اسف اسفة
وتشبعت الأنفس كبرياء وغرور ، فتباعدت القلوب ، وخُدشت المشاعر ، وجُرحت النفس البشرية. جرّاء اختلافات قد تكون بسيطة وقد تكون معقدة ينجم عنها تصرفات مُسيئة في حق الغير..
تأتي هذه الكلمة التي تمسح على قلوب الناس
وتُضمد جراحهم
وتُزيل مايعرقل سير العلاقات الإنسانية.
آسف..آسفه ...
كلمة صغيرة تحمل في طياتها الكثير من معاني التسامح ،
ورفعة الأخلاق ،
وأصالة النفس.
و نادرون من يتفوهون بهذه الكلمة ،
فالاعتذار صفة نبيلة انقرض وجودها من قلوب الكثيرين منّا،
فأصبحنا نسعى جاهدين لتبرير أخطاءنا ونأبى الإعتراف بها، وأننا على حق..
مع أن الخطأ يبدو جليًّا واضحًا.
والخطأ من طبيعة النفس الانسانية
وقلما تجد إنسان يعترف بخطأه
لأننا نعتقد أن اعتذارنا للغير جرح لكبرياء النفس وإهانتها
لكنه فن لايُجيده إلا أصحاب العقول الراقية
والفكر السديد..
فكلنا خطاء وخير الخطائين التوابون.
ولو تتبعنا سيرة الرسل والأنبياء لوجدناهم يتحلون بتلك الصفة النبيلة.
ولو نظرنا للغرب (غير المسلمين)
لوجدنا ثقافة الاعتذار منتشرة في تعاملاتهم وعلاقاتهم الاجتماعية..
ونحن المسلمون أليس لنا الأحقية في جذب هذه الصفة النادرة لقلوبنا
أم أن الكبر والتعالي سيطر على أنفسنا
فأخذتنا العزة بالاثم ؟
وفي اعتقادنا أن الاعتذار إهانة..
وما الاعتذار إلا سمو في النفس ورقي في التفكير
وعلم وحلم وشجاعة.
لماذا نبتعد عن هذه الصفة النبيلة التي تربط بين القلوب
وتقوي أواصر المحبة والتآخي بين الناس؟
لماذا لانتحلى بهذه الصفة الجميلة ونداوي بها علاقاتنا المجروحة لتصبح القلوب نظيفة والعالم أجمـــــــــل؟ -