يختار النساء في العديد من الدول وضع طفلهن الأول في عمر متأخر، وتفيد الدراسات والإحصاءات أن معدل النساء اللاتي يلدن في عمر الثلاثين وما فوق قد ارتفع، فيما انخفض معدل اللاتي يضعن قبل الثلاثين.
في الوقت الذي يختار فيه العديد من النساء الزواج باكراً وإنجاب الأطفال، تفضّل بعضهن متابعة تحصيل علمي أعلى، والتقدم مهنياً، كما قد يواجهن ضغوطات مادية تحتم العمل والحصول على مدخول ثابت. ناهيك عن أن العديد من الأشخاص لا يجدون الشريك المناسب للزواج وإنجاب طفل إلاّ في مرحلة متأخرة من العمر أو لا يشعرون بكل بساطة أنّهم مستعدون ليصبحوا آباء وأمهات في عمر مبكر.
العمر والخصوبة
قد يكون لتأجيل تكوين أسرة حتى استقرار مسيرتك المهنية أو تسديد ديونك المستحقّة محاذيره وأخطاره. فالخصوبة تتراجع لدى النساء أكثر من الرجال مع تقدمهن في العمر.
يُظهر الجدول في الأسفل أن النساء هنّ أكثر خصوبة بين الثامنة عشرة والرابعة والعشرين من العمر. ومع تقدّمهنّ في العمر، ينخفض احتمال الحمل فيما يرتفع احتمال العقم بشكل كبير. يحافظ الرجال على خصوبتهم لفترة أطول بكثير إلا أنّ خصوبة الرجل تتراجع مع العمر ، ولو بسرعة أقل.
جدول حول معدلات الحمل على مدى سنة
يعود الخطان البيانيان لنساء لا يواجهن أية مشاكل في الخصوبة.
المصدر: معالجة المرأة العاقر كتابة هيلين.أ. كارسيو و مرجع حول الخصوبة لساره روزنثال
ما هي الفترة التي سأحتاجها لكي أحمل؟
ما هو تأثير التقدم في العمر على الخصوبة؟ تكون الخصوبة في سن الخامسة والثلاثين بمعدل نصف ما كانت عليه في عمر الخامسة والعشرين؛ وفي الأربعين من عمرك، أنت أقل خصوبة بنسبة خمسين في المئة مما كنت عليه في الخامسة والثلاثين. فإذا حملت بطفلك الأول بسرعة واحتجت لوقت أطول لتحملي في بقية أطفالك، فربّما الأمر يعود إلى تقدمك في العمر.
معظم المتزوجات (92 في المئة) سيحملن خلال أول سنتين من الزواج إذا لم يستعملن وسائل منع الحمل لو جامعن أزواجهن، بمعدل علاقة كل يومين أو ثلاثة خلال المدّة من دورة لأخرى، ما يزيد من فرص الحمل.
بالتالي 8 في المئة من النساء لا يحملن في السنتين الأوليين من الزواج. إذا تخطيت سن الخامسة والثلاثين واستمريت في المحاولة لسنة أخرى قد تحملين، إلا أن فرص حملك ستبدأ بالتراجع سريعاً خلال السنوات القليلة المقبلة؛ 6 في المئة من النساء في عمر الخامسة والثلاثين و23 في المئة من اللاتي بلغن سن الثمانية والثلاثين لن ينجحن في الحمل بعد ثلاث سنوات من الجماع المنتظم من دون موانع مع أزواجهنّ.
لذلك، من المهم جداً أن تطلبي المساعدة لمعالجة مشكلة الخصوبة في فترة مبكرة إذا تخطيت سن الخامسة والثلاثين ورأيت أن الحمل لم يحصل. يُنصح الأزواج بمحاولة الحمل خلال سنة على الأقل قبل طلب المساعدة لكن إذا كان عمرك يفوق الخامسة والثلاثين وتواجهين مشكلة في الحمل فعليك طلب العون في وقت أقرب.
لماذا تتراجع الخصوبة بهذه السرعة؟
مع تقدم النساء في العمر، يواجهن عدداً من العوامل التي قد تجعل الحمل أكثر صعوبة. فضلاً عن أنّ صحتنا تتراجع بشكل عام، مع مرور السنين. فقد تتفاقم بعض المشكلات الموجودة أصلاً أو تظهر أمراض جديدة، من شأنها التأثير أيضاً على الخصوبة.
تتضمن عوامل الخصوبة التي تتغير مع تقدمنا في العمر، ما يلي:
• احتياطي المبيض - وهو عدد الجريبات التي تحتوي على البويضات العاملة المتبقية في المبيض. فكلما تقدمت في العمر كلما قل عدد البويضات القابلة للحياة؛ أمّا في حالات انقطاع الطمث المبكر، فتنتهي البويضات في وقت مبكر عن المعتاد.
• الدورة الشهرية- مع اقتراب النساء من سن الإياس (أو اليأس) تصبح دورتهن الشهرية أقصر وأقل انتظاماً.
• بطانة الرحم- قد تصبح بطانة الرحم أرق وأقل تقبلاً للبويضة الملقحة.
• الإفرازات المخاطية- قد تصبح الإفرازات المهبلية أقل سيولة وأقل تقبلاً للحيوان المنوي.
• أمراض تصيب الجهاز التناسلي- قد تؤذي بعض الأمراض الأعضاء التناسلية مع مرور الزمن، أو تسوء وتتفاقم إذا لم تعالج بالشكل المناسب كالتهاب بطانة الرحم ، ومتلازمة تكيّس المبايض والكلاميديا.
• الأمراض المزمنة - يمكن لبعض الأمراض أن تؤثر سلباً على الخصوبة.
• مشاكل الوزن - يمكن لمشكلة الوزن الزائد أو السمنة المفرطة تقليل فرص الحمل وجعله أكثر صعوبة.
وفي الاخر الامر كله بيد الله عز وجل