روائح المستشفى تنبعث عن قرب روائح المعقمات
قوية تخترق الجيوب الانفية الممرات ضيقة وطويلة
وكانها تقودك الى الموت أو أسوأ من الموت ..ينظر
إلى ساعة معصمه وهو قلق دقات قلبه يسمع نبضها
القوي خطوات قدمه تصدر صوتاً مزعجاً للحاضرين
حوله أصابع يديه تتوسل إلى الله وتطلب كل خير وهي
ترتجف حالته يرثى لها :اضطراب ..خوف قلق وكأن
العالم باسره يشاركه هذا الموقف المريع وفجاءة يفتح
الباب دفعة واحدة وتخرج الممرضة بخطواتها السريعة
يوقفها هذا الكهل وقلبه وروحه تحكي :هه طبيبة ماذا؟
ابتسمت بروحها الشفافة وهمست :مبروك ولد..
صعق ..اسودت الدنيا حوله تمنى أن تبتلعه الارض..
لا ..تمنى أن يسد مسامعه عن سماع هذا ..لا ..تمنى أنه
انه لم يولد ولم يقف في هذه الدنيا ..حاول أن يتكلم لكنه
تحشرج حشرجته بدأت تظهر في ثنايا صوته سكت
برهة وأخفض رأس الذلة والاهانة لم تفهم الممرضة ولم
تع مايحدث ابتسمت وولت وسارت تركته وحيداً يصارع
هذا الموقف العصيب ..الدنيا مظلمة حوله مسودة دمعة
شقت طريقها على خده ودمعة تحكي الكثير مآسيه ..عن
أوجاعه ..عن آلامه ..
الممرضة تأخذ وتعطي مع الضابط قطبت جبينها ثم
ضحكت وهمست : uh my gad
ضحك وقال: I hate to tell you bat that
تسلل إلى مسمعيهما صراخ رجل يقطعه بكاء فتاة
مضطربة تركت الممرضة مابحوزتها من ملفات
وأوراق وذهبت مسرعة هي والضابط وطاقم
الأطباء دفعت الباب بقوة شهقت حين رأت الكهل
يشد شعر الفتاة ويجرها إلى الخلف كادت تسقط من
على فراشها الأبيض هتف الضابط :توقف قلت لك
توقف ...أسرع وتله عن اليمين حاول الكهل ان يدفعه
وهو يقذف اليه بالشتائم ثم نزع يده بقوة كاد يضرب
الضابط على وجهه صرخ الضابط : ألم تفهم توقف !
توقف الكهل لبرهة نظر لمن حوله طاقم الأطباء
والممرضة تهدئ ابنته المنهارة بالبكاء والضابط
ينظر الية بأزدراء نظر لهم تنفس بعمق ثم أغمض
عينيه لتدمع دمعة بللت صفحات حياته جثا على
ركبتيه وأجهش بالبكاء انقبض قلب الفتاة سكبت
ألدمع دماً التفتت الممرضة وأخذتها بقوة تحتضنها
تشم رائحة المعقمات من على معطفها تشبثت بها
أكثر وأكثر وهي تجهش بالبكاء وشعرها المنسكب
على وجهها وبشكل عشوائي وآثار الضربات
والكدمات لاتزال ..تسلل الى مسامعها صوت
حشرجة أبيها وهو يهمس أنت عار علينا عار عار.