يا صاحبي ، لا تسئل عن عشق الجنوب و أسئلني عن عشق بنت الجنوب
ما يوصف بهاها حرف شعري ، و عجز فكر راوي و لا قد رواها
كيف أبوصف لك يا صاحبي ، وكل الحلا فيها تشوفه واضح و مكتوب
و إن سئلت الجمال عن سر الجمال قال / ( من يوجد سواها ؟ )
حلاها من رب البيت سبحانه ، و هذا شي لها مقضي و محسوب
فوق هذا لا تظنها مغرورة ، عمر الغرور ما جاها بسبة حلاها
هي بعد ربي بالكمال ، رقة و حلا و ذوق و شامخة بالعز و أسلوب
و إن جيت عن وصف الحيا ، حتى الطير ينكسر من رقة حياها
وافية ، و من زود الوفا ، الكل صار لها على حنية الرأس مغصوب
تعطي ولا ترجي من غير ربي ثواب ، ولا تنتظر رد لـ عطاها
لا تسئل عن أسباب الوفا ، عمرك سئلت الشمس عن أسباب جمال الغروب؟
مستحيل تخسر وفاها ، عمرك سئلت حال الشمس لو تخسر سناها؟
حبيبة ، رقيقة ، هادئة ، عطوفة ، ولا تماديت بالوصف و علام الغيوب
عزيزة نفس ، ما تسئل لو يذبحها العطش ، و من ريقها تروي ضماها
و أسلوبها ، كنه عسل صافي و أختلط مع زين ذاك اللسان العذوب
إن حكت تتراقص نجوم السماء فرحة ، و حجار الأرض يسمع غناها
إسئل الطيب عنها ، لقى لقلبها ألف درب ، و لقا له ألف صوب
كأن الطيب في عينها ، و قلبها ، بالأحرى الطيب مولود(ن) معاها
وشفيك يا صاحبي سارح ، و تدمع عيونك ، وملأ صدرك نحوب
ما دريت عن سر جمال الكون؟ و هي من زادت من جمال أبها بهاها
يا صاحبي لا يحتار عن حال وصفها قلبك ، و قبلك أحتارت قلوب
قلت لك ، رقة و ذوق و حب ، و طبع الوفا ، وبالزين ربي ملاها
لا تسئل يا صاحبي عن عشق الجنوب و أسئل عن عشق بنت الجنوب
عجز حروف شعري في وصفها ، و عجز فكر راوي ولا قد رواها