السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الشعور الذي في داخلي ما الذي جعل حروفي عاجزة عن ترجمته!! هل هو غير كافي لذا سكت الحرف؟!
مجموعة من الكتب التي اقتنيت حديثًا لنثرها أمام القارئ تأمل في عناوينها
مئة سر بسيط من أسرار السعادة
٢٠٠٢ طريقة لتسعد نفسك
دليلك العلمي للسعادة والنجاح
عش هائنًا
الانتقال إلي الحياة السعيدة
عناوين منعشة .. كلهم تحدثوا عن السعادة .. كيف استطاعوا ذلك ؟!
أنا كذلك أريد أن أكتب عن السعادة ولكني لا أستطيع .. ربما لأني واهم .. أنا لست سعيد .. ربما أدعي السعادة!
هذا الحديث الذي كان بيني وبين نفسي كان بداية لشيء عظيم تعلمته عن السعادة!
السعادة تسلم نفسها حتى لمن يدّعيها فنحن حتى حين نبتسم تمثيلا فقط نشعر بشيء ولو يسير من السعادة، جرب وأنت تقرأ كلامي الآن أن تبتسم، بماذا تشعر؟
السعادة أسهل من الحزن فلماذا نسلك الطريق الأصعب حين نشعر بفراغ الشعور؟ جرب الآن أن تلوي شفتيك إلى الأسفل تعبيرًا عن الحزن!
ربما ستحزن لو استسلمت للشعور المصاحب لهذه الحركة عادة .. لكنك إذا أردت ستضحك سخرية مما فعلته ولن تحزن :)
كنت أعتقد أن السعادة شعور داخلي بحت لا علاقة له بما حولنا وبما نملك .. هذا لم يزد من سعادتي بل زاد من لا مبالاتي بما رزقنيه الله من نعم!
اعتقادك أن السعادة لا علاقة لها بما تملك وبما تستطيع فعله لأجل نفسك ربما لن يكون حافزًا لك لتكون أفضل ولتبذل الأسباب لتُرزق ..!
السعادة طريق في المنتصف بين طريقين متطرفين .. تماما كما الإسلام وسط بين الطرق المتطرفة..!
هل يعقل مثلا أنك حين تجد نفسك بلا مأوى ولا سكن ستشعر بالسعادة الغامرة التي تجعلك ترقص فرحًا تماما كما لو كنت في بيت جميل آمن؟!
هناك فريقين متطرفين فريق يقول أن المال لا يجلب لك السعادة وفريق يقول أن المال سبب للسعادة (المال كمثال على الرزق وليس الرزق في المال فقط طبعًا)
لماذا لا نقف في المنتصف بين الفريقين ونقول إن السعادة فعلا قدره داخليه لكنها تزيد وتنقص بالأسباب؟
لكن أحيانا حتى الأسباب تفقد قدرتها على إسعادنا!
نعم نحن حين نرزق بشيء نفرح لكن ما نلبث أن نعتاد عليه ثم لا نعود نشعر به ونحتاج إلى شيء جديد كالوقود لنشعر بالسعادة من جديد!
لكن بعضنا حتى حين يرزق لا يفرح! وبعضنا يفرح بأي قليل أو كثير وبعضنا لا يفرح إلا بالكثير.. ما السر إذن؟!
ربما يكون من أسرار السعادة أن تمتلك القدرة على الفرح أن تكون شخصا حامدًا شكورًا يتأمل ما يملك كل يوم ليفرح به ..
أمهاتنا كانوا أحيانا حين تجدنا زهدنا فيما نملك من ألعاب تخفيها عنا وتخرجها بعد فتره فنعود ونشعر بنفس الشعور الذي شعرنا به في بداية امتلاكنا لها وربما أكثر!
كانت تريد أن توصل لنا فكرة ليست السعادة بامتلاكها فقط بل بالشعور بقيمتها والقدرة على الشعور بالسعادة بما نملك كل يوم، هما سببان متوازيان لدينا اللعبة ولدينا روح قادرة على أن تفرح وتحزن!
لكن الأصل هي أرواحنا إذا لم يسعدها السبب البسيط قبل الكبير إذا لم تكن متيقظة منتبهة لكل ما حولها من نعم وحامدة شاكره فلن يفرحها أي شيء!
وطّن نفسك كل يوم أن كل ما تتمتع به اليوم هو جديد ويستحقك ومهدى لك! كان من الممكن أن تستيقظ وكل ما تملك أصبح رمادا .. كان من الممكن أن تستيقظ أعمى كان من الممكن أن لا تستيقظ أصلا! حين تستيقظ وتفتح عينيك هديتين أهديت إليك روحك من جديد وعينيك حرك يدك قم من سريرك ولا زالت الهدايا تتوالى .. إذن الأصل هو أن تكون سعيدا كل أسباب السعادة حولك وداخلك وفوقك وتحتك .. السعادة اختيارك .. والسعادة ستجلب لك السعادة .. اعمل لتسعد في كل يوم هناك رزق ينتظرك اذهب إليه أحد أسرار السعادة تعلمته من القرآن (قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا) نحن حين نخاف نحرم أنفسنا المتعة فقط
ثم قال (قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوء أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا)!
لن ينفعك خوفك فالله بيده كل شيء اعتصم به تسعد .. قدر الله نازل لو رضيت ستسعد وسيرضيك الله .. لكن من ذا الذي سيرضيك إذا سخطت وسخط عليك الله؟!
قرأت دراسة تقول أن ثمن السعادة ٦٢٥٠ دولار!! وعلى الإخوة المتعاملين بالعملات الأخرى حساب فارق العملة!
في ٢٠٠٩ قام دانيال كانيمان(عالم النفس الوحيد الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد) بدراسة مدى تأثير المال في سعادة الناس العاديين وعلاقة الدخل بالسعادة فاكتشف أنه حين يصل الدخل إلى حد معين لا تزيد بعده السعادة بزيادة الدخل وقدر هذا الدخل في أمريكا بمبلغ ٦٢٥٠ دولار شهريا يعني كقطعة حلوى مثلا فنحن سنستمتع بأكل القطعة الأولى وربما الثانية وأحيانا الثالثة لكن حين تأكل الرابعة لن يزيد استمتاعك والخامسة قد تؤلمك!
إذن السعادة مرتبطة بما حولنا وبما نملك لكنها مرتبطة بشيء داخلي وحكمة ورغبة وإرادة.. ساعد نفسك على الشعور بالسعادة .. قم تحرك فالسعادة تنتظرك..
"رآآآقت لي كثيرا"