على الرغم من أن الملح يعد أحد العناصر القليلة التي لا يمكن لأحد الاستغناء عنها، إلا أن الإفراط في تناولها قد يكون أحد الأسباب الرئيسية للبدانة في الوقت الذي يلجأ فيه البدناء لإتباع عشرات الوسائل من أجل القضاء على البدانة أو التخفيف منها دون إدراك أن الإفراط في تناول الملح قد يكون سببا في الوزن الزائد ويقول الخبراء أن الإنسان البالغ يحتاج لنحو 4 إلى 7 جرامات من الملح فقط يوميا، وأن زيادة أو نقصان هذه الكمية تعرض الجسم لعدد من المشاكل الصحية فيما تؤثر زيادته أيضا على البدانة.
والملح من الناحية الكيميائية مركب بسيط مؤلف من عنصرين فقط هما الصوديوم والكلور، لكنه معقد ومثير للجدل بالنسبة إلى الأطباء وعلماء التغذية، لأن الملح مكون حيوي في جميع سوائل الجسم بما فيها الدم، لدرجة أن الجسم يحتوي على سلسلة مفصلة ودقيقة من آليات التنظيم، التي تعمل على بقاء تركيز الملح في الدم ضمن النسب الصحيحة، وعندما يهدد ملح الجسم بالانخفاض فإن الكليتين تستطيعان أن تأسرا كل الملح الموجود في البول، وعندما تدعو الحاجة فإن غدد إفراز العرق في الجسم تستطيع أيضا أن تحفظ الملح، وبالرغم من أن ذلك قد يبدو متناقضا، فإن الجسم البشري لاعتماده على الملح طور أجهزة تسمح له بالعمل على نحو رائع، حتى إذا لم يحصل إلا على كميات قليلة من الملح في الوجبات الغذائية .
وينصح الخبراء الراغبين في الحصول على أفضل النتائج للريجيم بضرورة التقليل من الملح في الطعام، لأن كافة الخضراوات والفاكهة الطازجة تحمل كميات متوازنة من الأملاح الطبيعية، لذا ينصح الكبار بالإكثار من تناولها في حين أن بعض الأطعمة تحتوي على نسبة عالية من الملح، كاللحم والسمك المجفف، اللحوم المعلبة، الجبن، الزبد النباتي، المقبلات والمخللات، رقائق البطاطس، المكسرات، الفاصوليا والصلصة المعلبة التي يجب التقليل منها واستبدالها بالطبيعية كما يمكن تناول البدائل التي تحتوي على أملاح طبيعية مثل النعناع والبقدونس والزعتر، أو تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم مثل: البرتقال، والموز، والمانجو، والكانتلوب، والفاصوليا الجافة، والبازلاء الجافة فكل هذه الأطعمة تساعد على إخراج مزيد من الأملاح في البول بمعدل أكبر من الطبيعي وينصح الخبراء بألا يزيد معدل تناول الملح يوميا عن 2.200 ملجم يوميا، وهو ما يعادل ملعقة شاي واحدة صغيرة.