كأيّ قصّة خياليّة، أو حقيقيّة، فلا بدّ أن الخيال والحقيقة يتشابهان، ولا شكّ أنّ أبطال قصص الحبّ، متشابهون..
تبدأ الحكاية، بكلمة .. بل رواية، تبكي الكلمات، وتعانق الألم، تشكو قهر الزّمان، وتبحث عن الأمل.. وحينما تجده .. فهو لديه !!
وجودٌ مستمرّ، اعتياد، إعجاب، حبٌّ أخويّ، تستمرّ العلاقة... إنّها أوصاف فارس الأحلام، أوصاف شريكة الحياة المنتظرة، أنتِ من أريد .... أنتَ من أتمنّى !!
كل هذا .. بذريعة الأخوّة في الله، لا تخافي، إنّه شاب ملتزم، أو كما قال... إن تألّمتِ، فهو بجانبك، وإن بكيتِ، يمسح دموعك.. أخي في الله .. أحبك !
إنّها شعلة النّار التي تحرق كلّ شيء، وتدمّر كلّ معنى نقيّ طاهر، إنّها شعلة النّار التي تقتل الأخوّة .. هذا إن كانت بالفعل أخوّة !
بعض العبرات ترقّق قلبه.. أو تقسّيه.. هي .. جعلت من نفسها، فريسةً سهلة، بين أنيابه.. فهو الآن، ليس كما كان، إنّه ذئب .. وهذه أنيابه وتلك مخالبه .. فلتحذَر!
أمنيات.. تجذبها إليه، كلمات معسولة، تحقّق أحلامها.. لو كنتُ بجانبك، لعوّضتكِ عن كلّ الألم.. لأخفيتكِ بين أضلعي، وجعلتكِ قمراً في ليلي المظلم.. ورسمَ نفسه كان شبحاً في حياتها، جعلَ النّور ناراً تحرقها، وجعل الدّواء داءً يُعييها..
هي .. أحبّت دور المظلوم، ركعت أمام الجمهورِ باكيةً، بلّلت أرض المسرحِ، أصغت لتصفيق الجمهور لها، ابتسمت مخفيةً ابتسامتها.. إنّها ممثلة رائعة !! أجادت تقمّص الشخصيّات، يا إلهي كم هي كاذبة ! ومع كلّ هذا .. فلا يزال صوت التصفيق يعلو ويستمرّ الدّقائق الطّوال..
فاليوم تغيّر الحال، وأصبح من المحال أن ننجح دون أن نبكي ونقوم بأدوار شخصياتٍ وهميّة.. أصبح من المحال .. أن نعيش دون أن نكذب ..
هو .. شخصٌ من بين الجمهور، ممثل معها على نفس خشبة المسرح، مرةً يصافحها، ومرة يكلّمها، وأخرى يحبها.. أو يحبّ إحدى رفيقاتها، يصفق كبقية الجمهور، لكن .. ليس لها، بل لنفسه، لنجاحه الباهر الذي أحرزه، فتحت له قلبها.. أو قلباً آخراً! شكت عمّا به، عمّا يؤلمه، أصبحت فريسته السّهلة .. لا لن أتركك وإن فعل الباقون.. نعم لن يفعل فما زال يريدها، على الأقلّ حتّى تنتهي المسرحيّة، ويشبع حاجاته منها ومن تواجدها غير المبرّر قربه، فهي الآن كطبق الحلوى المكشوف الذي يستعمله لجذب بقيّة الذباب – أمثالها – ولكن.. لا بدّ أنّه ومهما زاد عدد الذّباب حوله، لا يزال يبحث عن تلك المرأة المتمنّعة .. التي لم تبع قلبها لغيره، ولا حتّى على سبيل التجريب – !
انتهت المسرحيّة ، كأيّ مسرحيّة، الخسائر في القلوب ، وليست الأرواح ، تبكي العيون، تذرف دماءً .. انتحرت العفّة ، ماتت الكرامة ، شاعت الرّذيلة ، تزيّنت الفاحشة.. يصرخ المخرج.. أحسنتم !! هيّا بنا إلى مسرحيّةٍ جديدة لمحاربة الدّين، بأسماء المتديّنين .. بملابسهم .. بأشكالهم .. وقلوبهم !!
ويبقى ما لا يعرفه الجمهور ، مختبئاً وراء الكواليس ...
*****
قد نظنّ في البداية ، أنّها مجرّد قصّة .. لكن في الحقيقة .. إنّها حقيقة !
قد نظنّ أنّها محض خيال .. ولكن .. أنظر حولك ، وانظري حولكِ .. ستجدون أبطال القصّة بينكم .. معكم ..
إن لم تكونوا أنتم أنفسكم ! *****
إذا لم تمسّ كلماتنا شغاف قلوبكم ، وإذا لم تشعروا بها ، فاشتروا قلوباً جديدة ، لم يتمكّن منها الصّدأ أو العفن !!
{ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } البقرة74
*****
برز الثعلب يوما فى ثياب الواعظينا ________ومشى فى الارض يهدى ويسب الماكرينا
ويقول الحمد لله إله العالمين _________ ياعباد الله توبوا فهو كهف التائبينا
وازهدوا فى الطير فالعيش عيش الزاهدينا ______ واطلبوا الديك يؤذن لصلاة الصبح فينا