بعض الامور في حياتنا تحتاج منا الكثير من الوقفات والتأملات جعلتني الكثير من الأحداث التي مررت بها أن أشعر بالصدمة تارة وبالخوف تارة وبوجوب التفكير تارة أخرى فوجدت أن أحسن ما أفعله أن أضع حداً لبعض الأمور الشائكة والمعقدة .... هذه الدنيا طبعت على كدر مهما رأيناها مزينة و جميلة فإن حقيقتهآ أنهآ غير ذلك .. فالدنيا حقيرة ممتلئة بالأحزان و الأكدار وإن علينا التفكير أن الأبتلاءات ما هي إلا هبة من الله لنآ يجب علينآ أن نستفيد منها وألا نتسائل عما جعل الله يختارنا نحن فقط لهذا الابتلاء دائما هناك عجز عند البشر في إدراك الأمور بحجمهآ الحقيقي وهذا لأنهم بشر ،،، ولكن الله يجعل القلب مطمئنا كلما زاد الإيمان والإخلاص لله وحده بداخله نقارن أنفسنآ بمن هم أعلى منآ وأكبر ولا نقارن أنفسنآ بمن هم أقل منآ نفكر دوماً بالأفضل لكن بعين ونفس طماعة تعترض على إرادة الله وقدره رغم أن الأمور أبسط بكثير مما نتصور ونحن من يعقدها لكن يا ترى كيف نشعر فعلا أننا من صنع تلك الخيوط المعقدة الشائكة الوهمية ؟! دعوني أسرد لكم ما جعلني كل يوم ازداد صدمة فوق صدمتي ذهبت بيوم من الأيام من أسبوع فقط إلى مستشفى وكان عندنا تدريب بسيط أهم ما فيه اكتساب الثقة بالنفس والتوصل للطرق المثالية في التعامل مع المرضى وتنمية روح التعاون والفكر والبحث ((عند باب المستشفى)) رأيت أناس كثيرون يقفون منهم من يتألم بصمت ومنهم من لا يحتمل أن يكتم ما ألم به من ألم ومرض مررنا على غرف المرضى ثم اختارنا واحدة منهم لندخلهآ غرفة كبيرة أو بمعنى أدق عنبر لأن به ما يتسع 8 أسرة لكل مريض حالته وكلهم من ذوي الطبقات الفقيرة ،، هنا على اليمين طفل صغير مريض بالسكر ولكم أن تعلموا أن السكر من الأمراض التي تهدم صحة الإنسان كثيرا وتسلب صحته ،،كان بالثانية عشرة من عمره أو بالثالثة عشر ربمآ نائم لا يتحرك //لا يلعب ،،لا يلهو ،،لا يخرج فقد رهنه المرض وهنا بجانبه رجل مسن يترقبنا وينظر إلينا وهو لا يستطيع التنفس وجهاز التنفس الصناعي على فمه وأنفه ويصدر منه أصواتا غريبة ولا تعلم لربمآ كانت الغرغرة !! وآخر بجانبه لا يتحرك ولا يستطيع الكلام ومحاليل موصلة بيديه وأهله حوله والألم يبدو في عينيه الحمدلله الذي عافانا فالمرض ليس لسن معين ولا لطبقة معينة بل كل منا معرض أن يصاب بتلك الأمراض فالأصل في حياتنا أن نحمد الله على كل شئ وأن نتقرب إليه بعدهآ ها نحن قد وصلنا لضالتنآ للمريض الذي كنا ننوي عقد بحثنا معه انه شاب بالثلاثين من عمره بكل سهولة دمر صحته بالتدخين و الادمان معاً ،،بل والأكثر من ذلك هو مصاب بالسكر والضغط والتهابات مزمنة بالرئة جعلت الأطباء يشكون للحظة أنه ربما يكون عنده سل عافانا وعافاكم الله عندما رأيناه فجعنا من منظره وحاولنا اخفاء انطباعتنا عنه كنت أنظر اليه واكتب ما يقوله وقد تذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس : عن عمره فيما أفناه ؟ وعن شبابه فيما أبلاه ؟ وماله من أين اكتسبه ؟ وفيما أنفقه ؟ وماذا عمل فيما علم] إنهآ عبرة ..فلنا أن نراه ونتعظ ونعد تلك الأمور كأنهآ منبهات لنا أفيقوا عباد الله ،،،فالله سيحاسبنا على كل ما نفعله ،،سيحاسبنا على اقترفته أنفسنا من ذنوب وآثام أذكر أن أستاذا من أساتذة الجامعة قال لنآ يوما : إن أهم ما ينبغي عليك وأنت تؤدي عملك أن تطلب الهداية من الله ليساعدك فتساعد الناس أنت شخص لا حول له ولا قوة وقوتك بالتجائك إلى الله ،خذ العبرواحمد الله على ما آتاك من نعم وتذكر أنه لا يجب عليك وأنت تنظر لمريض يوما أصيب في حادث بشلل واخبرك بكلامه أن هذا الشلل الذي أصاب أطرافه كان سببا في هدايته وثباته على الطريق ،،،،أن تنظر له ولسان حالك يقول ليه يارب كده يعني كان لازم يارب عشان تهديه تشله ؟!!!! هذا خطأ كبير جدا ،،،فأنت أولا لا تعلم أين الخير له ،،فالله يختار لنا الأفضل دوما وكل إنسان له ابتلاء يبتليه الله به ليغفر ذنوبه ويرفع درجته واعلم انك ان لم تتعظ لربما أصابك ما هو أشد منه فاتعظ واحمد الله على ما اعطاك إياه)) أيهآ المبصر يا من لم تفكر يوما أن تحمد الله على نعمة البصر وغيرك فقدهآ وفعل ما لم تفعله أنت؟! يا من تسمع وتتكلم ...يا ليتك لا تستخدم تلك النعمة إلا فيما يرضي الله عزوجل فللأسف الشديد نستغل ما وهبنا الله إياه فيما يغضبه ويسخطه يا لقلوبنا القاسية !! (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا) [الإسراء:36 يا من تمش بقدميك وما زالت قدمك لم تعرف طريقاً للمسجد متى تذهب إلى المسجد وتصف قدميك في محراب الصلاة خاشعا تصلي لله عجبا لنآ والله ..فهناك أخوة لنا فقدوا نعمة السجود على الأرض فيذرفون الدموع ليلا ونهارا يتمنون لو لامست جباههم الأرض فيفرحون بقربهم من الله !! أخوة الإيمان ...ألا يكفينآ نعمة الأمن التي حرم منهآ اخواننا بسوريا وفلسطين والعراق والاحواز ألا يكفينا نعمة الإسلام التي اصطفينا بهآ فيكفي أنك ولدت على الفطرة وظللت عليهآ ...!! كم من طفل يتيم حرقته دموع يتمه!! كم فقير أتعبه قلة المال بيده!! ونحن نملك الكثير بأيدينا وما يجعلنا سعداء أبد الدهر لكننا مع ذلك عقولنا وقلوبنا مصرة على البقاء في حالة من الحيرة والهم الدائم دعوني أقص عليكم بعض المشاهد الأخرى التي رأيتها بالمستشفى ،،،،،،،،،،، قسم الجراحة !!!! مشاهد صعبة رأيتهآ وجهاً لوجه لم أكن أتخيل يوماً أن أراها يوماً بحياتي إلا على التلفاز وبصور الجرائد فقط لا أكثر ،، لم أكن احتملها وهي بعيدة عني والآن أراها والمسافة بيني وبينهآ تكاد تكوون معدومة رجلا بالخمسين من عمره مغطاً بالدماء مشهد من أسوأ المشاهد التي رأيتها بحياتي عيناه تنزف وانفه وفمه والمفاجأة أن خده الأيسر يعتبر ليس موجودا فقد دهس في حادث سيارة فكيف كان حاله ،،ما كان عليه إلا الصبر على ما أصابه هذا مجرد حادث أصيب به شخص فجأة وكلنا معرضين لأن نجد أنفاسنا تتلاحق تخرج لتعود إلى خالقهآ ،،،ألسنا معرضين ألا نعطى فرصة اخرى للتوبة ؟ إذن لما التسويف !!!! وآخر مشهد أقصه لكم هو مشهد طفل لعب ولهى وبشقاوة الطفولة وبراءاتهآ صعد على شجرة ثم وقع عليهآ ليرى نفسه بعدها على سرير رقبته مكسورة يأن من الألم جرحه غائر جدا برجليه لدرجة أن عظامه ظاهرة تستطيع ان تراها بكل وضوح ؟؟ هكذا ونزيف الدم في زيادة!! أرجوك أخي ،،،أرجوكِ أختي .... أحمد(ي) الله على وهبك إياه ،،،لا تعترض على أي ابتلاء ولا تكن ممن ينتظر البلاء ليشعر بالنعم اعلم اخي واعلمي اختي أن هناك أقواما ابتلاهم الله بما هو أكثر منك وصبروا ورضوا فأرضاهم الله عزوجل و أعطاهم من النعم وزاد أجرهم أذكر قصة مؤثرة للغاية أن هناك امرأة عجوز عمياء مقعدة بلا زوج ولا اخ ولا اخت ولا ولد تعيش بغرفة صغيرة للغاية ومصاريف معيشتها طوال الشهر بضع جنيهات وعندما سألوها ماذا تريدين ؟ قالت : انا مش عايزة حاجة يا بني ده انا بنعمة والحمدلله ويكرر عليها الرجل وتكرر نفس الجواب وتدعو الله فقط وابتسامتها لا تفارق وجهها ،،رغم كل شئ ،،، هذا هو الرضا بالقضاء والقدر وبرزق الله ونعمه نحن نحتاج وقفة كبيرة مع أنفسنآ حتى نضع النقاط على الحروف كيف هو حالنا مع الله ؟ هل نحن ممن يعترض على ابتلاءات الله له ؟ أم نحن ممن يفكر بإيجابية ؟ طفلة سورية بدأت بحفظ القرآن وتقول أريد أن احفظ القرآن لأني لا أعلم متى سأكون شهيدة؟!!! انظر في حال النبي والصحابة والسلف كيف كان الله يبتليهم وكيف كانوا يتعاملون مع الابتلاء يونس عليه السلام: قال لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين يعقوب عليه السلام: فقد ابنه فقال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله الرسول صلى الله عليه وسلم في عام الحزن بعد كل ما حدث معه ومع المؤمنين وضرب في الطائف فظل يدعو الله ولجأ إليه وقال : اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس........ إنهآ ثقافة قلَّ ما نجد أحد يتقنهآ إنهم أحبوا الله في السراء والضراء فكان الله معهم ينصرهم ويؤيدهم بنصره فلنراجع أنفسنا ولنحمد الله على ما لدينا ولنتفاءل ولتبقى قلوبنآ معلقة بالله
منقول |