدينها ببعض، رفعتهم له و بترجي

: أرجوك يا أخوي بس هالشهر، راح أحاول أجمع لك اللي أقدر عليه بس هالمرة!

صاحب البيت بنفس حالته: لا، يـكـفـي، مـانـي مـصـدقـك هـالـمـرة، كـذبـتـي

مـن قـبـل و راح تـكـذبـي.. ما قدر يكمل إللا بسامي يهجم عليه.

كان واقف و هو يحاول يمسك نفسه بقدر الإمكان، يسمعه و ما ينطق بحرف،

بس يغلط عليها لا، ما يرضى عليها، ليش تذل نفسها قدامه، ليش تترجاه،

ما راح يحس فيها، ما راح يحس لأن ما يهمه إللا نفسه، الفلوس عنده أهم

من كل شيء، ناس طماعة، عماهم الجشع، لو إيش ما تقول قدامه هو راح

يضل على كلمته، حتى و لو بكت هو ما راح يهتم، ما حس بحاله إللا و هو

يمسك دشداشته من صدره و يدفعه، ثبته على سيارته و بصراخ: قـالـت لـك

بـتـدفـع يـعـنـي بـتـدفـع، لـيـش مـصـر تـكـذبـهـا؟!؟

صاحب البيت و هو يحاول يفك نفسه من قبضته: بعد عني!! فكني!!

و هو يلتفت لها: بـعـديـه عـنـي!!

ناهد شهقت و هي توها بس تستوعب اللي يصير، ركضت له بسرعة، مسكته

من أكتافه و صارت تسحبه عنه: سـامـي فـك الـرجـااال!! فــكــه!! سحبته

بأقوى ما عندها و بعدته عنه.

الصاحب البيت و هو يعدل وقفته و بعصبية: قدامكم خمسة أيام و بس فضوا بيتي!

لف، ركب سيارته و هو ينزل الشباك: إن ما فضى بيتي في هالفترة، أبلغ عليكم!

قالها و بعدها حرك سيارته بسرعة.

بعد شوي...

سامي بعصبية: إيش تتوقعي مني أسكت و هو يكذبك و يغلط عليك؟

ناهد بهدوء: بس يا سامي ألحين زين كذي؟ كيف راح نقدر نفضي البيت

في خمسة أيام، وين نروح؟ من وين بنحصل على بيت في خمسة أيام؟

سامي و هو يلف عنها ويمشي للغرفة و بنفس حالته: بندبر حالنا، أنا بنفسي

بدور لكم بيت! دخل الغرفة و صفق الباب وراه.

حركت رأسها بقلة حيلة و إلتفتت لأمها

كريمة و هي تتنهد: كان أخذتي فراس معاك!

ناهد و هي تلتفت له: فراس!

عدل جلسته و إلتفت لها

ناهد: روح لعنده، لا تتركه لحاله!

حرك رأسه بالإيجاب و قام: إن شاء الله! و صار يمشي للغرفة، دخل

و سكر الباب وراه.

ناهد و هي تلتفت لأمها: ما عندنا إللا نبيع السيارة!

كريمة و هي تحرك رأسها بالنفي: لا يا بنتي، ما يصير نبيع السيارة، كيف

بتروحي الدوام؟ كيف بتأخذي سامي للمستشفى؟ أنتي سمعتي الدكتور إيش

قال، في هالحالة نحن محتاجين للسيارة!

ناهد و هي تنزل رأسها: ماما، كيف راح أجيب هالمبلغ؟ ما أقدر!

كريمة و هي تأخذ نفس: يا بنتي ليش ما تسألي خالد!

رفعت رأسها لها بصدمة

كريمة: يا بنتي هو مديرك، يعرف حالتك، يعرف ظروفك، أكيد ما راح

يتردد، أكيد بيساعدك على اللي يقدر عليه!

نزلت رأسها و ما ردت عليها، تكرهه، تكره هالإنسان كثير، إنسان خبيث

بنظرات مقرفة، هي مجبورة تتحمله، مجبورة تتحمل نظراته، لو كان بيدها،

كان تركت الشغل من زمان و إرتاحت منه، بس ما تقدر، ما تقدر و هي الشخص

الوحيد اللي يعيل هالعائلة، ما تقدر عشانهم! رجعت من سرحانها على صراخ

أخوها.

فراس و هو يطلع لهم بسرعة و بخوف: يـمممـة!!! نـااااهـد!! جـت لـه

نـوبـة!! سـامـي جـت لـه نـوبـة!!

كريمة شهقت و حطت يد على قلبها و هي تلتفت لناهد: يمة ناهد، روحي له!!

ناهد قامت بسرعة تركض للغرفة و فراس و التوأم لحقوها، دخلت و شافته

طايح على الأرض و كل جسمه يتشنج، لفت للباب و جت بتسكره بس شافتهم

واقفين و عيونهم عليه، رفعت عيونها لفراس و بسرعة: روحوا لعند ماما!!

حرك رأسه بالإيجاب و حاوط أخوانه من أكتافهم و صار يمشي معاهم.

سكرت الباب بسرعة و مشت للسرير، أخذت مخدة و ركضت له، نزلت لمستواه

و حطته تحت رأسه لتخف الصدمات، بعدت عنه شوي تنتظره يهدأ، هذي حالته،

ما تقدر تسوي شيء ثاني، ما بيدها شيء تسويه، ضلت تشوف عليه لدقيقة

و هي تسمي بالله و تقرأ عليه، شافته يهدأ و يغمض عيونه، فقد وعيه، أخذت

نفس، إقتربت منه و مددته على جنبه، رجعت رأسه على وراء بهدوء و ه

ي تشوف اللعاب اللي صار يتدفق من فمه، أخذت نفس ثاني و صارت تمرر

يدها في شعره: بسم الله، بسم الله عليك، بسم الله عليك حبيبي! و هي تمسح

على خده بهدوء: سامي، سامي إصحى حبيبي، إصحى!

حس بيدها على خده، فتح عيونه بسرعة و جلس، إلتفت حوالينه و بعدها

إلتفت لها و بإرتباك: إيش.. إيش صار؟

إبتسمت له بهدوء: و لا شيء يا حبيبي، جت لك نوبة!

إرتبك أكثر، نزل رأسه و ما تكلم

إقتربت منه أكثر و حاوطته من أكتافه: ما صار شيء، هدي حالك، ما صار

شيء! صارت تمسح على ظهره لتهديه، ضلت كذي لشوي و بعدها بعدت عنه،

قامت و قومته معاها، مسكت يده و مشت للسرير، جلسته و جلست جنبه: يللا،

إرتاح شوي!

مرر يد مرتجفة على وجهه و بعدها إنسدح

صارت تمسح على شعره بهدوء: غمض عيونك، نام!

حرك رأسه بالإيجاب و غمض عيونه

ضلت تمسح على شعره لين حست أنه نام، إقتربت منه و طبعت بوسة

هادية على جبينه، قامت و غطته بالبطانية، مشت للباب و طلعت.

كانت جالسة مع أولادها الثلاثة و عيونها على الباب، خايفة عليه بس

ما تتجرأ تروح له في هذيك الحالة، ما تقدر تشوف ولدها كذي، شافت الباب

ينفتح فبعدتهم عنها و قامت: ها يا بنتي..

إبتسمت لها بهدوء لتطمنها: ماما، هدي حالك، خلاص نام!

حطت يد على قلبها و أخذت نفس بإرتياح: الحمد لله، صارت تمشي

للغرفة: رايحة أشوفه!

ناهد حركت رأسها بالإيجاب و هي راحت، نزلت عيونها للتوأم و إبتسمت

لهم: خفتوا؟

حركوا رؤوسهم بالإيجاب بسرعة

إقتربت منهم و جلست على الأرض بمقابلهم: كم مرة قلت لكم لما تجي

له النوبة لا تدخلوا، ليش ما تفهموا؟

إلياس: أنا بس كنت أريد أشوف إيش يعني نوبة!

إياس و هو يحرك رأسه بموافقة: حتى أنا!

ما ردت عليهم و إلتفتت لفراس، شافته يشوف عليها و عيونه مليانة دموع،

إقتربت منه و سحبته لحضنها: أفـا، فراسوه تبكِ، ما أنت رجال؟!

تعلق فيها أكثر: ما يصير.. ما يصير نعالجه؟!

سكتت، ما تعرف إيش ترد عليه، ما تعرف كيف تفهمهم أنه ما راح يشفي

من هالمرض، الصرع مرض مزمن راح يضل معاه لفترة ما يعلمها غير

رب العالمين، يأخذ أدوية بس الأدوية ما راح تشفيه منه، تخفف النوبات

و هذا كل اللي تسويه..!

إلياس و هو يلتفت لأخته: تعرفي كيف كان شكله؟

رفعت عيونها له: كيف؟

إلياس: كأنه سمكة لما نطلعها من الماي!

قطبت حواجبه و بنبرة حادة شوي: إلياس ما تقول هالكلام قدامه، فاهم؟!

حرك رأسه بالإيجاب: ما بقول!

أخذت نفس و رفعت عيونها لباب الغرفة، نزلتهم و ما تكلمت.


***************************


طلع من المسجد بعد صلاة المغرب و صار يمشي للفلة، الشارع فاضي و المكان

هادي، كم من شباب يمشوا وراه و هم مثله، توهم بس طالعين من المسجد،

رفع عيونه لـ ليتات الشارع، توها بس تضيء، إبتسم لنفسه و هو يشوف الشارع

كله يضيء في أقل من ثواني، إبتسم أكثر و هو يشوف أولاد الجيران اللي طلعوا

من بيوتهم و صاروا يمشوا للفلة، صار يمشي بخطوات أسرع ليلحقهم: مصطفى!

نادين! و هو يسرع أكثر: أحمد! منار!

سمعوه فلفوا له و بعدها ركضوا له

إبتسم و تقدم منهم: رايحين للفلة؟

حركوا رؤوسهم بالإيجاب: بنمشي معاك!

حرك رأسه بالإيجاب و تقدم عنهم و هم صاروا يلحقوه، دخل الحديقة و هم

دخلوا وراه: أنتو خلوكم بالحديقة، تعرفوا..

قاطعوه و بملل: نعرف عمي عبدالرحمن، كل مرة تعيد لنا نفس الكلام!

ضحك: كل مرة أعيد لكم نفس الكلام بس لين ألحين ما تسمعوني!

ضحكوا بشقاوة و بعدها صاروا يركضوا حوالين الحديقة و يلعبوا مثل كل يوم.

الحديقة كبيرة، فيها مراجيح و غيرها من الألعاب، محد يستخدمها غيرهم،

يلعبوا و يتسلوا شوي و بعدها يرجعوا لبيوتهم.

إبتسم بقلة حيلة، ركب الدرج و دخل للصالة، شاف أمه جالسة مع أختها، مشى

لهم، سلم و بعدها جلس معاهم، إستغرب منهم، أول ما دخل كانوا يتكلموا بس

أول ما جلس سكتوا، إلتفت لخالته و من ثم لأمه: إيش في؟ ليش سكتوا؟

و بمزح: إيش تخبوا علي؟

ما ردوا عليه

قطب حواجبه بإستغراب و بنبرة جدية: إيش في؟

إرتبكوا الإثنين و كأنهم ألحين بينكشفوا، صاروا يلتفتوا لبعض بس

بدون أي كلمة!

قامت بسرعة و صارت تمشي للمطبخ: أنا بجيب لك شيء تأكله!

عبدالرحمن و هو يلتفت لها: خالتي تعالي، ماني جوعان!

ما ردت عليه، إلتفتت لأختها و أشرت لها بمعنى كلميه

حركت رأسها بالإيجاب و أشرت لها تروح

رفع حاجب و هو يشوف حركاتهم، كأنهم أطفال، عاملين شيء غلط و ألحين

مانهم قادرين يعترفوا له، عدل جلسته و إلتفت لأمه: يمة إيش في؟ إيش

فيكم أنتي و خالتي؟ صاير شيء؟ تكلموا؟

زبيدة و هي تعدل جلستها على كرسيها: إسمعني يا ولدي!

حرك رأسه بالإيجاب: أسمعك يمة!

أخذت نفس و بعدها رفعت عيونها لأختها اللي كانت واقفة بجنب باب المطبخ

تنتظرها تفتح الموضوع، أشرت لها بمعنى يللا كلميه، حركت رأسها بالإيجاب!

إلتفت يشوف مكان ما كانت تشوف، شافها واقفة تأشر لها تكلم، بس أول

ما شافته يشوف عليها، شهقت و دخلت المطبخ بسرعة، إستغرب أكثر و قام

: خالتي!! أنتي إيش مسوية؟ صار يمشي لباب المطبخ بسرعة: أنتي و أمي

على إيش متفقين؟ دخل و شافها بتطلع من باب مطبخ الخلفي، ركض لها

و مسك يدها و بنبرة حادة شوي: خالتي أنتو إيش مخبيين علي؟

ما عرفت إيش تسوي فإبتسمت: يا ولدي.. أمم.. خلينا ندخل بالأول..

خلي أمك تخبرك السالفة!

حرك رأسه بالإيجاب و هو يأشر قدامه: يللا قدامي!

ضربته على كتفه بخفة: أنت ما تستحي تكلمني كذي؟!

حرك رأسه بالنفي: ما أستحي!

حركت رأسها بقلة حيلة و مشت قدامه

ضحك و لحقها

خالة: عقيلة- 40 سنة!

جلست على الكنبة و هو جلس جنبها، إلتفت لها و من ثم لأمه: يللا ألحين

قولوا إيش صاير؟ إيش في؟ إيش تخبوا علي؟!

زبيدة بسرعة: أنا ما دخلني، خالتك هذي، و هو يأشر عليها: خطبت لك!

إلتفت لها و بصدمة: هي إيش؟

إبتسمت له بتوتر: يا ولدي.. أنت..

قاطعها: خالتي أنا كم مرة قلت لك لا، ماني موافق، كيف تروحي

و تخطبي لي، كيف؟!

عقيلة: يا ولدي لمتى راح تضل رافض، هذي أمك بعد موافقة، ليش أنت بعدك

رافض ماني قادرة أفهم!

ما رد عليها، فسخ كمته و صار يمرر يده في شعره

زبيدة و هي تتقدم منه بكرسيها: يا ولدي إيش في؟ ليش كذي؟ سكتت شوي

و بعدها تكلمت: لا يكون أنت حاط وحدة في رأسك..

إرتبك فقاطعها بسرعة: لا يمة.. أنا.. لا..لا.. أنا بس ما أحس أني مستعد

للزواج!

عقيلة: كيف بعد مانك مستعد؟ و هي تعدد على أصابعها: بيت و هذا عندك

و ما شاء الله إيش كبره، شغل و الحمد لله تشتغل في أفضل الشركات بوظيفة

غيرك يتمناها، سيارة و عندك، كل شيء موجود، إيش بعد مانك مستعد؟

عبدالرحمن و هو يتنهد: ما كذي قصدي!

زبيدة: عيل كيف قصدك؟

سكت، ما يعرف إيش يرد عليهم، كيف يقول لهم أنه يحب و يحب وحدة مستحيل

تفكر فيه، مستحوذة على كل فكره و مانه قادر يشوف غيرها، ينام يحلم فيها،

يصحى يسرح فيها، ما يعرف كيف يبعدها من رأسه، يعرف و متأكد أنها ما تناسبه،

مستحيل تتأقلم معاه بس ما بيده، قلبه إختارها، ما تعمد بس صار..!

عقيلة بهدوء: إسمعني يا ولدي، أنت كبرت و خاطرنا نفرح فيك، يرضيك

تزعلنا؟

إلتفت لخالته و ما تكلم

زبيدة و هي تمسح على خده بهدوء: يا ولدي و أنا مع خالتك، أعرف أنت ماكل

همي بس أنا ماني رافضة زواجك، بالعكس أنا أكثر وحدة بفرح بهالخبر!

رفع عيونه لها: جد؟!

إبتسمت و حركت رأسها بالإيجاب: ليش، معقولة ما أفرح بهالخبر؟ تجي تملي

علينا هالبيت، تونسنا شوي!

عبدالرحمن: يمة أنتي..

زبيدة و هي تقاطعه: أيوا يا ولدي أنا موافقة، موافقة!

ضل يشوف عليها شوي بدون أي كلمة، ما يعرف إذا هي جد تقصد هالكلام

و لا لأ، هو يعرف إيش كثر هي متعلقة فيه، خاصة بعد ما خسرت الكل،

ما سهلة عليها تشاركه مع غيرها، حتى خالته اللي هي أختها، كانت تغار عليه

منها، معقولة بترضى بوحدة غريبة تدخل في حياته، وحدة بتأخذ من وقته

و يمكن بتبعده منها، رفع حاجب بشك، معقولة ترضى..؟

عقيلة و هي تحط يدها على يده و تمسح عليه بهدوء: ها يا ولدي إيش قلت؟

نزل عيونه ليدينهم و ما تكلم، حتى و لو أمه رضت، قلبه بيرضى؟

معقولة راح يسمح لوحدة ثانية تدخل بحياته؟ هالشيء يصير؟ ليش ما يصير؟

هي ما تعرف عنه و أبدا ما راح تعرف، ليش يعلق قلبه على وحدة ما راح

تحس فيه؟! يلومها؟ ليش يلومها؟ هي كيف تعرف و هو ما عنده الجرأة

ليعترف لها، بس هي المفروض تفهم، تفهم من ربكته حوالينها، تفهم من

نظراته لها، ليش، مانها قادرة تسمع دقات قلبه القوية و الجنونية لما تكون

معاه بنفس المكان، ما تقدر تسمعها؟ يمكن دقاته ما توصل لها، ما توصل لقلبها..!

عقيلة و هي تحاوط يده بيدينها و تعيد سؤالها: ها يا ولدي إيش قلت؟

رفع عيونه لها و من ثم لأمه: يمة، إذا أنتي جد تريدي هالشيء، و هو يأخذ نفس

: عيل أنا موافق!

زبيدة إبتسمت و إقتربت منه أكثر، طبعت بوسة هادية على رأسه و بعدت

: أكيد أريد هالشيء!

إبتسم لها و إلتفت لخالته: و أخيراً سويتي اللي كنتي تريديه!

عقيلة ضحكت و قامت: عيل من بكرة بدور لك على وحدة تناسبك!

رفع عيونه لها و قام: من بكرة؟ ما أنتو خطبتوا لي و خلاص؟!

ضحكت أكثر و حركت رأسها بالنفي: لا، بعدنا ما خطبنا، ما كان عندنا

إللا هالكذبة لنقنعك!

فتح عيونه و نزلهم لأمه: يمة حتى أنتي معاها؟!؟

ضحكت: سامحني يا ولدي، تعرفها خالتك جلست تحن على رأسي لين وافقت!

إلتفت لها و حرك رأسه بقلة حيلة: و الله يا خالتي مانك بهينة!

عقيلة إبتسمت و صارت تمشي للمطبخ: إيش حابين تأكلوا على العشاء؟

زبيدة بإبتسامة: أي شيء يجي في خاطرك! إلتفتت لعبدالرحمن و مسكت

يده: ما زعلت مني؟

إبتسم و باسها على رأسها: مستحيل أزعل منك!

إبتسمت و صارت تمشي بكرسيها للمطبخ.

ضل يلاحقها بعيونه لين دخلت و ما بقى غير طيفها، أخذ نفس و لف

للتلفزيون، أخذ الريموت من على الطاولة قدامه و شغل التلفزيون، عدل

جلسته و صار يقلب في القنوات، يقلب بس باله مشغول فيها، يا ترى يقدر

ينساها؟ ينسى البنت اللي يحبها؟ ما يعرف بس إذا ما جرب ما راح يعرف،

يمكن صعبة بس مانها مستحيلة، حرك رأسه بحزم يقنع نفسه، مانها مستحيلة..!

يتبع...


 توقيع : البارونة

البارونة


رد مع اقتباس
قديم 4 - 11 - 2024, 04:03 AM   #6


الصورة الرمزية البارونة

 عضويتي » 1746
 جيت فيذا » 13 - 7 - 2024
 آخر حضور » 11 - 11 - 2024 (05:19 PM)
 فترةالاقامة » 123يوم
مواضيعي » 33
الردود » 1617
عدد المشاركات » 1,650
نقاط التقييم » 350
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 48
الاعجابات المرسلة » 13
 المستوى » $34 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهAlbania
جنسي  »  Male
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  » اعزب
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل 7up
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله baunty
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةNGA
ناديك المفضل  » ناديك المفضلahli
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضلهBentley
 
الوصول السريع

عرض البوم صور البارونة عرض مجموعات البارونة عرض أوسمة البارونة

عرض الملف الشخصي لـ البارونة إرسال رسالة زائر لـ البارونة جميع مواضيع البارونة

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony


 
الاوسمه الحاصل عليها
 
وسام  
/ قيمة النقطة: 50
مجموع الأوسمة: 1...) (المزيد»

مجموع الأوسمة: 1

البارونة غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية لم أكن هكذا من قبل ولكن بحبك تاهت عناويني للكاتبة Golden Apple





وقفت قدام التسريحة تمشط شعرها و هي فكرها مشغول فيه، راح يروحوا لهم

الليلة، عزموهم لعندهم على العشاء عشان فرحة أساور، عشان خطبتها، ما تريد

تروح، ما تريد تروح عشانها خايفة تصطدم فيه، ما تعرف كيف ترفع عيونها له

بدون ما تبكي، هي كذي، دوم ضعيفة، ما تقدر ترفض طلب أي أحد، أياً كان،

فكيف ترفض طلب الشخص اللي تحبه؟ كيف ترفضه؟ ما قدرت! هو ما فكر فيها،

ما فكر في مشاعرها، ما فكر أنه بهالطريقة بيجرحها، بيموتها بكلامه، كان كل

همه أنه يريح ضميره، يعترف لها بحبه لوحدة ثانية بما أنه بيرتبط فيها،

بيتزوجها! طلب منها توافق عليه و تعيش معاه على قوانينه، خطة هو

رسمها لنفسه ليفتك منها بعد فترة، تعرفه، تعرف ما يفرق معاه، هي له

مجرد بنت عم لا غير، مثلها مثل أخواتها، نزلت عيونها و هي تحارب

دموعها، بس هو لها كل حياتها، ما تعرف إذا تقدر بدونه، ما تعرف إذا

حياتها بدونه ممكنة، ما تعرف و لا تريد تجرب هالشيء، ما تريد..!

سمعت دق على الباب فرمشت عيونها بسرعة عشان ما يبقى أي أثر للدموع،

رفعت عيونها للمراية تشوف على الباب: أيوا!

فتحت الباب و دخلت، قطبت حواجبها و هي تشوفها بدون عبايتها: أنتي

بعدك ما جاهزة؟

فرح و هي تدور لها: ألحين أخلص! مشت للمعلقة و أخذت عبايتها، و هي

تلبسها: وين حنين؟

بسمة و هي تجلس على السرير: بغرفتها، ما أعرف إيش فيها، تقول

ما تريد تجي!

فرح و هي تلف شيلتها على رأسها: بصراحة، حتى أنا ما أريد أجي!

بسمة: بلاش كلام فاضي، ماما من أولها معصبة عليها، لا تروحي أنتي

و تزيدي عليها ألحين!

فرح و هي تجلس بجنبها: ما أريد أشوفه!

بسمة: عماد؟

فرح و هي تنزل رأسها بحزن: ليش هو في غيره؟

بسمة بهدوء: بس مصيرك تشوفيه، هذا ما بقى للملكة شيء!

فرح و هي تحرك رأسها بالإيجاب: أعرف بس ما أريد أشوفه، على

الأقل ما ألحين!

بسمة حركت رأسها بمعنى أنا ماني فاهمة عليك!

إبتسمت: و ما راح تفهمي! قامت: خلينا نروح نشوف أختك، أنا عندي

سبب بس هي إيش سببها؟!

بسمة إبتسمت و قامت تمشي معاها، مشوا لغرفتها و دقوا على الباب،

ما جا لهم أي رد، دقوا مرة ثانية بس هم ما في رد.

بسمة: حنين نايمة؟

ما جا لهم أي رد

إلتفتت لفرح و من ثم للباب، حطت يدها على المقبض و فتحته، دخلت

و فرح دخلت وراها، مانها موجودة بالغرفة، مشوا للبلكون، مانها على

البلكون، دخلوا الغرفة مرة ثانية و سمعوا صوت باب الحمام ينفتح، إلتفتوا

لها و هم يشوفوها تطلع من الحمام ببجامتها و هي تنشف وجهها بفوطتها.

فرح و هي تقطب حواجبها: من جدك؟

نزلت رأسها بسرعة، تخفي عيونها الحمراء عنهم و بإرتباك: أنا قلت..

لكم ماني رايحة.. يعني ماني رايحة! و صارت تمشي لسريرها، جت بتجلس

بس مسكت يدها.

بسمة و هي تدورها لها: حنين إيش هالعناد؟ ما سمعتي ماما إيش قالت،

يللا، و هي تسحبها للكبتات: يللا جهزي حالك و إنزلي، و هي تفك يدها

: بننتظرك تحت!

حنين بنفس حالتها: ماني رايحة!

بسمة بإستغراب: بس ليش؟ ما أنتي كنتي تحبي بيت عمي، ما كنتي دوم

تروحي لعندهم لتبيتي هناك، إيش صار لك ألحين؟ أحد قال لك شيء؟

زوجة عمي قالت شيء؟

حركت رأسها بالنفي بس ما ردت

بسمة إلتفتت لفرح و من ثم لها، إقتربت منها و حاوطتها من أكتافها: قولي

إيش فيك؟

حركت رأسها بالنفي مرة ثانية و هي تحارب دموعها: مـ.ـا.. ما فيني شيء!

بسمة: بلا فيك، قولي إيش؟!

ما ردت عليها، فكت نفسها منها و صارت تمشي لسريرها، جلست و تكلمت

: إطلعوا برع، أنا أريد أنام! قالتها و بعدها إنسدحت و غطت نفسها بالبطانية!

إستغربت منها أكثر بس ما علقت، إلتفتت لفرح، شافتها مقطبة حواجبها بإستغراب.

فرح أشرت لها تطلع و تسكر الباب وراها

حركت رأسها بالإيجاب، طلعت و سكرت الباب

أخذت نفس و مشت لسريرها، جلست على الطرف و جت بتبعد البطانية عنها

بس ما قدرت، كانت ماسكتها بقوة، قطبت حواجبها أكثر: حنين، و هي تسحب

البطانية: فكي البطانية!

ما ردت عليها

فرح: عيل لا تلوميني بعدين!

لا رد

سحبت البطانية عنها بأقوى ما عندها، نزلت عيونها لها، شافتها تتقلب

و تغطي وجهها بيدينها، قامت و مشت للجهة الثانية، جلست و سحبت يدينها

عن وجهها، شهقت و هي تشوف وجهها غرقان بدموعها: حـنـيـن!!

مسكتها من مرافقها بسرعة، جلستها و بخوف: بسم الله، إيش فيك يا حبيبتي؟

ليش تبكي كذي؟

ما ردت و صارت تبكي أكثر

خافت أكثر فإقتربت منها و حضنتها: إيش فيك؟ إيش صاير؟ تكلمي لا تخوفيني!!

تعلقت فيها أكثر و من بين شهقاتها: قـلـ..ت.. قلت.. لكم.. مـ.ـا أريد.. ما أريد..

أرووح.. ليش.. ليش.. تغصـ..ـبوني؟!؟!

حضنتها أكثر و صارت تمسح على ظهرها لتهديها: أششش، هدي حالك يا قلبي،

خلاص، خلاص لا تبكي، إذا على كذي، لا تجي، محد بيغصبك، خلاص هدي حالك!

بعدتها عنها و صارت تمسح دموعها: هدي حالك، ما في داعي تبكي عشان كذي!

رفعت عيونها لها و من ثم نزلتهم: خبريـ..ـهم.. ما أريد.. أروح!

إبتسمت لها بهدوء: خلاص، ما بتروحي! قامت: أروح أخبرهم و إذا تريدي بضل معـ..

قاطعتها و هي تحط رأسها على مخدتها: مـ.ـا في.. ما في داعي!

فرح: متأكدة؟!

حركت رأسها بالإيجاب و غمضت عيونها

ضلت تشوف عليها لدقيقة و هي مستغربة منها، ما تعرف إيش تفهم من اللي صار،

إيش فيها، ما علقت و صارت تمشي للباب: تصبحي على خير!

ما ردت عليها

إلتفتت لها و من ثم لفت للباب و طلعت

سمعت الباب يتسكر، فتحت عيونها و صارت دموعها تنزل، ما تريد تروح

لأنها خايفة، خايفة لأنها تعرف أنه بيكون موجود، راح يشوفها، راح يجي لها،

غمضت عيونها بقوة و هي تتذكر لمساته، كلماته القذرة، ما تعرف إيش يصير

فيها لما تشوفه قدامها، تجمد بأرضها، ما تقدر تتحرك، ما تقدر تصرخ، ما تقدر

تسوي شيء و كأنها تنشل، يفكرها راضية، ليش ما يفهم دموعها، ليش ما يفهم

خوفها منه، هو يستغلها و راح يضل يستغلها لأنها ضعيفة، ضعيفة و ما راح

تقول شيء، ما راح تكشفه، تكره نفسها لأنها تسمح له، تكره نفسها بس ما تعرف

كيف توقفه، ما تعرف إيش تسوي، تقول لمن؟ خايفة ما يفهموها، خايفة ما يشوفوها

كضحية و يحطوا اللوم عليها و هي مثل دايما راح تسكت، راح تسكت و ما راح

تدافع عن نفسها، ما راح تقدر، فتحت عيونها و حطت يدها بسرعة على فمها تمنع

شهقتها، ما تعرف كيف تتصرف، ما تعرف..!

حنين: 18 سنة!


***************************


فتح عيونه بس رجع غمضهم بسرعة، حط يدينه على رأسه و هو مانه قادر

يتحمل هالصداع، رأسه شوي و ينفجر، هذي حالته كل يوم، ما في شيء جديد،

ضغط على رأسه بقوة و ضل على نفس حالته لفترة طويلة، ما خف الألم بس

قرر يقوم، فتح عيونه و هو يقطب حواجبه، بعد البطانية عنه و جلس، أخذ نفس

و زفر، أخذ نفس ثاني و صار يمرر أصابعه في شعره، قام و صار يمشي للحمام،

فتح الباب و دخل، مشى للمغسلة و رفع عيونه للمراية يشوف على نفسه، ما عاد

يعرفه، ما عاد يعرف هالإنسان، عيونه الحادة فقدت لمعتها و شعيرات القصيرة

اللي كان يضبط سكسوكته فيها، طولت و صارت لحية توصل لرقبته، إقترب

من المراية شوي و صار يشوف على خده، يتذكر غمازة، أيوا، كانت غمازة،

غمازة محفورة في خده، مرر يده في لحيته يدور عليها، ما عاد في أي أثر لها،

ضاعت، بعد شوي و ضل يشوف على وجهه، هو خسر كل شيء، خسر كل شيء

لما خسرها، خسرها و خسر نفسه معاها..!

أخذ نفس، لف و صار يمشي للشور، طلع بعد فترة، أخذ فوطته و لفه على

خصره، طلع من الحمام و صار يمشي للكبتات، فتح كبتاتها و وقف يستنشق

ريحتها، لين ألحين باقية، باقية لأن كل شيء مكان ما كان، ما حرك ملابسها،

ما حرك أي شيء يخصها، ضل واقف شوي بنفس حالته و بعدها سكرها و فتح

باب ثاني، أخذ له ملابس، لبس بسرعة و مشى للتسريحة، نزل عيونه و هو

يشوف على عطوراتها، أخذ غرشة عطر صغيرة، سوداء و عليها نقوش بالذهبي،

عطرها المفضل، حط رشتين على يده و بعدها حط الغرشة بمكانها، يحس بريحتها

فيه، يحس بوجودها حوالينه، أخذ المشط و صار يمشط شعره.

تحت – بالصالة...

نزلت رأسها و صارت تبكي بصمت

تنهدت بقلة حيلة، إقتربت منها و حاوطتها من أكتافها: بس يا مريم بس،

ما يصير كذي، أنتي ما لازم تضعفي كذي!

مريم و هي تمسح دموعها: أنا تعبت يا سعاد، تعبت، ما أعرف إيش أسوي،

كيف أمنعه، ما أقدر أشوفه يدمر حاله و أضل جالسة، ما أقدر، هذا ولدي، وحيدي،

ما عندي غيره، إذا هو صار له شيء، أنا إيش يصير فيني؟ إيش يصير فيني؟

و صارت تبكي أكثر

سعاد بهدوء: يا مريم هدي حالك، إن شاء الله ما يصير فيه شيء، هو خسر زوجته،

حبيبته، محتاج لشوية وقت ليتعود على غيابها، راح يتعود إن شاء الله، يتعود!

مريم و هي تحرك رأسها بالنفي: ما راح يتعود، هو ما يريد يعود نفسه بدونها

و عشان كذي.. كذي يشرب، يشرب و يدمر حاله!

سعاد أخذت نفس و ما تكلمت، ضلت ساكتة شوي و بعدها بتفكير: إنزين أنتي ليش

ما تزوجيه مرة ثانية؟!

مريم رفعت عيونها لها: مستحيل يرضى، ما راح يسمح لأي أحد يدخل حياته بعدها!

سعاد: بس أنتي أمه، حاولي معاه، إغصبيه!

مريم و هي تحرك رأسها بالنفي: ما أقدر، ما يسمع كلامي، لو أنا كنت أقدر كان

غصبته يترك الخمر، بس ما قدرت، ماني قادرة!

سعاد: يا مريم أنتي حاولي معاه، أنا أتذكر، عادل في حياته ما رفض لك طلب..

قاطعتها: عادل ما عاد نفسه، ما عاد اللي تعرفيه!

سعاد: بس أكيد ما راح يقدر على زعلك، أنتي يوم تزعلي منه و يوم الثاني

ترضي، خليك شديدة معاه شوي، لا تضعفي له!

حركت رأسها بالنفي: ما أقدر أشوفه في هذيك الحالة، يقطع قلبي بكلامه يا سعاد،

لا تلوميني!

سعاد و هي مصرة تقنعها: بس هم خليك شديدة معاه، هذا لمصلحته، يتزوج

و تجي وحدة تملي حياته من أول و جديد، يمكن بالأول ما بيتقبلها بس مع

الأيام بينسى و بيبدأ حياته معاها!

ما ردت عليها و ضلت ساكتة شوي

سعاد: أنتي فكري و راح تشوفي أنه معاي حق!

مريم و هي تحرك رأسها بالإيجاب: معاك حق ما إختلفنا بس من راح يرضى

في واحد مثله؟ ما يصير نعذب بنت الناس معانا!

سعاد سكتت و ما ردت

مريم: فكرة الزواج مانها معقولة لعادل، محد راح يرضى فيه!

: خالتي؟

إلتفتوا لها

ليلى و هي تتقدم منهم و هي حاملة وسن النائمة: نامت، آخذها لغرفتك؟

مريم و هي تحرك رأسها بالإيجاب: خذيها يا بنتي إذا ما عليك كلافة!

إبتسمت لها: إيش هالكلام خالتي، أي كلافة الله يهديك بس! لفت و صارت

تمشي للدرج.

ضلت تشوف عليها لين ركبت الدرج و إختفت في دور الثاني، إلتفتت لسعاد

و تكلمت: هي كيفها؟

سعاد و هي تتنهد: بنفس حالتها؟ اليوم كان جاي يوصل البنات، قال لها

ما عاد يريدهم!

حطت يدها على قلبها: تركهم؟!؟

سعاد و هي تتنهد بقلة حيلة: تركهم!

مريم: لا حول و لا قوة إلا بالله، الله يصبرها و يقوي قلبها!

سعاد: آمـيـن!

مريم و هي تكمل: و يعوضها بواحد يقدرها و يصونها!

سعاد: آمـيـن! سكتت شوي و بعدها إلتفتت للدرج و من ثم لها: إيش

رأيك فيها؟

مريم: من؟

سعاد: بنتي ليلى؟!

مريم: ما شاء الله عليها، ما .. سكتت و ما كملت و هي توها تفهم عليها،

رفعت عيونها لها و بصدمة: من جدك؟

سعاد و هي تحرك رأسها بالإيجاب: الإثنين محتاجين لبعض..

مريم قاطعتها و هي تحرك رأسها بالنفي: يا سعاد أنتي فاهمة أنتي إيش

تقولي؟ بنتك مانها محتاجة لأحد يزيد على همها هم، هي محتاجة لأحد

يداوي جروحها و عادل مانه مناسب لهالدور!

سعاد و هي تحرك رأسها بالإيجاب: أنا فاهمة، فاهمة زين، أنا أحسهم

مناسبين لبعض، هي بتداوي جروحه و هو يداوي جروحها!

حركت رأسها بالنفي مرة ثانية: لا، لا، لا، أنا ماني موافقة على هالشيء،

معقولة تربطي بنتك في إنسان مثله؟!

سعاد: يا مريم أنتي كيف تقولي كذي عن ولدك..

قاطعتها: لأني أعرفه، هو ما عاد عادل الأولاني، ما عاد حتى يشبه عادل

الأولاني.. ولدي ضاع يا سعاد.. ضاع!

سعاد و هي تحط يد على يدها لتهديها: و هذي ليلى بترجعه مثل قبل إن

شاء الله، إن شاء الله ترجعه!

مريم و هي تحرك رأسها بالنفي: لا، ليلى مثل بنتي، ما أرضى عليها!

سعاد و هي تحرك رأسها بقلة حيلة: لا حول و لا قوة إلا بالله، لا حول

و لا قوة إلا بالله، أخذت نفس: إسمعي، أنا بكلم ليلى في هالموضوع إذا

هي وافقت، ما أعتقد أنتي بيكون عندك أي إعتراض في وقتها!

حركت رأسها بالنفي: ما راح توافق!

سعاد: إن شاء الله توافق!

ما ردت عليها و رفعت عيونها لـ ليلى اللي صارت تنزل الدرج.

وقفت قدامهم و تكلمت: يللا ماما، خلينا نمشي، خالتي سميرة تكون تنتظرنا!

حركت رأسها بالإيجاب و قامت: يللا عيل نمشي ألحين!

مريم قامت و حركت رأسها بالإيجاب: تعبتكم معاي..

قاطعتها بسرعة: مريم إيش هالكلام، نحن جيران و أخوات، وقفتي معاي

بكل شيء فلزوم وقفتنا معاك!

إبتسمت لها: و ما مقصرين، الله يخليكم لي يا رب!

إبتسموا : آمـيـن! لفوا و صاروا يمشوا لبرع و هي مشت معاهم لتوصلهم

عند الباب، دخلت بعد فترة و شافته ينزل الدرج، نزلت عيونها و صارت

تمشي للكنبة، جلست و شغلت التلفزيون.

نزل الدرج و صار يمشي لها، إقترب منها و جا بيبوسها على رأسها بس

هي حطت يدها على صدره، تمنعه، ما إستغرب من حركتها، صارت حركة

يومية، جلس على الكنبة بجنبها، مسك يدها و حاوطها بيدينه: زعلانة؟

سحبت يدها منه و ما ردت

رجع مسك يدها و نزل رأسه: حتى أنتي زعلانة مني؟!

إلتفتت له، حطت يد تحت ذقنه و رفعت رأسه لها: يا ولدي أنتي ليش

تقول كذي؟ اللي صار كان قضاء..

قاطعها و هو يحرك رأسه بالنفي: لا، هي أخذتها مني، هي السبب!

حركت رأسها بقلة حيلة: تلومها؟

حرك رأسه بالإيجاب: ما ألوم غيرها!

سكتت و ما ردت عليه

إقترب منها و طبع بوسة هادية على خدها: يمة لا تزعلي مني!

أخذت نفس: إذا ما تريدني أزعل، لا تروح الليلة!

إبتسم و قام: أنا رايح!

لفت عنه و ما تكلمت، لفت له بعد شوي و هي تسمع باب الصالة يتسكر،

تنهدت بقلة حيلة، قامت و صارت تمشي للدرج، تروح تصلي و تدعي له،

ربها يصلحه لها و يهديه، يرجعه مثل أول، صارت تركب الدرج و كلام سعاد

يدور في رأسها، يا ترى ليلى بتوافق عليه، يا ترى إذا وافقت راح تقدر تصبر

عليه، راح تقدر ترجعه عادل الأولاني..؟


***************************


كانوا مجتمعين بغرفتها بس الكل جالس بطرف لحاله، الجلسة مانها مثل أول،

ما في ضحك، ما في سوالف، الكل هادي و سرحان، الكل مهموم! رفعت عيونها

لها، شافتها تشوف عليها، إبتسمت، قامت و مشت لها، جلست بجنبها و شبكت

يدها بيدها، و هي تلتفت على البقية: إيش فيهم هذولا اليوم؟ ليش الكل ساكت؟

حركت أكتافها بخفة: علمي علمك! لفت تشوف على أساور اللي كانت جالسة بجنب

الشباك و سرحانة في الحديقة: إيش فيها أختك؟ ليش مانها مبسوطة؟

أزهار و هي تتنهد: ما أعرف، مالت عليها، هذي وجه خطبة بالله عليك!

بسمة: هههههههههه!

أزهار ضحكت و إلتفتت لفرح اللي بدورها كانت سرحانة بأصابع يدينها: و أختك

إيش فيها؟ هذا ما بقى للملكة إللا خمسة أيام!

بسمة تنهدت و ما ردت

فهمت عليها فما حبت تزيد في هالسالفة، هي تعرف عماد أكثر من الكل، عنيد،

ما راح يتراجع عن كلمته، بيتزوجها بس ما بيقترب منها، بتكون زوجته على

الورق و بس، بيعلقها كذي لأنه ما يريد غير هانا، وحدة أجنبية، ما يعرفوا عنها

غير إسمها، يا ترى هي إيش يميزها؟ إيش فيها ليخليه متعلق فيها لهالدرجة؟

إلتفتت تشوف على فرح، أجمل بنت في العائلة، جمالها غريب، عيونها سوداء

و وساع، شعرها أسود، مموج و طويل يوصل لنص فخذها، بياضها بياض الثلج،

كأنها من آلهة الإغريق، تخيلتها كذي فضحكت.

بسمة بإستغراب: بسم الله إيش صار لك أنتي؟

أزهار و هي تلتفت لها: هههه.. لا.. و لا شيء!

بسمة إبتسمت و من ثم إلتفتت لأساور: أساور تعالي عندنا خبرينا كيف شكله،

حتى نحن نريد نعرف!

إلتفتت لها و من ثم لفت عنها: ما أعرف، ما شفته!

بسمة و هي تفتح عيونها: جد؟

أساور و هي تقوم و تمشي للباب: ما يهمني! طلعت و سكرت الباب وراها.

إستغربت منها فإلتفتت لأزهار: إيش فيها هذي؟!

حركت رأسها بمعنى لا تهتمي

بسمة حركت رأسها بالإيجاب و من ثم تكلمت: إنزين أنتي خبريني، كيف شكله؟

إبتسمت: زين!

بسمة: بس كذي؟

أزهار: تريدي الصراحة؟

بسمة و هي تحرك رأسها بالإيجاب: أيوا، أيوا يللا قولي!

إلتفتت لفرح و بخبث: أحلى من عماد!!

رفعت رأسها لهم بسرعة: مستحيل يكون أحلى منه!

بسمة و أزهار: أوووووه، ما نقدر على العاشقة نحن!!

شهقت و هي توها بس تستوعب، إنحرجت من حالها فقامت بسرعة

تركض لبرع الغرفة

بسمة و أزهار: ههههههههههههههههههه!

بسمة و هي تقطب حواجبها: هذولا أصغر منا، إنخطبوا و بيتزوجوا، نحن كبرنا

بس لين ألحين ما جا لنا نصيبنا!

أزهار و هي تخمس في وجوههم: مالت علينا بس!

بسمة: هههههههههههههههه!

ليلى اللي طول الوقت كانت ساكتة هنا تكلمت: تندبي حظك و غيرك يتمنى

يكون بمحلك، أصلا أنتي عاجبك تعلقيه عليك و تعذبيه!

إلتفتوا لها الإثنين بإستغراب و هم يأشروا على نفسهم: أنـا؟

إبتسمت بسخرية، قامت و طلعت لبرع الغرفة

إستغربوا أكثر و إلتفتوا لبعض

أزهار: إيش تقصد هذي؟

بسمة و هي تحرك أكتافها بخفة: أنا إيش يعرفني، بنت خالتك و أنتي أدرى!

قطبت حواجبها بإستغراب و ما علقت

غرفة أساور...

خنقتها عبرتها و صارت دموعها تتجمع في عيونها: وافق علي، بعد أسبوع

راح يجوا مرة ثانية ليحددوا المهر و تاريخ الملكة و العرس!

جا لها صوته: و أنتي خايفة؟

حركت رأسها بالإيجاب و كأنه يشوفها: خايفة كثير، شهـ.ـاب.. الله يخليك سوي

أي شيء بس وقف هالعرس!

شهاب: لا تخاف يا حبي، أنا قد كلمتي، أنتي ما راح تكوني لغيري!

ما ردت عليه و صارت دموعها تتدحرج على خدودها بهدوء

ضل ساكت شوي و بعدها تكلم: تبكي؟

حركت رأسها بالإيجاب: ما.. بيـ.ـدي!

شهاب: أساور، أنا كم مرة أقول لك، لا تبكي، دموعك غالية علي، ما أقدر أتحملها،

أنا وعدتك و صدقيني هالفهد ما راح يقدر يأخذك مني!

صارت تمسح دموعها بدون أي كلمة

شهاب: إنزين خلينا من هالسالفة ألحين، تعالي على البلكون شوي!

قطبت حواجبها بإستغراب: ليش؟

شهاب: لأني واقف قدام الفلة!

فتحت عيونها: من جدك؟! قامت بسرعة و مشت للشباك، بعدت الستارة

و هي تشوف سيارته، حطت تلفونها عند أذنها و بعدم تصديق: أنت جنيت؟!

ليش جيت لهنا؟

شافته ينزل شباك سيارته و يطلع رأسه: إشتقت لك!

حركت رأسها بقلة حيلة و إبتسمت: توك أمس شفتني بالجامعة!

شهاب: بس اليوم ما شفتك فجيت أتطمن عليك!

إبتسمت أكثر و ما ردت

شهاب: حياتي، إطلعي للبلكون خليني أشوفك!

إرتبكت: شهاب ما يصير، الكل مجتمع عندنا، أخاف أحد يشوفك قدام الفلة

و يسوي لك مشكلة!

شافته يطلع من سيارته، يسكر الباب و يستند به: ماني متحرك من مكاني

اليوم لين ما أشوفك، أقول لك مشتاق، ليش مانك قادرة تفهمي!

أساور و هي تسكر الستارة: بطلع لثواني و بس و بعدها بتمشي، ما أريد

أي شيء يصير فيك بسببي، ما أرضى عليك!

شهاب: لا تخافي علي، يللا بسرعة أنتظرك!

إبتسمت لنفسها و راحت تلبس شيلتها بسرعة و بعدها طلعت للبلكون، وقفت

عند الدرابزين و رفعت عيونها تشوف عليه، شافته يحط يد على صدره و سمعته

يتنهد، ضحكت: إيش فيك؟

شهاب: الله يصبرني!

نزلت رأسها بحياء: يللا روح ألحين!

شهاب: بروح، بشوفك يوم السبت!

رفعت عيونها له، شافته يركب سيارته: إن شاء الله! سكرت منه و شافته

يحرك سيارته، إبتسمت لنفسها بحياء: مجنون! لفت و دخلت للداخل.

تحت – بالمطبخ...

حطت يد على خدها و تنهدت بقلة حيلة، ما تريد تفكر فيه بس فكرها لا إرادياً

يروح له، تفكر في حياتها معاه، بمصيرها، بنهاية هالزواج، كل شيء واضح

وضوح الشمس، زواج مؤقت على الورق و بس، بس ليش قلبها مانه راضي

يفهم هالشيء، ليش متعلق بكلمة وحدة، كلمة يـمـكـن! يـمـكـن كل شيء يتغير

بعدين، يـمـكـن يحبها مثل ما هي تحبه، يـمـكـن جد بيتعلق فيها أول ما يشوفها

قدامه، يـمـكـن تتغير نظرته لها، يمكن و يمكن و يمكن، غمضت عيونها بقوة

و هي مقهورة من هالصوت، ليش تخليه يتحكم فيها كذي؟ ليش ما تفكر بعقلها؟

ليش ما تفكر بنفسها و لو لمرة؟ أخذت نفس و فتحت عيونها، ما تقدر، مثل

دايما راح تستسلم، تخضع لقلبها..!

سمعت ضحكته و دق قلبها، إرتبكت من حالها فقامت، جت بتطلع من المطبخ

بسرعة بس شافته جاي للمطبخ، دخلت مرة ثانية، إلتفتت حوالينها و هي

ما تعرف إيش تسوي، رمشت عيونها بإرتباك، سحبت كرسي و جلست مرة ثانية،

عدلت شيلتها و نزلت رأسها.

دخل المطبخ و هو يكلم تلفون، يكلمها هي، يقول لها إيش كثر هو إشتاق لها،

إيش كثر هو يحبها، يتغزل فيها، كان مشغول فيها بدرجة أنه ما إنتبه لها،

ما إنتبه لوجودها:

Wait for me.., I’ll be there in a few days..,

definitely..,

(إنتظريني..، سأكون هناك في بضعة أيام..، بالتأكيد..!)

و هو ينهي مكالمته بهمس:

I love you, don’t forget that

(أنا أحبك، لا تنسي ذلك!)

رفعت عيونها له في هاللحظة و هي تحس نفسها تختنق بعبرتها، لهالدرجة

ما تهمه، وجودها ما يهمه، ما تردد و هو يعترف لغيرها بحبه و قدامها،

ما قدرت تمسك دموعها أكثر من كذي، نزلت و صارت تحرق خدودها، تحرقها

بس و لا شيء لحرقة اللي بقلبها، لنار اللي تحسه بقلبها، قامت بسرعة

و جت بتطلع بس وقفها.

سمع صوت الكرسي، إلتفت و هو توه ينتبه لها، تقدم منها بخطوة و تكلم

: فرح!

وقفت، نزلت رأسها بس ما دارت له

إقترب منها أكثر و وقف قدامها

نزلت رأسها أكثر و مسحت دموعها بسرعة

لمح دمعتها اللي طاحت على شيلتها قبل ما تقدر تمسحها، كانت موجودة هنا

طول الوقت، سمعته؟ قطب حواجبه و إقترب منها أكثر: فرح أنا ما كنت أعرف

أنك موجو..

قاطعته و بصوت مرتجف: مـ.ـا يـهـ.ـم!! قالتها و بعدها مشت عنه بسرعة

تدخل للداخل!

ضل يلاحقها بعيونه لين ما بقى غير طيفها، حك رأسه بقلة حيلة و زفر،

مشى للكرسي و جلس، رفع عيونه للباب و زفر مرة ثانية، هو ما أجبرها

لتوافق عليه، هو عطاها حرية الإختيار و هي إختارته هو، إختارته و هي

تعرف كل شيء عنه، ليش تبكي ألحين؟ ما في داعي لكل هالدموع؟

ما راح تغير في شيء، ما راح تغير فيه، ما راح تقدر..!

بعد ساعتين...

وقفت عند باب الشارع تودعهم، إبتسمت و هي تشوف بسمة تطلع رأسها

من الشباك و تحرك يدها بـ باي، ضحكت و بصوت عالي: دخـلـي رأسـك

يـالـهـبـلـة!!

ضحكت و هي تدخل رأسها: بـاآآآي زوز!

ضحكت أكثر: باآآآآآآي!! ضلت تشوف على السيارة لين دخلت في إحدى

التقاطعات و إختفت، إبتسمت لنفسها، نزلت رأسها، لفت و شهقت.

كان توه طالع من المجلس، دخل الصالة يسلم على خالته و بعدها طلع للحديقة

يمشي لباب الشارع، شافها معطيته ظهرها، واقفة تودع بنات عمها، ما حس

بحاله إللا و هو يمشي لها، وقف وراها و هو يحط مسافة صغيرة بينهم،

ينتظرها تلتفت، تلتفت له، ما يقدر يفهمها، ليش تعذبه كذي، ليش تختبر صبره؟

هو راضي يصبر عليها لآخر أنفاسه بس كل اللي يريده منها أنها تحس فيه،

تحس فيه و تقدر هالحب، إيش تريده يثبت لها؟ مانه كافي لها أنه وين ما يكون

عيونه ما تدور إللا عليها؟ مانه كافي لها أن كل شيء فيه ينطق بإسمها؟ ليش،

هو مانه كافي لها؟!؟ إنتبه لحاله لما لفت و شهقت، نزل عيونه بسرعة، رجع

بخطوة لوراء ورفع عيونه لها مرة ثانية!

حطت يدها على قلبها و هي تأخذ نفس: خـوفـتـنـي؟!

ما رد عليها

رفعت عيونها لعيونه بس نزلتهم بسرعة و هي مرتبكة من نظراته، ما حبت

تبين له فغصبت إبتسامة على شفايفها و هي تمثل المرح كعادتها: أحم..

كيفك عبود؟ صار لنا زمان عنك، ما عدت تجي مثل أول!

ما رد عليها، ما عرف بإيش يرد، تسأله عن حاله، يخبرها تعبان و تعبان كثير،

تعبان بسبب دقات قلبه الجنونية لها، تعبان لأنها ما قادرة تفهمه، تعبان لأنها مثل

دوم تعامله و لا كأنه صاير شيء، كيف تقدر؟ كيف و هي لازم تكون تعرف

ألحين أنه إيش كثر يهواها، يتمناها، توقف قدامه بإبتسامتها و تجننه، تجننه

و تخربط له كل كيانه، ليش مانها قادرة تشوف هالشيء؟ لهالدرجة ساذجة؟

لهالدرجة بريئة؟!

بلعت ريقها بصعوبة و هي مرتبكة أكثر من سكوته: أمم.. و هي تنزل رأسها

و تمشي: بـ.ـد.. بدخل ألحين! مشت خطوتين بس هو وقفها.

عبدالله بهدوء غير اللي يحس فيه: أزهار!

وقفت، دارت له و رفعت عيونها لعيونه

أخذ نفس يتشجع: ليش تسويها فيني؟

أزهار ما فهمت عليه: هـا؟ إيش.. إيش تقصد؟

نزل رأسه و هو يبتسم لنفسه بانكسار: لهالدرجة صعبة؟!

أزهار بنفس حالتها: عبود أنا.. أنا ماني قادرة أفهمك!

رفع رأسه لها و ضل يشوف عليها لشوي بدون أي كلمة

ما فهمت نظراته بس أربكتها أكثر من قبل

لف عنها و صار يطلع: مع السلامة!

أزهار: مع.. مع السلامة!

أخذت نفس تهدي حالها و بعدها أخذت نفس ثاني، لفت و صارت تمشي للداخل،

دخلت و ركبت الدرج لغرفتها، فتحت الباب، سكرته و صارت تفسخ شيلتها،

جلست على السرير و هي تتخيل نظراته لها، ما تعرف بإيش يحس هالإنسان،

نظراته غريبة، كلماته غريبة، حركاته غريبة، يا ترى هو كذي مع الكل و لا بس

معاها؟! إنسدحت بالعرض و شبكت يدينها على بطنها، معقولة هالنظرات اللي

هي مانها قادرة تفسرها تكون نظرات حب لها؟! إحمروا خدودها على هالفكرة،

حركت رأسها بالنفي بسرعة تبعدها بس ما قدرت، هي ما جا لها تمر في مثل

هالموقف من قبل، ما جا لها تنحب كذي من قبل، ما تعرف بإيش تحس، إبتسمت

لنفسها بحياء، معقولة يكون يحبها جد؟! هي؟! هي يعني هي؟! ليش؟!

و هذي ليش من وين جابتها؟ يعني يحبها؟ إحمروا خدودها أكثر، تقلبت و دفنت

رأسها في مخدتها بحياء، مبسوطة، مستحية، ما تعرف، شعور غريب، أول

مرة تحس كذي، هي ما تحبه، ما فكرت فيه كذي من قبل بس تحترمه كثير،

شاب ألف وحدة تتمناه و هو يتمناها هي، إبتسمت لنفسها أكثر و بعدها

إنتبهت لحالها و ضحكت، راحت لبعيد بأفكارها، بعيد كثير، هي مانها متأكدة

منه، مانها متأكدة من مشاعره، غلط تفكر فيه كذي، غلط هالشيء، حركت

رأسها بحزم و بعدته من رأسها، جلست، أخذت دفترها و فتحته على آخر

صفحة كتبت فيها، إبتسمت بسخرية و هي تقرأ لنفسها: فهد عبد الرزاق

الـ..، شايف نفسه على إيش يا حسرة؟!

سكرت الدفتر و قامت، جت بتمشي بس فجأة داخت فجلست بسرعة، نزلت

رأسها و هي تغمض عيونها بقوة، صداع يجي لها فجأة، يجي بومضات من

ماضيها، ماضي هي ناسيته لأكثر من 8 سنوات، غمضت عيونها أقوى من

قبل و حطت يدينها على رأسها: آآآخ!! يـا ربـي!! ضلت على نفس حالتها

لكم من ثانية و بعدها شوي، شوي إختفى هالصداع و إختفت الومضات معاها،

فتحت عيونها ببطء و هي تحس بدموعها اللي صارت تتجمع فيها، قامت

و صارت تمشي للتسريحة، رفعت قميصها من ظهرها و لفت تشوف على المراية،

أكثر من وسم، ما تعرف سببه، موسومة على طول ظهرها، نزلت عيونها و صارت

دموعها تنزل، ما تتذكر، ما تتذكر شيء..!


***************************


وقف قدام التسريحة و هو يمشط شعره بسرعة، رفع عيونه للساعة المعلقة

على الجدار، 12:30، يكونوا نايمين، الكل بيكون نايم، هذي فرصته، ما عنده

إللا يطلع ألحين، بيجي قبل صلاة الفجر عشان ما يحسوا فيه، إبتسم لنفسه، نزل

عيونه للتسريحة، أخذ مفاتيح سيارته و محفظته و بعدها لف يطلع من الغرفة،

فتح الباب بهدوء، طلع و سكره بنفس الهدوء، صار يمشي للدرج بخطوات سريعة

بس هادية، مثل ما توقع، الليتات مسكرة يعني الكل نايم، نزل الدرج و صار

يمشي لباب الصالة، حط يد على المقبض و جا بيفتحه بس وقفه.

: على وين؟!

قطب حواجبه بقوة، نزل يده و دار له بتردد: أنا..

رفع يده يمنعه من الكلام: ما أريد أسمع، و هو يأشر على الدرج: يللا قدامي!

قطب حواجبه أكثر: فهد الله يخليك بس الليلة!

حرك رأسه بالنفي و بنبرة حادة: قـدامـي!!

زفر بقهر و صار يمشي للدرج بسرعة

مشى للباب، قفله و طلع المفتاح، صار يمشي للدرج و المفتاح معاه، ركب للدور

الثاني و هو يسمع باب غرفته ينصفق بقوة، إبتسم لنفسه و كمل طريقه لغرفته،

فتح الباب، دخل و سكره، مشى لمكتبه و حط المفتاح على الطاولة، لف و صار

يمشي لسريره، جلس و مرر يده في شعره، يكفي هو غلط هالغلطة من قبل،

يكفي أنه يعيش هالعذاب، ما راح يخليه يكرر نفس غلطته، ما راح يسمح له..!


نهاية البارت...


 توقيع : البارونة

البارونة


رد مع اقتباس
قديم 4 - 11 - 2024, 04:08 AM   #7


الصورة الرمزية البارونة

 عضويتي » 1746
 جيت فيذا » 13 - 7 - 2024
 آخر حضور » 11 - 11 - 2024 (05:19 PM)
 فترةالاقامة » 123يوم
مواضيعي » 33
الردود » 1617
عدد المشاركات » 1,650
نقاط التقييم » 350
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 48
الاعجابات المرسلة » 13
 المستوى » $34 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهAlbania
جنسي  »  Male
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  » اعزب
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل 7up
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله baunty
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةNGA
ناديك المفضل  » ناديك المفضلahli
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضلهBentley
 
الوصول السريع

عرض البوم صور البارونة عرض مجموعات البارونة عرض أوسمة البارونة

عرض الملف الشخصي لـ البارونة إرسال رسالة زائر لـ البارونة جميع مواضيع البارونة

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony


 
الاوسمه الحاصل عليها
 
وسام  
/ قيمة النقطة: 50
مجموع الأوسمة: 1...) (المزيد»

مجموع الأوسمة: 1

البارونة غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية لم أكن هكذا من قبل ولكن بحبك تاهت عناويني للكاتبة Golden Apple




عنوان (3)...

I am a simple girl, I dream of simple things

But life gets complicated and it takes us to


unexpected ends


أنا فتاة بسيطة، أحلم بأشياء بسيطة لكن الحياة تتعقد وتأخذنا إلى ذلك نهايات غير متوقعة



رفعت عيونها للمحاضر و هي تشوفه يحرك فمه بكلمات غير مفهومة، ما للكل

بس لها، إبتسمت لنفسها و نزلت عيونها لتلفونها اللي حاطته في حضنها،

علت صوت الأغنية و عدلت السماعات في أذنها، فتحت دفتر نوتاتها على صفحة

فاضية و صارت ترسم فيه، ترسم صورته، صورة اللي إنطبعت في قلبها، في

خيالها، في كل كيانها، كان مجرد زميل في إحدى المشاريع الدراسية، بالأول

رفضت تشتغل معاه بس بالأخير إضطرت تروح له، تعودت عليه، تعودت على

سوالفه، على ضحكته، على كل شيء فيه، تعلقت فيه و ما تعرف متى و كيف

و ليش بس سكنته في كل أحلامها الوردية، يمكن إبتسامته كانت السبب أو براءة

عيونه، ما تعرف، كل اللي تعرفه أنها صارت تعشقه و تعشق كل شيء فيه،

يحسسها بأهمية وجودها، يحسسها بأنها أهم ما يملك في دنياه، يحسسها بأنها

هـي دنـيـاه..!

إبتسمت لنفسها و سكرت الدفتر، رفعت عيونها و هي تشوف الطلبة يطلعوا من

الكلاس، خلصت المحاضرة و هي ما حاسة فيها، كيف تحس و هي سرحانة ف

ي خياله، إبتسمت بحياء لنفسها، طلعت السماعات من أذنها و حطتهم في شنطتها،

قامت و صارت تلم كتبها، أخذتهم و بعدها صارت تمشي لبرع الكلاس، تمشي

لـ اللوبي لأنها تعرف أنه بيكون بإنتظارها، نزلت عيونها لساعتها، باقي عشر

دقائق لمحاضرتها الثانية، صارت تمشي أسرع، ما تريد تضيع و لا ثانية منها،

تريد تقضيها كلها معاه، طلعت لـ اللوبي و هي تلتفت حوالينها، لمحته واقف مع

كم من شاب و يضحك معاهم، وقفت، ما تقدر تروح له و هو مع الشباب، ضلت

واقفة لدقيقتين و هي تنتظرهم يروحوا، مرت دقيقتين ثانية و هم لين ألحين

ما تحركوا من مكانهم، معقولة تخلص العشر دقائق بدون ما تسمع صوته، بدون

ما تكلمه؟ لا، ما تقدر! تقدمت بخطوة بس تراجعت مرة ثانية، غلط تروح كذي،

إيش بيفكروا عنها، نزلت عيونها و تنهدت بقلة حيلة، رفعتهم و شافته جاي لها

بإبتسامة، إبتسامة اللي تخلي دقات قلبها تتسابق مع بعضها، تقدمت منه بخطوات

هادية غير اللي تحس فيه، وقفت قدامه و هي تنتظره يتكلم.

فتح فمه و جا بينطق بإسمها: أ...

: أســاور!!

رفعت عيونها له و هو صار يأشر لها بمعنى تلتفت، إلتفتت و شافتها تبتسم لها،

قطبت حواجبها و نزلت عيونها، أخذت نفس بضيق و رفعتهم له: أشوفك بعدين!

شهاب إبتسم لها و حرك رأسه بالإيجاب، لف و صار يمشي عنها.

أخذت نفس ثاني و لفت تشوف عليها

إقتربت منها بخطوات سريعة، مسكت يدها و شبكته بيدها

نزلت عيونها ليدينهم و من ثم رفعتهم لعيونها، تضايقت من حركتها، من متى

و هم قريبين من بعض كذي، هم مانهم إللا زميلات، ما كان في بينهم غير السلام،

نزلت عيونها ليدينهم مرة ثانية و هي تتذكر، هي السبب، هي اللي ذكرتها لهم،

هي اللي ربطتهم ببعض كذي، قطبت حواجبها و فكت يدها من يدها بسرعة!

إستغربت من حركتها بس ما إهتمت، إبتسمت و تكلمت: وينك؟ رحت الكلاس

و ما شفتك، كنت أنتظرك، أريد أكلمك شوي.. و هي تغمز لها: أكلمك عن فهد!

قطبت حواجبها أكثر على طاريه، نزلت عيونها و صارت تمشي معاها: إيش فيه؟

رنا و هي تمشي بجنبها: ما فيه شيء بس حبيت أسألك عن رأيك فيه؟

ما ردت عليها و تقدمت عنها

إستغربت أكثر و صارت تلحقها: شوفي أنا ما راح أمدح فيه لأنه أخوي بس

لأنه أخوي أعرفه أكثر من الكل، هو شوي مزاجي و اللي ما يعرفه زين يقول

عنه مغرور، سكتت تفكر شوي و بعدها كملت: لا، هو جد مغرور بس عادي

مشيها له، عنده سلبيات كثيرة بس إيجابياته أكثر، و هي تنزل عيونها ليدها

و تعدد على أصابعها: قلبه كبير، ما يقدر يزعل أحـ.. ما قدرت تكمل لأنها

إصطدمت فيها، رفعت عيونها و هي توها تنتبه أنها واقفة، إبتسمت بإحراج

: أنا.. أنا آسفـ..

أساور و هي تقاطعها: ممكن ما نتكلم فيه ألحين، عندي كلاس و ما أريد أتأخر!

حركت رأسها بالإيجاب و بنفس إبتسامتها: عادي، نتكلم فيه بعد الكلاس، إقتربت

منها و مسكت يدها: يللا، نمشي، ترى نحن بنفس الكلاس! صارت تمشي و تسحبها

معاها!

حاولت تفك يدها منها بس ما قدرت، تنهدت بقلة حيلة و صارت تمشي معاها.

بعد الكلاس...

لمت كتبها بسرعة، قامت و شافتها واقفة بجنب الباب تنتظرها بإبتسامة، حركت

عيونها بملل و صارت تمشي لها.

رنا: خلصتي كل محاضراتك؟

حركت رأسها بالإيجاب بس ما تكلمت

رنا: بترجعي البيت؟

حركت رأسها بالإيجاب مرة ثانية و بدون أي كلمة

رنا: تسوقي؟

حركت رأسها بالنفي

رنا: تنتظري السواق؟

حركت رأسها بالإيجاب

رنا بإبتسامة: عيل إرجعي معاي، خليني أوصلك!

حركت رأسها بالنفي بسرعة: لا، لا، لا، أنا أنتظر السواق، متعودة على كذا!

رنا بنفس إبتسامتها: لا، عادي، نتكلم و نتعرف على بعض أكثر!

أساور و هي تغصب إبتسامة على شفايفها: لا، مشكورة، و هي تمشي عنها

: مرة ثانية!

رنا: إن شاء الله!

ما ردت و صارت تمشي بأسرع ما عندها

ضلت واقفة تشوف عليها لين إختفت في إحدى الممرات و ما عاد في أي أثر لها،

إختفت إبتسامتها و قطبت حواجبها، ما تعرف كيف تفسر حركتها، مستحية منها؟

متوترة؟ ما تعرف، لو ما كانت تعرفها يمكن كانت بتفسر حركتها على أنها تريد تفتك

منها، معقولة؟ حركت رأسها بالنفي بسرعة تبعد هالفكرة، يمكن هي لين ألحين مانها

متعودة عليها، مانها متعودة تكون في هالموقف، كانت دوم تشوفها كزميلة بس ألحين

ما عادوا بس كذي، إبتسمت لنفسها و في خاطرها: أكيد أحرجت البنت! ضحكت

و بعدها طلعت و صارت تمشي للمواقف.


**************************


نزلت رأسها و هي تغصب نفسها لتقولها، أخذت نفس و بدت: أستاذ خـ.ـالد، أنا..،

و هي تأخذ نفس ثاني: أنا محتاجة لشوية فلوس.. قطبت حواجبها بقوة و صارت

تحرك رأسها بالنفي، رفعته و من ثم رفعت عيونها للمراية تشوف على نفسها، صار

لها ساعة واقفة قدام المراية و تتدرب على اللي تقوله له، ما تعرف بإيش تبدأ، إيش

تقول بالضبط، هي في حياتها ما طلبت شيء من أي أحد، ما طلبت لأن كرامتها

ما تسمح لها بس ألحين لازم تدوس على كرامتها، لازم عشانهم، باقي ثلاثة أيام،

ثلاثة أيام و بس، ثلاثة أيام ليفضوا البيت، تعبانة من كثر التفكير بس ما يوصلها

إللا لنفس الحل، ما عندها غيره، ما عندها إللا تطلب منه، يمكن هو مانه سيء مثل

ما هي حاطة في بالها، يمكن ليش لأ؟! أخذت نفس تهدي حالها و بعدها حاولت مرة

ثانية بس فشلت، إذا هي مانها قادرة تقولها للمراية، كيف بتقولها له؟ كيف بتطلب

منه؟ تنهدت و حركت رأسها بقلة حيلة، مشت للباب، فتحته و طلعت، مشت لمكتبها،

سحبت كرسيها و جلست، إلتفتت لزميلتها، شافتها مندمجة بشغلها، نزلت عيونها

و من ثم رفعتهم لها: فاطمة!

رفعت رأسها لها: ها؟

ناهد: أستاذ خالد بمكتبه؟

حركت رأسها بالإيجاب و لفت لكمبيوترها: الكريه بمكتبه، رحت له قبل شوي

و يا ليتني ما رحت، لوعني بنظراته، تمنيت أني أموت و لا أشوف نظراته!

نزلت رأسها و حركته بقلة حيلة، الكل يشتكي منه بس مانهم قادرين يسووا شيء،

ما يقدروا يشتكوا عليه، مرتبته أعلى بكثير من مرتبتهم، بكلمة وحدة منه يقدر يفصلهم

من الشغل، هو مانه محتاج لهم بس هم محتاجين له، هـي محتاجة له، ما عندها غير

هالشغل، على الأقل تعرف أنه بنهاية كل شهر ينزل لها راتب، و لو قليل إللا أنه يسد

إحتياجاتهم اليومية، لفت تشغل كمبيوترها بس غيرت رأيها، دارت بكرسيها و ثبتت

عيونها على باب مكتبه المسكر، لازم تروح له، ما يصير تضيع وقتها كذي، نزلت

عيونها لساعتها، 1:30، بعد نص ساعة الكل بيطلع للغداء و هو بيطلع بعد

و ما تعرف متى يرجع، أحسن لها تروح له ألحين، هو بنفسه ما راح يجي لها،

بس تروح إيش تقول؟ ما في داعي تفكر في هالشيء هنا، تروح له و توقف قدامه

و في وقتها الكلام بيطلع لحاله، حركت رأسها بحزم تقنع نفسها بهالفكرة، قامت

بسرعة و صارت تمشي لمكتبه.

فاطمة: وين رايحة؟

ناهد و هي تمشي للباب: أريد أكلمه شوي!

فاطمة و هي ترفع حاجب بإستغراب: تكلميه في إيش؟

حركت رأسها بمعنى لا تهتمي، لفت و وقفت قدام الباب، رفعت يدها و دقت عليه.

جا لها صوته من وراء الباب: تفضل!

أخذت نفس طويل و هي تكلم حالها: ناهد خليك هادية، تقدري، مانها كبيرة!

أخذت نفس ثاني و زفرت، فتحت الباب، دخلت و سكرته وراها.

بعد فترة...

فتحت الباب بسرعة، طلعت و مشت لمكتبها، وقفت و صارت تلم أغراضها

بأسرع ما يمكن.

لفت لها و إستغربت و هي تشوف وجهها المحمر: ناهد، إيش فيك؟ إيش صار؟

قال لك شيء؟

ما ردت عليها، أخذت شنطتها و صارت تمشي للمصعد بسرعة جت بتركب بس

وقفها صوته

: نــاهــد!!

وقفت و لفت تشوف عليه

خالد و هو يستند بباب مكتبه و يتكتف: فكري زين!

لفت عنه بسرعة و ركبت المصعد، نزلت للدور الأرضي و طلعت للمواقف،

ركضت لسيارتها، فتحت الباب، ركبت و سكرته بقوة، حطت يدينها على السكان

و من ثم ضربته بقهر: حـقـيـر!! حــقــيــر!! و هي تحارب دموعها: الله يـأخـذك..

الـلـه يـأخـذك.. تذكرت فرفعت يدها لخدها و صارت تمسحها بقرف، تمسحها

و كأنها بتمسح قبلته المقرفة، ضلت على نفس حالتها لين طاحت دموعها، ما قدرت

تمسك حالها أكثر من كذي فصارت تشهق، تحس نفسها رخيصة، رخيصة لأنها

راحت له، راحت و هي تدوس على كرامتها، إيش كانت تتوقع منه غير كذي،

إيش كانت مفكرة؟ ما راح يتغير، إنسان مثله مستحيل يتغير، صارت تشهق أكثر

: يا رب لطفك.. لطفك.. يا رب..!

بعد ساعة...

وقفت السيارة قدام البيت و رفعت عيونها للمراية تشوف على وجهها، عيونها

حمراء و وارمة، خدها محمر و علامة أصابعها لين ألحين باقية، عدلت شيلتها

لتغطي خدها و بعدها أخذت نفس، فتحت الباب و نزلت، مشت لباب البيت، فتحته

و دخلت، شافتهم مجتمعين في الصالة، نزلت عيونها و بهدوء: السلام عليكم!

رفعوا عيونهم لها بإستغراب: ناهد!!!

كريمة قامت و بخوف: خير يا بنتي، إيش في؟إيش صاير؟ و هي ترفع عيونها

للساعة المعلقة على الجدار و من ثم تنزلهم لها: إيش جابك في هالوقت؟

ناهد و هي تنزل رأسها: لا ماما، لا تخافي.. ما فيني شيء.. و هي تفكر: أمم.. خـ.ـلصت.. خلصت شغلي من وقت فطلعت!

مشت لها، حطت يدها تحت ذقنها و رفعت رأسها لها: ناهد، يا أمي، أنتي بخير؟

نزلت عيونها بسرعة، خافت ترجع تبكي، حركت رأسها بالإيجاب و ما تكلمت،

كيف تتكلم و العبرة تخنقها، نزلت يدها بهدوء، لفت و صارت تمشي للغرفة،

حطت يدها على المقبض و جت بتفتح الباب بس وقفتها.

كريمة: ناهد!

وقفت، دارت لها بس ما رفعت عيونها.

كريمة: روحي بدلي ملابسك، صلي لين ما أنا أحط لك غداء!

حركت رأسها بالنفي: لا.. أنا ماني جوعانة.. بروح أنام!

كريمة حركت رأسها بالإيجاب و هي لفت، دخلت الغرفة و سكرت الباب،

فسخت شيلتها و عبايتها و صارت تمشي للكبتات، فتحتها و نزلت لرفوف

ملابسها، أخذت لها بجامة و مشت للحمام، طلعت بعد فترة بعدما أخذت لها شور

تهدي حالها، مشت للسرير و رمت حالها عليه، سحبت البطانية و غطت نفسها،

غمضت عيونها لشوي و من ثم فتحتهم و رجعت بذاكرتها لـ اللي صار ...

دخلت مكتبه بهدوء و سكرت الباب، لفت له و شافته منزل رأسه للأوراق اللي

بيده: أمم.. أستاذ خالد!

رفع عيونه لها و من ثم حط أوراقه على الطاولة و إبتسم: ناهد!

إرتبكت من إبتسامته بس ما حبت تبين له: أستاذ خا..

قاطعها: كم مرة أقول لك، ما أحب هالرسميات، ناديني خالد!

نزلت عيونها و من ثم رفعتهم له: نحن بمكان عمل أستاذ خالد و أنت مديري!

إبتسم أكثر: حتى و لو، الكل يناديني خالد، عادي!

فضلت ما تعلق

عدل جلسته، حط يدينه على الطاولة و شبكهم ببعض: أنتي جيتي لمكتبي

لتسكتي و لا في شيء؟!

أخذت نفس: أنا.. أمم.. أنا جيت أكلمك في شيء شخصي.. ما له أي علاقة

بالشغل!

رفع حاجب بإستغراب و ضل يشوف عليها شوي بدون أي كلمة و بعدها قام

و صار يأشر على الكنبة: خلينا نجلس و نتكلم!

حركت رأسها بالإيجاب و مشت للكنبة، جلست و هو جلس على نفس الكنبة

بس بالطرف الثاني، عدلت جلستها و رفعت عيونها له، أخذت نفس تتشجع

و قررت تتكلم بدون أي لف و دوران: أستاذ خالد، أنا محتاجة لـ500 ريال،

ممكن تسلفني هالمبلغ في هاليومين و بعدين تقدر تأخذها من معاشي لين

ما يكتمل الدين!

رجع لوراء يريح ظهره: ممكن أسأل ليش تريدي كل هالفلوس؟

قطبت حواجبها و نزلت رأسها، خاطرها ترد عليه و تقول له ما لك دخل بس

تعرف أنها ما تقدر: للإيجار، صاحب البيت يريد فلوسه في هاليومين.. إذا..

إذا ما دفعنا بيطلعنا!

خالد: آها!

و بعدها عم الصمت!

ضلت تنتظره يتكلم، ينطق بأي كلمة غير اللي نطقها بس ما سمعت صوته

، صمت غريب، ما تعرف إيش تتوقع منه، هي أول مرة تطلب، تطلب و مثل

هالطلب، ما تقدر تتحمل الرفض، معقولة بيرفض؟ معقولة يسويها؟ رفعت

عيونها له و هي توها تنتبه له، يمرر نظره عليها، يتفحصها بنظراته، نظراته

الخبيثة، إنقرفت، نزلت عيونها و صارت تعدل شيلتها، تنزلها و كأنها بتستر

نفسها فيها، بما أنها لابسة عباية واسعة و قماشها كثيف إللا أنه بنظراته عراها

منها، نزلت يدينها لحضنها و شبكتهم ببعض، أخذت نفس لتهدي حالها بس فشلت،

إرتبكت أكثر و هي تحس فيه يقترب منها، شددت من مسكتها على يدينها و ضلت

ساكتة بس إرتجفت و هي تحس بيده على يدينها، إلتفتت له، شافته يبتسم لها،

قطبت حواجبها بقوة، قامت و بنبرة حادة شوي: أستاذ خالد، لو سمحت إلزم حدودك..

قاطعها و هو يقوم: بل إيش فيك عصبتي؟ و هو يقترب منها بخطوة: أنا إيش سويت؟

شفتك حزينة، و بخبث: قلت أواسيك!

نزلت رأسها و هي تحس بدمها يغلي، خايفة تنفجر في وجهه و بعدها تندم

فسكتت و ما تكلمت

إقترب منها شوي: ناهد أنا ما قلت أني ما بساعدك، 500 ريال شوي علي،

راح أعطيك هالمبلغ و ما أريدك ترجعيه لي مرة ثانية، عادي، بس بالمقابل

أريد..

رفعت عيونها له و هي تنتظره يكمل

تقدم منها بخطوة و وقف قدامها، قرب شفايفه من أذنها و بهمس: ليلة وحـ..

ما قدر يكمل لأنها بعدت عنه بسرعة!

كانت تعرف أنه واطي بس ما كانت تعرف أنه بينزل لهنا، يستغلها بس

لأنها محتاجة؟ لهالدرجة؟ في ناس كذي؟ حركت رأسها بعدم تصديق، جت لعنده

بس عشان تسمع هالكلام، تسمعها منه، لفت عنه بسرعة و صارت تمشي للباب

: إنسى أني.. ما قدرت تكمل لأنها حست بيده على يدها اللي صارت تسحبها له،

إصطدمت بصدره و رفعت عيونه لعيونه بعصبية: خـا..

حط يده على فمها بسرعة يمنع صرختها، إقترب أكثر و طبع بوسة حارة على خدها

حست بشفايفها و إختنقت، دفعته عنها بأقوى ما عندها، رفعت يدها و عطته كـف!

حط يده على خده و هو يرمش عيونه بعدم تصديق، رفعهم لها و ضل يشوف عليها

بدون أي كلمة.

فتحت عيونها للآخر و هي تحط يدها على فمها تمنع شهقتها، توها تستوعب اللي

صار، رفعت يدها عليه؟ كيف قدرت تسويها؟ كيف تجرأت؟ نزلت عيونها و من ثم

رفعتهم له: أنا.. أنا آسفـ..

قاطعها و هو يقترب منها مرة ثانية و بنبرة حادة و هادية بنفس الوقت: بتندمي!

نزلت عيونها بسرعة و هي تحس بدموعها اللي صارت تتجمع فيها: أنا آسفـة..

إبتسم بسخرية: أنتي محتاجة لي يا ناهد أنا ماني محتاج لك، أقدر أفصلك متى

ما أريد و أجيب بدالك عشرة، ما يهمني، لف و صار يمشي للكنبة، جلس و حط

رجل على رجل: أقدر أرد على هالكف و أكسر عظامك و محد راح يقدر يفكك مني

بس أنا راح أكون أحسن منك!

نزلت رأسها: أستاذ خالد، أنا ما..

خالد و هو يقاطعها بسرعة: أششش!! خليني أكمل!

سكتت و ما رفعت عيونها

خالد بنفس أسلوبه: أنا بعدني على كلامي، بعطيك المبلغ اللي تريديه و بالمقابل

أنتي تعرفي إيش تعطيني.. بالأول كان عندك خيار أنك ترفضي بهدوء و تضلي

تشتغلي بالشركة بدون ما أحد يعرف عن اللي دار بيننا بس ألحين، و هو يمسح

على خده: ما عاد عندك أي خيار، الشغل بيروح من يدك، و إذا راح، إبتسم لنفسه

: البيت بعد بيروح، راح تدوري في الشوارع و تتبهدلي مع أمك و أخوانك الأربعة،

سكت شوي يتذكر: آه.. أمك عندها القلب صح؟ إبتسم أكثر: أمك هم بتروح من يدك!

غمضت عيونها تمنع دموعها من النزول

قام و مشى لها: ناهد أنتي محتاجة لي، راح تحتاجيني، لا تكابري، و هو يمسك

طرف شيلتها: وافـقـي!

فتحت عيونها بسرعة و سحبت شيلتها منه: ماني محتاجة لك! ما راح أحتاجك!

لفت و صارت تمشي للباب.

خالد: راح تحتاجيني!

ما ردت عليه و طلعت من مكتبه بسرعة...

رجعت من سرحانها و هي تحس بدمعتها اللي صارت تتدحرج من طرف عينها،

خلاص، ما عادت تعرف إيش تسوي، مانها قادرة تفكر، جمد تفكيرها، هو كان

أملها الوحيد، أملها الأخير، ما عاد عندها أحد لتروح له، ما عندها أي أحد،

غمضت عيونها و هي تتخيل حالتهم بعد يومين، مثل ما قال، الشغل بيروح،

البيت بيروح و أمها.. حركت رأسها بالنفي بسرعة تبعد هالفكرة، مستحيل تسمح

لهالشيء يصير، مستحيل، يعني إيش بتسوي؟ تروح له؟ تبيع شرفها؟ حركت

رأسها بالنفي مرة ثانية، لا، ما راح تسمح للشيطان يلعب برأسها، هي تثق في ربها،

تثق فيه، بيفرجها، لازم تصبر، تصبر بس شوي..! سمعت الباب ينفتح فمسحت

دمعتها بسرعة، غطت وجهها بالبطانية و ما تحركت، سمعت خطواتهم تقترب من

السرير و صارت تسمعهم يهمسوا لبعض.

إلياس بهمس: تتوقعها نامت؟

إياس بنفس الهمس: أكيد، ما تشوفها كيف ملحفة حالها!

إلياس: تتوقعها تعبانة؟

إياس: أكيد، ما شفت كيف كان وجهها أول ما رجعت!

إلياس: تعبانة عشانها تفكر فينا و طول الوقت بشغلها و ما تهتم بنفسها!

إياس: من قال؟

إلياس: يمة تقول! إقترب منها أكثر و وقف عند رأسها، إنحنى و باسها بدون

ما يبعد البطانية عنها!

إياس فتح عيونه: بستها؟!؟!

إلياس و هو يبتسم بإحراج: عشانها تعبانة اليوم، و بتهديد: بس ما تخبرها

و الله إذا خبرتها ما بلعب معاك!

إياس حرك رأسه بالإيجاب و بعدها صار يمشي للباب: يللا، خلينا نطلع قبل

ما نصحيها!

إلياس حرك رأسه بالإيجاب و لحقه.

سمعت الباب يتسكر فبعدت البطانية عن وجهها، رجعوا دموعها فصارت تبكي بصمت.


***************************


كان منسدح على سريره، مرفع عيونه للسقف و باله مشغول فيها، اليوم طلب

من أمه ليخطبها له للمرة الرابعة، ما رضت، ما رضت تخطبها له، قالت أنها بتخطب

أي بنت ثانية إللا هي، يكفي يذل نفسه عشانها، يكفي يعذب نفسه عشانها، ما يعرف

كيف يقنعها أنه حياته مع غيرها مستحيلة، هو ما يريد غيرها، ما يقدر يتقبل غيرها،

مستحيل يقدر، هي صارت مثل الهواء اللي يتنفسه، ضرورة، محتاج لها و ما يقدر

يتخلى عنها، بيموت بدونها، ما يبالغ لما يقولها، بيموت، يحس روحه بتطلع بمجرد

أنه يفكر كذي، إيش لو .. حرك رأسه بالنفي بسرعة يبعد هالفكرة، قام و صار يمشي

للشباك، بعد الستارة، رفع عيونه للفلة البعيدة على نهاية الشارع و كالعادة ثبت عيونه

عليها، ضل بنفس حالته لكم من دقيقة و بعدها تنهد، حط يد على الشباك و من ثم حط

رأسه و غمض عيونه، إيش كثر قاسية هالبنت، قاسية و ما همها، مانها قادرة ترحمه،

ترحم قلبه المسكين، تطعنه بخناجرها الحادة بكل وحشية و بعدها تمشي و هي تمثل

البراءة كعادتها، يلومها؟ ليش يلومها؟ هو يسمح لها، هو يحط نفسه بين يدينها و تحت

رحمتها، ليش؟ يفكرها بترحمه، ينسى أنها ما ترحم، ما ترحم أبداً..!

فتح عيونه، رجعهم للفلة و تنهد مرة ثانية، خاطره يعرف سبب رفضها المتكرر له،

إيش فيه ليخليها تنفر منه كذي؟ ناقصه شيء؟ خليها تنطق، تتكلم، تخبره و راح

يسوي المستحيل ليكون لها كل شيء تريده، بيكون لها الشاب اللي تتمناه بس

ما تضلها تعذبه كذي، يضعف، تضعفه يوم وراء يوم، مانه قادر يتحمل أكثر من كذي،

يريدها له، يريدها له اليوم قبل بكرة بس يا ليتها تفهم هالشيء، يا ليتها تشوف

هالشيء، نزل عيونه، أخذ نفس و زفر، ما راح يقدر يقنع أمه تخطبها له هالمرة

فلازم يتحرك بنفسه، بيروح لها بنفسه و بيواجهها، بيتجرأ و يعترف لها بمشاعره،

بيصارحها بكل اللي يحس فيه، راح يحط نفسه بين يدينها مرة ثانية في أمل أنه

هالمرة بتحس فيه، في أمل أنه هالمرة بيحرك في مشاعرها الجامدة، في أمل أنه هالمرة

بيلين قلبها القاسي عليه، في أمل أنه هالمرة تـوافـق! رفع عيونه للفلة مرة ثانية

و هو يشوف سيارتها تتوقف قدامها و يشوفها تنزل و تمشي للداخل، بعيدة، بعيدة

كثير بس تقدر تجنن دقات قلبه، تجننها في ثواني، حط يد على قلبه و بهمس

: إرحميني، إرحميني بس مرة..!

غرفة ليلى...

حملت بنتها بهدوء، قامت و صارت تمشي للسرير، بعدت البطانية و مددتها

على السرير، مشت للكنبة مرة ثانية و حملت بنتها الثانية، مشت للسرير

و مددتها بجنب أختها، غطتهم بالبطانية و بعدها جلست على الطرف و صارت

تتأملهم، تتأملهم و كأنها تتأمله، يشبهوه في كل شيء، نسخ مصغرة منه،

عيونهم مكحلة مثل عيونه، رموشهم كثيفة مثل رموشه، تطلع لهم غمازات على

أعلى خدودهم مثل غمازته، إبتسمت، غمازته اللي تعشقها، إختفت إبتسامتها

و نزلت عيونها، كانت تعشقها، غمضتهم، ليش تخدع نفسها، لين ألحين تعشقها،

تعشق كل شيء فيه، فتحتهم و هي تحس بدموعها تنزل، تتكلم، تضحك، تطلع

و تحاول تنسى، تنسى أو حتى تتناسى بس مانها قادرة، كيف تقدر و النار اللي

بقلبها لين ألحين ما هدأ، لين ألحين ما إنطفئ، كلما تحط رأسها على مخدتها

دموعها تسبقها، تقنع نفسها بأن هالدموع بتريحها، بتخف اللي هي تحس فيه،

تحاول تقنع نفسها أنها ما راح تبكي بس دوم تفشل، تتذكره، تتذكر أيامها معاه،

تشتاق له و تشتاق لحياتها معاه، كل شيء إنتهى بغمضة عين، كل شيء إنتهى

و هو ما عاد لها..!

سمعت الباب يندق، مسحت دموعها بسرعة و عدلت جلستها: أيوا!

فتحت الباب بهدوء و دخلت بإبتسامة: نايمة يا حبيبتي؟

غصبت إبتسامة على شفايفها و حركت رأسها بالنفي

سعاد: عيل تعالي، إنزلي معاي للصالة، حابة أكلمك شوي!

حركت رأسها بالإيجاب، قامت و صارت تلحقها.

نزلوا للصالة و جلسوا على الكنبة بجنب بعض.

ليلى و هي تلتفت لأمها: خير ماما، إيش في؟

إبتسمت لها بهدوء و أخذت نفس لتبدأ، صار لها يومين تحاول تفتح لها الموضوع

بس كل مرة يطلع لهم شيء و يقطع كلامهم، ما تريد تأجل في هالموضوع كثير

لأنها تريدها تكمل حياتها، تبدأ من جديد، لمتى راح تضل في نفس حالتها؟ هي

صح ما تبين لهم و تحاول تخبي بس هي أمها، تعرفها أكثر من الكل، تشوف

عيونها الحمراء و رموشها المبللة، تعرف أنها كانت تبكي، تسمع صوتها المتغير

و تعرف أنها كانت تبكي، تبكي و كل ليلة تبكي، يتقطع قلبها عليها، هي بعدها

صغيرة، ما راح تقدر لحالها، راح تحتاج لأحد يحميها، يحتويها و يكون بجنبها،

راح تحتاج لأحد غيرها و غير أخوانها.

إستغربت من سكوتها فعادت سؤالها: ماما، خير إيش في؟

إبتسمت لها بهدوء مرة ثانية و صارت تمسح على شعرها: خير يا بنتي خير،

و هي تأخذ نفس ثاني: يا ليلى يا حبيبتي أنتي لمتى راح تضلي كذي؟

ما فهمت عليها: ماما، أنتي إيش تقصدي؟

إقتربت منها و مسكت يدينها: يا بنتي أنتي بعدك صغيرة، لا تضلك واقفة على

اللي صار، لازم تنسي و تشوفي حياتك، هو مانه مستاهل كل هالدموع، مانه

مستاهل و لا دمعة منك..

نزلت عيونها و بإرتباك: ماما أنا..

قاطعتها و بنفس هدوئها: ليلى، أنتي لازم تكملي حياتك، تكمليها عشان نفسك،

تبدأيها من أول و جديد، تبدأيها مع شخص جـ..

قاطعتها بسرعة: ماما، أنتي إيش تقولي؟

سعاد: يا بنتي أنتي محتاجة..

قاطعتها مرة ثانية و هي تقوم: ماما، أنا ماني محتاجة لأحد، أنا ما وقفت حياتي

و مثل ما تشوفي الحمد لله أعيش و ماني مشتكية، هالفكرة شيليها من رأسك..

سعاد و هي تقوم و تقاطعها: يا حبيبتي لا تردي على طول، فكري بالأول

و بعدين قرري، أنا كلمت مريم و ما ننتظر إللا موافقتك!

رفعت عيونها لها بإستغراب: خالتي مريم؟

سعاد و هي تحرك رأسها بالإيجاب: أيوا، هي، يا بنتي عادل ما..

قاطعتها بصدمة: عــادل؟!؟!

سعاد و هي تحرك رأسها بالإيجاب مرة ثانية: عادل!

حركت رأسها بعدم تصديق: ماما، أنتي إيش تقولي؟ في إيش تفكري؟ عادل؟!

تريدي تربطيني بعادل؟

سعاد: يا ليلى يا حبيبتي، أنتي فكري شوي، عادل محتاج لك مثل ما أنتي

محتاجة له، أنتو الإثنين محتاجين لبعض، أنتو لازم تبدأوا حياتكم من أول

و جديد، لازم تبدأوها مع بعض، راح تقدروا تفهموا بعض لأنكم الإثنين خسرتوا..

ليلى و هي تقاطعها: ماما أنتي تريدي ترميني في نار؟ ترميني كذي؟ كيف

فكرتي في عادل؟ خلي عادل، كيف فكرتي في زواجي مرة ثانية، أنا ماني قادرة

أصدق أنك تفكري كذي، أنا ماني محتاجة لأي أحد، ماني محتاجة لشخص جديد

في حياتي، أنا عشت حياتي مع طارق و ما راح أقدر أكررها مع غيره، خلاص،

يكفيني.. أنا..، و هي تحارب دموعها: أنا ما كنت عارفة.. أني.. أني مثقلة

عليكم كذي.. خلاص إذا ما تريدوني عندكم، بأخذ بناتي و بمشي.. أنا ماني

محتاجة لأحد.. ماني محتاجة لكم.. و جت بتمشي بس أمها مسكت يدها بسرعة.

سعاد و هي تدورها لها و تحضنها: يا بنتي يا حبيبتي.. إيش هالكلام؟ معقولة

تفكري كذي؟ أنا ما أريد غير مصلحتك، ما أريد غير أني أشوفك مبسوطة في

حياتك!

حطت رأسها على كتفها و صارت تبكي: ماما.. أنا.. أنا عشت حياتي مع طارق..

ما أقدر مع.. مع غيره.. ما أقدر..

سعاد و هي تمسح على ظهرها لتهديها: بس طارق ما عاد يريدك..

غمضت عيونها بقوة و هي تحاول تكتم شهقتها: و أنـ.ـا.. مـ.ـا عاد..

أريـ.ـد غيره..

بعدتها عنها بهدوء و صارت تمسح دموعها: بس لين متى؟ ليلى أنتي..

ليلى قاطعتها و هي تحرك رأسها بالنفي: ماما، أترجاك.. لا.. ما أريد..

سعاد بهدوء: هو ما يستاهل يا بنتي، ما يستاهل تبكي عشانه، تركك و ترك

بناتك، راح يتزوج بغيـ..

رفعت عيونها لها بصدمة: تـزوج؟!؟!

سعاد حركت رأسها بالإيجاب: تزوج!

حركت رأسها بعدم تصديق: لا.. هو.. و هي تحرك رأسها بالنفي: لا، لا، لا،

طارق.. طـ.ـارق.. ما يسويها.. ما يسويها.. حست الدنيا تدور فيها و رجولها

مانها قادرة تشلها، طاحت على الأرض و هي ترمش عيونها بعدم تصديق، رفعتهم

لأمها اللي نزلت لمستواها و مسكت يدينها، تشوف دموعها في عيونها، تشوفها

تحرك فمها بس مانها قادرة تسمعها، مانها قادرة تفهمها، كل الدنيا صارت تتظلم

من حوالينها، نزلت عيونها و هي تحاول تأخذ نفس بس فشلت، حاولت مرة ثانية

بس هم فشلت و كأن الأكسجين إنسحب من حوالينها، تختنق، رفعت يدينها و صارت

تمسح على رقبتها: مـ.ـانـ.ـي.. قـ.ـادر.. قـ.ـادرة.. أتـ.ـنفس.. قالتها و بعدها

طاحت و ما عادت تحس بشيء.

سعاد بخوف: لــيــلــى!! و هي ترفع رأسها لحضنها بسرعة: ليلى يا يمة

إيش صار لك؟ و هي تمسح على خدها: ليلى!! رفعت عيونها للدرج و بصوت

عالي: عـبـدالـعــزيـز!!! عـبـدالـلـه!! تعالوا شوفوا أختكم إيش صار فيها..

تــعــالــوا!!

يتبع...








 توقيع : البارونة

البارونة


رد مع اقتباس
قديم 4 - 11 - 2024, 04:08 AM   #8


الصورة الرمزية البارونة

 عضويتي » 1746
 جيت فيذا » 13 - 7 - 2024
 آخر حضور » 11 - 11 - 2024 (05:19 PM)
 فترةالاقامة » 123يوم
مواضيعي » 33
الردود » 1617
عدد المشاركات » 1,650
نقاط التقييم » 350
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 48
الاعجابات المرسلة » 13
 المستوى » $34 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهAlbania
جنسي  »  Male
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  » اعزب
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل 7up
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله baunty
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةNGA
ناديك المفضل  » ناديك المفضلahli
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضلهBentley
 
الوصول السريع

عرض البوم صور البارونة عرض مجموعات البارونة عرض أوسمة البارونة

عرض الملف الشخصي لـ البارونة إرسال رسالة زائر لـ البارونة جميع مواضيع البارونة

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony


 
الاوسمه الحاصل عليها
 
وسام  
/ قيمة النقطة: 50
مجموع الأوسمة: 1...) (المزيد»

مجموع الأوسمة: 1

البارونة غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية لم أكن هكذا من قبل ولكن بحبك تاهت عناويني للكاتبة Golden Apple




تحت – بالصالة...

كانت جالسة على الكنبة و عيونها على الدرج، تنهدت و رفعت عيونها للساعة،

6:30، نزلتهم و من ثم رفعتهم للدرج مرة ثانية، هي اللي حطت المنبه في غرفته،

حطته لتصحيه، ما راح تركب لجناحه اليوم، ما راح تصحيه، خلاص، قررت تزعل منه،

ما راح تضعف له، ما راح تسامحه اليوم، حركت رأسها بحزم تقنع نفسها بكلامها،

نزلت عيونها لها، شافتها متمددة على بطنها و هي تحاول تزحف للعبتها، إبتسمت،

نزلت من على الكنبة و جلست على الأرض و هي تشجعها: وسن، يللا يا ماما، يللا

يا أمي، تعالي.. و هي تمسك يدينها الصغيرة: يللا يا حبيبتي.. يللا!

صارت تحاول أكثر و أكثر، تحرك يدينها و تحرك رجولها و كأنها تسبح على

الأرض، تقلبت على ظهرها، حركة، يمكن ما كانت تقصدها، فصاحت!

حملتها بسرعة و صارت تهزها بخفة: بس يا أمي بس، رفعت عيونها لباب

المطبخ و بصوت عالي: مـاري!! مـاري، جـيـبـي مرضعة وسـن بـسـرعـة!

مـار.. سكتت و هي تشوفها تركض لها.

ماري و هي تمد لها المرضعة: خذ ماما!

مريم و هي تأخذ المرضعة من يدها و تحطه في فم وسن الباكية: روحي

شوفيه، قام!

ماري و هي تحرك رأسها بالنفي: أنا ما في روح عند بابا عادل.. أنت في

يبكي و مشان أنت أنا في يبكي.. أنا زعلان من بابا عادل!

مريم ضحكت: خلي عنك الزعل و روحي، بس طلي على غرفته و إرجعي!

ماري و هي تحرك رأسها بالنفي مرة ثانية: لا، أنا زعلان!

مريم ضحكت مرة ثانية: ما أقول لك لا تزعلي، خليك زعلانة بس شوفيه، يللا

يا ماري، عشاني!

ماري ضلت تشوف عليها بدون أي حركة!

مريم: يللا يا بنتي، عشان خاطري!

حركت رأسها بقلة حيلة: بس مشان أنت! لفت لتمشي بس شافته ينزل الدرج

فنزلت عيونها لها: قام، و هي تأشر عليه: هزاك جاي!

مريم إلتفتت تشوف عليه و بعدها إلتفتت لماري و إبتسمت: خلاص، روحي

كملي شغلك!

ماري حركت رأسها بالإيجاب و صارت تمشي للمطبخ.

مريم إلتفتت تشوف عليه و شافته جاي لها، لفت عنه و نزلت عيونها لوسن

اللي نامت في حضنها.

إقترب منها و مثل كل يوم إنحنى ليبوسها، شافها في حضنها فتضايق و قطب

حواجبه، إقترب أكثر و باسها على رأسها: كيفك يمة؟

رفعت عيونها له، شافته منزل عيونه لها و هو مقطب حواجبه، نزلت عيونها

و ما ردت!

رفع عيونه لأمه و جلس على الأرض بجنبها: زعلانة؟

ما ردت عليه

نزل رأسه و أخذ نفس: يمة، لا.. ما قدر يكمل لأنها رفعت يدها لتمنعه من الكلام،

إستغرب من حركتها، أول مرة تسويها، ما تكلم و هو ينتظرها هي لتقول اللي

عندها!

مريم: بس، يكفي! إذا تفكر أني بسامحك اليوم مثل كل يوم عيل أنت غلطان!

عادل ضل يشوف عليها بدون أي كلمة.

مريم: أنا خلاص تعبت، أنا ما فيني أربيك و أتعب عليك من أول و جديد يا عادل،

أنا ما فيني..

عادل: يمة..

مريم و هي تقاطعه: لا تقول لي يمة، أنت ما تقصدها، لو كنت تقصدها كان

ما تعبتني كذي.. ما عذبتني معاك..

نزل رأسه و ما تكلم

مريم بهدوء: يا ولدي أنت لمتى راح تضل على نفس هالحالة.. لمتى؟

هي راحت.. صار لها سبعة أشهر.. ما راح ترجع، ما راح ترجع لو إيش

ما سويت بحالك.. هذي حكمة رب العالمين..

عادل بهدوء غير اللي يحس فيه: يمة أترجاك خلينا ما نتكلم..

مريم و هي تقاطعه: يا ولدي لمتى راح أسكت.. ما أقدر.. ماني راضية

على اللي أشوفه.. ماني راضية.. فكر فيها إذا ما تفكر فيني.. إذا هي كانت

موجودة اليوم.. كانت بترضى بـ اللي تسويه في حالك؟ ها؟ و هي تحرك

رأسها بالنفي: ما كانت بترضى، كانت بتمنعـ..

عادل و هو يقاطها: بس هي مانها موجودة.. و هو يرفع عيونه لها: مانها هنا

لتمنعني!

مريم و دموعها تنزل: و أنا أمك؟ ماني كافية لأمنعك؟ ماني كافية؟!

عادل نزل رأسه و ما تكلم!

ضلت تشوف عليه بدون أي كلمة و بعدها نزلت رأسها و صارت تبكي: أنا..

ما أريدك تضيع مني.. ما أريد أضيعك يا ولدي.. ما عندي غيرك.. ما عندي..

رفع عيونه لها، إقترب منها و حط رأسها على صدره

مريم و هي تبكي: عادل.. حبيبي.. لا تسوي في حالك كذي.. لا تسوي..

رفع يده و صار يمسح على رأسها بهدوء، ضل يسمعها بدون ما ينطق بحرف

لين ما هدت.

بعدت عنه و رفعت عيونها لعيونه: لا تروح الليلة!

أخذ نفس و قام: أنا آسف! لف، مشى للباب و طلع للحديقة بسرعة!

حركت رأسها بقلة حيلة و رجعت تبكي!


***************************


بريطانيا...

مدينة بريستول...

نزل من الدرج و صار يمشي للمطبخ، مر من الصالة و شافها متمددة على الكنبة

تقلب في القنوات، نزل عيونه و من ثم لف و دخل المطبخ، شافه جالس على

الطاولة ينتظره بعلب البيرة، إبتسم و مشى له، سحب كرسي بمقابله و جلس.

أيريك و هو يفتح علبة و يمدها له:

How is she now

(كيف حالها الآن؟)

ماكس و هو يأخذ العلبة:

She asks me about her

(أنها تسألني عنها)

و هو يأخذ نفس:

She wants to know where she is so she

would go to her

(أنها تريد أن تعرف أين هي لكي تذهب إليها)

و هو يحرك رأسه بالنفي:

I don’t know what to say to her

(لا أعلم ماذا أقول لها)

أيريك إلتفت يشوف عليها و بعدها لف لماكس:

What about your studies? What are you going

to do

(ماذا عن دراستك؟ ماذا ستفعل؟)

ماكس و هو يمرر يده في شعره بقلة حيلة:

I’ll leave my studies

(سأترك دراستي)

و هو يرفع عيونه ليشوف عليها و من ثم ينزلهم:

I can’t leave her alone

(لا أستطيع أن أتركها لوحدها)

أيريك حرك رأسه بتفهم، ما تكلم و عم الصمت، دام هالصمت لعدة دقائق

و بعدها سمعوا صرختها.

مايسي بصراخ:

MAAAAAAAAX!!! MAAAAAAAAAX

(ماآآآآآآآآآآآآآآآآكس!!! ماآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآكس!!!!)

إرتجفت قلوبهم من الخوف، قاموا بسرعة و ركضوا لها، شافوها جالسة على الكنبة

و لامة ركبها لصدرها، حاطة يدينها على عيونها، ترتجف و تصرخ!

جلس بجنبها بسرعة، سحبها لحضنه و بخوف:

Maisy, what’s wrong? What’s happening

(مايسي، ما بكِ؟ ماذا يحدث؟)

تعلقت فيه أكثر و صارت تبكي:

SHE DIED!! MOM DIED

(مـــاآآآآآتــت!! أمـــي مـــاآآآآآتــت!!)

توتر و حاوطها له أكثر:

What? What are you saying? Mom

(ماذا؟ ماذا تقولين؟ أمي..)

قاطعته و بنفس حالتها:

MAX!! MOM DIED

(مـاكـس!! أمــي مـــاآآآآآتــت..)

بعدت عنه و صارت تأشر على التلفزيون و من بين شهقاتها:

She died.., died.. she died just.. just like that

woman.. she died.. died

(ماتت.. ماتت.. كما.. ماتت تلك المرأة.. ماتت.. ماتت.. أمي ماتت..)

سحبها لحضنه بسرعة و هو يحس بالعبرة تخنقه:

USH! Calm dawn, calm down

(أششش، إهدأي، إهدأي!)

رفع عيونه لـ أيريك و أشر له بمعنى سكر التلفزيون.

حرك رأسه بالإيجاب و سكره بسرعة.

حاوطها له أكثر، حملها و صار يمشي للدرج.

بعد فترة...

إقترب منها و طبع بوسة هادية على رأسها، قام و عدل لها البطانية، ضل واقف

شوي يشوف عليها و بعدها أخذ نفس، لف و طلع من غرفتها، جا بيسكر الباب

بس خاف أنها تقوم و ترجع لحالتها فحطه مفتوح، مشى للدرج و نزل للصالة،

مشى للكنبة و جلس بجنبه.

أيريك و هو يعدل جلسته:

Is she fine

(أهي بخير؟)

حرك رأسه بالنفي و هو يرجعه لوراء، غمض عيونه و تنهد:

What am I going to do, Eric? What am

I supposed to do

(ماذا أفعل يا أيريك، ماذا يجب علي أن أفعل؟

فتح عيونه و إلتفت له:

Maisy is all I’ve got left, what am I to do

to protect her

)مايسي كل ما تبقى لي، ماذا أفعل لكي أحميها؟!(

أيريك بهدوء:

Max, don’t worry, she’ll be fine, she is a kid,

she’ll grow up, she’ll forget

(ماكس، لا تقلق، ستكون بخير، أنها طفلة، ستكبر و ستنسى!)

ماكس و هو يرجع يغمض عيونه:

She won’t forget in this house, not in this house,

it will remind her of her, she’ll remember what

happened

(لن تنسى في هذا المنزل، ليس في هذا المنزل، سيذكرها فيها، ستتذكر ما حدث!)

أيريك و هو يحط يده على كتفه:

Why don’t you and Maisy, move into my

apartment

(لماذا لا تسكنا أنت و مايسي معي و بشقتي؟!)

ماكس و هو يلتفت له:

Your apartment

(شقتك؟)

أيريك و هو يحرك رأسه بالإيجاب:

Yes, my apartment, I know it’s a bit small but

it’ll have you

(آههم، شقتي، أعلم أنها صغيرة و لكنها تسع لكما!)

ماكس و هو يرفع حاجب:

Really

(حقا؟)

أيريك إبتسم و حرك رأسها بالإيجاب

ماكس إبتسم له:

Thank you

(شكراً لك)

أيريك إبتسم أكثر و ما رد عليه، لف للتلفزيون و صار يقلب في القنوات.

ماكس ضل يشوف عليه لشوي و بعدها ضحك بخفة و لف للتلفزيون.


***************************


مسقط...

كان جالس في مكتبه يقال أنه مشغول في أوراقه بس سرحان و باله مشغول

فيهم، ما يعرف كيف يعترف لهم، ما يعرف إيش يقول، ما يريد يصدمهم

بس مانه قادر يفكر بطريقة أسهل من كذا، ما يريدهم يكتشفوا مع الأيام، لا،

لازم يخبرهم لحاله، يمهد لهم بالأول، غمض عيونه و أخذ نفس يهدي حاله،

فتحهم و هو يسمع دق على الباب: إدخل!

فتح الباب بهدوء و دخل: يبة، طلبتني؟

حرك رأسه بالإيجاب و صار يأشر على الكرسي بمقابله: تعال يا ولدي!

حرك رأسه بالإيجاب و سكر الباب بهدوء، جلس مكان ما كان يأشر و رفع

عيونه له: خير يبة، إيش في؟

عبدالرزاق و هو يأخذ نفس: إسمعني يا ولدي و لا تقاطعني!

فهد إستغرب من أبوه بس ما علق، عدل جلسته و حرك رأسه بالإيجاب.

عبدالرزاق: يا ولدي أنا ................!

بعد فترة...

حرك رأسه بالنفي و هو مانه قادر يستوعب اللي سمعه، رفع عيونه له،

شافه يشوف عليه و كأنه ينتظر رده، نزل عيونه و من ثم رفعهم له مرة ثانية

: أنا.. أمم.. أنا ما أعرف إيش أقول!

عبدالرزاق: فهد أنا قلت لك هالكلام لأني أريدك توقف بجنبي..، أنا ما راح

أقدر لحالي!

فهد و هو يحرك رأسه بالإيجاب: متى.. و هو يأخذ نفس: متى راح تخبرهم؟

عبدالرزاق: ما أريد أستعجل، خلينا نخبرهم بعد خطوبتكم!

فهد: بس يبة الخطوبة لين ألحين ما تحددت!

عبدالرزاق: أنا كلمت هاشم و حددناها بعد أسبوعين!

سكت لشوي و بعدها قام: أنا.. أنا بطلع ألحين!

عبدالرزاق:حرك رأسه بالإيجاب و هو لف و طلع من المكتب، سكر الباب بهدوء

غير اللي يحس فيه و نزل عيونه للمقبض، لين ألحين مانه قادر يصدق، كيف كذي؟

متى صار كل هذا؟ أخذ نفس و زفر بقلة حيلة، مشى لباب الصالة و بعدها طلع

للحديقة، ركب سيارته و حركها.


***************************


الكل كان مندمج بالأكل، سوالف و ضحك ما عدا هي، منزلة عيونها ليدينها و كل

شوي تبتسم لنفسها بحياء، ما كانت متوقعة مثل هالشيء يصير معاها، أبداً

ما كانت مفكرة أنه أحد بيحبها، يحبها و يعترف بحبه لها، تحس غير، ما تعرف

كيف تفسر هالشعور، ما كانت تعرف أنه كلمة صغيرة بأربعة حروف مفعولها

قوي لهالدرجة، طبقت في بالها و صارت تردد نفسها في مسامعها، رفعت عيونها

للبنات و من ثم نزلتهم ليدينها و صارت تتذكر اللي صار...

وقفت بجنب الشباك و هي تشوفه ينزل من سيارته و يمشي للداخل، إستغربت

من جيته، ما من عوائده يزورهم، يزورهم و في هالوقت، رفعت عيونها للساعة

المعلقة على الجدار، 3:05، إيش جابه؟ يمكن عشان عماد، حركت أكتافها بخفة

لنفسها: و أنا إيش علي؟! ما إهتمت و مشت لكبتاتها، أخذت شيلتها، لفته على

رأسها و صارت تمشي لبرع الغرفة، نزلت الدرج للصالة و شافته جالس مع أمها،

إستغربت أكثر فمشت لهم بسرعة: سلام!

إلتفتوا لها: و عليكم السلام!

أزهار و هي تمرر نظرها ما بينهم و بفضول: إيش في؟ عن إيش تتكلموا؟

ما ردوا عليها

قطبت حواجبها بإستغراب و إلتفتت له، شافته يشوف عليها بنظرة ما قدرت تفهمها

بس أربكتها، نزلت عيونها عنه بسرعة، لفت و صارت تمشي عنهم: أخـ.ـليكم!

إلتفتت له مرة ثانية، شافته يلاحقها بعيونه، بلعت ريقها و صارت تركض للحديقة،

طلعت و أخذت نفس تهدي حالها، مشت للكراسي و جلست، رفعت عيونها و ثبتتهم

على باب الصالة و هي تحس بفضولها يقتلها، مانه جاي لعماد، ضربت رأسها بخفة

و هي توها تتذكر، أصلاً عماد مانه موجود بالبيت، جاي عشان أمها، ليش؟ إيش

يريد منها؟ إيش ما يريد هي إيش دخلها؟ خالته و هو جاي يزورها، ما يصير؟ لا،

يصير، بس أول مرة يسويها، لكل شيء في أول مرة، ضربت رأسها مرة ثانية

و هي تكلم حالها: بسك تخبصي، خلي الولد في حاله! حركت رأسها بحزم و قررت

ما تفكر فيها، صارت تلتفت حوالينها بس ملت فرجعت تفكر فيه، تذكرت اللي صار

آخر مرة، قطبت حواجبها، إيش كان يقصد بسؤاله، ما تعرف، يحيرها هالإنسان،

عدلت جلستها و رفعت عيونها للباب، شافته يطلع و يجي لها، إرتبكت و ما عرفت

إيش تسوي فوقفت.

تقدم منها بخطوات هادية و وقف قدامها

رفعت عيونها له و من ثم نزلتهم: أمم.. بتمشي ألحين؟!

ما رد على سؤالها

إبتسمت بإحراج: أعرف سؤال سخيف، أكيد بتمشـ.. ما قدرت تكمل لأنه

إقترب منها بخطوة، إرتبكت من قربه فرجعت بخطوة لوراء: عبـ.ـدالله.. أنت..

قاطعها: أحبك!!!

رفعت عيونها له بصدمة: أنـت إيـش؟!؟!

إقترب منها مرة ثانية و بهمس: أنا أحبك!

رمشت عيونها بإرتباك و هي تحس بالدم اللي بجسمها يتدفق لخدودها،

رفعتهم له بس نزلتهم بسرعة: أنت.. أنت إيش تقول؟

عبدالله بنفس الهمس: اللي سمعتيه، إقترب منها أكثر: أزهار يكفي، بسك

تعلقيني كذي، بسك تعذبيني، ليش مانك قادرة تحسي فيني؟ إيش ناوية تسوي

فيني؟ تجننيني؟ جننتيني! ليش بتقدري تجننيني أكثر من كذي؟!

أزهار و هي مرتبكة أكثر و هي تحس بدقات قلبها الجنونية: عـ.ـبدالله..

قاطعها بسرعة: أش! أنا بتكلم و أنتي بس تسمعيني!

حركت رأسها بالإيجاب بسرعة

عبدالله: خطبتك من خالتي..

فتحت عيونها: أنـت إيـش؟!

عبدالله حرك رأسه بالإيجاب ليأكد لها: خطبتك للمرة الرابعة و هالمرة

ما راح أسمح لك ترفضيني!

أزهار بنفس حالتها: أنا.. أنا..

عبدالله و هو يقاطعها مرة ثانية و بنبرة هادية، حادة بنفس الوقت: أنتي

ما راح تكوني لغيري، فاهمة؟!

بلعت ريقها و حركت رأسها بالإيجاب بسرعة: فـ.. فاهمة!

إبتسم لها: أعتبرك موافقة؟

ما حست بحالها إللا و هي تحرك رأسها بالإيجاب!

رجعت من سرحانها و هي تحس بخدودها تحمر، منحرجة من حالها، معقولة وافقت؟

وافقت بهالسرعة؟ إيش يكون يفكر فيها ألحين؟ أكيد ميتة فيه! لا، هي أول مرة تمر

في مثل هالموقف، ما عرفت إيش تسوي فكذي وافقت، رفعت عيونها تشوف على

البنات، لين ألحين محد يعرف، ما خبرتهم، ما تتجرأ، تعرفهم، ما راح يسكتوا عليها،

بيبهدلوها، نزلت عيونها و شبكت يدينها ببعض بحياء، ما راح تخبرهم ألحين،

ما ألحين، على الأقل تنتظر لين ما أمها تفاتحها بالموضوع، تخبرها بموافقتها

و بعدها هم بيعرفوا لحالهم، إبتسمت بحياء لنفسها، يعني خلاص ما راح تغير

رأيها، ما راح تفكر، لا، ما في داعي للتفكير أصلاً، أحد يجي له شاب مثل عبدالله

و يرفض؟ شاب مثله حلم كل بنت، حلم و راح يتحقق لها، إبتسمت أكثر بس إختفت

إبتسامتها و هي تتذكر، إيش كان يقصد بالمرة الرابعة؟ ليش، هو خطب غيرها

من قبل؟ تضايقت من هالفكرة فبعدتها عن رأسها بسرعة، ما راح تخلي شيء مثل

هذا يكدر فرحتها، ما يهمها، هو ما يحب غيرها، و هي؟ و هي تحبه؟ لا، بس

وين المشكلة، الحب بيجي بعد الزواج، ضحكت بخفة و بعدها إنتبهت لحالها،

رفعت عيونها و هي تشوف الكل يشوف عليها بإستغراب.

بسمة: مالك يالهبلة؟ على إيش تضحكي؟

أزهار و هي تبتسم بإحراج: لا، أبداً، و لا شيء!

بسمة و هي ترفع حاجب بشك: إيش فيك اليوم؟ مانك معانا، سرحانة، في إيش

تفكري، أقصد..، و بخبث: في من تفكري؟

إحمروا خدودها: لا، ما أفكر في أحد.. عادي.. يعني..

بسمة و هي تقاطعها: بعدين أفهم منك، لفت لباقي البنات و تكلمت: يللا، أنا

بطلب الفاتورة و الكل يدفع!

حركوا رؤوسهم بالإيجاب و صاروا يطلعوا فلوسهم.

إلتفتت لهم و من ثم لبسمة: أنا ناسية الشنطة في سيارتي، أروح أجيبها و أرجع!

بسمة و هي تمسك يدها: قولي يالبخيلة أنك ما تريدي تدفعي و راح تهربي ألحين؟!

أزهار: اللبيب بالإشارة يفهم!

بسمة: هههههههههههه!

أزهار ضحكت، فكت يدها منها و قامت: ألحين بجي!

بسمة مسكت يدها مرة ثانية: عادي خليك، ما في داعي، أنا بدفع لك!

أزهار و هي تحرك رأسها بالنفي: لا، أنا تلفوني بعد في الشنطة، برجع ألحين!

بسمة و هي تفك يدها: بعطيك دقيقتين، إن ما رجعتي يعني هربتي!

أزهار ضحكت: أوكي! لفت و صارت تمشي لبرع المطعم، طلعت و هي تشوف

على سيارتها، موقفتها بالجهة الثانية من الشارع، إلتفتت حوالينها، الشارع فاضي،

أخذت نفس و صارت تمشي لتقطع الشارع، وقفت بنصه و قطبت حواجبها بقوة،

رجع لها الصداع و رجعت الومضات، أحداث متقطعة، غير مفهومة، مرة تشوف

نفسها تبكي، مرة تصرخ، تشوف ناس ما تعرفها، تشوف سيارة مسرعة متجهة لها،

سمعت صوت البوري و رفعت عيونها، سيارة مسرعة مثل هالسيارة اللي جاية لها،

جاية لتصدمها، شهقت و هي توها تستوعب اللي يصير، إرتجفت و هي ما تعرف

إيش تسوي، غطت وجهها و هي تصرخ و كأنها بهالطريقة بتمنع الصدمة

: لاآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ!

كانت عيونه طول الوقت على الشارع، ما يعرف كيف سرح لدقيقة و لما

إنتبه لحاله، شافها واقفة في نص الشارع و كأنها تنتظره، إرتبك و حط يده

على البوري بسرعة، صار الماضي يكرر نفسه، يتكرر في عيونه، لا، ما راح

يسمح لهالشيء يصير، ما مرة ثانية، سمع صرختها و إرتبك أكثر، دعس

على البريك بقوووة و ....!





نهاية البارت...


 توقيع : البارونة

البارونة


رد مع اقتباس
قديم 4 - 11 - 2024, 04:19 AM   #9


الصورة الرمزية البارونة

 عضويتي » 1746
 جيت فيذا » 13 - 7 - 2024
 آخر حضور » 11 - 11 - 2024 (05:19 PM)
 فترةالاقامة » 123يوم
مواضيعي » 33
الردود » 1617
عدد المشاركات » 1,650
نقاط التقييم » 350
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 48
الاعجابات المرسلة » 13
 المستوى » $34 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهAlbania
جنسي  »  Male
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  » اعزب
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل 7up
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله baunty
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةNGA
ناديك المفضل  » ناديك المفضلahli
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضلهBentley
 
الوصول السريع

عرض البوم صور البارونة عرض مجموعات البارونة عرض أوسمة البارونة

عرض الملف الشخصي لـ البارونة إرسال رسالة زائر لـ البارونة جميع مواضيع البارونة

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony


 
الاوسمه الحاصل عليها
 
وسام  
/ قيمة النقطة: 50
مجموع الأوسمة: 1...) (المزيد»

مجموع الأوسمة: 1

البارونة غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية لم أكن هكذا من قبل ولكن بحبك تاهت عناويني للكاتبة Golden Apple



عنوان (4)...

If the wishes made out of the shooting stars really

came true

Then I would’ve wished for you to love me the way


I do


إذا كانت الرغبات التي خرجت من الشهب حقا جاء صحيحا ثم كنت أتمنى أن تحبني بهذه الطريقة أفعل



طلع من الفلة و هو باله مشغول بكلام أبوه، ما يعرف إذا يلومه على اللي صار

و لا يوقف معاه، ما يعرف كيف قدر يغلط مثل هالغلطة، ما هو حذر في كل خياراته،

ما يخطي خطوة إللا و هو عامل حساباته، ما يتخذ قرار إللا و هو ضامن نجاحه،

عيل كيف قدر يغلط ألحين؟ كيف قدر يغلط كـذي؟ مانه قادر يصدق! تنهد بقلة

حيلة و هو يوقف السيارة على الإشارة الحمراء، أسبوعين، أسبوعين و راح

يخبر الكل بهالشيء، ما راح تكون سهلة، مانها سهلة أبداً، حياتهم راح تختلف،

ما راح يقدروا يتقبلوا حياتهم الجديدة، ما بهالسرعة، رفع عيونه للإشارة

و شافها تتحول للخضراء، حرك السيارة و رن تلفونه، نزل عيونه للتلفون و من

ثم رفعهم للشارع، نزلهم للتلفون مرة ثانية، مد يده و أخذه، رفع عيونه للشارع

و بعدها رد: ألـ.. ما قدر يكمل لأنه قاطعه بسرعة.

: فهود وين ما تكون تعال لي ألحين، تعال بسرعة، تعاآآآل!!

قطب حواجبه بإستغراب: خير؟ إيش فيك جنيت؟ شـ..

قاطعه مرة ثانية و بفرح يوضح من صوته: بجن، جد بجن، تعاآآآل و راح أخبرك

بكل شيء بس أنت وصل نفسك عندي بأسرع ما يمكن، ماني قادر أمسك حالي!

إبتسم و هو بعده مستغرب من حالته : عبود حاول تهدي حالك، بجي بس وينك

ألحين؟

عبدالله: شاطئ ..... .

فهد و هو يحرك رأسه بالإيجاب: عطيني 10 دقائق و بكون عندك!

عبدالله: 10 و بس!

فهد: إن شاء الله!

سكر منه و لف بسيارته للشارع البحري، رفع حاجب و هو مستغرب من حالته،

إيش فيه؟ إيش صاير؟ مبسوط و هالشيء واضح من صوته، بس ليش؟ كل شيء

تصلح؟ معقولة تكون وافقت عليه؟ إبتسم على هالفكرة، وافقت و أخيراً، ضحك

و هو جد يتخيله يجن، هو أكثر واحد يعرف إيش كثر هو يعشقها، كان دوم يكلمه

عنها، يكلم عن معاناته بحبها، كانت كحلم، أُمنية صعب يحققها، معقولة هالأُمنية

تحققت؟ تحققت له؟ ما يعرف كيف يفسر حبه لها، مجنون و ذايب في هواها،

شعور هو لين ألحين ما مر فيه، ما يعرفه، تخيلها فإبتسم لنفسه، معقولة يجي

يوم و يحبها، يحب، و هو يهمس لنفسه: أساور؟! سرح بفكره في خيالها،

مانه قادر يتخيل حياته معاها، لين ألحين يحسها بعيدة، ما يعرفها، ما يعرف

عنها الكثير، تنهد و بعدها إنتبه لحاله، بعدها عن رأسه و رفع عيونه للشارع،

شافها واقفة في نص الشارع و كأنها تنتظره، فتح عيونه للآخر و إرتبك،

حط يده على البوري بسرعة، صار الماضي يكرر نفسه، يتكرر في عيونه،

لا، ما راح يسمح لهالشيء يصير، ما مرة ثانية، سمع صرختها، إرتبك أكثر

و دعس على البريك بقوووة.

توقفت السيارة قدامها و هم ما يفصلهم إللا مسافة عدة سنتيمترات، ضل ماسك

السكان و هو يرمش عيونه و كأنه يريد يستوعب اللي صار، يتنفس بسرعة

و دقات قلبه تتسابق مع بعضها، بلع ريقه بصعوبة و بعدها حاول يأخذ نفس

ليهدي حاله، أخذ نفس ثاني و ثالث و بعدها فك حزامه، فتح الباب و نزل.

كانت بعدها مغطية وجهها بيدينها، صرختها اللي إندمجت بصوت البوري،

إختفت مع إختفاء صوته، كانت تنتظر الصدمة، تنتظرها في أي لحظة،

ما توقعت السيارة بتوقف، ما توقف إللا لما تصدمها، إنتبهت لحالها لما

سمعت صوته، صوته المرتجف!

فهد و هو يوقف بجنبها و بخوف و توتر: أنتـ.. أنتي بخير.. أنتي بخير؟!

ما ردت عليه، فتحت عيونها بتردد و بعدها نزلت يدينها المرتجفة عن وجهها،

رفعت عيونها له و من ثم نزلتهم للسيارة، ضلت تمرر نظرها ما بينهم لعدة

ثواني و هي تحس بكل خلية بجسمها يرتجف، مانها قادرة تحس برجولها،

نزلت عيونها للأرض و هي تحس الدنيا تدور فيها، حطت يد على السيارة

تستند به، حاولت تلتقط أنفاسها بس فشلت، نزلت بهدوء غير اللي تحس

فيه و جلست على الأرض!

إرتبك من حركتها أكثر فنزل لمستواها بسرعة: أنتي بخير؟ صار لك شيء؟

تعورتي؟ و هو يمرر يده على وجهه بإرتباك: أمم.. خلينا.. خلينا نروح

للمستشفى..، يفحصوك و نتأكد!

ما ردت عليه، تسمعه بس كلماته غير مفهومة لها، رفعت يدينها و حطتهم

على صدرها، أخذت نفس طويــل و زفرت، أخذت نفس ثاني و بعدها إلتفتت له.

فهد بنفس حالته: تسمعيني؟ فيك شيء؟ تكلمي.. إنطقي بليز قولي شيء..

إذا متعورة.. قومي معاي.. رفع يدينه لأكتافها بس إنتبه لحاله و تراجع بسرعة

: يعورك شيء؟

ضلت تشوف عليه لكم من ثانية و بعدها حركت رأسها بعدم تصديق: فـ.. فهد

عبدالرزاق الـ.... ؟!

فهد و هو توه بس يتذكرها: أز.. أزهار؟!!؟

أزهار و هي ترمش عيونها: كنـ.. كنت.. بتموتني!

فهد نزل عيونه و من ثم رفعهم لها: أنا.. أنا آسف.. قومي، إمشي

معاي بأخذك للمستشفى!

أزهار بنفس حالتها: كنت.. بتموتني.. بتموتني.. و بصوت عالي شوي: بـتـمـوتـنـي؟؟!!

إرتبك بس عصب بنفس الوقت: أنتي اللي كنتي بتموتي حالك؟ إيش موقفك بنص الشارع؟!

قطبت حواجبها: كنت بتموتني!

فهد قام و بعصبية: أنـتـي كـنـتـي راح تـمـوتـي حـالـك و تـطـيـحـيـنـي بـألـف مـشـكـلـة!

حركت رأسها بالنفي: أنت كنت بتموتني!

عصب أكثر: أنـتـ.. ما قدر يكمل لأنها طاحت مغمي عليها، فتح عيونه للآخر: أزهــ..

: أزهـــــار!!!!!

إلتفت لهم و هو يشوفهم يركضوا لها

تجمعوا حوالينها و بخوف: أزهار إيش صار لك؟/ يا ربي إيش فيها؟

/ إيش سوى فيك؟/ زوز إفتحي عيونك!!

أساور و هي ترفع عيونها له و بصوت عالي: إيــش ســويــت فــيــهــا؟!

فهد بسرعة و بإرتباك: أنا ما سويت شيء.. كانت واقفة بنص الشارع

و كنت شوي و أصدمـ..

الكل: صــدمــتــهــا؟!؟!

فهد: لاآآآآ!! ما صدمتها بس هي.. هي من الخوف أغمي عليها.. أنا..

أمم.. و هو يفكر بسرعة: خلونا نأخذها للمستشفى.. تتطمنوا عليها!

بسمة و هي تحاول تقومها مع فرح: ما في داعي، بنأخذها لحالنا بس والله

إن صار فيها شيء ما نخليك!

فهد: قلت لك ما سويت شيء.. و بعدين أنا أعرفها.. ليش أتعمد أصدمها

يعني؟!

فرح بإستغراب: من وين تعرفها؟

إلتفت لأساور و من ثم لها و هو يأشر عليها: أنا خطيبها!

إلتفتوا لها و كأنهم يريدوا يتأكدوا منها

رفعت عيونها له تتأكد من شكله بس ما تتذكره، هي أبداً ما رفعت عيونها

لتشوفه، إرتبكت و هي تشوفه يرفع حاجب و يتكتف، نزلت عيونها بسرعة!

حنين و هي تلتفت حوالينها: بنات خلونا نمشي.. ما حلوة.. الكل يشوف

علينا!

إلتفتوا حوالينهم و هم يشوفوا الناس اللي صاروا يتجمعوا، قاموا، قوَّموا أزهار

المغمي عليها و من ثم صاروا يمشوا لسياراتهم.

ضل واقف يشوف عليها شوي و بعدها مشى لها بسرعة و وقفها: أساور!

وقفت بس ما دارت له

مشى لها و وقف قدامها: و الله ما كنت أقصد، ما أعرف إيش صار فيها،

يمكن خايفة..

بسمة: أساور!

إلتفتت لها

بسمة: يللا خلينا نمشي بسرعة!

حركت رأسها بالإيجاب، إلتفتت له و من ثم لفت عنه و صارت تمشي.

ضل واقف يشوف عليهم و هم يركبوا سياراتهم و يحركوها بسرعة، إختفوا

و ما عاد في أي أثر لهم، أخذ نفس و زفر بقوة، أخذ نفس ثاني و بعدها لف

و مشى لسيارته، سمع تلفونه يرن فصار يمشي بخطوات أسرع، ركب و أخذ

تلفونه، عبود يتصل بك، قطب حواجبه و هو توه يتذكره، سكر الباب، حرك

السيارة و رد: شوي و أكون عندك.. لا تسأل.. بجي و بخبرك بكل شيء..

أيوا.. يللا سكر.. سكر يا رجال لا تجنني.. قلت لك بجي و بخبرك.. أيوا..

آههم.. باي..! سكر منه و رمى تلفونه للمراتب الخلفية، حك رأسه بقلة

حيلة و تنهد.



بعد فترة...

فهد و هو يعدل جلسته: و هذا اللي صار!

عبدالله: الحمد لله جت سليمة!

فهد: الحمد لله، سكت شوي و بعدها قطب حواجبه و تكلم: بس هي إيش

موقفها في نص الشارع؟ مجنونة يعني؟ أهرن لها و ما تتحرك، تريد تموت

الغبية و تقول لي أنا اللي أريد أموتها!

عبدالله إبتسم: إنزين هدي حالك، حصل خيـ..

فهد و هو يقاطعه بعصبية: إيش حصل خير؟ زين قدرت أوقف السيارة كان

ألحين هي بالمستشفى و أنا بالمركز!

عبدالله: هههههههههههه!!

فهد و هو يرفع حاجب: يضحك؟

عبدالله و هو يحرك رأسه بالإيجاب: هههههههه.. ليش.. ليش معصب..

هههههه.. معصب كذي؟!

فهد و هو يضربه بوكس على كتفه: أيوا، إضحك، إضحك أنت إيش عليك؟

طاير و من قدك!

عبدالله صار يضحك أكثر

فهد حرك رأسه بقلة حيلة و بعدها إبتسم: بسك عاد!

عبدالله و هو يحاول يهدي حاله: هههه.. أحم.. لا تلومني و الله فهود

مانك قادر تحس اللي أنا أحس فيه، مستحيل تقدر!

فهد و هو يرفع حاجب: جربني!

عبدالله حرك رأسه بالنفي: ماني قادر أدور على كلمات تناسبني، غير، ما راح تفهم!

فهد ضحك و قام: لما تحصل على..، و هو يحرك أصابعه بمعنى بين

قوسين: (كلمات مناسبة) إتصل فيني! و صار يمشي.

عبدالله: على وين؟

فهد ما لف له و لا رد، حرك يده بـ باي و مشى لسيارته.

ضل يشوف عليه لين ما بقى غير طيفه، إبتسم، قام و من ثم صار يمشي

لسيارته.


***************************


صحت و هي تحس بكفوفها الخفيفة متتالية على خدها، بعدت يدها و من ثم فتحت عيونها.

حنين و هي تحط يد على قلبها و تأخذ نفس بإرتياح: صحت، الحمد لله صحت!

أزهار و هي ترفع عيونها لبسمة: إيش.. إيش صار؟

بسمة و هي توقف سيارتها قدام المستشفى و تلف تشوف عليها: الحمد لله،

زوز كيف صرتي ألحين؟

أزهار و هي تعدل جلستها: ما فيني شيء.. و هي تتذكر: كان بيموتني!

حنين: بس ما صدمك صح؟

أزهار حركت رأسها بالنفي و أخذت نفس: لا، ما صدمني.. نزلت رأسها و حطت

يدينها عليه: الغلط مني أنا.. أنا ما أعرف إيش صار فيني، وقفت قدامه..

و ما أعرف.. ما أعرف إيش اللي صار..

حنين و هي تحاوطها من أكتافها لتهديها: أششش، خلاص، حصل خير، الحمد

لله جت سليمة!

بسمة و هي تفك حزامها: يللا، خلينا ننزل، يفحصوك و نتطمن عليك!

أزهار و هي تحرك رأسها بالنفي: لا، ما في داعي.. أريد أرجع البيت..

بسمة و هي تقاطعها: زوز، بلا دلع خلينا..

قاطعتها: بسوم بليز.. أريد أرجع البيت!

بسمة حركت رأسها بقلة حيلة و من ثم لفت للقدام و حركت السيارة.

أزهار و هي تلتفت لحنين: فرح و أساور وين؟

حنين: ورانا، بسيارتك!

لفت تشوف عليهم و بعدها لفت للقدام و ريحت رأسها على المرتبة.



بعد شوي...

دخلت غرفتها، سكرت الباب و من ثم إستندت به، غمضت عيونها و أخذت نفس،

الموقف اللي صار ما كان غريب عليها و كأنها مرت فيه من قبل، فتحت عيونها

و مشت لسريرها، فسخت عبايتها و شيلتها و من ثم جلست، فتحت درج الكمدينة

و صارت تدور في الدفاتر الموجودة، أخذت أقدم دفتر و فتحته على أول صفحة،

كانت لقبل 8 سنوات، بدت تكتب يومياتها فيه لتتذكر نفسها، تتذكر اللي ضيعته

من عمرها، قالوا لها حادث، بس ما قالوا لها كيف صار، ليش و هم وين كانوا،

ما تعرف، يا ترى كان مثل اللي صار اليوم؟ ما تعرف، مانها قادرة تتذكر، قطبت

حواجبها، سكرت الدفتر بسرعة و رمت نفسها على السرير بقهر، عندها أسئلة

كثيرة بس مانها قادرة تدور على أجوبتها، حاولت بس دوم يسكتوها و يضيعوا

السالفة، يا ترى إيش اللي صار؟ أوقات تشك أن هذولا جد أهلها بس تبعد هالفكرة

بسرعة، إن ما كانوا هم أهلها عيل وين أهلها، ليش ما يعرفوا عنها، هالفكرة

بعيدة، تنهدت بقلة حيلة، قامت و مشت للمراية، رفعت قميصها من ظهرها و هي

تشوف على الوسوم، يا ترى إيش سببها؟ يمكن هي مانها وسوم مثل ما هي

تعتقد، يمكن صارت بالحادث اللي صار لها، تنهدت مرة ثانية و نزلت قميصها،

مشت لكبتاتها، أخذت بجامتها و من ثم دخلت الحمام.

الصبح – على طاولة الفطور...

جلست على كرسيها و رفعت عيونه له، حركت رأسها بقلة حيلة و هي تشوفه

مثبت عيونه على صحنه بس ما يأكل، صار له يومين راجع من السفرة بس

طول الوقت ساكت و سرحان، منشغل بالها عليه، لما تسأله يقول لها الإجتماع

اللي سافر عشانه ما مر مثل ما كان متوقع، تنهدت، حطت يدها على كتفه

و بهدوء: هاشم!

إنتبه لحاله و إلتفت لها

سميرة: إيش فيك؟ إيش شاغل بالك؟

هاشم إرتبك بس ما حب يبين لها فإبتسم و حرك رأسه بالنفي: لا، أبداً،

أفكر في عقد الشراكة اللي بوقعها مع عبدالرزاق بعد أسبوعين!

سميرة: خلاص بتوقعوا على العقد؟

هاشم حرك رأسه بالإيجاب: راح نوقعه..، إبتسم أكثر و هو يتذكر اللي

صار: ما عنده إللا يوقع هالعقد!

سميرة حركت رأسها بالإيجاب و صارت تأكل بهدوء

: صباح الخير!

إلتفتوا له: صباح النور!

عماد و هو يسحب كرسي و يجلس: أزهار و أساور وين؟

سميرة: أساور طلعت للجامعة و هذيك بعدها نايمة!

عماد و هو يلتفت لأبوه: يبة أنت ليش ما توظفها عندك بالشركة، تطلع،

تستانس شوي بدل ما جالسة بالبيت كذي لا شغل و لا مشغلة!

هاشم جا بيرد عليه بس هي تكلمت قبله

سميرة: ما في داعي، هي بنفسها ما تريد تشتغل، خلوها بالبيت أحسن،

معاي و تونسني شوي!

عماد إلتفت لأمه و هو يرفع حاجب: يمة من جدك؟ أنتي طول الوقت طالعة،

هي تضل وحدها في البيت مع الخدامات..

قاطعته و هي تقوم: ألحين أنت جاي تحاسبني على طلعاتي؟! لا تنسى،

أنا..، و هي تأشر على نفسها: أنا أمك ما العكس!

عماد: يمة أنا ما أقصد..

قاطعته مرة ثانية و هي تمشي: بس خلاص، ما أريد أسمع، هذا اللي ناقص،

أولادي يحاسبوني على آخر عمري.. بعد صوتها تدريجيا لين إختفى!

قطب حواجبه و إلتفت لأبوه: يبة أنا ما كنت أقصد.. ما قدر يكمل كلامه لأنه

قام و قاطعه.

هاشم: إمشي معاي، أريدك في مكتبي!

عماد: يبة بس..

هاشم و هو يمشي: إلحقني!

عماد قطب حواجبه أكثر، ترك اللي بيده و قام يلحقه، دخل المكتب وراه

و من ثم سكر الباب و إلتفت له، شافه يجلس على كرسيه و يأشر له يجلس

بمقابله، جلس مكان ما كان يأشر و بدأ: يبة، أنا..

هاشم و هو يقاطعه: ما ناديتك لأكلمك عن أمك!

عدل جلسته و بإستغراب: عيل؟

هاشم: فرح!

رفع عيونه له و من ثم نزلهم: إيش فيها؟

هاشم: ملكتك بكرة و راح تأخذها و تسافر!

عماد: يبة أعرف هالشيء ما لازم تذكرني فيه!

هاشم: أنا كلمت عمك اليوم..

عماد حرك رأسه بمعنى كمل

هاشم و هو يكمل: فرح فيها عمى ليلي!

عماد لا تعليق

هاشم: بنت عمك أمانة برقبتك يا عماد، تأخذها لبلد الغرب ما يعني أنك

تهملها، بتكون زوجتك، أسرع ما رضيت بهالشيء أحسن لك!

عماد قطب حواجبه و ما رد

هاشم و هو يعدل جلسته: يكفي أننا تكلمنا في هالموضوع من قبل، ما لازم

أعيد و أزيد، بيتي ما فيه أي مكان للأجنبية، هذي فرح راح تبعدك عنها،

أتمنى أنك تعقل و تفكر في حياتك معاها!

عماد و هو متضايق من هالسيرة: يبة، مثل ما قلت، ما في داعي نعيد

و نزيد، و هو يقوم: إذا ما عندك شيء ثاني تقوله، بمشي!

هاشم و هو يأشر له يجلس مرة ثانية و بنبرة حادة شوي: ما خلصت كلامي!

تنهد بقلة حيلة و جلس

هاشم و هو يأخذ أحد الملفات المحطوطة على الطاولة و يمده له: تقرير لحالة

فرح، أنا تكلمت مع أحد الدكاترة لمستشفى ......، قال لي أنه يمكن يعالجها،

حاول تأخذها له في أول الأسابيع، ما يصير تتأخر كثير!

عماد و هو يأخذ الملف: إن شاء الله!

هاشم و هو يأشر على الباب: تقدر تروح!

حرك رأسه بالإيجاب، قام و صار يمشي للباب، حط يده على المقبض و جا

بيفتحه بس وقفه.

هاشم: عماد!

لف يشوف عليه

هاشم: أنت شقتك قريبة من جامعة بريستول؟

عماد حرك رأسه بالإيجاب: ليش يبة، في شيء؟

هاشم و هو يحرك رأسه بالنفي: لا، بس في شخص أعرفه يدرس في هالجامعة!

عماد: يبة حتى أنا أدرس بنفس الجامعة!

هاشم: أيوا أعرف، أبو ناصر تعرفه؟

عماد حرك رأسه بالنفي: ما أتذكر!

هاشم: عيل ما بتعرف ولده!

عماد حرك أكتافه بخفة: يمكن! لف، طلع من المكتب و سكر الباب وراه.

ضل يشوف على الباب المتسكر شوي و بعدها نزل رأسه و حط يده عليه،

أخذ نفس و تنهد بقلة حيلة، صعبة اللي يمر فيه، ما يقدر يصارحهم فيه،

يكفي سواها مرة و لين ألحين يندم عليه، ما يقدر يصدمهم مرة ثانية، ما كذي..!


***************************


وقفت قدام المراية تمشط شعرها، رفعتهم و ربطتهم، رفعت عيونها للساعة

المعلقة على الجدار، 11:30، دائماً في مثل هالوقت تكون بمكتبها، تشتغل

على كمبيوترها، تضحك مع زميلتها بس اليوم هي بالبيت، ما راحت لأنها

ما تريد تشوفه، ما تعرف كيف تتصرف بعد اللي صار، ما تعرف إيش تسوي،

أمها إستغربت منها، أول مرة تغيب عن الدوام بس ما عندها إللا تكذب عليها،

خبرتها أنها تعبانة، ما لها نفس تداوم، عرفت من نظرتها أنها ما إقتنعت بكلامها

بس مشتها عليها، تنهدت و مشت للباب، فتحته و طلعت، الصالة فاضية و البيت

هادي، الكل بمدرسته، سمعت صوت من المطبخ فمشت لها، وقفت عند الباب و هي

تشوفها معطيتها ظهرها، تقطع الطماط و تتمتم بكلام غير مفهوم لنفسها، إبتسمت

و مشت لها: ماما، هاتي عنك أنا بقطعه!

كريمة إلتفتت لها و إبتسمت: لا يا حبيبتي، أنا بسويه لحالي، أنتي تعبانة،

روحي إرتاحي!

ناهد إرتبكت شوي: لا.. ماما، أمم.. صرت أحسن!

كريمة بشك: بهالسرعة؟

ناهد إرتبكت أكثر: ماما، ما كنت.. ما كنت تعبانة كثير بس شوية ألم

في بطني و الحمد لله خف!

كريمة و هي تحرك رأسها بالإيجاب: الحمد لله!

ناهد و هي تقترب منها أكثر و تأخذ السكين من يدها: هاتي!

كريمة إبتسمت و راحت تغسل يدينها، فتحت الحنفية و إلتفتت لها: ناهد!

إلتفتت لها: أيوا!

كريمة: كلمتي خالد؟

تذكرت اللي صار فلا إرادياً رفعت يدها و صارت تمسح خدها، إنتبهت

لحالها، إرتبكت و نزلته.

كريمة ما إنتبهت لحركتها فعادت سؤالها: كيف يا بنتي كلمتيه؟

ما عرفت إيش ترد عليها فنزلت رأسها و ضلت ساكتة.

كريمة إقتربت منها و صارت تمسح على رأسها بهدوء: أعرف يا بنتي، مانها

سهلة عليك تطلبي كذي بس نحن ما عندنا غيره، إذا لين ألحين ما كلمتيه، كلميه

بكرة، صاحب البيت أمس متصل يذكرنا بالتاريخ، ما نقدر نتأخر، على الأقل لما

تكون الفلوس عندنا، ندفع له و بعدها بنسأله لمهلة كم من يوم، بس كذي ما راح

يرضى، سكتت شوي و كملت: فراس يقول أنه شاف ملحق للإيجار، ملحق

بغرفتين، مطبخ، حمامين، مثل هالبيت، يكفينا و كثير علينا بس صاحب البيت

يريد مقدم، يريد 150 ريال مقدماً!

ناهد لا رد

كريمة: ناهد يا أمي فكري في أخوانك، ما راح يقدروا بدون سقف على رؤوسهم،

سقف يحميهم من الحر و البرد، سقف يجمعهم!

ناهد غمضت عيونها، أخذت نفس و فتحتهم، مسكت يد أمها و نزلته، حاوطته

بيدينها و بهدوء غير اللي تحس فيه: لا تخافي ماما، إن شاء الله خير، بدفع

فلوسه بعد بكرة!

كريمة إبتسمت: يعني كلمتي خالد؟

ناهد غصبت إبتسامة على شفايفها و ما ردت

كريمة إبتسمت أكثر و باستها على رأسها: الحمد لله، الحمد لله، كنت أعرف

أنه بيساعدنا، كنت أعرف أنه بيوقف معانا، الله يسعده و يخليه لكل عين ترجيه،

الله يوفقه في الدنيا و الآخرة! طلعت من المطبخ و هي تدعي له.

إختفت إبتسامتها، نزلت رأسها و كلامه يدور في مسامعها: ناهد أنتي محتاجة لي،

راح تحتاجيني، لا تكابري، وافـقـي! ناهد أنتي محتاجة لي، راح تحتاجيني،

لا تكابري، وافـقـي! ناهد أنتي محتاجة لي، راح تحتاجيني، لا تكابري، وافـقـي!

غمضت عيونها بقوة تمنع دموعها من النزول، فتحتهم و طلعت من المطبخ بسرعة،

مشت للغرفة، دخلت و سكرت الباب وراها، مشت للكبتات، فتحتها و نزلت لرفوف

ملابسها، إلتفتت تشوف على الباب المسكر و بعدها لفت عنه و بعدت ملابسها،

شافت الصورة مقلوبة، محطوطة مثل ما حطتها قبل ثلاث سنوات، حاولت تمسك

نفسها كثير، اللي تعيشه في حياتها يكفيها، ما عندها وقت لتبكي عليه، ما عندها

وقت لتحزن و تتذكره بس في هاللحظة تحس نفسها محتاجة له، محتاجة لوقفته

بجنبها، مشتاقة له، أخذت نفس و قلبت الصورة، واقف بجنبها بإبتسامة هي

تعشقها، طاحت دمعتها، فجلست على الأرض، إستندت بالكبتات، لمت ركبها

لصدرها و من ثم لمت صورته لها، ما تعرف إيش تسوي، ما عادت تعرف،

ما عندها إللا حل واحد، نزلت رأسها و صارت تبكي، ما عندها إللا تروح له،

ما عندها إللا تعرض نفسها له..!


***************************


طلعت من الكلاس و هي منزلة عيونها لشاشة تلفونها تقرأ رسالته: كلاس

104 – بإنتظارك! إبتسمت لنفسها و صارت تمشي بخطوات أسرع، ركبت

الدرج و لفت لممر الكلاسات، عدت باب 101، 102، 103، إبتسمت أكثر

و هي تشوفه من الباب الزجاجي، جالس على طاولة المحاضر، منزل رأسه

و يلعب في تلفونه، وقفت، أخذت نفس تهدي حالها و بعدها تقدمت بهدوء غير

اللي تحس فيه، فتحت الباب و هو رفع عيونه لها.

شهاب و هو يقوم و يبتسم لها: و أخيراً!!

إبتسمت: تأخرت عليك!

شهاب حرك رأسه بالإيجاب: تأخرتي و كثير! سحب كرسي و أشر لها تجلس.

إبتسمت بحياء و مشت له، حطت كتبها على الطاولة و جلست: آسفة بس

ما قدرت أطلع من المحاضرة قبل كذا!

شهاب و هو يحرك رأسه بتفهم: عذرتك!

أساور ضحكت: مشكور هههههه!

حط يد على قلبه و تنهد بحالمية.

رفعت عيونها لعيونه بس نزلتهم بسرعة و هي منحرجة من نظراته، حست

فيه يقترب فإرتبكت، إرتبكت أكثر و هي تحس بيده يمسك يدها، سحبت يدها

من يده بسرعة، زحفت بكرسيها لوراء و بنبرة حادة: شـهـاب!!

إرتبك من حركته فقام يتدارك الموقف: أساور أنا..

أساور قاطعته و هي تقوم: شهاب أنا قلت لك هالشيء من قبل، ما أرضاها ع

لى نفسي و إن كنت جد تحبني ما راح ترضاها علي!

شهاب و هو يقطب حواجبه: أساور أنا أحبك جد و أنتي تعرفي هالشيء، حبيت

أحس فيك، أشوف يدك بيدي و لو لمرة، إنخطبتي و راح تصيري لغيـ..

أساور و هي تقاطعه: شهاب ليش تقولها كذي؟ ما أنت وعدتني أني ما أكون

لغيرك؟ فـ ليش ألحين تقولها كذي؟

شهاب و هو ينزل رأسه و يحركه بالنفي: ماني عارف إيش أسوي، ما أعرف،

أخاف أخسرك له، خايف كثير!

أساور ما عرفت إيش ترد عليه فرجعت جلست على كرسيها.

جلس بمقابلها، مسك يدينها و حاوطهم بيدينه: أساور أنا أحبك بس حبي مانه

كافي لأهلك، خايف بالأخير أنك بتقتنعي بكلامهم، خايف أنك تختاريهم علي!

أساور و هي ترفع عيونها لعيونه: مستحيل أختارهم عليك، شهاب أنا ما أريد

غيرك..، سكتت شوي و بعدها كملت: ما أنت قلت أنه عندك فكرة، ما أنت طلبت

مني أثق فيك، شهاب أنا أثق فيك، أثق فيك أكثر من نفسي.. قول إيش المفروض

أسوي و أنا بسويه لك.. بسوي كل اللي تطلبه مني!

شهاب و هو يحرك رأسه بالنفي: ما راح تقدري!

أساور: جربني!

شهاب و هو يرفع عيونه لعيونها: أساور اللي بطلبه منك مانه سهل..

أساور و هي تقاطعه: راضية أسوي لك كل اللي تريده!

شهاب: حتى و لو طلبت منك تتركي أهلك عشاني؟

أساور: أنت تكفيني!

شهاب إبتسم: عيل إسمعي ..

: السلام عليكم!

إلتفتت لها بإرتباك و من ثم إلتفتت له، توها بس تنتبه أنه طول الوقت كان

ماسك يدينها، إرتبكت أكثر، سحبت يدينها منه بسرعة و قامت.

رنا و هي تتقدم لهم بخطوات هادية: أمم.. عندكم كلاس؟

أساور و هي ترمش عيونها بإرتباك: لا.. أمم.. بس كنا نتكلم.. نتكلم

عن مشروعنا!

رنا إبتسمت لها بتفهم و حركت رأسها بالإيجاب: أوكي، و هي تمشي

لآخر الكلاس: ما راح أزعجكم، أنتو كملوا اللي تسووه و أنا أجلس أذاكر

بهدوء!

أساور و هي تلم كتبها بسرعة: أمم.. لا.. لا.. أنتي خذي راحتك.. نحن

بنطلع.. ما نريد نزعجك!

رنا: لا عادي أنـ.. ما قدرت تكمل لأنها طلعت و هو طلع وراها، إستغربت

منها بس ما إهتمت، فتحت كتابها على إحدى الدروس، قرت منه سطرين

و بعدها قطبت حواجبها و ضربت رأسها بخفة: ما سألتها عن أختها، و هي

ترفع عيونها للباب: ذكرني عشرين ألف مرة و بعدني نسيت، حركت رأسها

بقلة حيلة: بشوفها بعدين و أسألها، رجعت عيونها لكتابها و كملت اللي

كانت تسويه.

برع الكلاس...

أساور و هي توقف قدامه: ما راح نقدر نتكلم هنا، بالجامعة، راح أتصل فيك

الليلة و نتكلم!

شهاب حرك رأسه بالإيجاب و صار يمشي: بكون بإنتظار إتصالك!

أساور حركت رأسها بالإيجاب و ضلت تشوف عليه لين إختفى في إحدى

الممرات و ما بقى غير طيفه، نزلت عيونها ليدينها و إحمروا خدودها، شبكتهم

ببعض بحياء و بعدها إبتسمت لنفسها و صارت تمشي لمحاضرتها الثانية.


***************************


وقفت سيارتها بمواقف الشركة، فتحت الباب و نزلت بسرعة، قفلت السيارة

و بعدها صارت تركض للبوابة، نزلت عيونها لساعتها، ساعة 3:07، خلص

بريك الغداء قبل 7 دقائق، شهقت و صارت تركض أسرع، وعدت نفسها أنها

ما راح تتأخر، تثبت لهم غير اللي هم يفكروا عنها، تثبت لهم أنها تستحق هالوظيفة

و ما حصلت عليها بسبب توسط أبوها في السالفة، رفعت عيونها للمصعد و هي

تشوف الباب يتسكر، ركضت له بسرعة و ضغطت على الزر، إنفتح لها الباب فعدلت

وقفتها، رفعت عيونها و شافته معطيها ظهره، يعدل في كمته بس عيونه عليها

يشوفها من المراية، نزلت عيونها و هي مرتبكة، دخلت، ضغطت على دور مكاتبهم

و بعدها نزلت رأسها، مرتبكة لأنها تعرف أنه شاف إنهيارها، مرتبكة لأنها تعرف

أنه نظراته عليها، مرتبكة لأنها ما تعرف بإيش يكون يفكر فيها، يمكن كانت بتقدر

تنسى كلام صالح و تتناسى بس لأنه كان موجود، ما تقدر، رأيه يهمها،

يهمها كثير..!

عدل وقفته و بعدها لف يشوف عليها، إتصلوا فيهم أمس ليخبروهم أن البنت

مانها موافقة، ما كان متوقع هالرفض، على الأقل ما بهالسرعة بس إنبسط

بهالخبر، إنبسط كثير، إنبسط لأنه ما كان يريدها، كان خايف يربط نفسه فيها

و بعدها يظلمها، يحس بـ هم و إنزاح، أقنعهم و بالزور قدر يسويها، أقنعهم

ليأجلوا سالفة الخطبة لفترة، لين ما بنفسه يروح لهم و يفاتحهم بهالموضوع

مرة ثانية، أقنعهم عشان يتأكد منها، يتأكد من مشاعرها بإتجاهه، نزل عيونه

ليدينها، ما في أثر لأي خاتم، مانها مرتبطة بأي أحد ثاني، إبتسم لنفسه بس

إختفت إبتسامته، يمكن إنخطبت بس لين ألحين ما صار شيء رسمي، معقولة

توافق؟ توافق على غيره؟ حرك رأسه بالنفي بسرعة يبعد هالفكرة، لازم يعجل،

يتأكد بأسرع وقت، رفع عيونه لها و تنهد، ما يعرف إذا إبتسامتها له كافية

ليعرف أنها معجبة فيه مثل ما هو معجب فيها، كافية ليعرف أنها تحبه مثل

ما هو يحبها، ما يعرف، تحيره هالبنت، تحيره كثير..!

توقف المصعد على دور مكاتبهم و إنفتح الباب، نزلت بسرعة و هو نزل، صارت

تمشي لمكتبها و هو يمشي لمكتبه، سحب كرسيه، جلس و عيونه عليها.

إلتفت له و من ثم إلتفت لها، نزل عيونه لكمبيوتره و حرك رأسه بقلة حيلة

: عبدالرحمن!

عبدالرحمن عدل جلسته، شغل كمبيوتره بس ما تكلم!

صالح إبتسم: لا تقول أنك زعلان مني؟ أعرف أني يمكن زودتها شوي..

عبدالرحمن قاطعه و هو يلف له بكرسيه: شـوي؟!؟!

صالح إبتسم أكثر و هو يحك جبينه: إنزين زودتها بدون شوي بس..

بس، و بسرعة: قهرتني!!

عبدالرحمن قطب حواجبه: حتى و لو أنت من لتحاسبها؟ كنت تقدر ترد

عليها بـ لا بس بدون ما تحرجها كذي!

صالح و هو يحرك رأسه بالإيجاب: أعرف، أعرف و صدقني ندمت و عشان

خاطرك رحت لها اليوم الصبح و إعتذرت منها!

عبدالرحمن و هو يلف لكمبيوتره: عشان خاطري؟

صالح و هو يحرك رأسه بالإيجاب: عشان خاطرك، ترى..، و هو يزحف له ب

كرسيه و يضربه بوكس على كتفه: ما يهون علي أزعلك!

عبدالرحمن ضحك و حرك رأسه بقلة حيلة: ما زعلت أصلاً بس تضايقت،

سكت شوي و بعدها رفع عيونه لها و تكلم: ناوي أخطبها!

صالح فتح عيونه: من جدك؟

عبدالرحمن إلتفت له و حرك رأسه بالإيجاب: بأخذ عنوانها من السجلات

اليوم و بروح لهم بأقرب فرصة لأخطبها!

صالح بنفس حالته: يعني جد جد؟!؟!

عبدالرحمن حرك رأسه بالإيجاب: جد، جد!!

صالح و هو يرفع عيونه لها: ما تناسبك!

رفع عيونه لها و تنهد: أعرف هالشيء، نزل عيونه و حط يد على قلبه

: بس قلبي مانه راضي يفهم هالشيء!

صالح و هو يحرك رأسه بقلة حيلة: الولد عشآآآن!

عبدالرحمن: ههههههههههههههه!

صالح و هو يرجع لمكانه: إذا مصر على كذا عيل ما أقول غير الله يوفقك!

عبدالرحمن إبتسم و رجع رفع عيونه لها.

بعد عدة ساعات...

نهاية الدوام...

طلعت من المبنى تمشي للمواقف، فتحت شنطتها و صارت تدور مفاتيح

سيارتها، حصلتها فطلعتها من الشنطة، رفعت عيونها و شافته واقف بجنب

سيارتها، ينتظرها، ينتظرها هي؟! نزلت عيونه بإرتباك و صارت تمشي له

بهدوء غير اللي تحس فيه، وقفت قدامه و رفعت عيونها له: أمم.. في شيء؟

حرك رأسه بالإيجاب و هو يأخذ نفس ليتشجع: نمارق أنا.. أنا.. سكت،

ما يعرف إيش يقول لها بالضبط، أبداً ما مر في مثل هالموقف من قبل، إرتبك

و هو يحس بكلماته اللي ضاعت و خانته في هاللحظة، الحروف تمر من قدام

عيونه بس مانه قادر يركبها على بعضها، مانه قادر ينطقها، إرتبك أكثر و هو

يحس بدقات قلبه المضطربة، يحس بدمه يتدفق في عروقه بحرارة، نزل عيونه

يجمع هالحروف المبعثرة، ركبها في كلمة بسرعة و قالها بدون أي تفكير

: تزوجيني!

يتبع...






 توقيع : البارونة

البارونة


رد مع اقتباس
قديم 4 - 11 - 2024, 04:20 AM   #10


الصورة الرمزية البارونة

 عضويتي » 1746
 جيت فيذا » 13 - 7 - 2024
 آخر حضور » 11 - 11 - 2024 (05:19 PM)
 فترةالاقامة » 123يوم
مواضيعي » 33
الردود » 1617
عدد المشاركات » 1,650
نقاط التقييم » 350
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 48
الاعجابات المرسلة » 13
 المستوى » $34 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهAlbania
جنسي  »  Male
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  » اعزب
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل 7up
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله baunty
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةNGA
ناديك المفضل  » ناديك المفضلahli
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضلهBentley
 
الوصول السريع

عرض البوم صور البارونة عرض مجموعات البارونة عرض أوسمة البارونة

عرض الملف الشخصي لـ البارونة إرسال رسالة زائر لـ البارونة جميع مواضيع البارونة

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony


 
الاوسمه الحاصل عليها
 
وسام  
/ قيمة النقطة: 50
مجموع الأوسمة: 1...) (المزيد»

مجموع الأوسمة: 1

البارونة غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية لم أكن هكذا من قبل ولكن بحبك تاهت عناويني للكاتبة Golden Apple




فتحت عيونها بصدمة: إيـــش؟!؟!؟!؟!

شهق و هو توه يستوعب اللي قاله، إرتبك أكثر: لاآآ.. أمم.. أقصد..

أقصد.. لا تتزوجيني..

نمارق بنفس حالتها: هــا؟!

عبدالرحمن قطب حواجبه: لاآآ.. ما أقصد لا تتزوجيني.. اللي قصدته تزوجيني

بس ما كذي.. قطب حواجبه أكثر و صفع جبينه على هالتخبيص، رفع عيونه

لها و شافها تشوف عليه بعشرين ألف علامة إستفهام على رأسها، رفع إصبع

بمعنى دقيقة، لف و صار يمشي عنها و هي ضلت تلاحقه بعيونها و هي مانها

قادرة تستوعب اللي يصير، مشى كم من خطوة يرتب أفكاره ال****بة، ضل على

حالته لكم من دقيقة و بعدها أخذ نفس و من ثم رجع لها، وقف قدامها و بدأ بهدوء

: نمارق أنا اللي قصدته أني أريدك على سنة الله و رسوله، أريدك تكوني لي!

إحمروا خدودها بدرجة صارت تحرقها، حرارتها صارت ترتفع و دقات قلبها الجنونية

صارت تربكها، رمشت عيونها بحياء و بإرتباك، رفعتهم لعيونه و من ثم نزلتهم

بسرعة: أنا.. أحم.. أنا.. أنا ما أعرف إيش أقول!

عبدالرحمن بنفس هدوءه: قولي أنك موافقة!

بلعت ريقها: أنا.. أمم.. و هي ترفع عيونها له و تنزلهم بسرعة: أنا.. أنا

ما أعرف إيش أقول!

عبدالرحمن: لا تردي ألحين، خذي وقتك، أنا بجي بخطبك من أهلك و في

وقتها بعرف ردك!

نمارق و كأنها تبرمجت على نفس الجملة: أنا.. أنا ما أعرف إيش أقول!

عبدالرحمن إبتسم لها بهدوء: لا تقولي شيء، ما ألحين!

رفعت عيونها و هي تشوف إبتسامته، دق قلبها فإرتبكت، نزلت عيونها بسرعة

و مشت لسيارتها، و هي تفتح الباب بإرتباك: أنا.. أنا رايحة!

عبدالرحمن: مع السلامة!

ركبت: مع السلامة! حركت سيارتها بسرعة و بعدها إنتبهت لحالها، ضربت

رأسها بخفة و صارت تكلم نفسها: أنا رايحة؟!!؟ و هي تضرب رأسها مرة

ثانية: يالغبية!! تستأذني منه؟! قطبت حواجبها و هي منحرجة من حالها: مع

السلامة؟! تردي عليه!! غـبـيـة!! إحمروا خدودها أكثر و هي تتخيل الموقف

اللي صار و كلامه يدور في رأسها كلمة، كلمة!

بعد شوي...

وقفت سيارتها في كراج الفلة و هي لين ألحين بحالتها، كلما تتخيل اللي صار

تحس بمغص في بطنها، شعور غريب، أول مرة تمر فيه، مبسوطة بس..،

و هي ترفع يدينها لخدودها المحمرة، بس مستحية، إبتسمت لنفسها بحياء و نزلت

من سيارتها، صارت تمشي للداخل و بكل خطوة تبني أحلام، أحلامها معاه،

سكن قلبها من فترة، فترة مانها بقصيرة، سكن قلبها من أول ما عرفته، ما تعرف

إيش اللي جذبها فيه بس حبته، حبته بس ما كانت بتعترف له، كانت بتكتم كل

شيء لنفسها، تكتم حبه في قلبها لأنها ما تتجرأ تعترف له، كانت دوم تقول

لنفسها إن كان من نصيبها بيجي لها، إن كان يحبها مثل ما هي تحبه بيجي

لها و هذا هو اليوم جا، إبتسمت أكثر و صارت تمشي بخطوات أسرع، تريد

تدخل بسرعة و تركب لغرفتها، تريد تقفل الباب على نفسها ترقص، تضحك،

تصرخ، المهم تطلع كل اللي بقلبها، ضحكت بخفة و صارت تركض للمدخل،

جت بتدخل بس طلع قدامها و.. طراآآآآآآآآآخ!!

رجعت خطوتين لوراء من قوة الصدمة، رفعت عيونها له بخوف و توتر

: بابا.. أنا..

قاطعها و بنبرة حادة: كـم مـرة أقـول لـك لا تـنـاديـني بـابـا، أنـا مـانـي أبـوك،

مـانـي أبـوك فـاهـمـة!!

نزلت عيونها بسرعة و هي تحس بدموعها: أنا آسفـ..

عبدالرزاق و هو يقاطعها مرة ثانية: و بـعـديـن ويـن عـيـونـك؟ مـانـك قـادرة

تـمـشي مـثـل الـنـاس، الـلـه أعـلـم عـلـى مـن طـالـعـة!

نزلت رأسها و بهدوء غير اللي تحس فيه: أنا آسفـ.. ما قدرت تكمل لأنه دفعها

عن طريقه و صار يمشي.

عبدالرزاق و بنفس حالته: الـلـه يـأخـذك، يـأخـذك و يـفـكـنـا مـنـك، يـأخـذك

يـا رب!

رفعت عيونها تشوف عليه لين طلع من باب الشارع و إختفى، نزلت عيونها

و طاحت دمعتها على خدها، مسحتها بسرعة بس تلتها دمعة ثانية، مسحتها

مرة ثانية و حطت يدها على فمها بسرعة تكتم شهقتها، لفت و صارت تركض

للدرج بأسرع ما عندها، ركبت الدرج لغرفتها، سكرت الباب و قفلته، رمت

نفسها على سريرها و إستسلمت لشهقاتها..!


***************************


طلع من غرفته و هو مبسوط و رايق لآخر درجة، صار ينزل الدرج و هو

يدندن لنفسه بأنغام غير مفهومه، نزل للصالة و شاف الكل مجتمع قدام التلفزيون،

إبتسم و صار يمشي لهم: مساء الخير!

إلتفتوا له: مساء النور!

إقترب من هالا و حملها و هو يبوسها على خدها: كيفها دلوعتنا اليوم؟

إبتسمت، حاوطته من رقبته و كأنها نست سؤاله: خالي ما أنت قلت أنك

بتأخذنا للملاهي؟!

إبتسم: أيوا قلت لكم و أنا على وعدي، إلتفت لـ ليلى و تكلم: جهزيهم لي،

أنا طالع شوي، برجع في نص ساعة، آخذهم معاي!

ليلى حركت رأسها بالإيجاب و قامت، مشت له و حملت بنتها عنه: تأخذهم

بس لا تتأخر معاهم برع كثير!

عبدالله إبتسم لها: إن شاء الله!

ليلى نزلت عيونها لـ هيا و مدت يدها: يللا، هيونة خلينا نغير ملابسك

عشان تطلعي مع خالك!

هيا حركت رأسها بالنفي و كتفت يدينها على صدرها: ما أريد أروح معاه!

ليلى إلتفت لـ عبدالله و من ثم لها: ليش؟ خالك مزعلك؟

هيا رفعت عيونها لخالها و حركت رأسها بالنفي: لا، عبود ما زعلني بس

بابا وعدنا أنه بيأخذنا، أنا أنتظر بابا!

ليلى نزلت رأسها: بابا ما عاد يجي!

هيا قطبت حواجبها: ليش؟ هو وعدني!

ليلى و هي تأخذ نفس لتهدي حالها: بابا كذي، يوعد و يخلف!

هيا قطبت حواجبها أكثر و هي ما فاهمة عليها!

ليلى إنتبهت لحالها فغصبت إبتسامة على شفايفها: يللا يا حبيبتي، روحي

اليوم مع خالك و هالا، تلعبوا و تنبسطوا شوي!

هالا و هي تحرك رأسها بالإيجاب: يللا هيونة، يللا! اليوم نروح مع خالي

و بكرة نروح مع بابا!

هيا إبتسمت و قامت: إنزين! مسكت يد أمها و صارت تسحبها للدرج.

عبدالله ضل يشوف عليهم لشوي و بعدها نزل عيونه لأمه اللي كانت بدورها

تشوف عليهم، جلس على الكنبة بجنبها و تكلم: يمة!

تنهدت و إلتفت له: ها؟

عبدالله: بس أريد أعرف، أنتي من وين عرفتي أنه طارق تزوج!

سعاد و هي تتنهد مرة ثانية: عرفت و خلاص!

عبدالله و هو يقطب حواجبه: أيوا بس من وين؟!

سعاد: سمعت حريم يتكلموا و...

عبدالله قاطعها: سمعتي من حريم و صدقتي؟

سعاد:و ليش ما أصدق؟ ما هو ترك أختك عشان يتزوج؟ عيل ليش مانكم

مصدقين ألحين! و هي تقوم: الله لا يهنيه في حياته معاها، خليه يعرف قدر

بنتي، خليه يعرف أنه رخصها لوحدة ما تستاهل، الله ينتقم منه!

عبدالله نزل رأسه و بهدوء غير اللي يحس فيه: يمة لا تدعي عليه!

سعاد: ما أدعي عليه إيش أسوي، أدعي له؟! دمر حياة بنتي، تركها بدون

أي سبب، تركها مع بناتها..

عبدالله قاطعها و هو ما يريد يزيد في هالسالفة أكثر: يمة خلاص، الله يخليك

خلينا نسكر هالموضوع!

سعاد حركت رأسها بقلة حيلة، ما تكلمت، لفت و جت بتمشي بس مسك يدها

بسرعة.

عبدالله و هو يدورها له: يمة، و هو يجلسها: إجلسي، أريد أكلمك شوي!

سعاد و هي تقطب حواجبها: ما أنت قلت نسكر الموضوع؟!

عبدالله إبتسم لها و حرك رأسه بالإيجاب: قلت بس أنا أريد أكلمك في موضوع

ثاني!

سعاد بإستغراب: أي موضوع؟

عبدالله بإبتسامة أكبر: أزهار!

قطبت حواجبها أكثر: ما في أي موضوع، لا تذكر لي هالبنت، بسك خلاص،

أنا ما أرضـ..

عبدالله و هو يقاطعها: يمة وافقت علي!

سعاد بإستغراب: إيـش؟!؟

عبدالله حرك رأسه بالإيجاب ليأكد لها و بإبتسامة من أذن لأذن: وافقت علي

يا يمة، وافقت!

سعاد بعدم تصديق: كيف؟ متى؟ متى وافقت..

عبدالله و هو يمسك يدها و بنفس حالته: رحت لخالتي الأمس و فاتحتها

بالموضوع، شفت أزهار و كلمتها و بس.. و هو يضحك: وافقت علي!!

سعاد بنفس حالتها: بس هي..

عبدالله و هو يحرك رأسه بالنفي: يمة ما عاد يهمني، ما يهم كم مرة رفضتني

و كم مرة حطمتني، المهم، أنها وافقت ألحين و خلاص، ما راح أسمح لها تغير

رأيها، مستحيل أخليها تضيع مني، مستحيل!

سعاد إبتسمت على حالته و هو كمل: يمة الله يخليك روحي لعند خالتي اليوم،

حددوا تاريخ الخطوبة، الملكة، العرس، حددوها بأسرع وقت، أريدها في بيتي،

أريدها قدامي!

سعاد و هي تضربه على كتفه بخفة: إستحِ يا ولد، إيش هالكلام؟ خليك ثقيل شوي!

عبدالله ضحك: ما أقدر، يمة، ما أقدر و هو يقوم: روحي لهم، و إذا تريدي،

يللا قومي معاي ألحين أوصلك لعندهم! و هو يمسك يدها و يقومها: يللا!!

سعاد ضحكت على حالته: إيش فيك جنيت؟! بروح، بروح بعدين، خليني بالأول

أتصل في خالتك و أفهم منها!

عبدالله حرك رأسه بالإيجاب و رفع سماعة التلفون: إفهمي منها بسرعة

و روحي!

سعاد ضحكت و هي تأخذ السماعة و ترجعها لمكانها: أنت روح، خلص أشغالك،

خذ بنات أختك و لما ترجع تشوفني مخلصة من موضوعك!!

عبدالله فتح عيونه: و الله؟!؟!

سعاد: ههههههههه!

عبدالله ضحك و طبع بوسة سريعة على رأسها: و الله ما في أحلى منك يا يمة،

و هو يمشي لباب الصالة: بخلص أشغالي بسرعة!

سعاد ضحكت مرة ثانية و هي تشوفه يطلع من باب الصالة، حركت رأسها بقلة

حيلة و جلست، مبسوطة له، مبسوطة له كثير، هذا اللي تريده لأولادها، تريد

الكل يستقر في حياته، يعيش مبسوط، نزلت عيونها للسماعة و من ثم رفعتهم

للباب، بس كيف تنسى أنها أهانته ثلاث مرات من قبل، رفضته و ذلته ثلاث

مرات من قبل، تقدر تنسى هالشيء؟ حركت رأسها بالنفي تبعد هالأفكار، معقولة

توقف بوجه سعادة ولدها بسبب اللي صار، خلاص، مثل ما قال، ما يهم اللي صار،

المهم أنها وافقت ألحين، وافقت عليه، إبتسمت و نزلت عيونها للسماعة، جت

بترفعه بس رن، رفعته بسرعة: ألو... و عليكم السلام... من؟ ماري؟...

الحمد لله... ماما مريم؟... و هي تحط يدها على قلبها: خير إيش فيها؟...

إيـش؟... خلاص، هدي حالك... أنا ألحين بجي... بجي، يللا مع السلامة!

سكرت منها بسرعة و قامت تمشي لغرفتها، حطت عبايتها على رأسها و طلعت

للصالة، شافت ليلى تنزل من الدرج مع بناتها.

ليلى و هي تنزل لها: ماما، على وين؟

سعاد بخوف و توتر: مريم المسكينة، طاحت اليوم.. تعبانة.. رايحة لعندها،

و هي تمشي للباب: يللا أنا رايحة!

ليلى حركت رأسها بالإيجاب بسرعة: طمنيني عليها!

سعاد حركت رأسها بالإيجاب، لفت و طلعت بسرعة.

بعد نص ساعة...

طلعت للحديقة و هي تعدل شيلتها، عبدالله رجع، أخذ البنات و راح و هي

إنشغل بالها على خالة مريم فقررت تروح بنفسها و تتطمن عليها، تحب

هالحرمة، غالية عليها كثير، جارتهم من أول ما سكنوا بهالبيت، كانت معاهم

بكل أفراحهم، بكل أحزانهم، حرمة طيبة و حكيمة، ما فيها من سوالف حريم

هالأيام، ما تتكلم عن أحد و لا تهتم، كل همها بيتها و ولدها، ولدها عادل، تردد

إسمه في مسامعها لشوي، وقفت في نص الحديقة و هي تفكر فيه، كيف كان

و كيف صار، شاب معروف بوسامته، معروف بهيبة حضوره، معروف بنظراته

الحادة، شاب يضرب المثل فيه، خسرها و خسر نفسه معاها، لهالدرجة كان

يحبها؟

أخذت نفس و صارت تكمل طريقها لباب الشارع، هي بعد خسرت، خسرت طارق،

بس مانه نفس الشيء، طارق موجود حوالينها، موجود و تعرف أنه بخير، بخير

و يتنفس من الهواء اللي تتنفسه، بس عادل خسرها للأبد، ما عاد يقدر يشوفها،

ما عاد يقدر يسمعها، حتى و لو يحس فيها ألحين بس مع الوقت كل شيء راح ي

ختفي تدريجياً، كيف راح يطفي شوقه، كيف راح يقدر يواسي نفسه، ما يقدر،

تنهدت و حطت يدها على المقبض، رفعت عيونها للفلة المجاورة و هي تشوف

على بلكون غرفته، تربط نفسها فيه يعني تربط نفسها ببقايا عادل المتحطم، يا ترى

تقدر تلملمه و ترجعه مثل ما كان؟ تقدر ترجع عادل الأولاني؟ حركت رأسها

بالنفي تبعد هالفكرة، ما فيها، ما تقدر، مستحيل تقدر، و هي تفتح الباب، مستحيل

تقدر و قلبها مع، فتحت عيونها: طـارق؟!؟

كان يلفلف بالشوارع، يلفلف لساعة، يفكر بحياته، بحياته الجديدة، حياته بدونها،

حاول بقدر الإمكان أنه يبعدها عن فكره، حاول و حاول و ضل يحاول بس بالأخير

إستسلم لها، ما حس بحاله إللا و هو يوقف سيارته قدام الفلة، رفع عيونه لبلكون

غرفتها و ثبتهم عليه، كيفها؟ كيف تكون، بأي حال؟ تشتاق له؟ ما يعرف بس هو،

هو بيموت من الشوق، الأيام تمر عليه ببطء، ببطء مميت، يتنفس بس مانه قادر

يحس بالنفس، الحياة فقدت لذتها، كل شيء صار بلا لون، بلا طعم، نزل عيونه

و من ثم نزل من سيارته، يشوفها و لو شوي، يشوفها لينبض قلبه مرة ثانية،

ينبض و لو لشوي، مشى للباب و رفع يده للجرس، جا بيضغط عليه بس إنتبه

لحاله و نزل يده بسرعة، إيش فيه؟ إيش جاي يسوي؟ لا، ما يقدر، بيضعف،

بيضعف أكثر، رجع بخطوة لوراء و أخذ نفس ليهدي حاله، أخذ نفس ثاني

و جا بيلف بس إنفتح الباب.

ليلى و هي تفتح عيونها: طـارق؟!؟

إرتبك فرجع خطوتين لوراء: أنا.. أنا.. أمم.. أنا جيت للبنات!

نزلت عيونها عنه بسرعة و بهدوء غير اللي تحس فيه: البنات مانهم هنا،

و هي ترفعهم له: ما أنت قلت أنك ما عاد تريدهم، إيش جابك لهم اليوم؟

إرتبك أكثر و ما عرف إيش يرد عليها: أنا..

قاطعته و هي تلف عنه و تمشي: روح، لا عاد تجي، أنا أحاول أعودهم

على غيابك!

نزل رأسه و من ثم رفعه لها و هو يشوفها معطيته ظهرها و تمشي، نزله

مرة ثانية و صار يمشي لسيارته، فتح الباب و جا بيركب بس وقفته.

ليلى: طارق!

إلتفت يشوف عليها

ليلى و هي تغصب إبتسامة على شفايفها: مبروك!

ما فهم عليها، جا بيتكلم بس رن تلفونه، طلع التلفون من جيبه، إرتبك

و هو يشوف الرقم، رفع عيونه لها و هو يشوفها واقفة و كأنها تنظره يرد،

إرتبك أكثر، نزل عيونه و رد: ألو.. أيوا..لا، ما بتأخر عليك.. ربع ساعة..

إن شاء الله.. مع السلامة! سكر و رفع عيونه لها مرة ثانية.

ليلى بنفس إبتسامتها: مبروك عليك هي!

نزل عيونه عنها بإرتباك، ركب سيارته بدون أي كلمة، سكر الباب و حركها

بسرعة.

ضلت تشوف على سيارته لين دخلت في إحدى التقاطعات و إختفت، نزلت

عيونها و حطت يد على قلبها، بعد كل اللي يسويه فيها، ما تعرف ليش هالقلب

ما يدق إللا له، تنهدت بقلة حيلة و مشت لفلة أم عادل.

بعد شوي...

جلست بجنب أمها تسمعها و هي تتكلم.

مريم و هي تعدل جلستها: ما كنت منتبهة، بالي كان مشغول فيه، ما أعرف

كيف طحت من الدرج و هي تشوف على رجلها المتورم: و صار كذي!

سعاد و هي تشوف على رجلها: إنزين قومي معانا خلينا نأخذك للمستشفى،

أخاف يطلع كسر!

مريم إبتسمت لها و حركت رأسها بالنفي: لا، لا مانه كسر، كم من يوم و يتحسن،

لا تخافوا علي، سكتت و إلتفتت لوسن النائمة بجنبها: بس ألحين هالمسكينة شاغلة

بالي، و هي تلتفت لهم: يبالها أحد يشلها، يغسلها، يأكلها، أنا ما أقدر في هالحالة،

ماني قادرة أتحرك، لحالي أريد أحد يشلني، يحركني، و هي ترفع عيونها لماري

اللي صارت تطلع من الغرفة: ماري ما راح تقدر علينا كلنا، أنا، وسن، عادل

و البيت، تهتم بإيش و إيش!

ليلى: خالتي أنتي ليش ما تجيبي أحد يساعدك بتربية وسن، يعني مربية!

مريم: فكرت كذي يا بنتي بس ما حصلت أحد أقدر أثق فيه، تعرفي الناس هالأيام

ما تخاف الله، أخاف يسووا فيها شيء و نحن ما نعرف عنها!

ليلى: خالتي لا تخافي، ما الكل نفس شيء، لا تجيبي مربية أجنبية، شوفي أي

أحد عُماني، منا و فينا!

مريم و هي تتنهد: و من وين أجيبها؟

ليلى و هي تبتسم لها بهدوء: خلاص، أنا بدور لك وحدة!

مريم إبتسمت لها: مشكورة يا بنتي ما تقصري!

سعاد بعد صمت: ليش نجيب مربية أصلاً، و هي تلتفت لـ ليلى: ما تقدري أنتي

تربيها، وافقي على عادل و كوني أمها!

ليلى قطبت حواجبها و هي متضايقة من أمها، ما حبت تتكلم قدام مريم فسكتت

و نزلت رأسها.

مريم إلتفتت لسعاد و هي تحرك رأسها بقلة حيلة، إلتفتت لـ ليلى و تكلمت: ليلى

يا بنتي خلي أمك هذي، لا تهتمي لها، ما تفهم، لا توافقي على عادل، عادل مانه

للزواج، عادل، و هي تتنهد: عادل ما يصلح لك، ما يصلح لأي أحد!

ليلى و هي ترفع عيونها لها: خالتي ما زعلتي مني؟

مريم إبتسمت لها: ليش أزعل منك، أنتي بنتي مثل ما هو ولدي، أريد مصلحته،

أريد سعادته بس ما على حسابك يا حبيبتي، ما على حساب سعادتك!

ليلى إبتسمت لها أكثر: شكراً!

مريم إبتسمت و إلتفتت لسعاد: لا عاد تجيبي سيرة هالزواج!

سعاد و هي تحرك رأسها بقلة حيلة: ما أقول غير الله يهديكم!

مريم و ليلى: ههههههه!

سعاد حركت رأسها بقلة حيلة مرة ثانية و بعدها إبتسمت.

إنفتح باب الغرفة و دخل عادل بسرعة.

إلتفتوا له و هم يعدلوا جلستهم.

ما إنتبه لهم و مشى لها بسرعة: يمة، إيش فيك؟ إيش صاير؟ ماري

إيش تقول؟ و هو يجلس بجنبها على السرير و يمرر يدينه على وجهها

: يمة، أنتي بخير؟

مريم إبتسمت له بهدوء لتطمنه: لا تخاف علي ما فيني شيء، ما فيني شيء،

طحت شوي!

عادل و هو ينزل عيونه لرجولها و بنفس حالته: يمة، كيف..

مريم و هي تقاطعه: طحت من على الدرج، سكتت و رفعت عيونها لسعاد

و ليلى: بعدين كيف تدخل كذي، ما تشوف عندي حريم؟!

إلتفت لهم و إرتبك من حاله، نزل عيونه و قام: أنا آسف بس و هو يلتفت

لأمه: ماري خوفتني عليك..

سعاد و هي تقاطعه: عادي يا ولدي، محد غريب!!

عادل إلتفت لها: كيفك خالتي؟ إن شاء الله بخير!

سعاد بإبتسامة: الحمد لله، نشكر الله!

حرك رأسه بالإيجاب و إلتفت لها: كيفك ليلى؟

ليلى رفعت عيونها له و إبتسمت بهدوء: بخير الحمد لله!

عادل نزل عيونه و من ثم إلتفت لأمه: يمة، خليني آخذك للمستـ.

مريم و هي تقاطعه: لا، ما في داعي، ما فيني شيء!

حرك رأسه بالإيجاب: عيل أنا طالع!

تنهدت بقلة حيلة و ما ردت.

لف عنهم و بعدها طلع من الغرفة.

سعاد: هذا هو عادل، ما أشوفه تغير، بعده يخاف عليك مثل أول!

مريم و هي تتنهد مرة ثانية: ما راح نقدر نقنعك أبداً!

ليلى إلتفتت لأمها و هي تحرك رأسها بقلة حيلة.

سعاد: إيش فيكم علي؟ ما قلت شيء!

ضحكوا و ما ردوا عليها.


***************************


يوم الثاني...

وقفت قدام التسريحة و هي تعدل جلبابها، رفعت عيونها للساعة المعلقة

على الجدار و من ثم نزلتهم للمراية تشوف نفسها، كم من دقيقة و يوصل

الشيخ، كم من دقيقة و تصير له، تصير لعماد، لحب حياتها، راح يأخذها اليوم

و يسافر، يأخذها لبلد الغرب، تعرف أنها بموافقتها عليه ترمي نفسها للمجهول

بس راضية، راضية لأنها ما تقدر تخسره، ما تتحمل، لفت و مشت للسرير،

جلست و حطت يدينها في حضنها، كانت تحلم في هاليوم، تحلم فيه كثير بس

ما كانت تحلم فيه كذي، عدلت جلبابها و هي تبتسم لنفسها بحزن، كانت دوم

تحلم بالفستان الأبيض، فستان اللي بتلبسه لتنزف له، نزلت عيونها ليدينها،

كانت تشوف يدينها منقشة بأحلى الحناء بس ما فاضية كذي، تجمعت الدموع

في عيونها فغمضتهم، عروس بس بالإسم، ما تحس مثل العروس، مانها حتى

قادرة تفرح مثل العروس، فتحت عيونها و أخذت نفس لتهدي حالها، هي وافقت

على هالشيء، لازم تتحمل، تصبر عليه لين ما يلين قلبه عليها، مع الوقت كل

شيء بيتصلح، بيتصلح!

سمعت أصواتهم من وراء الباب فرمشت عيونها بسرعة عشان ما يبقى أي أثر

للدموع، عدلت جلستها و إنفتح الباب، دخلت بسمة و رواها أزهار.

بسمة و هي تمشي لها: يللا فرح ننزل للمجلس، بابا ألحين بيوصل مع الشيخ!

حركت رأسها بالإيجاب و قامت تمشي معاهم، تمشي و هي تحس بدقات قلبها

تسابق خطواتها، دخلت المجلس و هي تشوف أمها و أم عماد و البنات، الكل

مجتمع، مشت لهم بتوتر و جلست بجنب أمها، البنات إجتمعوا حوالينها،

يحاولوا يسولفوا معاها، ينسوها توترها لـ لحظة. بعد شوي وصل أبوها مع

الشيخ و وقف عند باب المجلس، الشيخ سلم و بعدها بدأ.

الشيخ: فرح بنت علي الـ..، أنتي موافقة على عماد بن هاشم الـ..، ليكون

زوجك على سنة الله و رسوله.... إلى أخره!

حاولت تفتح فمها لترد عليه بس فشلت، دقات قلبها الجنونية صارت تربكها،

متوترة و خايفة، لسانها إنربط و هي تحس بكل العيون عليها، رفعت عيونها

لبسمة بتردد، شافتها تبتسم لها بهدوء و تحرك رأسها بالإيجاب، نزلت عيونها

و من ثم رفعتهم لأمها.

إقتربت منها، مسكت يدها و بهدوء: إيش فيك يا بنتي، ردي عليه، قولي

أنك موافقة!

فرح و هي تنزل عيونها: ماما.. خـ.. خايفة!

فاطمة إبتسمت لها بهدوء، إقتربت أكثر و حاوطتها من أكتافها: لا تخافي

يا بنتي، ما أنتي تريدي هالشيء، ما أنتي بنفسك وافقتي على هالزواج،

يللا، وافقي، ما حلوة نخلي الشيخ كذي ينتظر!

رفعت عيونها للشيخ و هو عاد سؤاله.

الشيخ: ها يا بنتي موافقة؟

فرح أخذت نفس لتهدي حالها، أخذت نفس ثاني و ثالث و بعدها ردت

بتردد: مو.. موافقة!

الشيخ بإبتسامة: مبروك يا بنتي، الله يوفقكم و يسعدكم مع بعض! و لف

يطلع.

البنات: كلللللللللللللووووووش!

دخل أبوها و إقترب منها، باسها على رأسها بهدوء و من ثم بعد عنها: مبروك

يا حبيبتي!

نزلت رأسها بحياء و إرتباك: الله.. الله يبارك فيك!

إبتسم أكثر و لف يطلع من المجلس.

البنات قاموا بسرعة و قوموها معاهم، أخذوها لغرفتها عشان يجهزوها للمساء.

بعد صلاة العشاء...

رجعوا الشباب من المسجد و دخلوا المجلس، جلس على الكنبة و هو يحس

بالدنيا تضيق عليه، رفع عيونه لأبوه و هو يشوفه يضحك مع عمه، نزل عيونه،

أخذ نفس و زفر بضيق، كله بسببه، بسبب أنانيته، هم أبداً ما يهموه، كل اللي

يهمه نفسه، يمشي كلمته عليهم و يخليهم يخضعوا له و لقراراته، يتحكم في

كل صغيرة و كبيرة في حياتهم، يتحكم فيهم لمصلحته، رفعهم له مرة ثانية

و ضل يشوف عليه، ربط نفسه فيها بس عشانه، تزوجها بس عشانه، هو

بنفسه أبدأً ما شافها بهالنظرة، هي له كبسمة و حنين، مجرد بنت عم و بس،

ما يشوف فيها أي شيء يميزها عن غيرها، عكس هانا تماماً، كل شيء فيها

يجننه، يجذبه لها، عيونها، ضحكتها، ريحتها، كل شيء فيها غير، فرح بعيدة

كل البعد عنها، و لو إيش ما سوت ما تجي لولا ظفر منها..!

حس بيد على كتفه فإلتفت يشوف عليه.

عبدالعزيز بخبث: لوين وصلت؟

عماد نزل يده عن كتفه: وصلت عندها!

عبدالعزيز: إصبر شوي، ألحين بيطلعونا من المجلس عشانها بتنزل لك، عاد،

و هو يغمز له: شوي، شوي عليها!

عماد إبتسم بسخرية و ما رد عليه.

عبدالعزيز و هو يقوم: أطلع ألحين أحسن قبل الطردة! و هو يمد يده له يصافحه

: مبروك يا أبو عبدالعزيز!

عماد هنا ضحك: تحلم!!

عبدالعزيز: هههههه! لف و صار يمشي لبرع المجلس.

غرفة فرح...

وقفت قدام المراية و هي تلم شعرها و تربطهم: قلت لكم ما في داعي، ما راح

أفك شعري، أصلاً خلاص ما في داعي أنزل له، ليش أنزل و نحن بعد شوي

نمشي؟

بسمة و هي تفك شعرها مرة ثانية: من جدك؟

فرح حركت رأسها بالإيجاب و سحبت مشبكها من يدها، لفت للمراية و رجعت

تلم شعرها: بعد شوي بطلع معاه و نروح للمطار، و بعدين هو مانه غريب،

شافني من قبل، حافظ ملامحي، ما في شيء جديد!

بسمة: شافك بس..، و هي تأشر على فستانها: ما شافك كذي، و هي تغمز

لها: بينهبل عليك!

فرح قطبت حواجبها و ما ردت عليها، نزلت عيونها و من ثم رفعتهم للمراية

تشوف على نفسها، لابسة فستان أحمر قاني، يوصل لتحت ركبها بشوي،

بدون كم، ضيق من عند صدرها و يتوسع لين تحت، إلتفتت لبسمة و من

ثم للبنات.

أساور: ألحين كيف ما راح تنزلي له؟

فرح حركت رأسها بالنفي: ماني نازلة! مشت لكبتاتها و فتحتها، أخذت لها

بجامة، قميص علاقي و بنطلون، سكرت الكبتات و صارت تمشي للحمام: بلبس

بجامة تحت العباية للطيارة! دخلت الحمام و سكرت الباب.

إلتفتوا لبعض: مـن جـدهـا؟!؟!

أزهار: خلوها تأخذ راحتها، و بعدين مثل ما قالت، تنزل ما تنزل ما يهم، بعد

شوي بتمشي معاه، تكون معاه 24 ساعة، يشوفها و بيشبع من شوفتها بعد!

إلتفتت لأساور: أنتي إيش مجلسك عندنا، إنزلي روحي إجلسي مع أهل خطيبك،

ما حلوة، إيش بيقولوا عنك!

أساور قطبت حواجبها و قامت: نازلة بس ماني رايحة لهم!

أزهار تنهدت بقلة حيلة و ما تكلمت.

بسمة لما شافت الباب يتسكر، قامت ومشت لأزهار، جلست بجنبها و تكلمت: كيف

تتوقعي تكون حياتهم مع بعض؟

أزهار حركت أكتافها بخفة: ما عندي أي فكرة!

بسمة: لين متى راح يضل رافضها؟

أزهار و هي ترفع عيونها لباب الحمام: الله أعلم، تنهدت و إلتفتت لها: عماد

عنيد، رأسه يابس، إن قال كلمة بالموت يغيرها!

بسمة: و فرح حالمة، ضعيفة، حساسة، على كل كلمة تبكي!

أزهار: هو شوي أناني، مستهتر، إستغلالي و طلباته كثيرة!

بسمة: و هي طيبة، خجولة، كتومة، ما تقدر ترفض أحد!

إلتفتوا لبعض و تنهدوا بقلة حيلة: الله يعينهم على بعض!

تحت – بالمطبخ...

دخلت المطبخ لتخبر الخدامات يحطوا العشاء للضيوف بس لقت المطبخ فاضي،

قطبت حواجبها بإستغراب و في خاطرها: وين راحوا؟ حركت أكتافها بخفة،

لفت و جت بتطلع بس وقفها.

: حنين!

إرتجفت كل خلية بجسمها، جمدت في أرضها و هي تحس برجولها اللي

ثقلت و ما قدرت تحركها، حست فيه يقترب منها فنزلت عيونها للأرض بخوف

و إرتباك، إقترب منها أكثر حتى صار ظهرها ملاصق لصدره، قطبت حواجبها

بقوة و شددت من قبضتها و هي تحس بأصابعه اللي صار يمررها على كتفها.

قرب شفايفه من أذنها و بهمس: إشتقت لك!

تجمعت الدموع في عيونها فغمضتهم بقوة

دارها له بهدوء، حط يد تحت ذقنها و رفع رأسها له، شاف عيونها مغمضة

و دمعتها متعلقة برموشها، ضل يشوف عليها شوي بدون أي حركة، ما يعرف

إيش يصير فيه لما يشوفها قدامه، ما يعرف بإيش يحس، بدأ كل شيء بس

ليربكها بقربه بس ما حس بحاله إللا و هو يتمادى و يتمادى أكثر، يتمادى

لأنها ما تمنعه، ما تتجرأ تمنعه، يتلذذ برجفتها، يتلذذ بخوفها منه، يحسها

ضعيفة و بين يدينه، يحسها سهلة، مسح دمعتها و إقترب منها أكثر، حست

بأنفاسه على وجهها، إشمئزت و غمضت عيونها أقوى من قبل، حست بشفايفه

تحرق خدها و صارت دموعها تنزل، حط يد على خصرها و جا بيقربها منه

أكثر بس سمع صوتها، إرتبك و تركها بسرعة!

دخلت المطبخ و هي تنادي عليها: حنين نمتي أنتـ.. سكتت و هي تشوف عليه،

إستغربت من وجوده، إلتفتت لحنين اللي كانت معطيتها ظهرها و من ثم إلتفتت

له: عزوز إيش تسوي بالمطبخ، ما تعرف المفروض ما تدخل، عندنا حريم..

قاطعها بإرتباك و هو يمشي للباب الخلفي: لا أنا.. عطشت و دخلت بالغلط..

أنا.. أنا طالع! و طلع بسرعة.

قطبت حواجبها بإستغراب بس ما علقت مشت لحنين و مسكت يدها، قطبت

حواجبها أكثر و هي تحس برجفتها: حنين.. ما قدرت تكمل لأنها سحبت يدها

منها و طلعت تركض من المطبخ.

أساور بإستغراب: إيش فيهم هذولا؟!؟!

عند حنين...

ركضت للدرج بسرعة و ركبت لغرفتها، دخلت، سكرت الباب و قفلته، فسخت

شيلتها و رمته على الأرض، رمته و بعدها طاحت و صارت تشهق، ما قدرت

تمنعه، ما تقدر، مثل دوم إنشلت، إنشلت و سمحت له يلمسها، سمحت له

يستغلها، يستغل ضعفها!

بالحديقة...

طلعت توصل صديقات فرح لعند الباب، شافتهم يركبوا سياراتهم فلفت تدخل،

مشت لباب الصالة و جت بتدخل بس طلع قدامها، رفعت عيونها له، شافته

يبتسم لها، إحمروا خدودها فنزلت عيونها بحياء، لفت لليمين و هو تعمد

يلف لليمين، لفت لليسار و هو لف لليسار بسرعة، إحمروا خدودها أكثر

على حركته فنزلت رأسها: عبود..

عبدالله و هو يتنهد بحالمية: آمريني!

أزهار و هي منحرجة من نظراته و مرتبكة بنفس الوقت: أمم.. خلـ.. خليني

أدخل!

عبدالله: ليش؟ لين ألحين أنا ما شبعت من شوفتك!

إنحرجت أكثر، ما عرفت إيش ترد عليه، ما عرفت كيف المفروض تتصرف

فسكتت و نزلت رأسها.

إبتسم على حركتها، إقترب منها شوي و بهمس: أزهار!

بلعت ريقها و بتلعثم: هـ.. ها؟

عبدالله بنفس الهمس: إرفعي عيونك، شوفيني!

بلعت ريقها مرة ثانية، رمشت عيونها بإرتباك و رفعتهم له بتردد

عبدالله بإبتسامة: عقبالنا!

أزهار: آمين! قالتها و بعدها حطت يدها على فمها و هي تشهق بقوة، توها

تنتبه لنفسها، إنحرجت أكثر و قلب وجهها لكل ألوان العالم، ما حست بنفسها

إللا و هي تلف و تركض عنه بأسرع ما عندها!

عبدالله: هههههههههههههههه!

سمعت ضحكته و شهقت مرة ثانية، ركضت لباب مطبخ الخلفي و دخلت بسرعة،

سكرته و بعدها إستندت به، ضربت رأسها بالباب بخفة و بعدها غطت وجهها

بيدينها بإحراج، كانت دوم تسمعها بس أول مرة تتمناها، تتمنى الأرض تنشق

و تبلعها، ما تعرف كيف تتصرف في مثل هالمواقف، ما تطلع منها إللا و هي

تحرج حالها، نزلت يدينها و هي تقطب حواجبها: إيش يكون يفكر ألحين؟

يا ربي ليش أنا كذي؟! ضربت رأسها بالباب مرة ثانية و هي تحس نفسها شوي

و بتبكي من الإحراج!





يتبع...


 توقيع : البارونة

البارونة


رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد  إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة, apple, لكن, تاهت, بحبك, golden, رواية, عناويني, هكذا, ولكن, قبل

جديد منتدى همس للقصص وحكايات وروايات

رواية لم أكن هكذا من قبل ولكن بحبك تاهت عناويني للكاتبة Golden Apple


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الأعضاء الذين قاموا بتقييم هذا الموضوع : 0
لم يقوم أحد بتقييم هذا الموضوع


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


Google Pagerank mérés, keresőoptimalizálás

 

{ إلا صلاتي   )
   
||

الساعة الآن 05:14 AM



جميع الحقوق محفوظه للمنتدى
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

SEO by vBSEO