بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
لقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله(اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر) رواه أحمد.
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال أيها الناس ، من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات ، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتن ، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة : أبرها قلوبا ، وأعمقها علما ، وأقلها تكلفا ، قوم أختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم ، فالدين الخالص الذي يرضى به الله هو ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام علما وعملا وأعتقادا)). لا شك ولا خلاف في أن عمر رضي الله عنه كان خير رجل يصلح للخلافة بعدأبي بكر رضي الله عنه وقد أدى إلى الإسلام خدمات جليلة ناطقة بفضله
ورجاحة عقله ،فقد كان مثال الحاكم العادل والسياسي الماهر ، ومركزا للقيادة العامة لجيوش
المسلمين في فارس والشام ومصر إذ كان هو في الحقيقة المحرك لها المدبر للخطط المختار للقواد ، المرسل للجند ، وكان شديداً في الحق لا يحابي أحداً ولا يغمط حق احد مدافعاً عن الأعراض ، قاطعاً لبذور الفساد ، مطعماً للفقراء ، يطوف على الناس بالليل ليرى ويسمع بنفسه أحوال المسلمين ، حتى يغيث الملهوف ويعطي المحتاج وينصف المظلوم وكان إذا أصاب المسلمين جدب وضيق ، ضيق على نفسه حتى يشعر الراعي بما تشعر به الرعية إذ لا يصح شرعاً ولا إنسانية أنيتنعم الراعي وتشقى الرعية ،وكان يقول : " كيف يعنيني شأن الرعية إذا لم يصبني ما أصابهم" . وقل أن عرفت الإنسانية حاكما مثله ، خلده التاريخ بعدله ورحمته.
اسمه ولقبه
عمر بن الخطاب بن نوفل بن عبد العزى بن رباح بن قرط بن رزاح بن عديبن كعب بن لؤي . وفي كعب يجتمع نسبه مع نسبرسول الله صلى الله عليه وسلم.
لقبه:
الفاروق. وكنيته أبو حفص، والحفص هو شبل الأسد.
أمه:
حنتمة بنت هشام المخزوميه أخت أبي جهل. كان له من الولد اثنا عشر ستة من الذكور هم:
عبد الله وعبد الرحمن وزيد وعبيد الله وعاصم وعياض وست من الإناث وهن : حفصة ورقية وفاطمة وصفية وزينب وأم الوليد.
اسلامه
أسلم في السنة السادسة من البعثة النبوية المشرفة . قال عمر رضي الله عنهخرجت أتعرض لرسول الله ، فوجدته سبقني إلى المسجد ، فقمت خلفه ،فاستفتح سورة الحاقة ، فجعلت أتعجب من تأليف القرآن ، فقلت هذا والله شاعر كما قالت قريش ، قال : فقرأ { إنَّهٍ لّقّوًلٍ رّسٍولُ كّرٌيمُ <40> ومّا هٍوّ بٌقّوًلٌ شّاعٌرُ قّلٌيلاْ مَّا تٍؤًمٌنٍونّ الحاقة ،فقلت : كاهن ، قال { ولا بٌقّوًلٌ كّاهٌنُ قّلٌيلاْ مَّا تّذّكَّرٍونّ}
الحاقة 42 ، حتى ختم السورة ،قال : (فوقع الإسلام في قلبي كل وقع ) . رواه أحمد.وخرج المسلمون ومعهم عمر ودخلوا المسجد الحرام وصلوا حول الكعبةدون أن تجـرؤ قريش على اعتراضهم أو منعهم ، لذلكسماه الرسول صلى الله عليه وسلم
تاريخه في خلافته
1- ولد قبل بعثة الرسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثين سنة.
2- كان عدد المسلمين يوم أسلم تسعة وثلاثين.
3- كان صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا أم المؤمنين حفصة.
4 - كانت مدة الخلافة عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام.
5- فتحت في عهده بلاد الشام والعراق وفارس ومصر وبرقة وطرابلس الغرب
وأذربيجان ونهاوند وجرجان... وقد ذلّ لوطأته ملوك الفرس والروم وعُتاة العرب حتى قال بعضهم ( كانت درَّة عمر أهيب من سيف الحجاج)...
6 - بنيت في عهده البصرة الكوفة.
7 - دفن مع رسول الله وصاحبه أبي بكر في غرفة عائشة.
الأوائل
أول من أخرج اليهود وأجلاهم من جزيرة العرب إلى الشام
أول من وضع الخراج
أول من مصّر الأمصار
أول من استقضى القضاة
أول من فرض الأعطية
أول من عس في عمله
أول من لقب بأمير المؤمنين
أول من دون الدواوين
أول من فرض الأعطية
أول من جمع الناس لقيام رمضان
أول من ألقى الحصى في المسجد النبوي
أول من كتب التاريخ الهجري
بيعة عمر
رغب أبو بكر رضي الله عنه في شخصية قوية قادرة على تحمل المسئولية من بعده ، واتجه رأيه نحو عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاستشار في ذلك عدد منالصحابة مهاجرين وأنصارا فأثنوا عليه خيرا ومما قاله عثمان بن عفان رضي الله عنه : ( اللهم علمي به أن سريرته أفضل من علانيته ، وأنه ليس فينا مثله )00
وبناء على تلك المشورة وحرصا على وحدة المسلمين ورعاية مصلحتهمو أوصى أبو بكر الصديق بخلافة عمر من بعده ، وأوضح سبب اختياره قائلا: اللهم اني لم أرد بذلك الا صلاحهم ، وخفت عليهم الفتنة فعملت فيهم بما أنت أعلم ، واجتهدت لهم رأيا فوليت عليهم خيرهم وأقواهم عليهم)
ثم أخذ البيعة العامة له بالمسجد اذ خاطب المسلمين قائلاأترضون بمن أستخلف عليكم ؟ فوالله ما آليت من جهد الرأي ،ولا وليت ذا قربى ، واني قد استخلفت عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا
فرد المسلمون : (سمعنا وأطعنا) وبايعوه سنة ( 13 هـ) فضائل عمر بن الخطاب
من الأحاديث التي تبين فضل عمـر بن الخطاب رضي الله عنه نذكر منها
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( إن الله سبحانـه جعل الحق على لسان عمر وقلبه ) رواه الترمذي. لو كان بعدي نبيّ لكان عمـر بن الخطاب ) رواه الترمذي.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: بينما أنا نائم رأيت الناس يعرضون عليّ وعليهم قمصٌ ، منها ما يبلغ الثديومنها ما يبلغ أسفل من ذلك ، وعُرِضَ عليّ عمر بن الخطاب وعليه قميصيجرّه )... قالوا : ( فما أوَّلته يا رسول الله ؟)... قال : ( الدين ) رواه البخاري.
موافقه القرآن لعمر
هو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، ومن علماء الصحابة وزهادهم ، وضع الله الحق على لسانه اذ كان القرآن ينزل موافقا لرأيه. قال ابن عمر رضي الله عنه:ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه ، وقال فيه عمر أو قال ابن الخطاب- شك خارجة - إلا نزل فيه القرآن على نحو ما قال عمر)
عن عقبة بن عامر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب ) رواه الترمذي قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، فضل الناس عمر بن الخطاب بأربع:
بذكر الأسرى يوم بدر ، أمر بقتلهم ، فأنزل الله تعالىلّوًلا كٌتّابِ مٌَنّ اللَّهٌ سّبّقّ لّمّسَّكٍمً فٌيمّا أّخّذًتٍمً عّذّابِ عّظٌيمِ } الأنفال 68.
وبذكر الحجاب ، أمر نساء النبي أن يحتجبن ، فقالت زينب : إنك علينا يا ابن الخطاب والوحي ينزل في بيوتنا ، فأنزل الله وإذّا سّأّلًتٍمٍوهٍنَّ مّتّاعْا فّاسًأّلٍوهٍنَّ مٌن ورّاءٌ حٌجّابُ } الاحزاب 53 ،
وبدعوة النبي صلى الله عليه وسلم (اللهم أيدالإسلام بعمروبرأيه في أبي بكر) رواه أحمد.
آخر تعديل الــســاهر يوم
22 - 11 - 2024 في 05:05 PM.