فكره قرائتها راقت لي فا أحببت ان انقلها لكم
اتمنى ان تتمعنوا بمعانيها ولا تسئموا طول شرحها
ولذالك ارجوا ان تجربوها
حاول أن تجرب ذلك الآن،
انظر في كف يدك ثم قرب يدك
من عينيك أكثر وأكثر حتى تصبح قريبة جدا
ولا تستطيع رؤية شيء سوى مسام جلدك،
هل يمكنك معرفة يدك مع هذا القرب؟
مرة ثانية أبعد يدك شيئا فشيئا عن عينيك
حتى تستطيع رؤية يدك مرة أخرى
، ماذا تستنتج مما سبق؟
كثيرا ما نقترب من التجربة التي نعيشها
إلى درجة تجعلها محيرة وصعبة الرؤية بوضوح،
وبنفس مفهوم التدريب السابق
فإنك لا تستطيع أن تتعرف على يدك
إلا عندما تكون على مسافة معينة،
أما حين نقترب كثيرا فإن الملامح التي تجعل هذا الشيء
يدا ستختفي ونفقد قدرتنا على تمييز الموضوع،
ولهذا فمن المجدي إذا واجهتك مسألة ما أو أمر مقلق
أن تبتعد عن منظورك القديم للأمور
حتى تستوعب مكوناته وتتعامل مع الموقف بأدوات أفضل،
وذلك من خلال الترحيب بالتعرف على منظورات مختلفة
تمنحك وجهات نظر متعددة تثري رؤيتك للتجربة.
هل استغربت يوما حين سمعت صوتك في شريط تسجيل؟
وإذا كنت ربما قد اعتدت على رؤية نفسك
في الصور الشمسية فهل استغربت مع ذلك ذات
مرة حين شاهدت حركات جسدك وتعبيرات وجهك
أو طريقة مشيتك في شريط فيديو؟
إنها التكنولوجيا التي ساعدتنا على رؤية أنفسنا
كما يرانا الآخرون ومن خلال منظورهم،
مما ساعد الكثير على اتخاذ خطوات تغيير جبارة
في سبيل تحسين لغة جسدهم وتجميل مظهرهم
لأنهما استطاعوا رؤية أنفسهم من منظور جديد.
وبعد أن تمكن العلماء من صعود القمر لأول مرة
استطعنا أن نرى الصور التي تم التقاطها للأرض
ككل متكامل فتغيرت نظرتنا للكون كليا
وتعرفنا على عالمنا وأنفسنا بشكل أفضل
بعد تعرضنا لمنظور جديد للكون.
فالمنظور هو وجهة نظر، ووجهات النظر
غير المعتادة تعطي تفسيرات مختلفة للغاية،
وحين ننفتح لأكثر من منظور مختلف
فإن ذلك يوسع نماذجنا العقلية ويسمح باستقبال منظورات متجددة،
وهكذا تستمر الحلقة الإيجابية من التغذية الراجعة،
فما نسمح لأنفسنا أن نراه يشكل نماذجنا العقلية،
ونماذجنا العقلية يمكن أن تقيد وجهات نظرنا،
ووجهات النظر المقيدة تدعم نماذجنا العقلية
وهكذا تستمر هذه الحلقة المقيدة من التغذية الراجعة،
فنحن نرى ما نتوقع أن نراه، والطريقة المتكررة
في الرؤية تؤدي إلى نفس أسلوب التفكير
مما يضيق عالمنا ويقيد اختياراتنا.
ولكن ما الذي يمنعنا عادة من تبني منظورات
متجددة لحياتنا والاستمتاع بها أو التعلم منها؟
إنه ذلك الغول الذي يخشى الجميع التعرض له
ويطلقون عليه لفظ "الفشل"،
مع أن كل محاولة هي خبرة جديدة تعرضنا لمنظور جديد،
لكن عديدا من الناس تضع معايير وقوانين متجمدة
وعالية أكثر مما ينبغي لما تعتبره فشلا،
وهم بذلك يحتملون قدرا هائلا من الفشل -
أي من تلك المعايير العالية - قبل أن يحاولون التحقق
من الافتراضات التي استندت إليها نماذجهم العقلية
وشكلت منظورهم لطبيعة إمكانياتهم
وضيقت خياراتهم، إضافة إلى سبب آخر يؤدي
إلى تضييق المنظور وهو قلة الفضول وحب المعرفة،
فحين تكون محبا للمعرفة تحاول أن تكتشف
سبب وكيفية نجاح طريقة ما أو عدم نجاحها،
وهي حالة تشكك دائم في نماذجك العقلية
وفضولك للتعرف على منظورات أخرى، فبالنسبة لك
ليست هناك منظورات خاطئة،
ولكن هناك منظورات مفيدة أو بسيطة،
لأنك تعلم أن الاستفادة هي حكم شخصي
يقوم على مقارنتك للأمر بتجربتك السابقة،
ولهذا فكونك فضوليا للمعرفة يساعدك على الحصول
على أنواع مختلفة من وجهات النظر،
ويساعدك على أن تؤسس علاقة مختلفة
مع مواقفك الحياتية لأن تعترف بأنك تحتاج إلى العينين
معا حتى تحصل على رؤية أفضل.