هل من علاقة حقيقية بين سبل الحياة الروتينية ، في البيت والعمل، المدرسة والجامعة وما يصيبنا من « توتر» ؟ .
ان ما يصيب الانسان في خضم ضغط العمل أو في تلك الحالات الناشئة عن التعرض لأحداث صادمة، مختلفة تماماً عن عوامل هذا المرض النفسي.
علماء التربية وعلم النفس المرضي ، ومنهم الاختصاصية الاجتماعية الدكتورة «دانا بيكر» أوضحت أن الحصول على قدر كافٍ من النوم، وممارسة الرياضة بشكل يومي مع تناول الوجبات المناسبة، يخفف- في العادة- من حدة التوتر لدى الأفراد، ولكن ذلك يعتمد على شكل هذا التوتر ومدى شدته.
وأضافت «بيكر» أن التوتر الواقع على أم ترعى عدداً من الأبناء، ويتطلب منها الوصول إلى العمل ركوب حافلة ركاب على مدار ساعة من الزمن، وتعيش تحت وطأة الخوف من التأخر عن عملها، هو نوع من التوتر الذي لا ينفع في تخفيفه تناول بعض أنواع الفاكهة.
العلاقة بين التوتر و أمراض القلب
ولعل» بيكر» ومن خلال دعوتها إلى ضرورة التفريق بين ظاهرتي التوتر والإحباط وبعض عوامل الأمراض الأخرى، تنحاز الى إن بعض المختصين- اطباء وارشاد نفسي وتربوي - يضخمون العلاقة بين التوتر وبعض أمراض القلب.
وأشارت إلى أن هناك مئات الدراسات عن التوتر وجهاز المناعة، وأن هذه الدراسات لم تجد دليلاً يربط بين التوتر والمرض، وأوضحت أن التوتر ليس من شأنه أن يجعل الناس الذين يتمتعون بالصحة الجيدة عرضة للمرض.
ومن الواضح ان معظم الناس الذين يتعرضون لأحداث صادمة؛ يصبحون عرضة للإصابة بالتوتر في حالة ما بعد الصدمة، ولكن ليس من دليل على ذلك لأنه لا فرق بين طرق استجابة كل من المرأة والرجل للتوتر من الناحية الجينية، موضحة أن هرمون «إكسيتوسين» المسؤول عن جعل المرأة تميل إلى الطمأنينة وهي ترعى شؤون أطفالها أو بيتها يمكنه أيضاً أن يؤثر في الرجل على حد سواء، وذلك إذا أراد هذ الرجل أن يقضي وقتاً أطول في المطبخ وبحث شئوون العائلة، وهذا ما يسبب التوتر وان بدا مستحيلا.
الحيرة بمسببات التوتر
دراسة معاصرة أفادت أن» كثرة التفكير في الأحداث المسببة للتوتر يمكن أن تضعف جهاز المناعة وتجعل الناس أكثر عرضة للمرض».
وتعزى الحيرة بمسببات التوتر النفسي، الطارئ او المرضي الى متغيرات الحياة المعاصرة من انحياز واسع الى العالم الرقمي والميل الى الانترنت والتواصل الالكتروني والاجتماعي بشكل الي بحيث يبتعد عن الانسانية والتماس والحميمية.