برامج الدردشه هل هي ادمان ام تواصل اجتماعي
أصبح أمرا ملفتا لدى غالبية المنتظرين في عيادات الأطباء وفي صالات الانتظار، خصوصا صالات الانتظار في المستشفيات أن ترى العديد منهم وهم مشغولون بالدردشة عبر هواتفهم الجوالة، خصوصا من فئتي الشباب والشابات لرخصها التي لا تزيد على 99 ريالا شهريا ولقدرتها على التواصل. والمثير في الموضوع أن غرف الانتظار أصبحت مجالس صامتة بعد وجود "الواتساب" حيث صار الكثير يترك من حوله ولا يتحاور معه نتيجة انهماكه بمتابعة البرنامج والتحدث مع المشتركين عن طريق الرسائل، وقد يطول الأمر على هذه الحالة إلا أن يصل دوره ويتم النداء عليه من قبل الممرض أو الممرضة. وبرنامج الدردشة على أجهزة الجوال والآي فون والآي باد "الواتساب" أصبح ملفتا لدى العديد من الجمهور من الشباب والفتيات الذين يأتون للمركز بمفردهم أو بصحبة أحد من أهلهم وأنه أصبح الشغل الشاغل والقاسم المشترك لديهم أثناء أوقات الانتظار، مشيرا إلى أن هذا الأمر أصبح عند الأطباء وإدارات المستشفيات أمرا مريحا، حيث أصبح الكثير يتغلب على فترات الانتظار الطويلة أحيانا من دون ملل، كما كان الأمر في السابق من جانبه أوضح سلطان الثبيتي أن الإقبال الكبير على برامج "الواتساب" من قبل الشباب والفتيات إنما تعود، لكون هذه البرامج تتيح للمستخدمين التواصل عبر إرسال الرسائل واستقبالها بشكل سريع وممتع، إضافة إلى العديد من المميزات الأخرى كإرسال الفيديو والصور.
وأضاف أنه بعد أن أدخل خدمة "الواتساب" إلى هاتفه الجوال أصبح لا يشعر بالملل حين يأتي مع والده المسن للمستشفى لمتابعة حالته المرضية، كونه يقوم بالتواصل مع أصدقائه طوال فترات الانتظار، موضحا أن هذه الخدمة لها جوانب إيجابية من حيث التواصل الاجتماعي وعمل مجموعات وتناقل التهاني والمعلومات.
بينما يرى سليم وهو شاب سوري مقيم أن لبرامج الدردشة على الهواتف النقالة سلبيات، حيث يتم استخدامها لفترات طويلة وهو أمر يمكن أن يؤثر ويقلص من الأوقات التي يقضيها الشخص المستخدم لها مع عائلته ويترتب على ذلك إهمال الأمور الضرورية، كما أن له خطورة ولا سيما مع الذين يستخدمون "الواتساب" أثناء قيادة السيارة كما أن له مشكلات اجتماعية. أما عز الدين حافظ مدرس سعودي فقال: إن التعامل مع "الواتساب" أصبح شبه ضرورة في حالات الانتظار للخروج منها، وإنه يحرص شخصيا على التواصل اليومي مع أصدقائه في عدد من المدن والجهات عبر هذه الوسيلة، لرخصها موضحا أنه بفضل هذه البرامج أصبح بالإمكان الاستغناء عن الاتصال السمعي والاكتفاء برسائل "الواتساب" التي أغنت الكثير من مستخدمي الجوال. ويرى الخبير النفسي دكتور خالد عباس أن رغم الإيجابيات التي يراها الشباب والفتيات في هذه البرامج التي انتشرت أخيرا بشكل كبير حول العالم فإنه لا بد من الحذر من مخاطر الاستخدامات الخاطئة لها كالإسراف في استعمالها وقضاء أوقات طويلة معها وهو أمر يؤثر سلبا في الشخص صحيا أو نفسيا أو اجتماعيا أو حتى اقتصاديا إذا كان عاملا وتسبب استعماله له في تعطيل أعماله. وأضاف أنه يجب أن يكون الشباب أو المراهقين أو الأطفال حذرين من بعض السلوكيات والأخبار التي يمكن أن تعرض عليهم، ويمكن أن تكون سببا في ارتكابهم بعد ذلك سلوكيات أخلاقية واجتماعية سلبية، أو أن يتحول استخدامه لها لحالة إدمان.
وأشار إلى أن هناك كبار سن أو فتيات أصبحوا ينشئون مجموعات يتواصلون فيما بينهم لساعات طويلة قد تصل إلى ساعات الفجر، وهو ما يمكن أن يؤثر في مستوى الدراسة لديهن. وطالب بأن يراقب الأهل والوالدين أبناءهم خصوصا صغار السن في استعمالاتهم لتلك البرامج، بحيث لا يسرفوا في استعمالها والسهر إلى الفجر، بحيث يجلس فترات طويلة بعيدا عن الأهل والأصدقاء، ما قد يتسبب ذلك في ضعف النظر، وكذلك الوحدة مع نفسه بسبب جلوسه مع "الواتساب" كما تكمن مشكلة انتشار النكت والمواضيع غير المفيدة التي تجلب الإساءة إلى الآخرين. وذكر أنه يمكن الاستفادة من الجوانب الإيجابية لهذه الوسائل بسهولة إذا أحسن التعامل معها، بحيث تكون مصدرا للتواصل مع القريب والبعيد وتبادل المعلومات وتبادل الحوار والمناقشات للعمل أو الدراسة.