تحمل الانجليزية جيني هينغين شعورا بالضجر والكراهية تجاه الاطباء لاعتقادها بانهم السبب وراء نهاية حياة ابنها الوحيد جاك عندما كانت تراه يموت امامها‚ وهي غير قادرة على نجدته من براثن الموت‚ ولم تنته مأساة السيدة الانجليزية بموت الابن حيث استمرت الى ما بعد دفنه باضطرارها لفتح القبر مرتين‚ وعمق من الشعور بالأسى والحزن ان الاطباء زادوا من كراهية جيني لهم عندما حدثوها بعد عام من وفاة جاك انها لن تكون قادرة على الانجاب بعد اليوم‚
كانت اوضعا جاك الصحية البالغ من العمر عامين الا شهرين‚ قد ساءت فجأة ودون مقدمات فقامت امه بحمله الى المستشفى فلم تصل الى نتيجة حاسمة‚ ففي الوقت الذي كان الاطباء يقولون لها ان الامر عادي جدا مجرد زكام عابر الا ان وضع جاك كان يزداد سوءا وتنقلت به بين اكثر من مستشفى لكن تطورا لم يطرأ على صحته الى ان توفي ليتبين للاطباء بعد موته انه كان يعاني من التهاب السحايا‚ جرت مراسم الدفن لا كما يحدث في العادة فقد قامت جيني بلف الجثة بغطاء يحمي الابن جاك من البرد تقول انها لم تكن قادرة على التصديق ان جاك ذهب الى الابد ولهذا كان لابد من ان يشعر بالدفء في قبره وفي داخل القبر كانت بطانية ملونة يحبها جاك تحيط به والى جوارها رسالة كتبتها الام حكت فيها عن مشاعر الحب لابنها الوحيد‚
ايام عصيبة مرت بها الام وهي متأثرة بما حدث قاطعت الاكل والشراب وبدأت تتناول الحبوب المهدئة حتى تجتاز الازمة وقبل ان تجتاز حزنها جاءها خبر حزين للغاية عن مخ جاك فقد علمت من خلال طبيب التشريح الشرعي ان المخ الصغير يوجد في مختبر داخل المستشفى‚ هذا الخبر اصابها بحالة من الذهول والاحباط‚ فالمخ اهم عضو في الانسان كما تعتقد ولهذا قالت للطبيب الشرعي اريد مخ جاك‚ لقد كان يفكر به‚ ويصنع به المشاعر التي تحركني نحوه‚ كانت ابتساماته تبدو في الوجه لكنها تخرج من هذا الجزء الذي صودر‚
بعد خمسة اسابيع سمح لها بالحصول على مخ ابنها‚ حملته وسارعت الى القبر‚ فتحته ودفنت المخ وسط دموع جديدة لا تنتهي واستمرت تزور القبر وتجلس لساعات تحدث جاك كأنه حي حتى جاءت الصدمة الثانية لها‚ عندما اكتشفت ان اعضاء من جسم جاك لا تزال لم تدفن فقد علمت ان احد المستشفيات المخصص للاطفال في ليفربول يقوم بعمليات غير اخلاقية دون علم العائلات في الاحتفاظ باجزاء من اجسام الاطفال الذين فارقوا الحياة لاستخدامها في اغراض تشريحية وعلمية‚
كان عدد القطع المتبقية من اعضاء جاك الداخلية والتي سطا عليها اطباء المستشفى 31 قطعة‚ وبالطبع كالكثير من العائلات التي فقدت اطفالها‚ لم تكن جيني تعلم بالامر والآن بعد ان علمت تحركت نحو القضاء لاسترداد القطع المجتزأة حتى تتمكن من دفنها مع باقي الجثة والمخ‚
استمرت الدعوة لزمن طويل‚ حوالي ستة اشهر‚ انتهت ب**************ب الام للقضية وحصلت على الاعضاء الغائبة لتسارع بدفنها مع باقي الجثة وهي تذرف الدموع وتعاني من حالة انهيار عصبي وكراهية مبالغ فيها للاطباء الذين شيعوا ابنها على حد اعتقادها‚ وجعلوها تدفنه ثلاث مرات‚
وتفاقم الحزن مع خبر جاء بعد زواجها الثاني بأيام عندما عرفت انها لا تنجب لقد كانت تحلم بجاك آخر صغير يعيد لها الابتسامة الضائعة في حياة تغلقت بالمأساة‚ |