الشرطة المصرية تنسحب من السويس بعد اشتباكات مع محتجين رويترز– السويس- القاهرة: قال شهود عيان ومصادر أمنية إن
الشرطة انسحبت اليوم السبت من مدينة
السويس شرق القاهرة بعد
اشتباكات عنيفة مع محتجين، وإن
اشتباكات وقعت أيضاً بين
محتجين والشرطة في القاهرة ومدينة الإسكندرية الساحلية ومدينة المنيا في جنوب البلاد في اليوم الثاني من احتجاجات ضد الرئيس محمد مرسي.
وقال الشهود إن المحتجين اقتحموا قِسم شرطة
السويس وقِسم شرطة فيصل في مدينة
السويس بعد
اشتباكات مع الشرطة، وأشعلوا فيهما النار بعد نهب محتوياتهما.
وكانت احتجاجات عنيفة قد وقعت أمس في القاهرة ومدن أخرى في الذكري الثانية للانتفاضة المصرية، التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، قُتل فيها ثمانية أشخاص في
السويس وشخص في مدينة الإسماعيلية.
وقال الشهود إن مقتحمي قِسم شرطة
السويس قاموا بإطلاق سراح السجناء، واستولوا على أسلحة تركها رجال
الشرطة الذين انسحبوا من المبنى، ومن بينها بنادق آلية.
وفي الاشتباكات التي دارت بين المحتجين والشرطة قبل اقتحام القسم استخدم المحتجون قنابل المولوتوف وكرات اللهب والحجارة، بينما استخدمت
الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع.
وقالت شاهدة عيان إن المحتجين أشعلوا النار في قسم
الشرطة بعد نهب محتوياته، وقبل اقتحام القسم اشتعلت النار في مبنى الدفاع المدني "الإطفاء" المجاور لقسم
الشرطة خلال التراشق بقنابل المولوتوف وكرات اللهب.
وقال مدير إدارة الدفاع المدني اللواء خالد بهجت لــ"رويترز" إنه أمر العاملين في المبنى بإخلائه. وأضاف بأنهم وجدوا صعوبة في إخماد النار وسط الاشتباكات.
وقال بهجت في وقت لاحق إنه أمكن إخراج سيارات الإطفاء من المبنى المحترق.
وقال شهود العيان إن
محتجين هاجموا قسم شرطة الأربعين بالمدينة بعد أن انسحبت القوات منه آخذة معها الأسلحة، وأضافوا بأن
الشرطة أخلت أيضاً مبنى مديرية الأمن في
السويس وقسم شرطة فيصل الذي أشعل محتجون النار فيه.
وقال شاهد إن المحتجين استولوا على دراجات نارية خاصة بشرطة المرور بعد اقتحام مبناها.
وكان مدير أمن
السويس اللواء عادل رفعت قد طلب أمس الجمعة من الجيش الثالث الميداني الانتشار في المدينة.
وقال الشهود إن قوات الجيش أقامت أسلاكاً شائكة تمنع الوصول إلى ديوان عام المحافظة ومبنى مديرية الأمن.
وقالت شاهدة من "رويترز": إن أجواء الانتفاضة التي أسقطت مبارك تخيم على المدينة التي سقط فيها أول قتيل في الانتفاضة، وإن أشخاصاً يحملون أسلحة غير مرخصة يتجولون فيها بحرية.
ومنذ إسقاط مبارك تشهد مصر اضطراباً سياسياً وأمنياً وتراجعاً اقتصادياً، وهي مشاكل تؤرق ملايين المصريين وزادت حدتها بعد وصول الإسلاميين للحكم والشكوى من أنهم يوجهون الديمقراطية الوليدة في أكبر الدول العربية سكاناً لمصلحتهم السياسية.
وفي القاهرة اشتبك مئات النشطاء مع
الشرطة على أطراف ميدان التحرير وقرب مبنى وزارة الداخلية لساعات اليوم، ورشق النشطاء
الشرطة بالحجارة وردت عليهم بقنابل الغاز المسيل للدموع.
وقطع المحتجون طريق كورنيش النيل قرب التحرير الذي يشهد اعتصاماً منذ نوفمبر احتجاجاً على ما يقول سياسيون ومحللون إنها "أخونة" للدولة.
وفي مدينة الإسكندرية قطع مئات المتظاهرين طريق الكورنيش في منطقتي محطة الرمل وسيدي جابر، ووقعت
اشتباكات بين المتظاهرين ومجهولين بمنطقة كوم الدكة بجوار المجلس الشعبي المحلي للمحافظة الذي استهدفه ألوف المتظاهرين أمس، لكن
الشرطة تمكنت من حمايته.
ونظمت احتجاجات مماثلة ضد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها في مدينتي المنيا وأسيوط جنوبي القاهرة ومدينة دمياط على ساحل البحر المتوسط ومدينة الإسماعيلية على قناة السويس.