لا تردين الرسايل وش اسوي بالورق
وكل معنى للمحبة
ذاب فيها واحترق
مع الرسائل نقف في مهب الجرح
نقف على أعتاب الشوق نتوكأ الذكرى
نقرأ وعوداً للقلوب .. وعذاباً .. ومنى
مع أمتداد الحرف والجرح والحلم والحنين
تجهش الذاكرة بالبكاء .. وتنزفنا كما نحن
نرحل منا إلينا .. نهرب لماضينا لوجوهنا قبل زمن الأقنعه
ولقلوبنا قبل زمن الجفاء .. ولهم قبل زمن الغياب
نقرأهم حروفاً وتنهال الصور من الذاكرة
فنسمعهم صوتاً ونشعر بها حساً
نكاد نلمس دفء أيديهم .. وتهزنا ضحكاتهم ودمعاتهم
وجوههم تعود كما هي
مع رائحة الورق ومع لون الحبر الباهت
يالله
ذكرى كم كانت دافئة وجميلة
والآن أصبحت موجعه إلى حد البكاء
يمر العمر سريعاً داهساً انتباهنا
مغرق إياناَ في الغفلة والنسيان
لتنبجس لنا مفاجأة في ورقة وحرف على حين غرة
كلمات وحروف تكون شوق فادح .. أو جرح نازف
يالهذه الورقه التي تغيرنا في خلواتنا معها
فتجعلنا أكثر رقه وأعمق وفاء ً
تنهي كل كرنفالات الفرح الوهميه
وتُطيح بكل الابتسامات التي تعودنا أن نرسمها على وجوهنا
دون معنى فقط لنعيش ولتمر الأيام
تنهي كل ذلك بدمعة واحده
كم من الرسائل كتبها المحبون
فكانت تاريخ عشق يزهو الأدب بها
كما هي رسائل مي زياده وجبران خليل جبران
اللذين كتبا رسائل تنبض حباً ودفئاً
وتسجل تاريخ حب جارف لم يغادر الورق
حب لقلمين توارى عن الأنظار وسكن قلبيهما فقط
حب دام أكثر من عشرين عاماً
لم يلتقيا فيه إلا على الورق حتى موت جبران ..ومي
فصدر كتاب يجمع رسومات جبران ورسائل مي إليه
ورسائله إليها ليكون اللقاء المستحيل بين دفتي كتاب
تبكيني قراءة رسائلهما التي توجت الحب وسجلته أدباً راقياً
ولم يمنحهم الزمن فرصة اللقاء
يا [ رسايل ] علميهم أن قلبي ما نسيهم
ولو مضى وقت ونسيوني يا [ رسايل ] ذكريهم
كم من الرسائل تقرأنا ونقرأها
وكم من الرسائل نكتبها ولانعلم أنها تكتبنا وتكتبهم
كتبتها ذات مرة فأضحكتني زمناً وأبكتني دهراً
حروف بسيطه ليعود القلب للوراء
راكضاً نابضاً بكل البراءه التي تضج في داخله
وحروف بسيطه ليتملكنا الذهول هل نحن هؤلاء حقاً
فلماذا استبدلنا بالوصال جفاء
وبفيض المحبه بعاداً وهجراناً ؟؟
لماذا الحروف أكثر وفاءً منا ؟؟
تبقى تقاوم الزمن ونحن نتغير بمرور الزمن
ولما نحن نكتب الحرف ولا نفي له
وجت تاخذ رسايلها وخصله من جدايلها
وتديني جواباتي .. بقايا عمر بسماتي
وقالت لي .. فمان الله !
لحظة خذلان الحرف تصبح غصة في الحلق
تصبح ندماً ومرارة
تصبح جرحاً
تصبح دمعاً وحسرة
حين نمزق الدفاتر والرسائل
هنا نفقد الأشخاص مرتين
كم هذا مؤلم ليتني أدركت ذلك
كنت مرهق حد الهروب
حد أرتكاب هذه الجريمه دون وعي
كم يلزمني من الألم و الندم حتى أغفر لنفسي أو لأقتص منها
آآآه منك يالبريد الالكتروني
سلبتنا حلاوة الحرف المكتوب
سلبتنا لذة رؤية خطوطهم بكل ماتخفيه في انحناءتها
وميلانها واستقامتها من بوح صارخ
وسلبتنا أرتباكة الحرف وإعادة الكتابه
بعد تمزيق عشرات الورقات
لذلك أنا معك في قطيعه لن تنتهي
فلن أسمح لك أن تسلبني كل هذه اللهفه والدهشه
قصاصات رسائل
إلى من كان بجواري يوماً .. فخذلني وخذله الزمن
هل الصفعة هذه المرة كافيه لتعيدك لي
فما زلت أحبك ولازلت روحي
من أخر الوجع
إلى من قال لي : لاتنحاز سوى للمباديء
لماذا ياصديقي خنت المباديء ..؟
****
اخترتها لعيونكم