هذه المرة : الحياة ستزول تماما كما زال
هؤلاء..وستنتهي تماما كما انتهى أولئك الأحبة!!
الأحبة..أولئك الذين رحلوا..وأولئك الذي فقدتهم
ترى كم من الأشياء المهمة فقدتها أيضاً؟؟
أسمع تثاؤباً بداخلي..ترى من هذا النائم الذي تذكر
اليوم أن يصحو؟؟
هو ضميري إذن!
عمتَ صباحاً أيها الضمير..ما أطول ما نمت !!
أكان يجب علي أن أخسر وأفقد وأودع وأنسى كلللللل
هذه الأشياء من أجل أن تصحو؟
لم جرحتُ من جرحت؟
لم ظلمتُ من ظلمت؟
لم قسوت؟
لم تكبرت؟
لم خدعت وسرقت ودست على
كل من حولي بدعوى أن الحياة تستمر؟
أوه..عذراً..كنتَ أنتَ نائماً وقتها !!
ثلاثون أم خمس وثلاثون أم أربعون تلك التي سأكملها
بداية هذا العام هـ1432؟؟
ترى كم من الفرص ضيعت..وكم من دروب الرذيلة قد
سلكت؟؟
أين كان عقلي وقتها؟؟
مرة أخرى أعتذر...كنتَ تغط في سبات عميق يا
ضميري!!
لكن ألم يكن هناك(منبه) أو (جرس) أو يد توقظ
نعم..كان يوجد
كنتَ أسمع (منبه) قوي يقول :
(ألم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله)
وكان (رنينه) لا ينقطع..لكنك لم تستيقظ !!
سهرت كثيرا يا ضميري من أجل حسابات دنيا وتفاهات
بشر سهرتَ كثيراً..ونمتَ أكثر !!
كان هناك ( جرس) و(ساعة) مؤقتة لتصحو ولكنك لم
تفعل
واليوم عرفت :
الحياة لن تستمر..
لو كانت هكذا..لاستمر أبي ولم يمت
لو كانت هكذا..لاستمر صديقي ولم يرحل
لابد أن هناك نهاية..وأن الحياة بالتأكيد ستزول
أكنتَ تنتظر حتى أنتهي أنا لتكتشف أن الحياة الدنيا
ستنتهي؟؟
لا تتكلم..أعرف..كنتَ نائما يومها!!
* * *
ضاع مني الكثير في طرقات الدنيا ومحطاتها
وأولئك الذين أخطأت في حقهم..أين سأبحث عنهم
ليسامحوني؟؟
أولئك الذين ظلمتهم..أين سأسافر لهم ليعفوني؟؟
وأنا ..كيف سأسامح نفسي..وكيف سأغفر لها وقتاً من
العمر ولى دون عودة؟؟
هناك كلمة كتبتها ولكني ندمت..فأي نوع من
(المساحات) سيمحيها؟؟
أتذكر جملة قلتها..لا بل أكثر..أي صدأ هذا الذي
سيجعلها طي النسيان؟؟
لم أنسَ أخطائي وذنوبي أنا..فكيف سينساها
علام الغيوب؟
(عن اليمين وعن الشمال قعيد)
سجلا كل كلمة..كل هفوة..كل زلة..كل (تفاصيل)العمر
لحظةً لحظة..
ثم أين ما ضحيتُ من أجله؟؟ أين هو؟؟
ســـراب..هو سراب لا محالة..
متشعبة هي الطرق التي سلكتها..فهل من دليل
لعلني ألتقط بعضا من (الدقائق) أو أشتري (لحظة) حياة
حقيقية لكنها كانت موجودة..وكنت أستثقل مرورها..
كانت أمامي وكنت لا أراها..
كان كل شيء بيدي..واليوم أحثوه ترابا على وجهي!!
كيف حصل هذا؟؟
عفوا
.
.