"لو قدمت الموقف مثل تراب الأرض ذنوبا غفرها الله لك ولو جئت الموقف وفي قلبك مـقـياس ذرة بغـضاً لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لما نفعك مع ذلك عمل".
من هو خال المؤمنين؟
اسمه: معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أميه بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب الصحابي القرشي الأموي رضي الله عنه، يلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي بن أبي طالب نسبا في الجد (عبد مناف).
مولده:
قبل البعثة بخمس سنوات.
وتوفي وهو ابن ثمان وسبعين ، سنة ستين للهجرة ،
وكانت ولايته تسع عشر سنة وثلاثة أشهر وسبعة وعشرين يوما .
أمه : هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف ، تلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نسبًا في الجد (عبد مناف)
أسلمت يوم الفتح بعد إسلام زوجها أبي سفيان ، عن أبان بن عثمان قال : كان معاوية يمشي مع أمه هند فعثر فقالت :
قم لا رفعك الله، وأعرابي ينظر فقال:
لم تقولين له ذلك ؟ فوالله إني لأظنه سيسود قومه ، قالت :
لا رفعه الله إن لم يسد إلا قومه .
زوجاته:
1- ميسون بنت بحدل الكلبي ثم طلقها وولدت له يزيد بن معاوية وأمة ماتت صغيرة.
2- فاخته بنت قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف وولدت له عبد الرحمن وعبدالله.
3- كنود بنت قرظة وهي أخت فاختة تزوجها بعدها وهي التي كانت معه حين افتتح قبرص.
4- نائلة بنت عمارة الكلبية ثم طلقها
ومن بناته رملة وهند وعائشة وعاتكة وصفية.
إسلامه: أسلم قبل أبيه وكتم إسلامه عن أبيه.
بيعته: بويع أمير المؤمنين عام واحد وأربعين للهجرة وسُمي هذا العام بعام الجماعة.
خال المؤمنين:
سميّ بذلك لأن أخته أم حبيبه رملة بنت أبي سفيان زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
إن كثيرا من أهل السنة يجهلون سيرة ومناقب هذا الصحابي الجليل كل ذلك اعتماداً على صورة قائمة علقت في الذهن أو فريه استقرت في النفس لما صار مصدر تلقيهم وللأسف المسلسلات المسمات زورا وبهتانا بالدينية والدين أبعد ما يكون عنها.
2- كثرة الواقعين فيه والمنتقصين له من بعض المبتدعة ومن سار سيرهم من الهمج الرعاع إتباع كل ناعق.
فضائله
1- معاوية رضي الله عنه صحابي بإجماع أهل السنة والجماعة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» قال عمران: فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثا. [رواه البخاري ومسلم].
2- قال صلى الله عليه وسلم :
«اللهم عَلّم معاوية الكتابَ والحسابَ وقهِ العذابَ» [رواه أحمد والطبراني في الكبير وصححه الألباني].
3- عن عبد الرحمن بن أبي عميرة الأزدي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر معاوية وقال:
«اللهم اجعله هاديا مهديا وأهد به» حديث صحيح [رواه أحمد و الترمذي].
فهذا دعاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعله هاديا في نفسه هداية لغيره رضي الله عنه ولاشك أن الله استجاب دعاء نبيه صلى الله عليه وسلم.
نعم تثلج صدور أهل الحق، أما من في قلبه دخن على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فتصيبه بالغم والنكد، نعوذ بالله من الخذلان ولاشك أن الحديث فيه فضيلة عظيمة لمعاوية رضي الله عنه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«اللهم فأيما عبد مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة» [رواه مسلم].
عن أم حرام رضي الله عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
«أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا (أي وجبت لهم الجنة) قالت أم حرام:
قلت: يا رسول الله أنا فيهم؟ قال:
أنت فيهم ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم أول جـيـش من أمـتي يغـزون مدينة قـيصر مغفور لهم، فـقلت:
أنا فيهم يا رسول الله ؟ قال: لا» [رواه البخاري].
وهذه منقبة عظيمة لمعاوية رضي الله عنه بأنه أوجب له الجنة لأنه أول من غزا البحر بالاتفاق وذلك في خلافة عثمان رضي الله عنه، ومدينة قيصر هي القسطنطينية.
من أقوال السلف
1- قيل لابن عباس رضي الله عنهما:
هل لك في أمر أمير المؤمنين معاوية فإنه ما أوتر إلا بواحدة؟ قال: أصاب، إنه فقيه. [رواه البخاري].
2- عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:
ما رأيت أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من أميركم هذا - يعني معاوية.
تاريخ دمشق 52/235 ، والذهبي في السير 3/135.
سئل أحمد بن حنبل :
ما تقول رحمك الله فيمن قال :
لا أقول إن معاوية كاتب الوحي ، ولا أقول أنه خال المؤمنين فانه
أخذها بالسيف غصبا ؟
قال أبو عبد الله :
هذا قول سوء ردي ، يجانبون هؤلاء القوم ولا يجالسون ونبين أمرهم للناس .
سنده صحيح السنة للخلال 659 .
أحاديث رواها معاوية
1- «من يرد به الله خيرا يفقهه في الدين» [رواه البخاري].
2- «المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة» [رواه مسلم].
3- «هذا يوم عاشوراء ولم يفرض علينا صيامه فمن شاء منكم أن يصوم فليصم فإني صائم فصام الناس»
[حديث صحيح رواه أحمد].
4- «من سره أن يمثل له العباد قياما فليتبوأ بيتا في النار »
[حديث صحيح رواه أحمد].
وهذا يدل على مدى حرص معاوية على اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم وتواضعه رضي الله عنه وخوفه من عذاب الله عز وجل.
الفتوحات في عهده
1- حركة الجهاد ضد الدولة البيزنطية (القسطنطنية)
2- فتوحات الشمال الأفريقي (القيروان) ووصل إلى المحيط الأطلسي .
3- فتوحات الجناح الشرقي للدولة الأموية (خراسان وسجستان وما وراء النهر والسند).
4- غزو الروم ابتداءً من عام 42هـ حتى سنة 60هـ فيما يسمى بالشاتية والصائفة.
5- فتح جزيرة رودس على يد جنادة بن أمية الأزوي سنة 31هـ.
6- فتح جزر أخرى منها جزيرة أوراد سنة 32هـ وجزيرة جربة سنة 35هـ.
7- ابتداء بناء القيروان سنة 36هـ بعد فتح إفريقية على يد عقبة بن نافع.
8- إعادة فتح سجستان وخراسان على عبدالله بن عامر بن كريز.
9- غزو بلاد الغور (أفغانستان) حالياً.
10- فتح بلخ وقهستان وما وراء نهر جيحون.
11- فتح مدينة ترمذ (التي نسب إليها الترمذي).
ما قيل عن معاوية
1- عن جعفر بن محمد عن أبيه: أن الحسن والحسين رضي الله عنهما كانا يقبلان جوائز معاوية رضي الله عنه.
وهذا دليل على تعظيم معاوية لأهل بيت النبوة وإكرامه إياهم وأن منافسته لهم الظاهرة كانت عن اجتهاد له فيها أجر إن شاء الله. الآجري في الشريعة 1963، اللالكائي 2782 .
2- عن مغيرة قال: لما جاء قتل علي إلى معاوية رضي الله عنه جعل يبكي ويسترجع فقالتْ له امرأته: تبكي عليه وقد كنتَ تقاتله؟
فقال لها ويحك إنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم. تاريخ دمشق 62/99
عن أبي زرعة الرازي قال سمعت قبيصة بن عقبة يقول:
" حب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم سنة. يعني من عقيدة أهل السنة".
2- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
"لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فإن مقام أحدهم خير من عمل أحدكم عمره كله".
3- قال ابن عباس رضي الله عنه:
"لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فإن الله عز وجل أمرنا بالاستغفار لهم وهو يعلم أنهم سيقتتلون".
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وذرياته اجمعين صلاة دائمة ليوم الدين