إذا كنتَ قويًّا وسعيدًا بإيمانك، آمِنًا مطمئنًّا بخشوعِ قلبك ورِضاك بما قسمَ الله عزَّ وجلَّ لك مسرورًا بحسناتك مهمومًا ومتألِّمًا لأخطائك وسيِّئاتك.
إذا امتلأَ قلبُك بالرَّغبة في الله عزَّ وجلَّ وفي عظيم ما أعَدَّه لعباده الصالحين، فتحرَّكْتَ بإرادةٍ كإرادة الجبال، تَبْذل المعروفَ لأهله وتُساعد المُحتاجين، وتَزْرع الأملَ في النُّفوس إذا كنتَ ناجِحًا في عمَلِك، مجتهِدًا في واجباتك ومسؤوليَّاتك، تأخذ بالأسباب، وتُصِرُّ على مواصلة تَعبِك؛ لِتُحقِّق النجاح، وتشغل وقتك بكلِّ نافعٍ ومُفيد.إذا كنتَ من أصحاب الأنفُسِ المتفائلة، والأرواح الآملة التي تتطلَّع لِلَذَّة الآخرة ونعيمها، والعقول الطَّموحة الَّتي لا تقنَعُ بِما دون النُّجوم، والهمم العالية التي تعمل لِدُنياها كأنَّها تعيش أبَدًا، ولآخرتها كأنَّها تموت غدًا.إذا كنتَ قارِئًا جيِّدًا، ومثقَّفًا واعيًا، وتنمويًّا قائدًا، واجتماعيًّا رحيمًا، وشجاعًا كريمًا، تعتزُّ بشخصيتك، ولا تعرف العجزَ أو التردُّد وإضاعة الفرص.إذا كنتَ أكثرَ وعيًا لنتائج تصرُّفاتك وأحوالك، تحبُّ التغيير، وتسعى إليه لِتُغيِّر نفسَك، وتُغيِّر الأوضاع السلبيَّة التي تُحيط بك، وتعتمد على أشخاصٍ ناجحين لتحقيق أهدافك.إذا أنعمَ الله - عزَّ وجلَّ - عليك بلِسانٍ ذاكِر، وقلب شاكر، وبدَنٍ على البلاء صابر، ووفَّقك لصحبةٍ صالحة تعينك على طاعته وترشدك، وتبصِّرك من خلال النَّصيحة بالحكمة، والموعظة الحسَنة.إذا حقَّقتَ الاستقامةَ في تفكيرك، والتَّوازُنَ في نظرتك للأشياء، والوسطيَّة في أمورك - فلا تُغيِّر حياتَك، واثبت على ذلك حتَّى مَماتِك.