حسنات تجري بعد الموت - شبكة همس الشوق
التسجيل مجاني
سجلاتنا تفيد بأنك غير مسجّل ,, يرجى التسجيل
اسم العضو
كلمة السر تأكيد كلمة السر
البريد الإلكتروني تأكيد البريد الإلكتروني

تاريخ الميلاد:    
هل انت موافق على قوانين المنتدى؟

 

 

         :: حل مشكلة رسالة إدارية ملف خاطئ عند تعديل التوقيع الصورة الشخصية ( الكاتب : سمير العباسي )       :: الكهرباء في ألمانيا ـ بنية تحتية تتوسع ببطء نحو الطاقة البديلة ( الكاتب : سجات التهاويل )       :: عملية فالكيري..أكبر مؤامرة لاغتيال هتلر قبل 81 عاما ( الكاتب : سجات التهاويل )       :: مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي: نتنياهو يعاني من تسمم غذائي ( الكاتب : سجات التهاويل )       :: ألمانيا ودول أوربية أخرى تستعد لبدء محادثات جديدة مع إيران ( الكاتب : سجات التهاويل )       :: أنباء عن هدوء في السويداء ودخول أول قافلة مساعدات ( الكاتب : سجات التهاويل )       :: مطالبة بتحقيق كامل.. ألمانيا تنتقد توزيع المساعدات في غزة ( الكاتب : سجات التهاويل )       :: رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: تزايد فرص اتفاق بشأن الرهائن ( الكاتب : سجات التهاويل )       :: هاك الأعضاء والزوار المتواجدين في آخر ساعة ( الكاتب : سمير العباسي )       :: هاك اخر أخبار المنتدى المطور ( الكاتب : همس الشوق )      

 

 
   
{ اعلانات شبكة همس الشوق ) ~
 
 
 
   
فَعاليِات شبَكة همَس الشُوقِ
 
 
Elegant Rose - Double Heart
 غير مسجل  : بصفتك أحد ركائز المنتدى وأعضائه الفاعلين ، يسر الإدارة أن تتقدم لك بالشكر الجزيل على جهودك الرائعه .. وتأمل منك فضلاً لا أمراً المشاركة في أغلب الأقسام وتشجيع كافة الأعضاء بالردود عليهم والتفاعل معهم بقدر المستطاع . ( بكم نرتقي . غير مسجل  . وبكم نتطور ) همس الشوق

اخي الزائر لديك رسالة خاصة من شبكة همس الشوق للقراءة ! اضغط هنا !


الملاحظات

مع تحيات : همس الشوق


نفحات اسلاميه كل ما يخص عقيدتنا الاسلاميه وديننا الحنيف من اهل الكتاب والسنه

-==(( الأفضل خلال اليوم ))==-
أفضل مشارك : أفضل كاتب :
بيانات ناطق العبيدي
اللقب
المشاركات 6836
النقاط 5536
بيانات همس الشوق
اللقب
المشاركات 7860
النقاط 16814

إنشاء موضوع جديد   

بحث حول الموضوع انشر علي FaceBook انشر علي twitter
العوده للصفحه الرئيسيه للمنتدى انشاء موضوع جديد ردود اليوم اغسل قلبك ب خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الاجاهلين
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 10 - 5 - 2013, 02:42 PM
شواقه غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
 عضويتي » 3078
 جيت فيذا » 29 - 3 - 2013
 آخر حضور » 20 - 8 - 2014 (08:44 PM)
 فترةالاقامة » 4498يوم
 المستوى » $44 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
  النشاط اليومي » 0.73
مواضيعي » 138
الردود » 3158
عددمشاركاتي » 3,296
نقاطي التقييم » 240
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 الاقامه »
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
 التقييم » شواقه has a spectacular aura aboutشواقه has a spectacular aura aboutشواقه has a spectacular aura about
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله baunty
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سبارتي المفضله  » سبارتي المفضله
 
حسنات تجري بعد الموت

Facebook Twitter
ملاحظة هامة لقراء الموضوع ♥ غير مسجل ♥
قبل قراءتك للموضوع نود إبلاغك بأنه قد يحتوي الموضوع على عبارات او صور لا تناسب البعض
فإن كنت من الأعضاء التي لا تعجبهم هذه المواضيع .. وتستاء من قرائتها .. فنقدم لك
باسم إدارة الشبكة وكاتب الموضوع .. الأسف الشديد .. ونتمنى منك عدم قراءة الموضوع
وفي حال قرائتك للموضوع .. نتمنى منك ان رغبت بكتابة رد
أن تبتعد بردودك عن السخرية والشتائم .. فهذا قد يعرضك للطرد أو لحذف مشاركتك
إدارة شبكة ( همس الشوق )

 



رسالة إلى كلّ من يؤرّقهم اليوم الّذي سنلقى فيه الله العزيز الوهّاب ..
رسالة إلى كلّ من يخشوْنَ ربّهم ويخافون سوء الحساب ..
رسالة إلى كلّ من يتحسّر ، ويتألّم إذا تذكّر : أنّه سيأتي عليه اليوم الّذي يُوَارَى فيه التّراب ..
رسالة إلى كلّ من يَعلم أنّ انقطاع أجلِه يعني انقطاعَ عملِه ، وانتهاءَ حلمِه وأملِه ..
رسالة إلى كلّ من يتفطّر قلبه ، ويطيش لبّه ، إذا تذكّر أنّ بعد الموت حساب ولا عمل ..
رسالة إلى كلّ من يبكي كما بكى يزيد الرّقاشي رحمه الله
وهو يقول :
" يا يزيد ، من يُصلِّي عنك بعد الموت ؟! يا يزيد من يصوم عنك بعد الموت ؟! " .
رسالة إلى كلّ من اضظرب فؤاده ، ورحل عنه رقاده ، إذا علم أنّه لن يمكِنَه أن يُحصّل حسنة واحدة بعد الموت ، وتذكّر أنّ الحسرة بعد الفوت ..

أمّا غير هؤلاء ، فلا كلام لنا معهم ولا نداء .. ومن كان قلبه أقسى من الصّخور والجليد ، فليسمعنّ قول المولى العزيز المجيد :
{ لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ } [ق:22] .
والرّسالة الّتي سأتلو نصّها عليك ، وأزفّ شرحها إليكم ، يرسلها إليكم محمّد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فحريّ بنا أن نسمعها ، ونقف وقفتين معها :
الأولى :
وقفة مع أحوال النّاس بعد الموت .
الثّانية :
وقفة مع نصّ الرّسالة .
ونسأل الله الّذي بيده مقاليد السّموات والأرض ، والّذي قلوب عباده بين أصبعين من أصابعه ، أن يشرح صدورنا ، وينوّر قلوبنا، وأن يجعلنا ممّن يستمعون القول فيتّبعون أحسنه ، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه ..

أوّلا : وقفة مع أحوال النّاس بعد الموت .
فاعلموا أنّ النّاس سينقسمون بعد الموت أصنافا ثلاثة :
ـ
صنف ، يُختم له على عمله ، فلا تصله حسناتٌ ولا سيّئاتٌ بعد انقضاء أجله :
{ وَآخِرِينَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [التّوبة:102] ..
يفاجأ حينها بالحقيقة الكبرى :
{وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ } [النّور: من الآية39] ..
الحقيقة الكبرى أنّ موعد المسابقة قد انقضى .. اللّسان يخرس عن ذكر الله .. والأطراف تشلّ عن العمل في طاعة الله .. ولا يبقى له إلاّ رحمة الله لا إله سواه - نسأل الله أن يعملنا بفضله ولطفه -.. ينتظر دعوةً صالحة تصله من عالم الأحياء ، كما ينتظر البؤساء عطاء الأغنياء ..
روى البخاري عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي الله عنه قال :
( ارْتَحَلَتْ الدُّنْيَا مُدْبِرَةً، وَارْتَحَلَتْ الْآخِرَةُ مُقْبِلَةً ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَابَنُونَ ، فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ ، وَلَا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا ، فَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلَا حِسَابَ ، وَغَدًا حِسَابٌ وَلَا عَمَلٌ ) .
وروى الطّبرانيّ في " الأوسط " عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مرّ بقبر ، فقال :
(( مَنْ صَاحِبُ هَذَا القَبْرِ ؟ )) فَقَالُوا : فُلاَنٌ . فَقَالَ : (( رَكْعَتَانِ أَحَبُّ إِلَى هَذَا مِنْ بَقِيَّةِ دُنْيَاكُمْ )) .
حتّى لو كان من الصدّيقين ، والتّقاة العاملين ، وأراد أن يقوم ليصلّي لربّ العالمين ، ما سُمح له بذلك ، فقد أغلق باب العمل وانقضى ، وحان وقت السّؤال والحساب عمّا مضى .. روى ابن ماجه - وحسّنه الشّيخ الألباني رحمه الله - عن جابرٍ رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال :
(( إِذَا دَخَلَ الْمَيِّتُ الْقَبْرَ مُثِّلَتْ الشَّمْسُ عِنْدَ غُرُوبِهَا فَيَقُولُ : دَعُونِي أُصَلِّي ))
.. لكنّه لا صلاة .. اليوم يُصلَّى عليك ولا تصلِّي .. اليوم يُدعَى لك ولا تدعو ..
ـوصنف - أعاذنا الله من حالهم - هم الّذين لم يكتفُوا بأن أسرفوا على أنفسهم بالمعاصي والموبقات ، ووقعوا في حبائل الشّهوات والسيّئات ، لم يكتفوا بذلك ، ولكنّهم فتحوا على أنفسهم بابا للمهالك ، لقد رحلوا من هذه الحياة ، فانقطعت عنهم الحسنات ، وبقيت تصل إلى حسابهم السيّئات ، لماذا ؟
إمّا لكونهم كانوا من الدّاعين إلى الباطل والفجور ، أو يعينون على اللّهو واللّغو والثّبور ، أو ماتوا وقد تركوا خلفهم ما يستعمل في معصية العزيز الغفور ، قال تعالى :
{ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ } [النّحل:25] ..
سبحان الله ! الّذي قال وكرّر قوله مرّات ومرّات في كتابه :
{ وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى }
وقال :
{ وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ } [فاطر: من الآية 18]
يستثني هنا ، ويقو ل:
{ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ } !
ذلك لأنّ سنّة الله جرت على أصل : أنّ
من دلّ على هدى فله مثل أجر فاعله ، كذلك من دلّ على غيّ وضلال ، له مثل وزر فاعله ..
روى مسلم عن جريرِ بنِ عبدِ اللهِ رضي الله عنه قال : قال رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم :

(( مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا ، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ )) .
لذلك قال تعالى عن ابن آدم القاتل :
{ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً } [المائدة: من الآية32] ..
روى البخاري ومسلم عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رضي الله عنه قال : قال النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم
:
(( لَيْسَ مِنْ نَفْسٍ تُقْتَلُ ظُلْمًا إِلَّاكَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الْأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْهَا؛ لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ أَوَّلًا )) .
ويبقى الإثم يصله إلى قبره حتّى تزول تلك المعصية الّتي سنّها ودعا إليها وأعان عليها ، روى الطّبراني عن واثِلَةَ
رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ :
(( مَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعَلَيْهِ إِثْمُهَا حَتَّى تُتْرَكَ )) .
ألا فلينظر كلّ منّا إلى عمله ، وما سيخلّفه بعد انقضاء أجله .. انظر إلى الأفكار الّتي تنشرها في أهلك وولدك وأصحابك .. انظر إلى وسائل الفساد الّتي أدخلتها إلى بيتك ، إن لم يمنّ الله عليهم بالهداية بعدك فحطّموها ونبذوها ، فإنّ إثمها لن يفارقك..
{ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ }
[الحجّ: من الآية11] .
ـوصنف من النّاس ، هم العاملون الأكياس ، أكثروا من الصّالحات ، وكانوا من السّابقين بالخيرات ، فاجتهدوا في مضاعفة الأجر والثّواب ، وطرقوا للخير كلّ باب ، وما وقفوا عند ذلك ، بل سلكوا أعظم وأفضل المسالك ، فكانوا يجتهدون في كلّ عمل يفتح لهم حسابا جاريا لا في البنوك ، ولكن وهم بين أطباق الثّرى وجنبات اللّحود
{ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
[السّجدة:17] .
من أحبّ أن يكون من أمثال هؤلاء .. الّذين ينعمون في القبر بنوم كنوم العروس ، وتصل إلى حسابهم الكنوز الّتي تُسرّ لها النّفوس .. هو في قبره متوسّد التّراب ، ويصل إليه الأجر والثّواب ..
{ لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ } [الصافّات:61]
.. من أحبّ أن يكون من هؤلاء الأغنياء ، فليستمع إلى رسالة ووصيّة سيّد الأنبياء
صلّى الله عليه وسلّم .

نصَّ الوصيّة ..
فقد روى مسلم عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنّ رسول اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قال :
(( إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ : إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ )) .
ثلاثة أصناف من النّاس ، يبقى عملهم ماضيا ، وربّهم عنهم راضيا ..
ثلاثة أصناف من النّاس ، يتوسدّون التّراب ، ويتضاعف لهم الأجر والثّواب ..
ثلاثة أصناف من النّاس ، لم يكتفوا بالعمل حال الحياة ، بل ظلّوا يعملون بعد الممات ..
ثلاثة أصناف من النّاس ..
أوّلهم : صاحب الصّدقة الجارية .
ثانيهم : معلّم النّاس الخير .
ثالثهم : من ترك ولدا صالحا يدعو له .
ولو اكتفى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالصّدقة الجارية لدخل فيها المعلّم الخير ، لأنّ أعظم ما يُتصدّق به ويُعطى هو العلم بالله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم .
أمّا الولد الصّالح فهو من عمل العبد ، كما في الحديث الّذي رواه التّرمذي والنّسائي عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول اللهِ صلّى الله عليه وسلّم
:
(( إِنَّ أَوْلَادَكُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ )) .
ويوم قال نوحٌ عليه السّلام :
{ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ }
[هود: من45]
قال له الله تعالى:
{ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ }
[هود:46] .
لذلك تعالوا بنا إلى صاحب الصّدقة الجارية ..
ما أكيسه وما أشدّ فطنته ! .. لم يكتف بالأجور العظيمة والخيرات العميمة الّتي ينالها المتصدّق ، فتراه قفز هذه القفزة فجعل الأجور تصله إلى ما بعد الموت ..
لا شكّ أنّه لا يخفى على أحد فضل الصّدقة ..
فهي من أوسع أبواب الخير ، وأدفعها للشرّ والضّير .. هي عنوان الكرم والجود ، وأشرف ملابس الدّنيا في الودود ، أجلب الأعمال للحمد ، وأدفعها للذمّ ، وأسترها للعيب ، ولم لم يكن فيها إلاّ أنّها صفة من صفات المولى تبارك وتعالى لكفى ، فقد روى التّرمذي عن سعد بنِ أبي وقّاصٍ رضي الله عنه عن النَبيِّ صلّى الله عليه وسلّم
:
(( إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ ، جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ )) .
فاسمها صدقة ، أي هي الدّليل على صدق الإيمان بالله واليوم الآخر ، لذلك جاء في الحديث الصّحيح :
(( وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ ))
.. لذلك قرن الله ذكرها مع الإيمان في أكثر من موضع في القرآن ، وقرنها بالفلاح ، فقال :
{ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ }
[البقرة:3]
حتّى قال :
{ أُولَئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }
[البقرة:5] ..

ووعد المتصدّقين بالأجر العظيم يوم يقوم النّاس لربّ العالمين ، فقال :
{ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }
[البقرة:261] .
وأنّها من أعظم مكفّرات الذّنوب، فقد روى التّرمذي عن كعبِ بنِ عجرةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليهوسلّم :
(( يَا كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ ! الصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ )) .
وأنّ صاحبها تحت ظلّ الله يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه، فقد روى أحمد عن أبي الخيرِ أنه سمع عقبةَ بنَ عامرٍ رضي الله عنه يقول : سمعت رسول اللهِ صلّى الله عليه وسلّم يقول :
(( كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ أَوْ قَالَ يُحْكَمَ بَيْنَ النَّاسِ ))
قال الرّاوي عن أبي الخير :
وَكَانَ أَبُو الْخَيْرِ لَا يُخْطِئُهُ يَوْمٌ إِلَّا تَصَدَّقَ فِيهِ بِشَيْءٍ وَلَوْ كَعْكَةً أَوْ بَصَلَةً .

أنّ الله يبارك للعبد بصدقته، ويضيّق على الممسك فلا يرى شيئا من بركته ، روى البخاري ومسلم عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنّ النّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم قال :
(( مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا : اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا ! وَيَقُولُ الْآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا ! )).
وإنّ النّصوص من القرآن والسنّة الصّحيحة لكثيرة في بيان وتعداد الأجور ، ولكن حسبنا ما سمعناه من هذه النّصوص ..
كلّ هذا الفضل يصل إلى المتصدّقين ، ولكنّه لا ينمو بعد مفارقة الحياة ، يتوقّف الأجر عند الوفاة ..
إلاّ هذا اللّبيب صاحب الصّدقة الجارية ، فهو في عيشة راضية .. وقد ذكر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وجوها للصّدقة الجارية ، ذكرها ابن ماجه في روايته عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول اللهِ صلّى الله عليه وسلّم :
(( إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ : عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ ، أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ )) ..
وإنّا ندعو إخواننا المسلمين وأخواتنا المسلمات في هذا اليوم المبارك إلى الإنفاق في وجوه الخير ممّا ذكرناه .
ولا تبخلوا على أنفسكم ، يقول الله عزّ وجلّ :

{ هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ }
[محمد:38] .
وممّا يعترض به الشّيطان طريقك ثلاث أشواك :

الأولى : التّعجيز .. ألا من عجز عن العطاء ، فليُوصل هذه الكلمات إلى أرباب الأموال ، وموسري الأحوال .
الثّانية : شوكة اسمها " التّحقير " و "اللتّثبيط "، يأتيك فيحقّر عملك وعطاءك ، فأين الدّراهم المعدودات هذه أمام مشروع ضخم مثل هذا ؟! فالجواب : قوله صلّى الله عليه وسلّم :
(( اتّق النّار ولو بشقّ تمرة ))
فإنّ الله يبارك في القليل ، ويعطي عليه العطاء الجزيل .. وإنّ الجبال من الحصى ..
الشّوكة الثّالثة : شوكة التّخويف من الفقر ، فمن للصّبية والعيال ، وأنت ترى ضعف الحال ..
ألا إنّ الله تعالى وعد بالعطاء لمن أعطى ، روى البخاري ومسلم عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنّ رسول اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قال :
(( قَالَ اللَّهُعَزَّ وَجَلَّ : يَا ابْنَ آدَمَ ! أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ ، قَالَ : يَدُ اللَّهِ مَلْأَى لَا تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ ، سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ )) .
فإيّاكم والقعود ، والبخل وترك الجود ، وسبحان من خلق الأضداد ، وفرّق بين العباد ، أمّا البخيل بالذّهب فمات وذهب ، وأمّا الكريم فعاش بعد الموت بما وهب .

الموضوع الأصلي : حسنات تجري بعد الموت || الكاتب : شواقه || المصدر : شبكة همس الشوق


 




 توقيع : شواقه


رد مع اقتباس

رسالة لكل زوار منتديات شبكة همس الشوق

عزيزي الزائر أتمنى انك استفدت من الموضوع ولكن من اجل  منتديات شبكة همس الشوق  يرجاء ذكر المصدرعند نقلك لموضوع ويمكنك التسجيل معنا والمشاركة معنا والنقاش في كافه المواضيع الجاده اذا رغبت في ذالك فانا لا ادعوك للتسجيل بل ادعوك للإبداع معنا . للتسجيل اضغظ هنا .

إنشاء موضوع جديد   

مواقع النشر (المفضلة)

جديد منتدى نفحات اسلاميه

حسنات تجري بعد الموت


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الأعضاء الذين قاموا بتقييم هذا الموضوع : 0
لم يقوم أحد بتقييم هذا الموضوع


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه لموضوع: حسنات تجري بعد الموت لموضوع: حسنات تجري بعد الموت
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حسنات في كلمات حنين الأشواق نفحات اسلاميه 4 23 - 9 - 2021 04:49 AM
حصوات المرارة حنين الأشواق همس للطب والصحه 2 5 - 8 - 2021 03:23 AM
حصوات الكلى مرام همس للطب والصحه 4 20 - 5 - 2021 09:40 AM
الموت قادم لا محاله فهل من مستعد له انتبهوا يا كسالى الموت حق والفراق مؤلم إنسااانة عنيدة نفحات اسلاميه 10 18 - 4 - 2013 11:40 AM
حشوات التمر لذيذه دلوعة جده همس مطبخ حواء 7 6 - 9 - 2011 07:53 AM

Google Pagerank mérés, keresőoptimalizálás

 

{ إلا صلاتي   )
   
||

الساعة الآن 12:11 AM



جميع الحقوق محفوظه للمنتدى
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

SEO by vBSEO