طلبات الإشراف | |
إذا كنت قادراً على الإشراف في شبكة همس الشوق شريطة ان تكون مشاركاتك من فوق [ 5000 مواضيع وردود ] |
![]() وكل عام وانتم بخير وصحه وعافيه
اخي الزائر لديك رسالة خاصة من شبكة همس الشوق للقراءة ! اضغط هنا ! ![]()
![]() ![]() ![]()
\r\n \r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n \r\n \r\n\r\n \r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n \n \n \n مابين محرم ومشرع \n \n \n \n \n ![]() \n \n \n \n \n ![]() \n : \n الحَمدُ للهِ ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسًولِ اللهِ ، وبعد .. \n الحِجابُ \n مَوضوعٌ كَثُرَ الجِدالُ حولَه ، ما بين مُؤيِّدٍ \n ومُعارِض . لِدرجةِ أنَّ البَعضَ وَصفَه بالرَّجعِيَّةِ والتَّخلُّفِ ، \n وقال إنَّه ليس مِن الدِّينِ ، وإنَّه عادةٌ جاهِلِيَّةٌ . وأمثالُ \n هؤلاءِ - برأيي - لا يُفيدُ الجِدالُ معهم ، ولا مُحاولةُ \n إقناعِهم ؛ لأنَّهم يتكلَّمونَ بلا دَليلٍ مِن كِتابٍ أو سُنَّةٍ ، \n ورُبَّما استنادًا لأهوائِهم ، وعاداتِ مُجتمعاتِهم ، أو \n إرضاءً لِحُكَّامِهم ، أو إشباعًا لِرغباتِهم . \n ![]() \n و الحِجابُ الذي نقصِدُه اليوم ، والذي اختلَفَ حولَه \n العُلَماءِ ، ما بين مُوجِبٍ ومُبيحٍ ، هو : \n ( تغطيةُ المَرأةِ لوَجهِها وكفَّيْها ) \n ![]() \n هُنا سنُلقِي نظرةً على أدِلَّةِ المُوجِبين للحِجابِ ، \n والقائِلينَ بمَشروعِيَّةِ ستر المَرأةِ لوَجهِها وكَفَّيْها ، \n وعلى أدِلَّةِ المُخالِفينَ لهم \n والمُبيحين لِظُهورِالوجهِ والكَفَّيْن \n مِن خِلال رِسالةٍ كَتبها الشيخ \n ( مُصطفى العَدوي ) \n حَفِظَه اللهُ تعالى . \n ![]() \n \n \nإنَّ الحَمدَ للهِ نَحمدُه ونستعينُه ونستغفِرُه ونستهديه , \n \nونعوذُ باللهِ مِن شرور أنفُسِنا وسيِّئاتِ أعمالِنا , مَن \nيَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له , ومَن يُضلِل فلا هادِيَ له , \nوأشهدُ أن لا إله إلَّا اللهُ وَحدَه لا شريكَ له , وأشهدُ \nأنَّ مُحمدًا عبدُه ورسولُه . \n \nأمَّا بعد ، فإنَّ أصدقَ الحَديثِ كِتابُ الله , وخَيرَ الهَدْي \nهَدْيُ مُحمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّم , وشَرَّ الأمور \nمُحْدَثاتُها , وكُلّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَة , وكُلّ بِدعَةٍ ضلالة , وكُلّ \nضلالةٍ في النار ، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ \nتُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ آل عمران/102 . \n﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ \nوَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا \nاللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ \nالنساء/1 , ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا \nسَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ \nاللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ الأحزاب/70-71 . \n \nوبعد ، فهذه رِسالةٌ مُتواضِعةٌ في الحِجاب ..... وقد \nكانت هذه الرِّسالةُ أحدَ أبواب "كِتاب الأدَب والِّلباس" مِن \n"جَامِع أحكام النِّساء" , ولكنْ لِكِبَرِ حَجْمِها أفردناها برِسالةٍ \nمُستقِلَّةٍ ، سائِلينَ اللهَ -عَزَّ وجَلَّ - أن ينفعَ بها الإسلامَ \nوالمُسلِمينَ ، وأن يُثيبنا عليها يَومَ نلقاه . \n \nهذا وبالنسبةِ لموضوع الحِجاب ، فبادِئ ذِي بِدء \nلا نختلِفُ نحنُ والفُضَلاءُ مِن أهل العِلم والمُنصِفون \nمنهم - الذين لا يَرونَ ما نراه مِن وجوب تغطيةِ جَميع \nبَدَنِ المَرأةِ بما في ذلك وجهها وكَفَّيْها - لا نختلِفُ معهم ، \nأو بمعني أَصَحّ : لا يَختلِفون معنا في أنَّ الأفضلَ والأكملَ \nوالأقربَ للتَّقوَى ومَرضاةِ اللهِ ورَسُولِهِ : هو سترُ كُلِّ \nالبَدَنِ ، بما في ذلك الوَجه والكَفَّيْن . \n \nفنَسُوقُ لهؤلاء الفُضَلاءِ وأمثالِهم مِن أهل الفَضلِ ، \nرِجالاً ونِساءً ، شبابًا وشابَّات ، الأدِلَّةَ التي رأينا أنَّها \nتُوجِبُ علي المَرأةِ أن تستُرَ جَميعَ بَدَنِها ، بما في ذلك \nوجهها وكَفَّيْها , ومعها الأدِلَّة التي تُبَيِّنُ مَشروعية ذلك , \nفإنْ رأى هؤلاء الفُضَلاءُ أنَّ الأدِلَّةَ التي ذكرناها تنتهِضُ \nللحُكمِ بوجوبِ تغطيةِ وجه المَرأةِ وكَفَّيْها , فبِها ونِعْمَت , \nوإنْ لم يَرَوها تنتهِضُ للحُكم بالوجوبِ فهِيَ - في أقَلِّ \nأحوالِها - تُثبِتُ مَشروعيَّةَ تغطيةِ الوجه والكَفَّيْن , \nوهذا قد اتَّفقنا فيه مَعهم . \n \nثُمَّ اتَّجهنا بعد ذِكر الأدِلَّةِ على الوجوب والمَشروعيَّةِ إلى \nتفنيد كُلِّ الأدِلَّةِ التي أَتَوْا بها يُثبِتُوا بها حالاتِ كَشفِ الوجه \nعلي عَهدِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وسلَّم , واستفضنا - \nبحَمدِ اللهِ - في الرَّدِّ عليها وإسقاطِ الاستدلال بها , وخاصَّةً \nالتي أوردها الشيخُ ناصِر الألبانيُّ - رَحِمَهُ اللهُ - في كِتاب \n"حِجاب المَرأة المُسلِمة" . فبَعد إسقاطِ استدلالاتِهم ما يَبقَى \nأمامهم - على الأكثر - إلَّا الإقرارُ بأنَّ سترَ جَميع بَدَنِ \nالمَرأةِ بما في ذلك وجهها وكَفَّيْها هو الحالُ الذي كان علي \nعَهدِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وسلَّم , وكانت عليه \nالنِّساءُ الصّحابياتُ في عَهده , وفي هؤلاء الأُسْوَةُ الحَسَنَةُ ، \nفهُم خَيرُ الناس كما قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِهِ \nوسلَّم : (( خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ... )) \nالحديث . \nأخرجه البُخاريُّ ومُسلِم \nمِن طُرُقٍ عن \nالنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وسلَّم . \n \nهذا ونُنَبِّهُ هُنا على أنَّنا لم نتعرَّض \nفي هذا البَحثِ للتَّبَرُّجِ \nالمُزْرِي ، الذي يَقَعُ مِن نِساءِ المُسلِمين \nفي هذه الأيام \nوالذي فاقَ تَبَرُّجَ الجاهليَّةِ الأُولَى \nوقد قال النبيُّ - صلَّى \nاللهُ عليه وعلى آلِهِ وسلَّم - في أهلِهِ : \n(( صِنْفَانِ مِن أهل النَّارِ لَم أَرَهُما \nونِساءٌ كاسِيَاتٌ عارِيَاتٌ مُميلاتٌ مائِلاتٌ \nرُؤوسُهُنَّ كأسنمةِ البُخْتِ المائِلَةِ \nلا يَدخُلنَ الجَنَّةَ ولا يَجِدنَ رِيحَها \nوإنَّ رِيحَها لَتُوجَدُ مِن مَسيرةِ كذا وكذا )) \nوأخرجه مُسلِم (حديث 2128) \nرَبَّنا تقبَّل مِنَّا إنَّكَ أنتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ، وتُب علينا \nواغفِر لنا إنَّك أنتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ . \nوصلَّى اللهُ على \nسيِّدنا مُحمدٍ وعلى آلِهِ وصَحبِهِ وسلَّم . \n ![]() \n ![]() \n \nالأدِلَّةُ على مَشروعيَّةِ ستر وجه المَرأةِ \nوكَفَّيْها وجَميع بَدَنِها ، ووجوب ذلك : \n \n \nالدَّليلُ الأوَّلُ : آيةُ الحِجاب : \n \nقال الله تعالى: \n﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ \nحجاب﴿ \n \n \n \n \nحدثنا يحيى بن سليمان حدثنا ابن وهب أخبرني يونس عن \nابن شهاب قال : ( أخبرني أنس بن مالك أنه قال : كان ابن \nعشر سنين مقدم رسول الله - صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم - \nالمدينة ، فخدمتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم - \nعشرًا حياته , وكنتُ أعلم الناس بشأن الحِجاب حين أُنزِل , وقد \nكان أُبَيُّ بن كَعب يَسألُني عنه , وكان أول ما نزل في مبتنى \nرسول الله - صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم - بزينب ابنة \nجحش : أصبحَ النبي - صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم - \nبها عَروسًا , فدعا القومَ ، فأصابوا مِن الطعام ، ثم خرجوا ، \nوبَقِيَ منهم رَهْطٌ عند رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم , \nفأطالوا المُكثَ , فقام رسولُ الله صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم ، \nفخرج وخرجتُ معه ؛ كي يَخرجوا , فمَشي رسولُ الله صلَّى الله \nعليه وعلى آله وسلَّم ، ومَشيتُ معه ، حتى جاء عتبة حجرة \nعائشة , ثم ظَنَّ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم - \nأنهم خرجوا , فرجع رسولُ الله صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم ، \nورجعتُ معه , حتى دخل على زينب ، فإذا هم جُلُوسٌ لم يتفرَّقوا , \nفرجع النبي صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم ، ورجعتُ معه ، حتى \nبلغ عَتبة حجرة عائشة , فظَنَّ أن قد خرجوا فرجع ورجعتُ معه , \nفإذا هم قد خرجوا , فأنزل آية الحِجاب ، فضرب بيني وبينه سِترًا ) \n \nطرق عن أنس -رضي الله عنه - . \n \n \nحدثنا أبو النعمان حدثنا معتمر قال : أبي حدثنا أبو مجلز عن \nأنس - رضي الله عنه - قال : ( لَمَّا تزوَّجَ النبي - صلَّى الله \nعليه وعلى آله وسلَّم - زينب ، دخل القومُ ، فطعموا ثم جلسوا \nيتحدثون , فأخذ كأنه يتهيأ للقيام ، فلم يقوموا ، فلَمَّا رأى ذلك \nقام , فلَمَّا قام قامَ مَن قام من القوم ، وقعد بقية القوم , وإن \nالنبي - صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم - جاء ليدخل ، فإذا \nالقوم جلوس , ثم إنهم قاموا فانطلقوا , فأخبرتُ النبي صلَّى الله \nعليه وعلى آله وسلَّم ، فجاء حتى دخل ، فذهبتُ أدخل ، فأَلقى \nالحِجابَ بيني وبينه , وأنزل اللهُ تعالى : \n( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا \n \n \n \n ![]() \n \n \nووَجه الاستدلال بهذه الآيةِ الكريمة مَبنِيٌّ على أصلين : \nالأول : أنَّ خِطابَ الواحِدِ يَشمَلُ خِطابَ الجَماعة . \nالثاني : الاشتراكُ في العِلَّة . \n \nأما بالنسبة للأصل الأول \nفيتأيَّدُ بقول النبيِّ صلَّى الله عليه وسلم \n( إنَّما قولي لامرأةٍ واحِدةٍ كقولي لمائة \nامرأة ) \nوقد أمر اللهُ - عز وجل - نِساءَ النبيِّ \n- صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم \n- بالحِجاب ، ولا نعلمُ في ذلك خِلافًا . \nفنِساءُ المُؤمنين تَبَعٌ لهنَّ في ذلك \nلِمَا ذكرناه من أنَّ خِطابَ \nالواحد يشمل خِطابَ الجَماعة . \nويتأيَّدُ هذا الكلام بالأصل الثاني \nألَا وهو : الاشتراكُ في \nالعِلَّة , فعِلَّةُ السؤال من وراء حِجابٍ طَهارة القلوب , ونِساءُ \nالمُؤمنين كنِساء النبي \n- صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم - \nفي الاحتياج إلى ذلك \nويتأيَّدُ هذا الكلام بالعُموم الوارد في \nحديث رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم \n(( إيَّاكم والدخول على النساء )) \nويتأيَّدُ أيضًا بقرينةِ انضمام نِساء \nالمؤمنين إلى نساء النبي \n- صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم - \nوبناته في قوله تعالى \n( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ \nوَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ \nيُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ . على ما سيأتي \nبيانُه إن شاء الله . \n \n ![]() \n \nيقول : وإذا سألتم أزواجَ رسول الله \n- صلَّى الله عليه وسلم \n- ونِساءَ المؤمنين اللواتي لسن لكم \nبأزواجٍ متاعًا فاسألوهُنَّ من وراء حِجاب . يقول : مِن وراء سِتْرٍ بينكم \nوبينهُنَّ , ولا تدخلوا عليهنَّ بيوتَهُنَّ ؛ ذلكم أطهرُ لقلوبكم \nوقلوبهنَّ . يقولُ تعالى ذِكرُه : سُؤالُكم إيَّاهُنَّ المتاعَ إذا سألتموهُنَّ \nذلك مِن وراء حِجاب \nأطهرُ لقلوبِكم وقلوبهنَّ مِن عوارض العين \nفيها ، التي تعرض في صدور الرجال \nمِن أمر النساء \nوفي صدور النساء من أمر الرجال \nوأحرى من أن لا يكون للشيطان \nعليكم وعليهنَّ سبيل . \n \nفي هذه الآيةِ دليلٌ \nعلى أنَّ الله تعالى \nأذِنَ في مَسألتهِنَّ من وراء حِجابٍ في حاجةٍ تَعرِض \nأومَسألةٍ يستفتين فيها \nويَدخُلُ في ذلك جميعُ النساء \nبالمَعنى , وبما تضمَّنته أصولُ الشريعةِ \nمن أنَّ المرأةَ كُلّهاعورة \nبدنها وصوتها كما تقدَّم \nفلا يَجوزُ كَشفُ ذلك إلَّا لحاجةٍ \nكالشَّهادةِ عليها ، أو داءٍ يكونُ بِبَدَنِها \nأو سؤالها \nعَمَّا يَعرِضُ وتعين عندها . \n \nقُلتُ : \n( وفيما قاله القُرطُبِيُّ - رَحِمَهُ الله - \nمِن أنَّ صَوتَ المَرأةِ عَوْرَةٌ نَظَرٌ يُحَرَّرُ في مَوْضِعِهِ - إن شاء الله ) \nفي كتابِنا الأدَب . \n \n* وقال - رَحِمَه الله - أيضًا \nفي المَسألة الحادية عشر : \nقولُه تعالى : \n﴿ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ \nيُريدُ مِن الخواطر التي تَعرِضُ للرجال \nفي أمر النساء \nوللنساءِ في أمرالرجال \nأيْ : ذلك أنفى للريبة وأبعدُ للتُّهمةِ \nوأقوى في الحِماية , \nوهذا يَدُلُّ علي أنه لا ينبغي لأحدٍ أن يَثِقَ بنَفسِهِ في الخَلْوَةِ مع \nمَن لا تَحِلُّ له ؛ فإنَّ مُجانبةَ ذلك أحسنُ لِحاله وأحصنُ لِنَفسِهِ \nوأتَمُّ لِعِصمتِهِ . \n \nوقولُه تعالى : \n﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ \nحِجَابٍ ﴾ \nأيْ : وكما نَهيتُكم عن الدخول عليهنَّ \nكذلك لا تنظروا إليهِنَّ بالكُلِّيَّةِ \nولو كان لأحدِكم حاجةٌ يُريدُ تناولَها \nمِنهُنَّ ، فلا ينظُر إليهِنَّ \nولا يسألهنَّ حاجةً إلَّا مِن وراء \nحِجاب . \n \n* أمَّا الشنقيطيُّ - رَحِمَه الله - \nفقد قال كلامًا طَيِّبًا مَتينًا \n \nواسِعةً - فليُراجَع ، فإنَّه كلامٌ طويلٌ \nها نحنُ ننقلُ بَعضَه \nإن شاء الله . \n \nواعلم أن مع دلالة القرآن على احتجاب المرأة عن الرجال \nالأجانب , قد دلَّت على ذلك أيضًا أحاديثُ نبوية , فمِن \nذلك ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما وغيرهما من حديث \nعُقبة بن عامر الجُهني - رَضِيَ الله عنه - أنَّ النبي - \nصلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم - قال : \n(( إيَّاكم والدخول على النساء )) \nفقال رجلٌ من الأنصار : يا رسول الله ، \nأفرأيتَ الحَمْو ؟ قال : (( الحَمْو : المَوْت )) . أخرج البُخاريُّ \nهذا الحديث في كتاب النِّكاح في باب "لا يَخْلُوَنَّ رَجلٌ بامرأةٍ إلَّا \nذو مَحْرَم" إلخ , ومُسلم في كتاب السلام في باب "تحريم الخَلْوةِ \nبالأجنبيةِ والدخول عليها" . فهذا الحديثُ الصحيح صرَّحَ فيه \nالنبيُّ - صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم - بالتحذير الشديد \nمن الدخول على النساء , فهو دليلٌ واضِحٌ على منع الدخول \nعليهنَّ , وسؤالهن متاعًا إلَّا من وراء حِجاب ؛ لأنَّه مَن سألها \nمتاعًا لا مِن وراء حِجابٍ فقد دخل عليها , والنبيُّ - صلَّى الله \nعليه وعلى آله وسلَّم - حَذَّره من الدخول عليها , ولَمَّا سأله \nالأنصاريُّ عن الحَمْو ؛ الذي هو قريبُ الزوج الذي ليس مَحْرَمًا \nلزوجته كأخيه وابن أخيه وعمه وابن عمه ونحو ذلك , قال له \nصلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم : (( الحَمْو : المَوت )) , فسَمَّى \n- صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم - دخولَ قريب الرجلِ على \nامرأته وهو غير مَحْرَمٍ لها باسم المَوت , ولا شَكَّ أن تلك \nالعبارة هي أبلغ عباراتِ التحذير ؛ لأنَّ الموت هو أفظعُ \nحادِثٍ يأتي على الإنسان ، كما قال الشاعر : \nوالمَوتُ أعظمُ حادِثٍ مِمَّا يَمُرُّ على الجِبِلَّة \n \nوالجبلة : الخَلْق , ومنه قولُه تعالى : ﴿ وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ \n \nوعلى آله وسلَّم - هذا التحذير البالِغ من دخول الرجال على \nالنساء , وتعبيرُه عن دخول القريب على زوجة قريبه باسم \nالموت دليلٌ صحيحٌ نبويٌّ على أن قوله تعالى : ﴿ فَاسْأَلُوهُنَّ \nمِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ﴾ عامٌّ في جميع النساء كما ترى ، إذ لو كان \nحُكمُه خاصًا بأزواجه صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم , لَمَا \nحَذَّر الرجالَ هذا التحذير البالِغ العام من الدخول على النساء . \nوظاهِرُ الحديث التحذيرُ من الدخول عليهِنَّ ولو لم تحصُل \nالخَلْوَة بينهما , وهو كذلك . فالدخولُ عليهِنَّ والخَلْوَةُ بِهِنَّ \nكِلاهما مُحَرَّمٌ تحريمًا شديدًا بانفرادِه , كما قدَّمنا أن مُسلمًا \n- رَحِمَه الله - أخرج هذا الحديثَ في باب "تحريم الخَلْوَةِ \nبالأجنبيةِ والدخول عليها" ، فدَلَّ على أنَّ كِلَيْهِما حَرامٌ . \n# ( قلتُ : الذي يبدو ويترجَّحُ : أنَّ التبويبَ الذي في \nصحيح مُسلِم إنَّما هو لِلنَّوويِّ , رَحِمَه الله ) . \n \n* وقال ابنُ حَجَر في "فتح الباري" في شرح الحديث المذكور : \n( إيَّاكم والدخولَ ) بالنَّصبِ على التحذير ، وهو : تنبيهُ \nالمُخاطَب على مَحذورٍ لِيَتحذَّرَ عنه ، كما قِيل : إيَّاكَ والأسَدَ . \nوقولُه : ( إيَّاكُم ) مَفعولٌ لِفِعلٍ مُضمَرٍ تقديرُه ( اتَّقُوا ) ، وتقديرُ \nالكلام : ( اتَّقُوا أنفُسَكم أن تدخلوا على النساء , والنساء أن \nيدخُلَن عليكم ) , ووقع في روايةِ ابن وَهْب بلَفظ : (( لا تدخلوا \nعلى النساء )) , وتضمَّنَ مَنْعُ الدّخول مَنْعَ الخَلْوَةِ بها بطريقِ \nالأَوْلَى انتهي محل الغرض منه . \n \n ![]() \n \n \nقد يَفْهَمُ أحدٌ مِن الناس قولَ الله تعالى : ﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ \n \nأنَّ ذلك يُفيدُ انفصالَ نِساءِ النبيِّ - صلَّى الله عليه وعلى آله \nوسلَّم - في الحُكم الشرعيِّ المُتقدِّم عن نِساءِ المُؤمنين , \nفهذا لا تَحتمِلُه هذه الآية الكريمة , ولننقل ما قاله بَعضُ \nالعُلماءِ فيها : \n \nقال ابنُ كثير - رَحِمَه الله - : في قولِهِ تعالى : ﴿ يَا نِسَاءَ \nالنَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ ﴾ . هذه آدابٌ أمر اللهُ بها \nنِساءَ النبيِّ صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم , ونِساءُ الأُمَّةِ تَبَعٌ \nلَهُنَّ في ذلك ، فقال تعالى مُخاطِبًا لِنِساءِ النبيِّ صلَّى الله عليه \nوعلى آله وسلَّم , بأنَّهُنَّ إذا اتَّقَيْنَ اللهَ - عز وجل - كما أمرهُنَّ , \nفإنَّه لا يُشبههنَّ أحدٌ مِن النساء ، ولا يَلحقهُنَّ في الفضيلةِ والمنزلة . \n \nوقال القُرطُبِيُّ - رَحِمَه الله - : في قولِهِ تعالى : ﴿ يَا نِسَاءَ \nالنَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ ﴾ ؛ يعني : في \nالفَضلِ والشَّرَف . \n \n ![]() \n \nوإذا علمتَ بما ذكرنا \nأنَّ حُكمَ آيةِ الحِجاب عامٌّ , وأنَّ ما \nذكرنا معها من الآيات فيه الدلالة \nعلي احتجاب جميع بدن \nالمرأة عن الرجال الأجانب \nعَلِمتَ أنَّ القُرآنَ دَلَّ على الحِجاب . \nولو فَرَضْنَا أنَّ آيةَ الحِجاب خاصَّةٌ بأزواجِه \nصلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم \nفلا شَكَّ أنَّهُنَّ خَيرُ أُسْوَةٍ لِنِساءِ المُسلِمين \nفي الآدابِ \nالكريمةِ المُقتضيةِ للطَّهارةِ التَّامَّةِ ، وعدم التَّدنُّس بأنجاس الرِّيبة . \nفمَن يُحاوِلُ مَنعَ نِساء المُسلمين - كالدُّعاة للسُّفور والتَّبرُّج \nوالاختلاطِ اليوم - مِن الاقتداءِ بِهِنَّ في هذا الأدب السَّماويِّ \nالكريم المُتضمِّن سلامةَ العِرْضِ والطَّهارةَ مِن دَنَسِ الرِّيبةِ ، \nغَاشٌّ لأُمِّةِ مُحمدٍ صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم , مَريضُ \nالقلبِ كما ترى . \nحِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ الأحزاب/53 . \n(1) ورد لهذه الآية سببُ نُزُولٍ آخَر أخرجه البخاريُّ (6240) , \nومسلم من حديث عائشة - رَضِيَ الله عنها - قالت : كان عمر \nبن الخطاب يقولُ لرسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم : \nاحجب نِساءَكَ , قالت : فلَم يَفعَل , وكان أزواجُ النبيِّ - صلَّى \nالله عليه وعلى آله وسلَّم - يَخرُجنَ ليلاً إلى ليل قبل المَناصِع , \nفخَرجَت سَوْدَةُ بنتُ زَمْعَة - وكانت أمراةً طويلةً - فرآها عُمَر بنُ \nالخطاب وهو في المَجلِس ، فقال : عرفناكِ يا سَوْدَة - حِرصًا \nعلى أن يَنزِلَ الحِجاب - قالت : فأنزلَ اللهُ - عز وجل - آيةَ \nالحجاب . \n# قلتُ : ولا مانِعَ مِن تَعَدُّدِ أسبابِ النُّزُولِ للآيةِ الواحِدة , \nانظُر " الصَّحيح المُسْنَد مِن أسبابِ النُّزُولِ " \n \n \n \n \n ![]() \n \n صلوا على من علمنا الحب... \r\n \r\n \r\n\nوآخى القلب بالقلب... \nوفتح للخير كل درب \r\n الموضوع الأصلي :\r\nملف عن الحجاب ووضعه في الاسلام مابين محرم ومشروع || الكاتب :\r\nحايره بدنيتي || المصدر :\r\nشبكة همس الشوق \r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n\r\n\r\n \r\n \r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n \r\n \r\n![]() \r\n\r\n\r\n \r\n\r\n
|