حسم المنتخب الأسترالي تأهله إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2014 بالبرازيل، للمرة الرابعة في تاريخه، والثالثة على التوالي، وحجز البطاقة الثانية في القارة الآسيوية بعد اليابان، بتغلبه بصعوبة على ضيفه منتخب العراق بهدف وحيد، في اللقاء الذي جمع بينهما اليوم على الإستاد الأولمبي بسيدني، في ختام منافسات المجموعة الثانية من التصفيات الآسيوية.
أحرز هدف التأهل لأستراليا المهاجم البديل جوش كيندي في الدقيقة 83 من زمن اللقاء، بعد أداء رجولي وإستبسال من لاعبي المنتخب العراقي الذين خاضوا هذه المواجهة في ظل غياب عدد من أصحاب الخبرة، وعلى الرغم من أن نتيجة المباراة لم تكن تعني أسود الرافدين كثيرا، لضياع أمله في التأهل ، إلا أن النتيجة كانت تعني الكثير لمنتخبي عمان والأردن اللذين سيلتقيا اليوم في مواجهة حاسمة ومصيرية.
بهذه النتيجة رفع منتخب (الكانجارو) رصيده إلى 13 نقطة في المركز الثاني خلف اليابان التي أنهت مبارياتها في المركز الأول برصيد 17 نقطة، وترك صراع المركز الثالث بين منتخبي عمان والأردن قائما حتى موعد اللقاء الذي يجمع المنتخبين مساء اليوم، لتحديد الفريق المتأهل إلى الملحق الأخير من التصفيات، والذي سيواجه فيه ثالث المجموعة الاولى، والفائز سيتأهل لمواجهة خامس أمريكا الجنوبية.
وسيكون فوز المنتخب العماني (9 نقاط) أو تعادله كافيا له لمواصلة المسيرة، في حين أن الفوز فقط للمنتخب الأردني ( 7 نقاط) هو الذي يدفعه لنيل هذه الفرصة.
المباراة جاءت متوسطة المستوى، رغم أهميتها للمنتخب الآسترالي، في حين فرضت التغييرات الكثيرة على تشكيلة المنتخب العراقي نفسها على أداء الفريق، ومع ذلك قدم لاعبوه مستوى أكثر من متميز وظل متماسكا حتى ما قبل نهاية المباراة بسبع دقائق.
نجح المنتخب الإسترالي في فرض سيطرته على معظم مجريات الشوط الأول، الذي أنتهى سلبيا، إلا أن الثلث الأخير نحو مرمى نور صبري حارس المنتخب العراقي ظل أبيا على مهاجيه.
في الوقت الذي شكلت تغييرات أسود الرافدين دافعا أمام مدربه الصربي فلاديمير بيتروفيتش ، إلى تعزيز قدراته الدفاعية على حساب الشق الهجومي، في محاولة لتوديع التصفيات بشكل طيب ، ومحاولة تقديم هدية للمنتخبين العربين الأخرين عمان والأردن.
وعلى مدار ما يقرب من 45 دقيقة لم تكن هناك فرص خطيرة على المرميين، بإستثناء بعض المحاولات البسيطة من أصحاب الأرض خاصة عن طريق الأطراف والكرات العرضية، إلا أن الدفاع العراقي بقيادة المتألق أحمد إبراهيم ومن خلفه نور صبري حال دون ذلك.
ويحسب للمنتخب العراقي – في ظل غياب عدد من أبرز لاعبيه – أدائه الدفاعي المتميز خلال هذا الشوط ، والروح المعنوية الطيبة للاعبين رغم فقدان الأمل في التأهل.
في الشوط الثاني تطور اداء المنتخب العراقي بشكل إيجابي واضح، وبدأ الشكل الهجومي ينال حيز من أداء الفريق، مع الإستمرار في التوزان الدفاعي ومراقبة مفاتيح لعب استراليا التي تبحث عن المساحات.
وكشف سيف سلمان عن رغبات العراق الهجومية في أول دقيقتين، ويسدد اول كرة خطيرة نحو مرمى مارك شفارتسر حارس مرمى استراليا، يتصدى لها الأخير بثبات.
تخلى المنتخب الإسترالي عن إستراتيجيته الهجومية في ظل الثبات والتماسك الدفاعي العراقي، وحاول الإعتماد على التسديدات القوية من خارج منطقة الجزاء ولكن كل الكرات طاشت بعيدا إما لإستبسال المدافعين أو لتألق صبري.
مع مرور الوقت دون أهداف توترت أعصاب المنتخب الإسترالي، في الوقت الذي زادت فيه ثقة نجوم المنتخب العراقي ورغبتهم أكثر في تحقيق نتيجة طيبة تجسد الجهد المبذول منهم.
يدفع الألماني أوسيك مدرب المنتخب الأسترالي بكل أوراقه المتاحة قبل نهاية المباراة بعشرة لاعبين، مشددا من ضغطه الرهيب على ضيفه داخل منطقة الجزاء، وأخيرا تنجح المحاولات في هز الشباك العراقية من عرضية متقنة من بريشيانو إلى البديل جوش كيندي الغير مراقب الذي يرتقي لها ويسددها بسهولة على يسار نور صبري محرزا هدف التقدم - والتأهل- لإستراليا في الدقيقة 83.
حاول المنتخب العراقي في الدقائق الأخيرة تعديل النتيجة، ولكن قلة خبرة لاعبيه وارتفاع معنويات المنتخب الأسترالي حالت دون ذلك لتنتهي المباراة بتأهل إستراليا إلى مونديال البرازيل كثاني منتخب آسيوي بعد اليابان.