] (“مستوحاة من قصة الرسام ادفارد مونك مع لوحته “الصرخة) تمشي بخطى رتيبة هادئة فوق جسر خشبي. المدينة تمشي وراءها بهدوئها المعتاد. الشمس تميل على حافة الجسر الغربية تلملم أشعتها لتغرق في أفق دام. يحتل صمت رهيب زوايا المكان. الناس غادية رائحة تحمل بعض ما جنته اليوم من مال وطعام وخوف وأحلام، وتعود لأعشاشها لتجدد مع الغد موعدا آخر فجأة، ينقبض قلبها. تسمع لصوت الأقدام فوق الجسر وقعا آخر، إنه يقترب منها. يرتفع. تسرع الخطوات ويعلو الصوت أكثر تمر المركبات في الشارع المجاور مسرعة، تقرع الخطوات فوق الجسر، كأنه نقر مطر على نوافذ بيت مهجور. لكنه ليس صوت المطر ولا رائحة إعصار قادم. يكاد يقول القلب إنها رائحة ………….. لا لا يخشى قلبها أن يخبرها أحدهم بات يمشي وراءها بوتيرة أسرع، الأقدام خلفها تلهث. وهي تلهث شكّا، لكأنها تخشى أن تتوقف وتنظر للوراء لتواجه ما يثير القلق في الخلفية البعيدة وراء الجسر، يتفجر الصمت. يسقط شيء يضيء المكان ويضيء خلفية الجسر بقوة رهيبة. يدوي صوته عاليا في الأرجاء. صراخ الناس يعلو. صراخ أطفال يعلو. صفارات سيارات ومراكب أخرى تعلو. دخان أسود وألسنة نار تعلو. ورؤوس فوق الجسر تنحني يهتز الجسر تحت أقدامها، تتسابق الأقدام فوقه هاربة بما تبقى لها من عمر إشارة سيارة الإسعاف تدور، إشارة سيارة الشرطة تدور.. الدنيا حولها تدور عند حافة الجسر وقفت، لم تستطع أن تركض أكثر. وضعت يديها على وجنتيها وصرخت ملء قلبها ………… تلاشت صرختها وسط الضجيج وحده شخص آخر إرتجف لسماع صوتها، إستيقظ من نومه وأيقظها: إهدئي يا عزيزتي لا شيء يستدعي القلق. إنه مجرد حلم ****** عرَفَت فيما بعد أنه مجرد حلم، لكنها لم تصدق أن شيئا حقا لا يستدعي القلق ظل هنالك مكان في الأعماق يتساءل حول ملايين البشر العالقين فوق الجسور أو تحتها، ولا يقضّ صراخهم مضجع أحد |
[/SIZE]
آخر تعديل زهرة اللوتس يوم
26 - 7 - 2013 في 05:07 PM.