قَبْلَ مَلاَيِينِ العُقُولْ .. تَمَّـ رَكْنُ العَقْلِ فِيْ زَاوِيَةٍ مَا مِنَ الجَسَدِ ..
عَطَّلَتْ جُلَّ أَفْكَارِهِ ومَدَارِكِهِ .. خُتِمَـ عَلَىْ بَابِهِ شَمْعًا أَحْمَرًا بـِ الإِعَاقَةِ ..!
العَقْلُ هُوَ ذَاكَ العُضْوُ المُهْتَمـُّ بـِ مَاوَرَاءَ البَسَاطَةِ والتَّعْقِيدْ ..
مَامِنْ شَخْصْ يَعلَمُـ كَيْفَ تَسِيرُ مَرَاحِلِ الفِكْرِ فِيْ عُقُولِنَا ..
نَخَالُهَا بـِ خَدْرٍ عَلَىْ أَنَّهَا ..: فِكْرَةٌ مَا أَوْ إِعْتِقَادْ أَوْ خَاطِرٌ أَوْ قَنَاعَة ..!
َأيُّهَا العَاقِلِينَ كَثِيرًا العُقُولُ لاَ تَسِيرُ وِفْقَ هَذهِ القَاعِدَةِ لِأَنَّ أَجْزَاءً كُثُرْ مِنَ العُقُولِ مُخَدَّرَةٌ مُتَوَقِّفَةٌ عَنِ العَمَلِ ..!
العَقْلُ قَدْ يُؤْمِنُ كَثِيرًا بـِ فِكْرَةٍ مَا دُونَ أَنْ يَمُرَّ خَاطِرُهَا عَلَىْ مَرْآهِ ..
قَدْ يَرَىْ بَعْضَ الأَشْيَاءِ فَـ يُؤْمِنْ بِهَا بـِ شِدَّةٍ لاَ مُتَنَاهِيَةٍ ,!
أَوَ تَعْلَمُونَ لِمَاذَا يَا قَوْمـَ العُقُولِ النَّيِّرَةْ ,؟!
بِـ بَسَاطَةٍ لِأَنَّ عُقُولَنَا قَدْ أَجْلَسْنَاهَا عَلَىْ مَقاهِيْ تَتَجَرَّعُ الخُدْرَ و الغَبَاءِ المُسْتَفْحَلِ مِنْ مَثِيلاَتِهَا .!
آسِفٌ لِـ قَوْلِيْ هَذَا يَا آلَ مَاجِدَةْ وَحْدُهُ المَجْنُونُ هُوَ عَاقِلُ هَذَا الزَّمَنْ ..
كَوْنَ الفِكْرَةِ تَحْتَاجُ لـ وَقْتٍ طَوِيلٍ كَيْ يُؤْمِنَ بِهَا وخَالِقِيْ قَدْ تُكَلِّفُهُ عُمْرًا ..
لَكِنَّهُ لاَ يُؤْمِنُ بـِ شَيْءٍ لَمْـ يَفْقَهُهُ ولَمـْ يَدْرُسُهُ .!
جَمِيعُنَا مُدَّعُو العَقْلاَنِيَّةِ نَسْتَنْزِفُنَا دُونَ أَقَلِّ وَعْيٍ مِنَّا ..
مَعَ الأَسَفِ نَدَّعِيْ مَعْرِفَةَ أَلْـ لاَّ وَعْيْ وأَقَلُّ الأُمُورِ مِنَ أَلْـ لاَّ مَعْقُولِ نُجْزِمـُ بِهَا صِدْقًا .!
حَيَاتُنَا بُنِيَتْ عَلَىْ أَهَاجِيسِ الخُرَافَاتِ مِنْ حَكَايَا الجَّدَّاتِ وشَهْرَيَارْ ومَثِيلاَتُهَا ..
أَعْطَبْنَا عُقُولَنَا مَعَ سَبْقِ الإِصْرَارِ وفَعَّلْنَا مَكَانَهَا القُلُوبْ .!
عَاطِفِيِّينَ نَحْنُ مَعَ شَلَلِ العُقُولِ المُتَعَمَّدِ أَوْ بـِ جَهَالَةْ .,
أَيُّهَا العَقلاء جِدًّا أَوَ تُصَدِّقُونَ نَبَاهَتِكُمـْ الخَارِقَةِ ,؟!
فِيْ أَيِّ الأَعْرَافِ تَزِنُ الَأرْوَاحُ أُمُورَ الحَيَاةِ بِـ مِيزَانٍ دَقِيقٍ .,؟!
أَصْبَحْتُ عَلَىْ يَقِينٍ بِـ أَنَّ صِلَةَ العُقُولِ بـِ القُلُوبِ تَتَمَلَّكُهَا الأَحَاسِيسُ الآنِيَةْ ..
لَيْسَ بـِ إِسْتِطَاعَتِنَا إِخْرَاجُ ذَوَاتِنَا مِنْ دَوَّامَاتِ التَّأْثِيرِ الآنِيْ ..!
نَجِدُنَا نُعَطِّبُ عُقُولَنَا أَعْدَمْنَاهَا حَتَّىْ تَلَفِ أَجْزَائِهَا السَّاكِنَةْ ..!
وآهٍ تَلِيهَا آهَاتٍ وحَسَرَاتْ .,!
آلاَفُ الثَّوَانِيْ نَحْيَاهَا عَلَىْ أَمَلِ عَوْدَةِ عَقْلِنَا لِـ نِصَابِهِ المُفْتَرَضِ .!
مُنْذُ دَهْرٍ والعَقْلُ كَـ قِطْعَةٍ بَالِيَةٍ وُضِعَتْ فِيْ رُؤُوسِنَا وقُمْنَا بـِ تَخْدِيرِهَا ..
نَحْتَاجُهَا فَقَطْ لـِ حَلِّ مَسَائِلِ الجُوعِ والعَاطِفَةْ المُمَزَّقَةِ دَوْمًا .,!
أَمَّا مَسَائِلِ حَيَاتِنَا المَرْكُونَةِ نَصِفُهَا بـِ المُؤَامَرَاتِ والإِسْتِحْدَاثِ والإِسْتِئْجَارِ فَـ نَكْتَفِيْ بـِ الكَرَاهِيَةْ .!
دَعُونَا أَنْ نُفَكِّرَ بـِ عُقُولِنَا ونُؤَطِّرُ عَاطِفَتَنَا دَاخِلَ البِرْوَازِ الأَصَحِّ لَهَا ..
عَلَيْنَا أَنْ نُدْخِلَهَا فِيْ قَلْبِ أَوْعِيَتِهَا تِلْكَ هِيَ العَوَاطِفِ القَاهِرَةِ اللاَّغِيَةِ لـِ عُقُولِنَا ..
فـَ يَا سَادَةْ يَا كِرَامْـ خُلاَصَةُ المَقَامـِ هُنَا نُصْحٌ نَبِيلْ
العَقْلُ بـِ حَاجَةٍ إِلَىْ رَاحَةٍ مِنْ الرُّوحْ
وبِـ كَامِلِ قِوَايَا العَقْلِيَّةِ جِئْتُكُمـْ مُحْدِثًا هُدُوءٌ يَسْتَوْطِنُ ضَجِيجَ أَدْمِغَتِكُمـْ
لاَ يُمْكِنْ لِـ العُقُولِ التَّفْكِيرَ بـِ نُضْجٍ وهِيَ تَسْبَحُ فِيْ مَلَكُوتِ الأَرْوَاحْ .!