ماذا تحقق لنا الكتابة ؟و كيف تنقلنا إلى حالة من السعادة و الامتلاء؟”
هذا يجرنا إلى الحديث عن جدوى الكتابة. لماذا نكتب؟ هل يكتب الكاتب لممارسة هواية مسلية و رياضة فكرية تخرجه من روتين الحياة و تتيح له فرصة إبراز قدراته اللغوية و براعته في اللعب و التوغل في دهاليز اللغة و الأساليب المستعصية؟ هل يكتب مثلما يمارس لعبة شبيهة بلعبة الكلمات المتقاطعة لتنشيط العقل و الذاكرة و الإحساس بمتعة التحدي و الانتصار على الألغاز؟ أم يكتب لأن نداء داخليا يهتف له و يلح عليه أن يخرج مابدواخله من أحاسيس و مشاعر و آلام و أحزان و كذلك من آمال و أحلام تبحث عن فضاء شاسع من الحرية كي تتحرر من ظلام الأعماق و أغلاله المحكمة؟
أعتقد أن الكاتب الذي تصبح الكتابة بالنسبة إليه قضية حياة أو موت، لا يمكن إلا أن يعتبر ها جزءا لا يتجزأ من كيانه و شخصيته، و بالتالي طريقه للتعبير عن نظرته للعالم و عن إعلان مواقفه مما يحدث في هذا العالم من قضايا شائكة و مربكة. عندما يتأكد الكاتب أن حياته لا تساوي شيئا بدون الكتابة، يكون قد اختار عن وعي و سبق إصرار، تحمل مسؤوليـــــــــــــــــــــــة هذه الكتابة، أي تحمل مسؤولية المواجهة؛ تماما مثل المقاوم الذي يشق طريقه وسط الألغام ليصل إلى هدفه، و هو يعلم أنه قد يتفجر في الطريق كما أنه قد يصل إلى هدفه سالما أو معطوبا. و لكن، و في جميع الحالات، لن تكون الرحلة مغامرة مسلية و لا لعبة ترفيهية عابرة.
والكثير من يقول بينه وبين نفسه جميل ومهم ماكتبه يا Snonas
وانا اقول هنا الاهم لي اولاً وللجميع ثانياً
لم تقولون ما لاتفعلون
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ، كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ)
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ }
أي: لم تقولون الخير وتحثون عليه، وربما تمدحتم به وأنتم لا تفعلونه، وتنهون عن الشر وربما نزهتم أنفسكم عنه، وأنتم متلوثون به ومتصفون به.
فهل تليق بالمؤمنين هذه الحالة الذميمة؟ أم من أكبر المقت عند الله أن يقول العبد ما لا يفعل؟ ولهذا ينبغي للآمر بالخير أن يكون أول الناس إليه مبادرة، وللناهي عن الشر أن يكون أبعد الناس منه،
قال تعالى: { أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ }
وقال شعيب عليه الصلاة والسلام لقومه: { وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه } .
من كتاب تفسير السعدي...
بالآيه الكريمه أعلاه...والتي وصم بها العلي القدير من يقولون القول ولا يفعلونه