أَنَا [ انثى خطف منها عمرها ، وَقلبُهَـا قِطعَة وحيِدَّة تَجول باِلجوار كَتَبتَ حِكَايتهَـا عَلى أَوراقْ الشَجر الخَريفِي ليِتطايَر أشْلَاء ؛ َقرَأتهَا لِموجَ البحر؛ لِيُذيّبْ حروفهَـا السودَاء رُبمَّا يُلونهَا زَبده ببيَاضهِ الثَّلجِي ؛ َسقتهَـا برحيِقْ الزَهر ؛ لِتَلتَقطَ شَذاه بِشهقات تُلَملِم ثقُوبَ الصَدر فَتَزفرُه يَاسميناً دِمشَقياً ؛
تَأوهت بِأنيِن آثمٍّ بِهَـا ؛ وَبَكَتْ ؛ بُكاء مَزقَ قلوبْ الغُرباء .
رَكضَت ؛ وَفِي المروجْ الخضرَاء ؛ صَرختْ ؛ بالَآه ...
قَالت ../ يا الله ... لِمَا عَلى الصَدر أَن يَمتلئ ثقُوباً
لِـ يَلتقط ذَّرات الهَواء وَجعاً وَأَنيناً..
وَكَلمَّا جَاء الليلْ تتَراقصْ لِتُعانِقْ مَلَامحهَا ؛
توقظهَـا لِتَثمُل بِكَأس مُظلمْ يَسحبهَا رويداً رويداً
لِبئر المَوت حَتَّى تَسقط وَتُصْبِحْ فِي رَحمَة اللهِ.
فَهل أَنا أُنثى مَغضوبٍ عليهَـالِتَذوق عَذاب المَوتْ ؛
لِتَشعُر بِأنفاسهِ عَلى عُنقهَا فَيمتَصْ مَا بَقي من روحهَا البائِسَة ؛
فَـ حِكايتِهَا لَمْ تُنسى بَعد لَا زَالتْ تنمو وَتَكبُر
حتَّى هَتكتْ عَرض قَلبهَا الصَغيِر رُغمَ السنِين
فَارتكَبتْ جُرماً لَا يُغتَفر فِي عيونْ الحَاسديِن .؛
وَفائهَا حَطَّم قَلبهَا ، امتَصَ فَراشَات عمرهَا ؛
أَحلَامهَـا ؛ ابتِسَامتهَا حَتَّى قَضت مَصرعِهَا
فَوق أرجُوحَة مِنَ الورد الَأحمر الِأرجوَانِي.
الله وَحدَّه يعلَمْ كَمْ عَانت حتَّى نَسيَت
كَيف تُطبَق الِأجفانْ لِتَغفو وتَنام العيوُنْ ؛
فَـ الَأيَام تَتقَدَّم بِسُرعة
وَالجروَحْ مازالت تَكْبُر رَغمَ مرور السْنيِن ؛
وَحبهُ لَا زَال ينمُو ويكبُر كَالجنيِن ؛
وَلُقيَاهُ شروق آخر قَد يَأتِي وَقد لَا يفعَل ؛
كَانتْ لـهُ كَالُأم الحَنون
تَحضنهُ بيِن زَنديهَـا ؛ تُقبلهُ فَوقَ جفنيهِ ؛
وقَلبِهَا لَا يَعرفْ الرقصْ إِلَا بَينَ يَديهِ ؛
مَلكـةٌ هِي بِقربهِ ... ذَليلَةٌ هِي فِي بُعدهِ
ضَاعتْ في بحورهِ سنيِن ؛
عَشِقَت البَحر لأنهُ يُشبههُ فِي احتِوائهَا
لَم يَكُن الغَرَقُ فِي هَوَاهُ اختيَارها ،
ولا الفُراقُ قَرارهَا ؛ وَإِنمَّا قَدرٌ عَصف بِهمَا
لَمْ تَختَارسِجنهِ ؛ لِتَكون سَجينتهِ المَدللَة ؛
وَحيدة وراء قُضبَانهِ ؛ يَطرُق زنزَانتِها كُلَّ مسَاء ؛
فَيَبْدأ الشّوقُ بِرجِمِهَا ؛
تَارة تتَوجعْ منهُ ؛ وَتَارَة تُخطط لِنسَيانهِ ؛
فتَتَقِد جِراحُهـا ؛ وتَتوقَف أَنفاسهَا
لِـ تَبكِي الُأنثّى بِداخلهَا دماً لَا دَمعا ؛
جَعلهَا أُنثَى لَا تَفهَم إِلَا هوَ ؛
جعَلهَا رُوحٍ ضَائِعةٍ تَبحثُ عنْ بَقايَا أطّيَافهِ ؛
فَهي لَا تَعرِف السَعادة إِلَا بقربهِ ؛
وَلَا تَدري بَعد ِسجنهَا إِلى أَينَ سَينفيهَا
هَل سَيكتَفِي بِسجنهَا أَم بِدفنِهَا
وتَبليل قَبرِهَا بقَطرَة من دِمَاء أَوردتهِ تَختمْ حكايتِهَا .
أُسْدِلَّ الِستَار عَلى حِكَايَة
هِي الَأجمل فِي حَياتِهَا وَلكنهَا مَاتتْ قَبلَّ أَن تَكتَمِل
لامست الوجدان