تقتنع بأنه لا بد من التغيير، تحلم به، تأمل فيه، تسعى إليه؛ غير أن تحركاتك لاتأتي بالنتائج المرجوّة، ولا تعرفلماذا؟ لأن هناك موانع تحول بينك وبين الحريةالتي تبحث عنها، حرية الخروج من الإطار الذي يشبه القفص الذي يحيط بك، وفي ظني أنهناك ثلاثة موانع أساسية تعوقك وتكبّلك، وهذا خبر لا يبدو طيباً...
ولكنهناك خبر طيب عن هذه الموانع، أنه يمكن تحويلها إلى فرص إن أحسن توجيهها، وهذهالموانع هي:
المانع الأول: الخوف من التغيير
أرجوألا تتصور أن هذا العائق مجرد كلام لا أصل له، أو تتعامل معه على أنه خرافة موجودةفي أذهان الباحثين عن الفشل فقط؛ فهو مع الأسف حقيقة وواقع.. ويرجع الخوف من تغييرواقعنا إلى أننا نخشى ما سيحدث بعد ذلك؛ فالناس قد ألفونا في إطار معين، وتعودواعلينا في صورة محددة؛ لذلك يدور سؤال متعب بأذهاننا: هل سيقبلنا الناس بعد هذاالتغيير؟
إن نجحنا في تحطيم الروتين الذي يشكل مظهرنا وتصرفتنا، وفي كثير منالأحيان أفكارنا؛ فكيف سيتعامل معنا الآخرون؟
إنه مانع صعب؛ ولكنك أقوى منه.. لنأقول لك: إن من حولك سيتقبلون تغيراتك بسهولة، وقد يعارضونها أو يرفضونها، وهي حركةمقاومة مفهومة من جانبهم؛ ولكن ما لن يكون مفهوماً أبداً هو ألا تكمل أنت مسيرتكوتواصل كسرك للقالب المحيط بك.
انظر إلى الناجحين من حولك، وشاهد كيف يعاملهمالناس؛ ألا ترغب في أن تحظى بمعاملة مثل تلك، إن هؤلاء الناجحين شعروا بالخوف مثلكفي يوم من الأيام؛ إلا أنهم لم يتركوا المجال لهذا الخوف ليتمكن منهم، وواصلواالمشوار؛ فتغيرت نظرة الناس لهم بالفعل؛ ولكن ليس كما كانوا يخشون؛ بل تغيرت إلىالأحسن.
وأنت أيضاً تستطيع أن تحوّل خوفك من نتائج التغيير إلى إصرار على الوصولإليه لتحصل على أفضل النتائج.
المانع الثاني: التركيزعلى الأخطاء
أما المانع الثاني الذي يقف كحجر عثرة في الطريق إلىالتغيير؛ فهو تركيزنا على أخطائنا وعيوبنا، ويظهر هذا عندما نحكم على أنفسنا بناءعلى تجاربنا السابقة؛ وعلى وجه الخصوص التجارب غير الموفّقة.
فنرى التغيير الذينبحث عنه صعباً بعيد المنال.. وأنا أوافق من يرى هذا في نصف الرؤية فقط؛ نعمفالتغيير صعب، والفكاك من قيود العادة ليس بالأمر الهين؛ ولكني أختلف معه في أنهبعيد المنال، وإن لم تكن تصدقني؛ فابدأ هذا التغيير من الآن بخطوات بسيطة ، وحافظ على تلك الخطوات، وستجد أن الأمر أقرب مماتصورت.
فأنت لست بالسوء الذي تظن نفسك عليه، وإذا كان عندك الكثير من العيوبوالنقائص؛ فحاول معالجة ما تستطيعه دون أن تقلل من حجم إنجازاتك؛ فمن حولك -بلوصفوة رجال المجتمع ونسائه- ليسوا كاملين كما تراهم على شاشة التلفاز، أو تقرأ لهمفي الجرائد والكتب؛ غير أنهم لم يفعلوا مثلك ويركزوا على نقائصهم فقط، واستغلواالفرصة وأعطوا المساحة الأكبر من تفكيرهم إلى ما يستطيعون فعله وليس العكس؛فاقتنعوا بأن لديهم القدرة على التغيير، واقتنعوا بأنهم مختلفون.
وأظن أنه ليسمن الصعب عليك أن تركز على أفضل ما فيك وتُظهره؛ لتلقى ما تستحق عليه.
المانع الثالث: عدم وضوح الرؤية
هو التشتت وعدم وضوحالصورة التي نريد أن نكون عليها بعد التغيير؛ فنحن لا نعرف على وجه التحديد ماذانريد أن نكون على المستوى الشخصي أو المهني أو العلمي والمعرفي؛ لذلك تجدنا نمشي فيطريق التغيير بشكل ما، ثم نعود بعد فترة وعلى نحو مفاجئ ونغير من طريق إلى آخر؛وكأننا نبدأ من الصفر مرة أخرى.. وفي حالات تكرار هذا الفعل عدة مرات، يخيل إليناأننا لا نقوى على التغيير ولا على كسر الروتين وقيوده، ونعود مستسلمين لهذه القيودالبغيضة؛ بغير أن نعلم أن المشكلة تكمن في عدم وضوح الرؤية.
إن تخيّل صورتك بعدنجاحك في التغيير بكل تفاصيله هو أمر في غاية الأهمية لنجاح هذه العملية، ولا تقللمن شأن كل تفصيلة مهما بدت بسيطة؛ حتى نوعية الملابس وطريقة الابتسام.
إن التخيلفرصة عظيمة تساعدك على كسر الإطار الذي عشت فيه لسنوات؛ فلا تبخل على نفسك بأي عاملمساعد كي تكون إنساناً جديداً وليس مجرد موظف في شركة الحياة.
بالتأكيد هناكموانع أخرى، أو لنقل فرصاً أخرى لتغيير حياتك؛ ولكن هذه المقال لا يتسع له؛لذا أرجو أن تخبرني بما تراه من موانع، وكيفية التغلبعليها.
أ/ وحيد مهدي
موضوع رآقى لي وأحببت أن يستفيد الجميع
فَ أعيد طرح السؤال
من وجهة نظرك هل يوجد موآنع أخرى تعرقل عملية التغيير
وكيف نتغلب عليهآ ؟