أرسل ريال مدريد رسالة تحذيرية لبوروسيا دورتموند الألماني قبل لقائهما بقبل نهائي التشامبيونز من خلال أداء رائع وفوز مستحق على منافسه ريال بيتيس 3-1 في المباراة التي أقيمت بين الفريقين بملعب سانتياجو برنابيو معقل النادي الملكي ضمن لقاءات الأسبوع ال 32 من الدوري الأسباني وبهذه النتيجة إرتفع رصيد الميرينجي ل 71 نقطة في المركز الثاني مقلصا الفارق مع برشلونة ل 10 نقاط قبل لقاء البارسا وليفانتي بينما تجمد رصيد بيتيس عند 48 في المركز السابع .
سيطر الريال على الشوط الأول وتحسن الأداء الهجومي لبيتيس في الثاني ولكن فارق المهارات كان لصالح الملكي الذي نجح في الثأر من هزيمة الدور الأول وأحرز للريال أوزيل هدفين (د 45 ود 90 ) وبنزيمة (د 57) وأحرز لبيتيس مولينا ( د71 ركلة جزاء) .
دخل مورينيو المدير الفني لريال مدريد اللقاء ، وهو لا يبحث سوى عن الفوز في منافسته القوية مع جاره أتلتيكو مدريد على المركز الثاني ، بعد إبتعاده عن صراع لقب البطولة الذي أصبح مضمونا لبرشلونة لفارق النقاط الكبير ، وأيضا بحث مورينيو في هذا اللقاء عن الإستعداد لمواجهة دورتموند في قبل نهائي دوري الأبطال ، ولذلك لعب بطريقته المعتادة 4-2-3-1 بتقدم بنزيمة ، ومن خلفه الثلاثي رونالدو وأوزيل وكالييخون .
ولم تختلف طريقة بيبي ميل المدير الفني لريال بيتيس عن سابقه ، وإن إختلفت الأهداف فهو يريد الفوز في محاولة للحاق بالأربعة الكبار ، والتمثيل الأوروبي ، ولعب بنفس الطريقة 4-2-3-1 بتقدم روبين كاسترو ، ومن خلفه الثلاثي كامبل وبابون ونوسا .
الإصرار على الفوز والثأر من هزيمة الدور الأول ، وضح منذ البداية على أداء النادي الملكي الذي هاجم بقوة مستغلا إنطلاقات الثنائي رونالدو من الجهة اليسرى ، وكالييخون من الجبهة اليمنى .. وفي المقابل جاءت محاولات بيتيس من خلال الهجمات المرتدة السريعة ، وألغى الحكم هدفا لروبين كاسترو بداعي التسلل ..وأجرى مورينيو تغيير مبكر حيث دفع بفاران بدلا من مارسيلو المصاب .
الدون البرتغالي رونالدو كان كلمة السر كالعادة لسيطرة الميرينجي على منطقة المنتصف الذي تحرك فيها عرضيا وطوليا ، ليملأ ملعب المباراة بمهاراته وسرعته .. ووضحت الإستراتيجية الهجومية لمورينيو والتي سينتهجها في موقعة دورتموند في دوري الأبطال ، والتي تعتمد على الهجوم بأربعة لاعبين حيث ينضم أوزيل ورونالدو لجانب بنزيمة داخل منطقة الجزاء إذا كانت الهجمة من الجهة اليمنى ، ويحدث العكس وينضم كالييخون للمهاجمين إذا جاءت المحاولة من الجبهة اليسرى .
الضغط المتواصل من النادي الملكي جعل بيبي ميل المدير الفني للفريق الأندلسي يطالب ثلاثي الوسط المهاجم بالعودة ، لمعاونة زملائهم في محاولة لإنهاء السيطرة المدريدية على منطقة المنتصف ، وطالب من لاعبه كامبل ضرورة فرض رقابة لصيقة على كريستيانو وهو ما جعل اللاعب البرتغالي للهروب لمنطقة المنتصف .. وبالفعل تحسن أداء بيتيس وبادل الريال السيطرة في أوقات كثيرة ، وأضاع كامبل وكاسترو فرصتين محققتين .
أخطر فرص الشوط جاءت لرونالدو في الدقيقة 40 عندما سدد إحدى قذائفه بقدمه اليسرى ، لكن القائم الأيسر ينوب عن الحارس أدريان ويتصدى لها .. وبعدها بثلاث دقائق يرد بيتيس بهجمة منظمة تصل لبابون الذي سدد قذيفة رائعة ، وفي هذه المرة إرتدت من العارضة .
نجوم الريال لم ينتظروا للشوط الثاني حتى يعلنوا عن تقدمهم بل عبروا عن سيطرتهم خلال الشوط الأول بهدف في الدقيقة الأخيرة أحرزه مسعود أوزيل ، بعدما تلقى تمريرة بينية من بنزيمة ، وسدد الكرة بيسراه في الزاوية اليسرى الضيقة للحارس أدريان ، لينتهي الشوط بتقدم الميرينجي بهدف .
أجري بيبي ميل المدير الفني لبيتيس تغييرا مع بداية الشوط الثاني حيث دفع بمولينا بدلا من نوسا لتنشيط الجانب الهجومي وتحسن أداء الفريق الأندلسي وهاجم بقوة مع بداية الشوط الثاني وعدل من تكتيكه حيث تخلص من الإعتماد على الهجمات المرتدة ونظم هجمات من خلال الجانبين وإرسال العرضيات لكاسترو الذي يجيد التعامل معها .
الهجوم المبكر من بيتيس منح الفرصة لنجوم الريال لتنفيذ هجمات سريعة بعد أن إنكشفت المساحات الخالية في خطي منتصف ودفاع الفريق الأندلسي وخاصة أن طريقة لعب الملكي تعتمد على المساحات الخالية وهو ما أتاح الفرصة للمرينجي لإحراز الهدف الثاني في الدقيقة 57 من خلال هجمة سريعة قادها مودريتش ومررها لرونالدو ليمنح هدية لبنزيما الذي وجد نفسه منفردا بالحارس أدريان ويضعها بسهولة في الزاوية اليمنى .
دفع مورينيو ببيبي بدلا من مودريتش المجهد لتنشيط خط المنتصف وإيجواين بدلا من بنزيمة بينما دفع بيبي ميل بفاديلو وبيريز بدلا من كامبل وألبيرتو .. وتحسن أداء بيتيس وإندفع للهجوم مرة اَخرى وفي الدقيقة 71 يعرقل ناتشو فيرنانديز مدافع الريال كاسترو مهاجم بيتيس داخل منطقة الجزاء ولم يتردد الحكم في إحتساب ركلة جزاء سددها مولينا في الزاوية اليسرى العليا للوبيز محرزا هدف تقليص الفارق .
حاول بيتيس خلال الدقائق المتبقية إحراز هدف التعادل وكاد ينجح قبل النهاية بدقيقتين ولكن العارضة تتصدى مرة أخرى لكرة كاسترو ولكن الريال عاد مرة اَخرى للسيطرة وأحرز أوزيل الهدف الثالث لفريقه والثاني له بعد متابعة تسديدة كالييخون في الدقيقة الأخيرة لتنتهي المباراة بفوز معنوي للريال .