تكاثفت في السماء
غيومٌ سوداء
وصرخة إستغاثة عَمَتْ اﻷرجاء
عسى أن ينزل الغيث
يُبل اﻷديم ويروي ظمأ وخواء
ذات ألم
ذات وهم
ذات ليلة صماء
قمرٌ وحيديمنع
مُتكئ على غيمةٍ مشرذمة الحواف
إستفاقت النجوم من غفوتها
على صرخاتِ هلوسةٍ مجنونة
من عمقِ الذاكرة أسترقُ لحظات
حروف شُكلت بعشوائية
تركتُ القلم يصهل دونَ لجــــــاميمنع
دون إعتراضيمنع
هذيان قلم مكبل بالخوفيمنع
إنه الحرمان وجهٌ آخر للفقديمنع
يتركني أهذي دون شرط دون قيد
هي لحظات مجنونةيمنع
ليس على المجنون حرج
هل أنا أسير على اﻷرضيمنع
أم اﻷرض تسير عليّ
هل أنا أسير على قدميّ أم أسير على يديّ
يقولون اﻷرض كروية
لن أصدق كل ما يقولون
أنا أرى اﻷرض مسطحة مستويةيمنع
إنهم فقط يتوهمون !!
كنتُ طفلة
أنظرُ إلى السماء أبحثُ عن النجوم في وضحِ النهار
كان عقلي الصغير يتصور أشياءً ويتخيل أشياءً
كنتُ أعتقد أن النهار لصٌ يسرقُ النجوم كل يوم
ويخبئ القمر في جيوبِ الغيوم
وأن للنهار عيون نسر يخطفُ اﻷطفاليمنع
يرفعهم بمخالبه القوية يرمي بهم فوق القمم العالية
كنتُ أنادي بصوتٍ مرتفع ... أين أختفى القمر ؟!!
ﻻزلتُ أبحثُ في مرآتييمنع
عن صورتي القديمةيمنع
عن أشرطة جدائلي ومشابك الشعر
عن لعبتي بكعبها العالي وفستانها اﻷحمر
عن أمشاط أمي وقوارير العطر
ﻻزلتُ أخافُ الظﻼميمنع
أهرولُ مرعوبة أختبئُ خلفَ الجدار
لن ألتَفتَ إلى الوراء
أخافُ من ظلي يﻼحقنييمنع
ويمسك بطرفِ الرداء
أصعدُ درج الدار بسرعة وأتعثـّــر
أشتعلُ كعود ِبخور في كهوفِ وحدتي
أسترسلُ في سرد ِالحكايات لطفلتي
أحكي لها عن زمن المعجزات
قصص من الواقع والخيال
عن ذلك الربان ذو المعطف اﻷزرق
أشعلَ غليونهيمنع
أحرقَ المركب
أغرقَ السفينة في عرضِ البحر
وتلك الحورية بصرخاتها المدويةيمنع
أيها الصياد .. تمهل ..يمنع
ﻻترمني بسنارك خدشتَ قلبي
وكبلتَ يديّ
تبـًا
ﻻ أقوى على الســـــير بمفردي
ﻻزالت اﻷرض تهتـــز تحت قدمي
ﻻزلتُ أغوص في عمقِ الخطىيمنع
تارة أسقط وأخرى أرتجفيمنع
في اﻵخر أجهشُ في البكاء
على بعد أمتار تجمع السمّار في حلقةٍ دائرية
فَوقَ رمل رطبيمنع
إلتحفوا النجوم في ليلةٍ قمرية
أشعلوا النار وقهقهات تقارع فناجين قهوة ودِﻻل
أسترقُ السمعَ ﻷنين طفلةٍ
قُربَ صخرةٍ باردةٍ
تبكي الضياعيمنع
تبكي التشرد
أحمها بكفوفييمنع
أمسحُ دمعةَ خوفٍ على وجنتيها الحرير
وقلبٌ يتفطّر
تتساقطُ أيامي كحباتِ الكروم
تجف وتتبعثريمنع
تُجرفُ مع تيارات الزمن اﻷغبر
عجزتُ من الحيرة والسؤال
أذنٌ أغلقت بالطينيمنع
وأخرى سُدت بالشمع اﻷحمر
والجواب رُدم في قاعِ البحر !
ﻻزلتُ أحفر طريقًا بين الصخور
تشقق أقدام وإنحناء ظهر
ﻻزلتُ أرتعب من صدماتٍ أُخر
صرتُ ﻻ أأمن ﻷحديمنع
صرتُ أخافُ كل البشريمنع
مازلتُ أشعر بالدواريمنع
كلما تنزهت فوق الجبال
أخشى الوقوعيمنع
أخشى حتى النظر
بشرٌ يُعانق بشر
يغرسُ في الظهرِ ألفَ خنجر
على مائدةِ العشاء
تُحاكُ الفتن والمكائد والغدريمنع
يلتهمون ببشاعة جثث اﻷبرياء
يعقدون صفقات مشبوهة بالخفاء
يتاجرون باﻷرواح والبﻼد
يشردون الناسَ والعباد
في اﻵخر .. يحتسون نخبَ النصر
تبًا لـ أناس تتغيّريمنع
مات الضميريمنع
شاب رأس اﻹنسانية جور وقهر
كيف لحمل وديع ينقلب الى وحش كاسر
ينهشُ لحمَ أخيه حيّ
بمخلبٍ وناب
سحقت الكرامة تحت اﻷقدام
أممٌ وشعوب تعاني القهر
حكّام مَسخ أقزام للهاويات تنحدر
شهقات أم مكلومةيمنع
تحضن رفاة طفل
أب مكبلٌ وعيناه للسماء تنظر
تلك العجوز منحنية الظهر
تتوسد حجر وطلليمنع
تدعو الله أن يُقرب اﻷجلإلى متى نبقى نتجرعُ اﻷسى
وهل سيعود الطفل العربي