الوقـتُ .. عُمرَ الإنسان .
الوقـتُ .. أنفاسٌ وحركات .
الوقـتُ .. ساعاتٌ وأيَّام .
الوقـتُ .. ابتساماتٌ وضحكات .
الوقـتُ .. همَساتٌ وكلمات .
الوقـتُ .. قصصٌ وحِكايات .
الوقـتُ .. بُكاءً وعَبَرات .
الوقـتُ .. لهوٌ ولَعِب .
الوقـتُ .. فِكرٌ وذِكر .
الوقـتُ .. تسبيحٌ وشُكر .
الوقـتُ .. حُبٌّ وكُره .
الوقـتُ .. سعادةٌ وفَرَح .
الوقـتُ .. أحزانٌ وآلام .
الوقـتُ .. غَضَبٌ وضِيق .
الوقـتُ .. صديقٌ ورفيق .
الوقـتُ .. ليلٌ ونهار .
الوقـتُ .. شمسٌ وقمر .
الوقـتُ .. لحظاتٌ تَمُرّ ؛ بعضُها يَسُرّ ، وبعضُها يَضُرّ .
الوقـتُ .. خيرٌ وشَرّ .
الوقـتُ .. عُقوقٌ وبِرّ .
الوقـتُ .. هلاكٌ وضياع .
الوقـتُ .. نجاةٌ وحياة .
الوقـتُ .. دُروسٌ وعِبَر .
الوقـتُ .. فوائِدُ ودُرَر .
الوقـتُ .. طريقٌ للجِنان أو حبلٌ مِن حِبال الشَّيطان .
الوقـتُ .. غنيمةٌ لِمَن ملَكَها ، وحافظَ عليها ، ولم يُضَيِّعها .
الوقـتُ .. كَنـزُ الكُنـوز ؛ مَن فرَّط فيه هلك ونَدِم ، ومَن حافظَ عليه نجا وسَـلِم .
وللوقتِ أهميةٌ قُصوَى ، وفوائِدُ عُظمَى ، لذا فقد أقسم اللهُ تعالى به في عِـدَّةِ آياتٍ مِن كتابه الكريم ، مِن ذلك : ﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ الفجر/1-2 ،، ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى ﴾ الليل/1-2 ،، ﴿ وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ﴾ الضحى/1-2 ،، ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾ العصر/1-2
وللأسف ، فكثيرٌ مِن الناس فرَّطُوا في أوقاتِهم ، وأساءوا استغلالَها ، وضيَّعُوها فيما لا طائِلَ مِن ورائِه ؛ فشغلوها بلهوٍ ولَعِب ، وإسرافٍ وتَرَف ،
وسَهَرٍ أمام القنوات ، ومُتابعةٍ للفضائيات ، ودخولٍ للمواقع السيئةِ والإباحيَّات ، فكان التِّلفازُ صديقَهم ، وكان الانترنتُ رفيقَهم ، تشدّهم المُسلسلات ،
وتجذبهم الأغنيات ، والشَّيطانُ يُوسوِسُ لهم ، ويُغويهم ، حتى يُوقعَهم في الرذيلة ، فيألفون المُحرَّمات ، وينسون أنَّهم مُحاسبون على الأوقات ،
وعلى كُلِّ ما يَمُرُّ بهم في حياتِهم مِن لحظاتٍ وساعات ، ولا يزدادونَ مِن اللهِ إلاَّ بُعـدًا
الوقتُ أَنْفَسُ ما عَنَيْتَ بِحِفظِهِ .. وأراهُ أَسْهلَ ما عليكَ يَضيعُ
ورغم أهمية الوقت ، إلاَّ أنَّه لا يُمَثِّلُ شيئًا عند الكثير مِن الناس ، فلا يعبأونَ به ، ولا يُفكِّرونَ فيه ، حتى يأتىَ اليومُ الذي يندمون فيه على ذلك
والوقتُ هو رأس
مال الإنسان ، وهو عُمره الحقيقىّ ، وأغلى ما يملكُ في هذه الدنيا .
يقولُ ابنُ القيم رحمه الله : ‹‹ فوقتُ الإنسان هو عمُره في الحقيقة ، وهو مادةُ حياته الأبدية في النعيم المقيم ، ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم ، وهو يَمُرُّ مَرَّ السحاب ، فما كان من وقتٍ لله وبالله فهو حياته وعُمره ، وغير ذلك ليس محسوبًا من حياته ، وإن عاش فيه عيشَ البهائم ، فإذا قطع وقتَه في الغفلةِ واللهو والأماني الباطلة ، وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة ، فموت هذا خير من حياته ›› .
والوقتُ إمَّا أن يكونَ عـدوًا لدودًا أو صديقـًا وَدودًا .
كيف ذلك ...؟!
إذا أحسَنَّا استغلال الوقتِ فيما يُفيدُ ويعودُ علينا بالنَّفع في الدنيا والآخرة ، كان الوقتُ صديقًا لنا ، وكان سببًا في فَرحِنا واستبشارِنا ، وكانت أعمالُنا وما قدَّمناه فيه في موازين حسناتِنا .
أمَّا إذا أسأنا استغلالَه وضيَّعناه فيما لا يُفيد ، كان عـدوًا لنا ، وعاد علينا بالضَّررِ في الدنيا والآخرة ، وكانت كُلُّ لحظةٍ منه في موازين السيئات
ونحنُ مُحاسَبون على أوقاتنا في الآخرة ، يقولُ نبيُّنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : (( لا تزولُ قدما عبدٍ يومَ القِيامةِ حتى يُسألَ عن أربع : عن عُمُره فيمَ أفناه ،
وعن عِلمهِ ماذا عَمِلَ به ، وعن مالِه مِن أين اكتسبه ، وفيمَ أنفقه ، وعن جِسمهِ فيمَ أبلاه )) صحَّحه الألبانىّ .
ومِن وسائل استغلال الوقتِ والانتفاعِ به :
- المُحافظةُ على الصلوات ، ونوافل العِبادات .
- الإكثارُ مِن ذِكر اللهِ تعالى .
- حِفظُ القُرآن الكريم .
- طلبُ العِلم الشرعىّ .
- قـراءةُ الكُتب النافعة والمُفيدة في مُختلف المجالات .
- حضورُ دروس العِلم والمُحاضرات لعلماءنا ومشايخنا ، أو سماعُ أشرطتهم .
- المُشاركةُ في الأعمال الخيرية والتطوعية .
- تنميةُ المواهب المُختلفة ؛ سواءً كانت كتابة أو أشغال يدوية أو غيرها .
- تقديمُ المُساعدةِ لِمَن يحتاجُها قدر المُستطاع .
- الدعـوةُ إلى اللهِ تعالى بكافةِ الوسائل ؛ سواء على أرض الواقع ، أو عبر المُنتديات ومواقع الانترنت المُختلفة ، أو حتى بين الأهل والأصحاب والجيران
فلنحافظ - أخواني -أخواتي - على أوقاتِنا ، ولا نُضيِّعها في اللهو واللعب ، ولنشغلها بالطاعة ، فـ النفسُ إنْ لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية ...
مم راق لي :s38: