اذا ضاع الحياء الحياء أمارة صادقة على طبيعة الإنسان فهو يكشف عن قيمة إيمانه وأدبه فعندما ترى الرجل أنحرج من فعل ما لاينبغى اوترى حمرة الخجل تصبغ وجهه أذا بدر منه مالا يليق فاعلم انه حي الضمير نقى المعدن زكى العود واذا رأيت الشخص صفيقا بليد الشعور لايبالى بماياخد أو يترك فهو امرؤ لاخير فيه وليس له حياء ووازع يعصمه عن اقتراف الآثام وارتكاب الدنايا وعن أبى سعيد الخذرى رضي الله عنه قال( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اشد حياء من العذراء في حذرها فإذا رأى شيئا يكرهه عرفناه في وجهه )رواه البخاري ومسلم وقد وصى ديننا الاسلامى الحنيف أبناءه بالحياء وجعل هذا الخلق السامي ابرز مايتميز به الإسلام على غيره من الأديان من فضائل فلكل دين خلق وخلق الإسلام الحياء ولكن مايدمى القلب ويدمع العيون انعدام الحياء عند الكثير من بناتنا وشبابنا في هذا الزمان سواء في بعض تصرفاتهم وأفعالهم وكلامهم ولابسهم والوقوع في الصغائر والكبائر من دون اى اكتراث اوتورع اوخوف آو حشمة اوحياء وعلة ذلك أن المرء حينما يفقد حياءه يندرج من سى إلى أسوء ويهبط من رزيلة إلى أرذل ولا يزال يهوى حتى ينحدر إلى الدرك الأسفل وقد روى حديث يكشف عن مراحل هذا السقوط الذي يبتدئ بضياع الحياء وينتهي بشر العواقب (إن الله إذا أراد أن يهلك عبدا نزع منه الحياء فإذا نزع منه الحياء لم تلقه الامقيتا ممقتا فإذا لم تلقه مقيتا ممقتا نزعت منه الأمانة فإذا نزعت منه الامانه لم تلقه الاخائنا مخونا فإذا لم تلقه الاخائنا مخونا نزعت منه الرحمة فإذا نزعت منه الرحمة لم تلقه الارحيما ملعنا فاذا لم تعلقه الارحيما ملعنا نزعت منه رقبة الإسلام) وعن ابن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(استحيوا من الله حق الحياء قلنا انأ نستحي من الله يارسول الله والحمد لله*** قال ليس ذلك الاستحياء من الله أن حق الحياءان تحفظ الرأس وما وعى والبطن وماحوى وتذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا واثر الآخرة على الأولى فمن فعل ذلك فقد استحياء من الله حق الحياء)رواه الترمذي وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الإيمان بضع وسبعون شعبة أفضلها قول لااله الاالله وأدناها أماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان )فيجب على المرء أن يستحى من الله كما يستحى من أولى الهيبة من قومه أما أذا سقطت صبغة الحياء عن الوجه كما تسقط القشرة الخضراء من العود الغصن فقد أذنت الحياة الفاضلة بالضمور وتهيأ الحطام الباقي أن يكون حطبا للنا ر وذلك الذي يقال له (اذا لم تستحي اصنع ماشئت) من كتاب خلق المسلم للشيخ محمد الغزالي
|