النساء أكثر اهتماما بالصحة والرشاقة، ولكن، ومن ملاحظاتي، فإنه اهتمام موسمي، فما ان تحس الواحدة منهن بأن لديها حمولة زائدة حتى تلجأ الى الكتالوجات التي عندها لتختار أفضل نظام حمية (رجيم) كما ان نساء المدن الكبرى كثيرا ما يلجأن الى الصالات الرياضية لإدراكهن ان فقدان الوزن بالرياضة يسرِّع مفعول الحمية..
وما ان تصل ريمة الى النصاب المطلوب والمرغوب في الوزن حتى تعود الى عاداتها القديمة: أربعة شهور ما أكلت بيرغر أو بيتزا.. اتصل عليهم يا ولد.. بيرغر ديلوكس كومبو (مع البطاطس والكولا)، مع جبن اضافي وبيتزا دبل تشيز حجم عائلي..
يا بنت يا ماريا سوي مكرونة بالبشاميل.. يا ولد اتصل على خالتك فطوم قول لها تسوي لنا طشت أو سطل (جردل) أم علي.. وهكذا وخلال شهر تكون قد استردت الشحوم التي فقدتها بعد معركة دامت 4 أشهر..
بالنسبة للرجال العرب، فالرياضة «مستحبة» وليست ضرورية، وتفادي السمنة يكون بتفادي السكر الأبيض في المشروبات، والابتعاد عن الأكلات الدسمة جدا (وهل عندنا أكلة غير دسمة جدا؟).. مشكلتنا مع السمنة وسبل مقاومتها هي أننا وبصفة عامة قد نمارس الرياضة لإدراكنا أنها تفيدنا صحيا ولكننا لا نفوت فرصة لتدليل أنفسنا..
انظر الى الجلافة في مواقف السيارات.. كل صاحب سيارة يريد إيقافها عند أقرب نقطة من الجهة التي يريد زيارتها.. وإن لم يجد الموقف «القريب» فإنه لا يتردد في إغلاق الطريق أمام سيارتين تقفان سلفا بالطريقة الصحيحة!..
ولا تجد من يفكر بأسلوب: سأوقف السيارة بعيدا،.. وهي فرصة كي أتمشى قليلاً.
ناشدت القراء – خاصة من يقضون حاليا عطلاتهم في دول الغرب – ان يزودوني بالفياغرا التي تنشط الذاكرة، لأنني أعاني من آفة النسيان ولم تعد ذاكرتي تتسع لمعلومات جديدة (وذاكرة هاتفي الجوال أيضا مليانة فُل)..
ولكن لا «حياء» لمن تنادي، حيث لم يعرب أي قارئ عن استعداده للبحث عن تلك الفياغرا البريئة وتزويدي بها (تعقيبا على مقالي عن مسكنات الألم والذي ذكرت فيه أن بنتي تعاني من الصداع النصفي – الشقيقة – كتب لي عايض سعيد ال عبد الله من أبها يقول: إن جارا له كان يعاني من الشقيقة وخلال مشاجرة مع جاره تعرض لضربة قوية على رأسه بالعصا وبعدها لم يصب بنوبة صداع.. خوش نصيحة يا عايض على قول أخوتنا الكويتيين والعراقيين.. لأنني أب فلا يتحمل قلبي ان اضرب بنتي ومن ثم فسأترك علاجها للخادمة لتضربها بيد الهاون.. وبالمقابل وصلتني ملاحظات قيمة من الدكتور علي فارسي من مستشفى جامعة مكغيل الكندية عن استخدامات المسكنات، وكيف ان بعضها مأمون طالما انها تستخدم بالجرعات المحددة من قبل الطبيب)
ومع هذا فإنني – وكفاعل خير – عندي خبر طيب للقراء، خاصة الخاملين الكسالى من النوع الذي يتكوَّم في مكان واحد ويصيح بكل من يمر به طالبا الماء والشاي والمكسرات و “شوف وين موبايلي الزفت” ويكون الموبايل في جيبه!!..
ولمعرفة هذا الخبر عليك بشراء هذه الجريدة غدا، وتذكر كلام إخوتنا المصريين “ ما حدش بياكلها بالساهل”.. يعني سأدلك على طريقة للرياضة وأنت راقد او جالس او نائم فهل تستخسر دفع مبلغ بسيط لشراء عدد الغد من الصحيفة؟
للكاتب / جعفر عباس