أيها الإنسان خلقك الله طاهر الروح
ولدتك أمك أبيض القلب لكنك .. أذنبت
فـ لوّثت روحك بالآثام و سودت قلبك بالذنوب
فـ إذا أردت أن ترجع روحك طاهره كما خلقك ربك
و قلبك أبيض
وكأنما ولدتك أمك
فـ أقرأ ..
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على المرسل رحمة للعالمين حبيب القلوب نبينا محمد و آله وصحبه أجمعين
| القلب الأبيض |
يولد الانسان و قلبه كـ صفحه بيضاء طاهراً ناصعاً غير ملوث بالذنوب ولا مدنس
و أحب الله أن يبقى الانسان قلبه بهذه الطهاره وهذا النقاء المعنوي
و رفع شأن هذا القلب و اعتباره مسكناً له
| قلب المؤمن بيت الله |
ففي مفاد حديث حديث قدسي فيه تبارك وتعالى:
(لا تسعني أرضي ولا سمائي ولكن يسعني قلب عبدي المؤمن)
| عصى الانسان فسود قلبه |
لكن أكثر الناس لم يحافظوا على نقاوة قلوبهم و صفائها فـ عصوا ربهم
فـ إذا بنقاط المعاصي السوداء تنتشر في صفحة القلب البيضاء
وهذا ما حذرنا منه نبينا عليه السلام إذ قال:
(إذا أذنب العبد نكتت في قلبه نكته سوداء)
إنه الرين الذي أخبر عنه قرآننا
قوله تعالى:
(كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون)
| آثار المعاصي |
للذنوب آثار وخيمه على قلب الإنسان و من تلك الآثار :
- قسوة القلب , فما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب و ما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب
- انقلاب القلب , لهذا نقول في الـدعاء يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك .
- حرمان القلب , تحرم الذنوب القلب من النظر إلى كرامات الله تعالى . فقد ورد عن النبي عليه السلام
(لولا أن الشياطين يحومون على قلب بني آدم لنظروا إلى الملكوت)
إن الذنوب تهتك عصمة الإنسان من الانغماس فيها فلا يرتد عن المنكر
و تنزل النقمه من الرب فلا يوفق العبد للتوبة
و تحبس الدعاء فلا توفيق و لا هناء
و تقطع الرجاء فيسجن العبد في دائرة القنوط من الرحمة
و تغير النعم و تنزل البلاء فكم من قوم حل بهم العذاب لذنوبب ما ارتدعوا عنها
في قوله صلى الله عليه وسلم:
* (اتقوا الذنوب فإنها ممحقه للخيرات إن العبد ليذنب الذنب فينسى
به العلم الذي كان قد علمه)
حديث أخر ..
* (إن العبد ليذنب فيحرم به الرزق وقد كان هنيئاً له)
* (ما شاع في قوم الكذب والحكم بغير حق إلا وقد فشى فيهم الفقر)
* ( ما منع قوم الزكاة إلا حبس عنهم القطر)
هذه جمله من آثار الذنوب التي تسوّد بها القلب فيصبح مريضاً
فـ ترى أين الطبيب ؟
| طبيب القلب |
إنه الله تبارك وتعالى فهو الطبيب الحقيقي
الذي علمنا في قرآنه أن نقول:
( وإذا مرضت فهو يشفين)
| دواء القلب |
و لله دواء خاص في علاج أمراض القلب أخبرنا
عنه بقوله:
(وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)
| نداء مريض |
ينادي مريض الروح والقلب نبيه محمد عليه السلام
شاكياً آثار الذنوب التي سودت قلبه
ويسأل ما هو العلاج ؟
فيكون جواب النبي عليه الصلاة والسلام
محدداً الدواء:
( التوبه تجب ما قبلها)
فـ التوبه تطهر القلوب و تغشل الذنوب
| معنى التوبه |
التوبة ندم بالقلب و استغفار باللسان و ترك بالجوارح و اضمار أن لا يعود
فلكي يتوب الانسان إلى الله لا بد أن يحقق أربعة أركان :
1 أن يشعر بالندم من صميم قلبه
2 أن يحرك لسانه ليتفاعل مع قلبه بحركة الاستغفار فيقول ( استغفر الله ربي و اتوب إليه)
3 أن يترك الحرام الذي سود قلبه
4 أن يجزم جادا و حازما أنه لن يعود إلى الآثام و المعاصي بل سيحافظ على طهرة قلبه و نقائه .
| هل يقبل الله توبة العبد |
ترى هل يستحق العبد المذنب من الله قبول التوبه
الجواب بلغة العدل: كلا
لكن الجواب بلغة الرحمن تغلب العدل
وتفرح القلوب فـ حسب بل رفعت مقامة التائب
إلى مرتبة المحبه في قوله تعالى:
(إن الله يحب التوابين)
| فرحة الرب بتوبة عبده |
عن النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام:
( الله أشد فرحاً بتوبة عبده من العقيم الوالد
و من الضال الواجد ومن الظمآن الوارد)
| باب التوبه |
وفتح الله باب التوبة لأحبائه بأوسع ما يمكن أن يتصور , فعن النبي الأكرم عليه السلام
( من تاب قبل موته بسنه قبل الله توبته , ثم قال :إن السنة لكثيرة , من تاب قبل موته بشهر قبل الله توبته , و ثم قال : إن الشهر لكثير . من تاب قبل موته بجمعة قبل الله توبته , ثم قال إن الجمعة لكثير , من تاب قبل موته بيوم قبل الله توبته , ثم قال إن اليوم لكثير ,من تاب قبل أن يعاين قبل الله توبته )
ومعنى التوبة قبل المعاينة أي قبل معاينة الموت و قبل أن يعرف الإنسان أنه سيموت وإلا لا تنفعه التوبه بل يكون مصيره كفرعون حين أعلن إيمانه و قد احاطت به الأمواج .
| شروط التوبه |
ان الاستغفار درجة العليين و هو واقع في ستة معانِ
اولها: الندم على ما مضى
الثاني: العزم على ترك العود إليه أبدا
الثالث: أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله سبحانه ليس عليك تبعه
الرابع: أن تعمد الى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها
الخامس: أن تعمد الى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالاحزان حتى يتلصق الجلد بالعظم و ينشأ بينهما لحم جديد
السادس ان تذيق الجسم ألم الطاعة كما اذقته حلاوة المعصية فعند ذلك تقول : استغفر الله
ومن الحقوق الواجبة حقوق الوالدين و برهما حيين وميتين و حقوق المؤمنين فلا تظلمهم
ومن المظالم معنوية كالظلم والغيبة و مادية كالسرقة والغصب .
| صلاة التوبه |
بعد أن عرفنا معنى التوبة و تعرفنا على شروطها فلنعلن لله تعالى التوبة النصوح , و لنشرع بعمل علمنا إياه نبينا الأعظم محمد عليه الصلاة والسلام حينما خرج يوم الاحد في ذي القعدة , فقال :
أيها الناس من كان منكم يريد التوبة ؟
فأجاب المسلمون : كلنا نريد التوبة يا رسول الله
فقال : ( اغتسلوا و صلوا اربع ركعات و اقرأوا في كل ركعة فتحة الكتاب مرة و قل هو الله أحد ثلاث مرات و المعوذتين مرة ثم استغفروا سبعين مرة ثم اختموا بـ ( لا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم ) ثم قولوا ( يا عزيز يا غفار اغفر لي ذنوبي و ذنوب جميع المؤمنين و المؤمنات فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت )
ثم قال: ما من عبد من امتي فعل هذا الا نودي من السماء : يا عبد الله استأنف العمل فإنك مقبول التوبة , مغفور الذنب و ينادي ملك من تحت العرش , أيها العبد بورك عليك و على اهلك و ذريتك .
و ينادي مناد آخر : أيها العبد ! ترضي خصمائك يوم القيامة .
و ينادي ملك آخر : أيها العبد ! تموت على الايمانو لا يسلب منك الدين و يفسح في قبرك و ينور فيه
و ينادي منادِآخر : أيها العبد يرضى أبواك و أن كانا ساخطين غفر لأبويك ذلك و لذريتك و أنت في سعو من الرزق في الدنيا و الآخرة
و ينادي جبرائيل ( أنا الذي أتيك مع ملك الموت و آمره يرفق بك و لا يخدشك أثر الموت إنما تخرج الروح من جسدك سلا .
قال المسلمون يا رسول الله لو ان عبداً يقول في غير هذا الشهر ؟
فقال النبي عليه السلام (مثل ما وصفت و انما علمني جبرائيل هذه الكلمات ايام اسري بي)
اذاَ فلتكن هذه الصلاة الفاصل بين القلب الذي اسود بالمعاصي و القلب النقي الطاهر الذي رجع كيوم ولد صاحبه.
| مطهرات القلوب |
و في مسار التوبة الى الله أستعرض اعمالا توجب رجوع قلب الانسان طاهرا نقيا كيوم ولدته امه وهي على ثلاث محاور
اعمال ترتبط بعلاقة الانسان مع المؤمنين
, و اعمال ترتبط بعلاقة الانسان مع نبيه عليه الصلاة والسلام
و اعمال ترتبط بعلاقة العبد بالله عز و علا
* مع المؤمنين
- السعي في حاجة مريض
-التصافح
- تغسيل الموتى
- تشييع الموتى
* مع النبي
- الصلاة على النبي تمحو الذنوب و ترجح الميزان و تخرج العبد من الذنوب كما ولدته امه
- زيارته حيث لها من الثواب الجزيل ما ينقي الانسان من ذنوبه فيعود كما ولدته امه
* مع الله
ماتقدم من علاقة الانسان مع المؤمنين ومع النبي انما هي علاقة مع الله تعالى فكل ذلك نفعله تقربا الى الله و طلبا لرحمته و لكن لله عبادات لو اديت حق ادائها خرج الانسان من ذنبه كما ولدته امه
- الصلاة اذا قام العبد الى الصلاة فكان هواه و قلبه الى الله تعالى انصرف كيوم ولدته امه
فهي أساس لدين و رأس الاسلام و وجة الدين و افضل و احب الاعمال الى الله تعالى من العبد
- الصوم
فهو من الاعمال التي تطهر القلب من الذنوب و لهذا اوجب الله صيام شهر رمضان ليكون محطة تطهير و كذلك شرع وحث على الصيام المستحب ليكون الانسلن في حالة تقوى وتطهر دائمين
- الحج
فالحجاج يصدرون على ثلاث اصناف
صنف يعتق من النار
و صنف يخرج من ذنوبه كيوم ولدته امه
و صنف يحفظ في اهله و ماله فذلك ادنى مايرجع به الحاج
هذا و أسأل لي ولكم توبه لا نعود بعدها
للذنب أبدا
و سلام من الرب يغشاكم