| | |
| عَجَباً كُلَّ العَجَبْ , في صُبْحٍ مِن صَباحاتِ ليلٍ يَكادُ يَتَسَرْمَد (هو) سألني مُسْتَفْهِماً مُتَعَجِّباً : يا عَجَباً كُلَّ العَجَبْ عَجَبٌ يُمِيْتُ القَلبَ ويَشْغَلُ الفَهْمَ ويُكْثِرُ الأحزان .. ما بِها العَصافيرُ والبلابِلُ نامَتْ على أيْكِها وأضْرَبَتْ الغُدُوَّ والرَّوَاحْ .. ولا تُغَرِّدْ (أنا) : وَيْحَكَ يابنَ الّذينَ آمنوا .. تَسْألُني وأنا مِنْ بني آدَمْ .. أرَأَيْتَ سَنابِلَ عَقلي إذْ يَبِسَتْ .. لَصِقَتْ أنْكَالاً في حَلْقي .. هَيْهاتَ يا صَاحِبي .. أُقِرُّ بِالعَجْزِ عَنْ جَوابٍ .. يَشْفي غَلِيْلَكَ المَقْروح ويُبْطِلُ عَجَبَكَ المَفْضوح .. ! سَلِ السماءَ يا صاحبي ومُنَايَ أنْ تُنبيكَ عِلّة إضراب العصافيرِ و البَلابلْ سَلِ الأرضَ واستَفهِمِ الجوابَ مِن جوفِها الغاضبْ سَلِ الشمسَ عَلّكَ تدري من قولِها سِرَّ صُبحِها الخافِتْ اِبحَثْ عن قُمَيرات الدُّجى الحزينة واسألها .. عَساكَ تَفلَحْ باستنطاقِها الردّ الساكِتْ قِفْ على طَلَلٍ واسْأَل رِياضَ عُشَّاقٍ خَاوية خَرِبة .. وأَعِيْرَها سَمْعَكَ عَسى يَرْتَدُّ الصَّدى بِصَوتٍ صَادِح سَلِ البيوتَ وجُدرانها المائِلة هُناك وخَاطِبْ أبوابَها.. وآهٍ لو تَنْطِقُ بِكَلامٍ سَائِغ سَلِ البَحْرَ سَلِ الجبالَ سَلِ الزّهرَ سَلِ الفراشات سَلِ الرملَ اللّاهِبْ سَلِ الموت .. سَلْ قُطيرات الدّم في دموع الحَجَرِ الذّارِف سَلِ الحياة .. سَلْ مُزْنَ الوجودِ أطفالاً .. سَلْ قُبوراً في جَوفِها أحْيآءً يُرْزَقون .. وأُقسِمُ أنكَ ستَلْقى جواباً قَانِعْ ومع هذا يا صاحبي .. آجِلاً أمْ عَاجلاً سَترجِعُ وتَغَرِّدُ العصافيرُ وكلّ البلابِلْ .. فقط تَلَطَّفْ .. اصْبِرْ عليها واستَمِيْحَها عُذْراً مشغولةٌ هي في صلاتِها .. تَسْتَسقي السّماواتَ من ألحانِها وأبْشِرْ .. سَتَسْمَعْ وَتَطْرَبْ وتَنْظُرْ وتَكْحَلْ ( هو ) انْقَلَبَتْ حَمَاليقُ عَيْنَيه وسَقَطَ مَغْشِيّاً عليه ..! ( أنا ) خَلاّني لا أَسْتَفِيْقُ مِنْ سَكْرَةِ حُمقِ السُّؤال ..! ودي لكم .. | |
| | |