قبل أن تصل هذه السيارة إلى الأسواق في شهر مارس (آذار) المقبل سبقتها أحكام المطبوعات الأوروبية المتخصصة التي جربها مراسلوها. فالجيل الجديد من سيارة «سي كلاس» من «مرسيدس بنز» يحمل الكثير من التكنولوجيا الخاصة بالاتصالات، كما يتمتع بقدر كبير من الأمان، وبخفض هائل في استخدام الوقود يفوق الثلاثين في المائة، ولكنه مع ذلك باهظ الثمن بالمقارنة إلى المنافسة ويفتقر إلى دقة التصميم الداخلي الذي تتمتع به منافسات مثل الفئة الثالثة من «بي إم دبليو»، كما أن انتشار البلاستيك في أرجائها الداخلية يعطي الانطباع بأن الراكب يدخل سيارة آسيوية وليس سيارة «مرسيدس بنز». إضافة إلى ذلك ما زالت السيارة تستخدم مكابح القدم العتيقة في عصر أضحت فيه تقنية المكابح الإلكترونية هي الأمر السائد. وسوف تطرح السيارة في الأسواق في فئتين منها واحدة (إيليغانس) معدة لراحة الركاب والأخرى رياضية اسمها «سبور» بتعليق منخفض وقاس يزيد من قدرات المناورات الرياضية الحادة، ولكن على حساب راحة الركاب. وجميع سيارات القطاع تحمل نظام تعليق فعالا ومتغيرا من أجل التعامل الأمثل مع ظروف الطريق وأسلوب القيادة.
وتأتي «سي كلاس» كالعادة بمجموعة كبيرة من المحركات أصغرها يحمل رقم 180 وهو بترولي بأربع اسطوانات وقدرة 154 حصانا، وأكبرها هو «سي 350» بست اسطوانات وقدرة 268 حصانا. وهناك أيضا أربعة محركات ديزل لأسواق أوروبا. ولاحظ مجربو السيارة أن محرك الديزل الصغير هو أكثرها ضوضاء عند التشغيل خصوصا في ظروف التسارع.
افتتحت الشركة عمليات الحجز على سيارات الجيل الجديد ابتداء من 10 يناير (كانون الثاني) الحالي، وهي تأمل أن تكرر بها قصة نجاح «سي كلاس» في جيلها السابق التي باعت منها الشركة منذ طرحها في الأسواق عام 2007، نحو مليون سيارة. وتعد هذه السيارة حيوية لشركة «مرسيدس بنز» لأنها الأكثر مبيعا بين طرازاتها. وكانت فئة «سي كلاس» قد بدأت في عام 1982 كبديل لفئة صغيرة اسمها «190» ومنذ ذلك الحين باعت الشركة منها ما يفوق الـ8.5 مليون سيارة وحققت بها الكثير من الجوائز.
والواضح أن الشركة خصت التصميم الخارجي بالكثير من الجهد فجاء أكثر حدة من سابقه إلى درجة تقاربها من منافساتها من سيارات «بي إم دبليو». وتهدف الشركة من ذلك إلى جذب فئة أصغر عمرا من المشترين لسيارات هذا الجيل الجديد.
الإنجاز: توفر محركات «مرسيدس» الجديدة إنجازا رياضيا مرموقا في هذه السيارة. فالمحرك «سي 180» البترولي المزود بشاحن «سوبر تشارجر» ينطلق بالسيارة إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في أقل من عشر ثوان (9.9 ثانية). ويمكن اختيار ناقل أوتوماتيكي بخمس نسب لهذا المحرك. أما المحرك الكبير «سي 350» فهو يختصر زمن الانطلاق إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة إلى 6.4 ثانية مع نعومة ملحوظة في التشغيل. وهناك بالإضافة إلى مجموعة المحركات البترولية أربعة محركات ديزل مخصصة للأسواق الأوروبية. ويمكن اختيار ناقل التروس المميز «7 جي ترونيك» المكون من سبع نسب ويعد أحد أفضل المتاح في الصناعة. وتعمل كافة المحركات بتقنية الحقن المباشر للوقود والتوقف عن التشغيل لدى توقف السيارة لفترات طويلة مثل ظروف المرور في الشوارع المزدحمة. وهناك العديد من الأنظمة التي تتوجه لمساعدة السائق أو تعزيز الأمان في السيارة الجديدة.
وفي الداخل تتمتع «سي كلاس» بالرحابة خصوصا للمقاعد الخلفية وهي تتسع لأربعة ركاب من طوال القامة بكل سهولة. ويمكن لركاب المقاعد الخلفية التحكم في التكييف الخلفي عبر مفاتيح خاصة بهم. وتتميز السيارة بهدوء التشغيل حتى على الطرق السريعة. وتقول الشركة إنها قامت بتعديل نحو ألفين من مكونات السيارة عما كانت عليه في الجيل السابق لتحسين إنجازها.
وهي أيضا عملية حيث مساحة صندوق الأمتعة الخلفي أكبر من منافساتها مثل الفئة الثالثة من «بي إم دبليو» و«لكزس - إي إس». كما توجد مساحات لتخزين الأمتعة داخل السيارة مثل صندوق الوثائق المكيف وبطانات الأبواب والكونسول بين المقاعد الأمامية.
ولعل إحدى مزايا السيارة نسبة الأمان العالية التي تتمتع بها حيث تحمل كل سيارة سبع وسائد هوائية منها وسادة لحماية ركبتي السائق. ويمكن اختيار نظام «بري سيف» للتركيب في هذه السيارة وهو نظام يتعامل مسبقا مع الحوادث لتقليل آثارها الضارة على الركاب وعلى السيارة. وقد حققت السيارة مرتبة خمس نجوم في اختبارات السلامة الأوروبية «يورو - إنكاب».
وتعترف الشركة بأن معدلات الاعتماد على سياراتها تدهورت في السنوات الأخيرة بعد ظهور العديد من المشكلات سواء كان في التوصيلات الكهربائية أو وظائف المكونات، الأمر الذي جعلها تتراجع على مؤشر «جي دي باور». ولكن الشركة تحاول بهذه السيارة أن تستعيد اعتماديتها التقليدية. وسوف تظهر نتائج الجهود الجبارة التي بذلتها الشركة، بما في ذلك تجارب تصادم على مائة سيارة على الأقل، مع بداية حركة البيع وظهور تقارير المشترين.
وتنصح شركات حماية المستهلكين بالاختيار الجيد بين العديد من الإضافات التي توفرها الشركة بأسعار عالية للمشترين. وهناك بعض الإضافات التي تعزز من قيمة السيارة لدى بيعها مستعملة، مثل جهاز الملاحة الإلكتروني وأدوات الاستشعار التي تساعد على ركن السيارة، أما الإضافات الأخرى باهظة الثمن، مثل كشافات من نوع «باي زينون»، فهي لا تضيف إلى قيمة السيارة شيئا عند بيعها مستعملة. ويقدر مؤشر «باركر» البريطاني أن سيارات هذه الفئة تفقد نصف قيمتها تقريبا بعد ثلاث سنوات من التشغيل وقطع 60 ألف ميل بها.
من ناحية التصميم الخارجي أدخلت على «سي كلاس» الجديدة الكثير من التعديلات الخارجية مثل انسيابية المقدمة مع فتحة تبريد أكبر حجما وأكثر بروزا من سابقتها. ويتكامل التصميم الأمامي مع فتحات تبريد جانبية منخفضة تمنح السيارة مظهرا رياضيا. ومن أجل تخفيف الوزن صنعت الشركة أغطية المحركات الأمامية من الألمونيوم.
وتغير أيضا شكل المصابيح الأمامية لكي تشبه تلك التي تحملها سيارات «إس كلاس» الكبيرة، لكي تزيد من الانسيابية وتناسب تصميم المقدمة السيارة المنخفض. أما الأضواء الخلفية فجاء تصميمها بيضاويا على الجانبين لكي تتناسب مع خطوط الجسم وتعكس الضوء من كل الزوايا. وتقول الشركة إن تصميم الأضواء الخلفية يتيح التعرف الفوري على هوية السيارة حتى في الظلام. وتبدو السيارة رياضية بشكل عام وانسيابية التصميم حيث لا يزيد معامل مقاومة الهواء فيها على 0.26 لكي تكون ضمن الأفضل في هذا القطاع.
والجدير بالذكر أن السيارة تحمل أحدث نظم المعلومات من الشركة وجاء تركيبها في السيارة «سي كلاس» قبل غيرها على أن يتم تعميمها على فئات «مرسيدس بنز» الأخرى في ما بعد. ويشمل النظام إمكانات غير مسبوقة مثل شاشة أكبر حجما وإمكانية نقل أرقام الهاتف إلى ذاكرة السيارة وعرض الرسائل القصيرة على الشاشة وتشغيل الموسيقى لاسلكيا عبر تقنية بلوتوث ومداخل يو إس بي. ويوفر نظام «كوماند» إمكانية الاتصال بالإنترنت بما في ذلك الاستعانة بـ«خرائط غوغل» على شاشة الملاحة ثلاثية الأبعاد. كما تحمل السيارة الكثير من ملامح التحديث الأخرى مثل مصابيح الإضاءة أثناء النهار، وهي مصابيح سوف تكون من الشروط القانونية في سيارات المستقبل.
* الاختيار الصعب بين «سي كلاس» الجديدة ومنافساتها
* تحاول شركة «مرسيدس بنز» تحقيق المعادلة الصعبة في سيارات «سي كلاس» الجديدة بالمحافظة على السمات التقليدية لفئة عريقة تعود جذورها إلى بداية الثمانينات، عندما حلت مكان الصغيرة «مرسيدس 190»، وبين محاولة جذب المزيد من المشترين في القطاع لسيارات منافسة. والنتيجة كانت جيدة في مزيج متوازن من الفخامة التقليدية ولمسات رياضية واضحة. ولكنها، مثل كل السيارات المنافسة، تعاني أيضا من بعض العيوب التي يمكن إيجازها في مقارنة سريعة كالتالي:
* «مرسيدس - سي كلاس» - أفضل مزاياها: الخيارات المتاحة للمحركات، الرحابة الداخلية والراحة والمظهر الارستقراطي. وأبرز عيوبها: التصميم الداخلي العادي، مكابح القدم العتيقة والسعر الباهظ.
* «بي إم دبليو - الفئة الثالثة» - أفضل مزاياها: نوعية القيادة، ومستوى التجهيز الداخلي ونوعية المواد المستخدمة، ومتانة الصناعة. وأبرز عيوبها: الخيارات الإضافية باهظة الثمن كما أن مستوى الراحة الداخلي منخفض ويشبه المتاح في السيارات الرياضية.
* «أودي - إيه 4» - أفضل مزاياها: اتساع المساحة الداخلية المتاحة لكل الركاب ونوعية التحكم في القيادة، نوعية التصميم الداخلي وتنوع المحركات المتاحة مع وجود أنواع هايبرد منخفضة الانبعاثات. وأبرز عيوبها: التصميم المحافظ التقليدي البعيد عن الإثارة.
* «لكزس - إي إس» - أفضل مزاياها: نوعية التصنيع المتميزة والاعتمادية المتناهية والتجهيز الداخلي والعناية بالتفاصيل. وأبرز عيوبها: المساحات الضيقة المتاحة للمقاعد الخلفية، التصميم غير المثير والعدد المحدود من المحركات المتاح لها وناقل تروس يدوي سيئ.