تألمت لواقعنا .. حيث أغلبنا مشغول بنفسه وخاصة الآباء فإنهم لايعطون فرصة للإستماع لهموم وصرخات فلذات أكبادهم فالأب جل وقته بالعمل أو مع الأصدقاء بالاستراحة .. والأم مع الوظيفة والزيارات أو بين السوق لشراء ملابس للوظيفة حيث أن اغلبها شاهدوها كل الموظفات فلابد من التغيير ...
أو عندها مراجعة للمستشفى إما تشتكي من ركبها أو ظهرها لكثرة الوقوف بالعمل .. أو لزيارة صديقتها سعاد ولدت بتوأم أو تعود قريبتها منال قامت بعملية لتجميل أنفها بما انه صغير تريد أن يصبح مثل أنف عايشة القذافي ...!!!
ثم إذا ماحصل للأولاد ضعف في مستواهم الدراسي أو فشلوا في حياتهم بدأ الأباء يندبون حظوظهم .. لم أبناءنا ليسوا كأبناء الأخرين ... رغم إننا أكرمناهم ووفرنا لهم كل سبل الترفيه ونسي الأب وحرمه المصون أن تلك الأشياء ليست بتلك الأهمية الأساسية للأبناء ... فأولئك ركزوا على أشياء غاية في الأهمية ألا وهي المشاعر الصادقة والكلمة الطيبة والابتسامة الجميلة مع تشجيعهم وتعوديهم على القراءة كلا بما يناسب سنه وفهمه ..
فلا بد لنا من وقفة مع هذه القواعد التربوية الرائعة .. وكذلك ينبغي لنا أن نجلس معهم ولو في الأسبوع مرة جلسة خاصة إما بالذهاب لمطعم أو نزهة للبر أو البحر وسؤالهم إذا لدى أحدهم مشكلة خاصة بالمدرسة أو مع أولاد الجيران وإيجاد الحل المناسب لها بدل أن نربي فيهم الحقد والضغينة ...!!
وهاهم يصرخون .. أبي أمي احتوونا بدفـــء مشاعركم فهذا الدفء الذي نريد ... قبل الضياع فإن هناك من يتربص بنا ...!!
لذا ينبغي علينا أن لا يكون جل همنا إيجاد وسائل الترفيه لهم وتركهم هكذا تربيهم الظروف أو أصدقاء السوء ثم ما أن يتعرضوا لأي مشكلة نبدأ نندب حظوظنا ونلومهم على تقصيرهم ونبريء أنفسنا من فشلهم ..
بل لابد من لوم أنفسنا لغيابنا عنهم عاطفياً واحتوائهم بدل أن يأتي من يحتويهم من خارج جدران بيوتنا ... ونحن كل همنا أن ننتج في أعمالنا لنصبح يوما ما نتبوأ أعلى المناصب أو تأتينا شهادة نظير جهودنا الجبارة ..
بينما نترك الحبل على الغارب لفلذات أكبادنا حتى نصحوا وإذا بنا قد فشلنا فشل ذريع في تنشئتهم.. فلا بد من عودة لنحيي الأمل في نفوسنا ونفوس أحبابنا ولا نجعل وظائفنا أو تجارتنا تطغي على وقتنا وفكرنا متناسين من هم بأمس الحاجة لنا لنمسح على رؤوسهم برفق وحب إن أردنا أن يحيوا أسوياء وأعضاء فاعلين في المجتمع ..
فالوظيفة سترحل ويأتي التقاعد .. والتجارة سيوهن العظم وسيشتعل الرأس شيبا وسنتركها لغيرنا .. وسينسانا كل من كان يصفق لنا وينفخ في ذواتنا ..!!
بينما تربيتنا واهتمامنا بأحبابنا وصلاحهم هو الذي يبقى في الدنيا وسيصلنا أجر ذلك بعد الموت .. فالبدار البدار أحبتي قبل فوات الأوان .... وقبل أن نعض أصابع الندم حينما نكتشف اننا فشلنا في توجيههم وتربيتهم كما ينبغي .. ووقتها نبكي على اللبن المراااااق .. !!