لا تنشر نشارة الخشب ااعنوان الإستشارة الإستشارة أنا كنت في مدرسة المتفوقين ولكنني من أول يوم لم استرح بها ثم حولت إلى مدرسة أخرى ولكنني أحس بالندم الشديد الذي لا يمكنني أن أخلص منه وأنا في كل شيء مترددة دائما أريد حلا من فضلك. 19/10/2010 رد المستشار إن الإنسان عادة عندما يتخذ قراراً بشأن أمر ما يتخذه بناء على معطيات لديه في تلك اللحظة وقد يتخذ قرارا ما لكن تتضح فيما بعد أموراً كانت خافية عنه فيشعر أن ما فعله كان خطأً ولكن لأنه اعتمد على معلومات ومعطيات محدودة متوفرة لديه في ذلك الوقت لم يكن بإمكانه أن يتخذ قراراً أفضل. ويندم الكثيرون فيما بعد على ما فعلوه رغم أنهم يعرفون تمام المعرفة أنه لم يكن بإمكانهم أفضل من ذلك. ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع لديه لحكمة الإنسانية والإلهام الرباني قدم لنا الحل مبسطاً في حديث نبوي شريف رواه الإمام مسلم في صحيحه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "المؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله لا تعجِز، ولا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل. فإن (لو) تفتح عمل الشيطان" وفي أحد شروحات هذا الحديث كتب: لا تنشر نشارة الخشب وصوَّر أحد المحاضرين تصويرا بديعا لطلبته، حين سألهم: كم منكم مارس نشر الخشب؟ فقال كثير منهم: فعلنا. ثم سألهم مرة أخرى: وكم منكم مارس نشر نشارة الخشب؟ فلم يرفع أحد منهم إصبعه. وحينئذ قال المحاضر: بالطبع لا يمكن لأحد أن ينشر نشارة الخشب وهي منشورة فعلا... وكذلك الحال في الماضي... فعندما ينتابك القلق لأمور حدثت في الماضي، فاعلموا أنكم تمارسون نشر النشارة. هذا ما ينبغي أن نعرفه، فالضعف الإنساني يغلُب على الكثيرين، فيجعلهم يطحنون المطحون ويبكون على أمس الذاهب، ويعضون على أيديهم أسفًا على ما فات، ويقلبون أكفَّهم حسرة على ما مضى. في الرضا والتسليم راحة وأبعد الناس عن الاستسلام لهذه المشاعر الأليمة، والأفكار الداجية هو المؤمن... الذي قوي يقينه بربه، وآمن بقضائه وقدره، فلا يُسلم نفسه فريسة للماضي وأحداثه، بل يعتقد أنه قضاء الله، وكان لا بد أن ينفُذ، وما أصابه من قضاء الله لا يقابل بغير الرضا والتسليم، ثم يقول ما قال الشاعر: سبقتْ مقاديرُ الإلهِ وحُكمِهِ فأرحْ فؤادَك من (لعلَّ) ومن (لو) أو ما قال الأخر: ولستُ براجعٍ ما فاتَ منِّي بلهفٍ ولا بليتَ ولا لو أنِّي إنه لا يقول: لو أنِّي فعلتُ كذا لكان كذا، ولكن يقول ما علَّمه النبي صلى الله عليه وسلم: "قدَّر الله وما شاء فعل، فإن (لو) تفتح عمل الشيطان". إنه يُوقن أن قدر الله نافذ لا محالة، فلِمَ السخط؟ ولِمَ الضيق والتبرُّم؟ والله تعالى يقول: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ. لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [الحديد:22،23] ولو انتهجنا يا حبيبتي هذا النهج وأخذنا بالأسباب اللازمة عند اتخاذنا لأي قرار بدراسة ما لدينا من معطيات ثم استخارة الله عز وجل والتوكل عليه لأقدمنا على الأمور بثبات ولو تبين فيما بعد أننا أخطأنا لوجدنا الإجابة حاضرة (قدر الله وما شاء فعل) ولو أضفنا عليها أن نوقن أن الأمور ليست بظاهرها دائماً وأن خيراً كثيراً يأتي من أمور ظاهرها سيئ لأننا نراها من منظار الأرض والله يقدرها من منظار السماء. فلو جعلنا هذا التفكير نهجنا لأصبحت حياتنا أسعد لأننا نرضى بما يجرى لنا ونقبل عليه راضين محبين متفائلين. توكلي على الله وأقبلي على دروسك وانسي أمر تغيير المدرسة واجعلي همك الآن التفوق. وفقك الله ونحن معك دائماً بإذن الله منقول