ايها الشاب لابد وان تعرف ان دين الله قد قام و انتشر على سواعد و عاتق الشباب وكان لهم الدور العظيم فى اعلاء كلمة الله فى كل العصور...
شاهد محاضرة دور الشباب في نهضة الأمة -
د. راغب السرجاني
منذ آدم عليه السلام وحتى يومنا هذا.....وفى امة حبيبنا محمد (صلى الله عليه وسلم) كان الشباب هم عصب الدعوة و الجهاد ونبض الامه وقدموا مالهم وارواحهم فى سبيل اعلاء كلمة الله وتحملوا الاذى و الفقر و هاجروا واخرجوا من ديارهم لكى يصل الاسلام الينا و لكل الدنيا...فعليك أيها الشاب أن تأخذ الامور بجديه وأن تترك الإستهتار و اللامبالاة و السلبية لأن الأمة تمر بمرحلة حرجة و خطيرة والشباب هم الرئة التى تتنفس بها أمة الاسلام و دينك فى امس الحاجة اليك...
لقد خطط الغرب منذ زمن للقضاء على شباب الامة الاسلامية عن طريق الغزو الفكرى الذى ملأ به عقول الشباب وتزييف كثير من الحقائق وخلط الحق بالباطل و قلب الموازين فأصبحت الصورة مشوهة فى أذهان الشباب ولم يجدوا هدف محدد يسعون إليه فضعفت عزيمتهم و ثبطت هممهم كما شوه الغرب صورة الاسلام ووصفوة بالتزمت و التخلف و الرجعية واطلقوا على الانحلال و القيم الغربية اسم التحرر و التقدم و غيرها من الأسماء البراقة فتعامل شبابنا مع الأسماء واصبح يقلد الغرب تقليد أعمى وابتغى العزة عند اعداء الله وهان عليهم دينهم ولم يعرفوا قدره فهجروا المساجد و هجروا القرآن ونسوا سنة النبى صلى الله عليه وسلم وطمس الغرب هويتهم الاسلامية تماما إلا من رحم ربى...وسلط الغرب و اليهود على شبابنا وسائل الاعلام المدمرة التى تبث الأفكار الهدامة و تشوه الدين ونشروا العرى و الموضة و الدعارة و المخدرات بين شباب الامة...فأصبحت طاقات الأمه معطلة وفى حالة تخدير.
وأنت أيها الرجل فعليك أن تخدم دينك بتطبيق شرع الله فى بيتك و تربية أبنائك على الدين
وتنشئة جيل يحمل هم الدين وهمومه جيل يحب دينه ويكرس حياته لخدمة الاسلام لينصر
الله الدين على يديه....
فعلينا ان نتذكر ان سيدنا عمر بن الخطاب قال (نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فمن ابتغى العزة فى غيره أذله الله)
وعلينا أن نتذكر أن الله فى كتابه العزيز اشار إلى أن المؤمنين أعزة على الكافرين ورحماء فيما بينهم ولكننا للأسف عكسنا الآيه واصبح شبابنا يتولى الكافرين على حساب المؤمنين فأين اذا عقيدة الولاء و البراء..هل يعلم شبابنا شيئا عنها؟ هل اصبح نجوم السينما ولاعبى الكرة الأجانب ممن يحملون الصليب على صدورهم والمفكرين الملحدين أحب إلى قلوب شبابنا من العلماء الربانيين و الدعاة الأنقياء الأطهار.....يالها من مصيبة تحتاج الى علاج حتى يعود شبابنا الى رشده ويفيق من غيبوبته ويعرف ان المرء يحشر مع من احب فمن احب الرسول و الصحابه والمؤمنين حشر معهم ومن احب المطرب الغربى ولاعب الكرة البرازيلى او الارجنتينى حشر معه !...
علينا ان نتذكر أن الرسول أرسل جيشا فى سرية مؤته وقاد جيشا لغزوة تبوك واجلى بنو قينقاع عن المدينة بسبب قتل بعض أفراد المسليمن وكشف عورة مسلمة....لأن دم الانسان المسلم غالى عند الله.....فمن لهؤلاء الذين يسفكون دماء المسلمين فى جميع انحاء الارض ويهتكون أعراض المسلمات ويقتلون الأطفال....من للمسجد الاقصى....من ينصر دين الله؟
علينا ان نتذكر ان الله ارسل النبى (صلى الله عليه وسلم) رحمة للعالمين أى للناس أجمعين وأن شرع الله و منهجه ودينه لابد وان يصل لكل الناس.....وهذه مسؤولية كل انسان مسلم
علينا ان نتذكر ماذا فعل الرجال و الشباب فى الأمم السابقه وفى أمة الحبيب محمد (صلى الله عليه وسلم) لاعلاء كلمة الله
فإليك أيها المسلم نماذج من الأمم السابقة...
- سيدنا نوح عليه السلام
ظل يدعو قومه أكثر من تسعمائة و خمسون عاما ولم يؤمن له إلا ثمانون رجل ولم ييأس و لم يفتر عن دعوته واستحمل الاذى حتى امره الله ببناء السفينه و تحمل السخرية و ظل يبنى السفينه مدة ثلاثمائة سنة حتى أنجاه الله ومن معه من الغرق وتحمل فراق ابنه الذى مات غرقا وهو كافر ولم يبقى معه إلا المؤمنون....فعلينا ان لا نمل من الدعوة الى الله مهما كانت النتائج
- سيدنا ابراهيم عليه السلام
آمن بالله وحده ودعى ابوه لعبادة الله وحده وتحدى قومه وحطم أصنامهم ورموه فى النار وتحدى الملك النمرود وغلبه بالحجة وهو فى السادسة عشر من عمره (سمعنا فتى يذكرهم يقال له ابراهيم) .... فعلينا ان نثبت على الحق مهما كانت العوائق وان نتوكل على الله
- سيدنا اسماعيل عليه السلام
ضرب مثلا رائعا فى الطاعة و الاستسلام لأوامر الله وهو غلام صغير عندما أخبره والده أن الله أمره ان يذبحه بناء عن الرؤيا التى رآها فى المنام فقال قولته الرائعة (ياأبت افعل ماتؤمر وستجدنى ان شاءالله من الصابرين)...كما رجم الشيطان مع أبيه وأمه عندما أراد أن يثنيهم عن الذبح...فنجحوا جميعا فى الاختبار وفداه الله بالكبش...ثم كلفهم الله ببناء الكعبة المشرفة...وكان سيدنا اسماعيل خير عونا لأبيه ...وظل فى جزيرة العرب يدعو إلى الاسلام و التوحيد...فعلينا ان نطيع الله ونستسلم لأوامره ونواهيه وان تكون متعتنا فى طاعة الله.
- سيدنا يوسف عليه السلام
عانى من حسد اخوته له وهو مازال طفلا صغيرا ودبروا له مكيدة ورموه فى البئر وهو دون الثانية عشر من عمره فى صحراء موحشة وثم تم بيعه كعبد وهو الكريم بن الكريم ثم تعرض لفتنة النساء فى قصر العزيز وهو شاب فى أصعب اختبار و ابتلاء عندما راودته امرأة العزيز عن نفسه ولكنه استعصم بالله (ولقد راودته عن نفسه فاستعصم) ثم راودته كل نساء المدينه عن نفسه ثم دخل السجن ظلما فى تهمة شرف ملفقه ولا يعلم متى يخرج ولم ينسى وهو فى السجن ان يدعو الى عبادة الله وحدة (ياصاحبى السجن أأرباب متفرقون ام الله الواحد القهار) وقد علمه الله من تأويل الاحاديث....وعندما لجؤوا إليه لتفسير الرؤيا وعلم ان المنطقه ستمر بأزمه قاسية لم يخفى عنهم شيئا ولم يساومهم على خروجه من السجن بل على العكس تماما قال لهم التفسير و الحل و قدم لهم خطة مستقبلية لمدة خمسة عشر عاما متضمنه سياسة التخزين و ترشيد الاستهلاك ..حتى بعد ان امر الملك باخراجه من السجن لم يخرج الا بعد ان اثبت براءته وقد جزاه الله خيرا عن صبره وتحمله ومعاناته طيلة السنين الماضية وجعله الملك مسؤولا عن الاقتصاد و المالية و الخزانة..فنجت مصر من المجاعة بل واصبحت مصر هى التى تصدر المحاصيل لكل المنطقه التى عانت من المجاعة ...فنجح سيدنا يوسف فى تنشيط التبادل التجارى بين بلدان المنطقه وتم تشغيل العمالة و القضاء على البطالة وعمل لجان لفرز السلع التى تأتى من البلدان الأخرى لإعادة تصنيعها وتم عمل نظام بطاقات التموين (حمل بعير) ...ثم جمعه الله بأخوته الذين غدروا به دون أن يعرفوه فالتقط الخيط وصور لنا القرآن كيف خطط للم شمل الاسرة وتأديب اخوته لما فعلوه دون ان يخسرهم وكيف انتهت القصة النهاية السعيدة لكل اطرافها....فهذه قصة كفاح لكل شاب يريد ان ينجح فلى حياته مهما كانت العراقيل و الصعوبات بالصبر و الارادة والاعتصام بحبل الله ...وتحكى لنا القصة عن يوسف الانسان اكثر مما تكلمنا عن يوسف النبى....ونرى كيف ان سيدنا يوسف يفعل مايرضى الله بصرف النظر عما يحدث حوله...والله لايضيع اجر المحسنين
- سيدنا موسى عليه السلام
رأينا رجولته و شهامته وقوته عندما سقى للفتاتين عند البئر فى مدين ثم امانته عندما لم يستغل الحدث لكى يتعرف عليهما وتولى الى الظل وقد كتب الله له ان يعيش فى مدين مدة عشر سنين لكى يكتسب خبرة الحياة و يجرب العيشة الخشنة ليكون اهلا بعد ذلك لقيادة بنى اسرائيل...ثم عرفنا كيف تحدى فرعون وكيف نجاه الله واغرق فرعون....وكيف عانى سيدنا موسى من بنى اسرائيل وطباعهم السيئة وعدم طاعتهم له ....كما رأينا فى قصته مع الخضر كيف طلب العلم ممن هو أقل منه قدرا بكل تواضع وكل عزيمة ليتعلم منه دروس لم يكن يعرفها وهو نبى الله
- سيدنا داوود عليه السلام
حارب فى جيش طالوت وهو دون الثامنة عشر من عمرة وقتل جالوت قائد العماليق الكفار وحول دفة المعركة لصالح جيش المؤمنين بالرغم من انهم كانوا قلة واتاه الله الملك و النبوة و الحكمة...فكان كثير العبادة بالليل و يحكم بين الناس بالنهار وكان يسبح فتسبح معه الجبال و الطيور وكل الكائنات وكان عذب الصوت فى ترتيل الزبور وكان حدادا يجيد صناعة الحديد و الدروع و غيرها وكان قائدا عسكريا..وسخر كل شىء لطاعة الله
- سيدنا سليمان عليه السلام
اتاه الله مالم يعطى احد من العالمين من الملك و المال و تسخير الجان و الشياطين و الحيوانات و الطيور و كل الكائنات تعمل بأمره فسخر كل شىء لتعبيد الأرض كلها لله ونشر التوحيد وعبادة الله وحدة ولم يفتنه السلطان وكان حكيما يحكم بين الناس
- اصحاب الكهف
(انهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى) كانوا مجموعة من الشباب يؤمنوا بالله وحده فى وسط مجتمع كافر ففروا بدينهم من الاضطهاد الى الكهف...فجعلهم الله ينامون ثلاثمائه وتسعة سنه لينجوا من الملك الكافر... ثم كافأهم بعد ان استيقظوا من نومهم ليجدوا كل القرية قد آمنت
- ذو القرنين
اتاه الله الملك و القوة و السلطان فاستخدمها لصالح الدين ولاعلاء كلمة الله وسخر كل الامكانيات لتعبيد الأرض كلها لله ورأينا همته واصراره فى قوله (فأعينونى بقوة)..حتى بنى سد يأجوج و مأجوج ...فما أحوجنا ان نبنى هذا السد بداخلنا بمنتهى القوة والهمة
- سيدنا يحيى عليه السلام
(واتيناه الحكم صبيا)...اتاه الله النبوة وهو صبى وثبت على الحق حتى قتله اليهود بالاتفاق مع الرومان وهو فى سن الحادية و الثلاثون من عمره
- سيدنا عيسى عليه السلام
اتاه الله النبوة وهو مازال طفلا وكان رمزا فى الطهر و التسامح وايده الله بمعجزات كثيرة...حتى رفعه الله إليه ونجاه من أيدى اليهود وهو فى سن الثلاثة و الثلاثون من عمره