هل سمعتَ بالأفيال البعيدة؟
هناك تحذيرات كثيرة من علماء التربية من الاصطدام بتلك الأفيال، كعبارة: احذَر؛ إنَّه أفيال! وعبارة: لا تَسِر في هذا الطريق؛ لأن السير في درْب الأفيال يؤدِّي إلى اللقاء بها في النهاية.
وانتباهُكَ أنها أفيال بعد الاصطدام بها، قد لا ينفعُك كثيرًا.
ما هي الأفيال البعيدة؟ ولِمَ وصِفت بأنها بعيدة؟
الأفيال البعيدة هي الأعمال الكبيرة، أو المواعيد الجديدة التي لا يوجد لها في وقتك مساحة، أو الديون المستقبلية مما قد يراه الإنسان سهلاً؛ لأنَّ وقت التنفيذ آجل.
فيأخذها على ما عنده من أعمال مرصوصة لا يتَّسِع الوقت معها لأي عمل صغير، فكيف بزيادة في المواعيد، أو الأعمال، أو قائمة الديون؟ والديون الماضية لم يُسدَّد منها شيء، ولأنها تُرى من بعيد؛ فهي على غير حقيقة حجمها، وسُمِّيت أفيالاً؛ لأنها ضخمة، ولكنها لا تبدو كذلك؛ لأنها أعمال أو مواعيد أو ديون الوفاءُ بها ليس حالاًّ.
إنَّ تلك الأفيال إذا وصلتْ إليك، حطَّمت ترتيب برامجك، وبعثَرت أوراقك.
فألزِم نفسك ورتِّب أمورك بألاَّ تقبَل عملاً آخر مع ضِيق ما لديك من الوقت، ولا تتقبَّل مديونية بسبب الإغراءات الإعلامية، وتسهيل الضَّخم، وتمديد المدة وأنها بعيدة؛ فإن ما هو آتٍ قريب، وانظر إلى أصحاب الإيجارات السكنيَّة يُسدِّد إيجار هذه السنة، ثم ما يلبَث إلا ويَسمع بالطارق على الباب يُطالِبه بتسديد قيمة السنة الحالية، وكأنه سدَّد الإيجار قبل أمس.
والخلاصة: كل شيء لم تستطِع سداده، فلا تقبَل بالمزيد منه، سواء كانت وعودًا أو أعمالاً أو مالاً.
كتاب "ولكن سعداء.."