- أنا أولا وأخيرا ” طفل ” أعاني من التوحد وليست هي صفتي الوحيدة :
توحدي هو جزء بسيط من شخصيتي ولا يحددني كشخص .
أنت … هل لك أفكارك ومشاعرك ومواهبك وقدراتك المختلفة ؟ أم انك تنفرد بصفة واحدة فقط ؟ هل أنت بدين ؟ تعاني من السمنة ؟ هل تلبس نظارات .. تعاني من قصر النظر ؟ أو تعاني من فقدان السيطرة علي الحركة ؟ كل هذه الصفات قد ألاحظها فيك عندما أقابلك لأول مرة لكنها بالتأكيد ليست الصفات الوحيدة فيك .
أنت كشخص بالغ قد يمكنك أن تختار ما أنت عليه وان تعمل على أظهار صفة أكثر من أخرى… ولكني كطفل صغير … مازلت اكبر وأتعرف علي نفسي ولا احد منا يستطيع أن يعرف ما أنا قادر علي تحقيقه . أن تعريفي ووضعي في إطار صفة واحدة يعرضني لخطر الحكم الخاطئ وكذلك أن لا يتوقع مني ممن هم حولي أو أتوقع من نفسي أيضا تحقيق الكثير .
وان أحسست انك تعتقد إنني ( لا استطيع ) ستكون ردة فعلي الطبيعية ( لماذا أحاول )
2- لدي اضطراب في جهاز الإدراك الحسي ( الحواس الخمسة )
ذلك يعني أن المناظر والأصوات والروائح والنكهات وملمس الأشياء المختلفة التي نختبرها كل يوم ويتعود عليها الشخص العادي …. قد تسبب لي آلاما شديدة .
البيئة المحيطة بي والتي يجب أن أعيش فيها معظم الأحيان تبدو مؤذية لي
قد أبدو منطويا أو غير اجتماعي ولكنني في الحقيقة أحاول فقط الدفاع عن نفسي وعن حواسي . إليكم لماذا قد تكون زيارة قصيرة لمركز التسوق مضنية بالنسبة إلي :
ربما يكون سمعي حاد أكثر من اللازم .. مجموعة من الناس يتحدثون في نفس الوقت مع صوت الإعلانات المذاعة .. صوت آلات المحاسبة .. أطفال يبكون .. أناس يسعلون .. صوت آلة قطع اللحم الحاد .. طنين لمبات الإضاءة …. كل هذه الأصوات ذهني لا يستطيع تصفيتها والتعامل معها بطريقة صحيحة مما يجعلها عبئا يصعب علي تحمله .
ربما تكون حاسة الشم لدي حادة أكثر من اللازم … رائحة السمك الغير طازج .. الرجل الذي يقف بجانبنا لم يستحم اليوم .. رائحة النقانق التي توزع مجانا .. الطفل الموجود في صفنا يحتاج تغيير الحفاظ .. يصنعون المخللات في الممر الثالث …. لا استطيع تجاهل كل هذه الروائح مما يجعلني اشعر بالغثيان .
تبدو لي الغرفة نابضة وتؤلمني في عيني .. أن الضوء ينعكس علي كل شئ في الغرفة ويشتت ما أري ..يبدو المكان لي دائم التغيير .. يوجد أشياء كثيرة من حولي ولا أستطيع التركيز .. أشعة الشمس تدخل من النافذة .. المروحة المعلقة في السقف .. أجسام كثيرة تتحرك …. كل ذلك يؤثر علي جهازي العصبي ولا أستطيع حتى أن اعرف أين أنا في هذا المكان
3- ارجوا أن تفرقوا بين لن ( اختار إن لا …… ) وبين لا استطيع ( غير قادر علي ….. )
ليس الأمر إنني لا أريد أن أطيع الأوامر … الأمر إنني لا استطيع أن أفهمك !! عندما تناديني من آخر الغرفة فأن كل ما اسمعه هو @$%%ً26** @ فبدلا من فعل ذلك .. اقترب مني وتكلم معي بعبارات وكلمات واضحة مثل : ضع كتابك علي الطاولة .. حان وقت الغداء ……. هكذا تقول لي ما تريدني أن افعل وما سيحدث بعد ذلك ، بذلك يسهل علي أن افعل ما تريده مني
4-أنا أفكر حرفيا .. ذلك يعني إنني افهم وأطبق اللغة حرفيا
يكون الأمر محيرا بالنسبة لي عندما تقول ” الحيطان لها آذان ” !! بينما تعني انه من الممكن أن يسمعنا احد !
بدلا من أن تقول لي ” اضرب الحديد وهو ساخن ” .. قل لي ” قم بفعل ذلك بسرعة “
الأمثال والتشبيهات والنكات غير واضحة بالنسبة لي ويصعب علي فهمها
5- أرجو أن تصبر علي قلة معرفتي بالكلمات
يصعب علي إخبارك بما أريد لأني لا اعرف الكلمات التي تعبر عما أحس به .. قد أكون جائعا ..خائفا .. أو مشوشا لكني غير قادر علي أن أترجم هذه الأحاسيس إلي كلمات . انتبه لأي تغيير في حركاتي ، تصرفاتي ، مزاجي .. أو أي علامات أخرى فهذا يعني أن هناك شئ خطأ
قد تسمعني اردد عبارات وكلمات كأنني بروفسور أو نجم سينمائي ، هذه مجرد عبارات حفظتها من العالم من حولي لأعوض عن عدم معرفتي لاستخدام اللغة ولأحاول الرد عليك عندما تتحدث ألي .
قد تكون العبارات من التلفاز أو ممن حولي ، ذلك يعني ( الترديد المرضي ) وليس بالضروري أن افهم ما أقول …. أنني فقط أحاول الرد عليك
6- يحسن ذهني الاستيعاب بصريا ويصعب علي استيعاب اللغة
أرجوك أن تريني كيف افعل الشيء بدلا من أن تأمرني بفعله ، وأرجوك أن تتوقع أن تريني وتعلمني مرات كثيرة ، الكثير من التكرار المستمر يساعدني علي التعلم . الجدول المرئي يساعدني كثيرا علي ترتيب نشاطاتي ، انه يريحني من ضغط أن أحاول تذكر ما يجب علي فعله طوال اليوم ويجعل من السهل علي أن أغير من نشاط لآخر واستعمل وقتي بطريقة مفيدة و أرضيك .
لن استغني عن الجدول المرئي عندما اكبر ولكن طريقة عرضه وتقديمه قد تتغير ، قبل أن استطيع القراءة احتاج جدول مستخدم فيه الصور أو الرسوم المبسطة .
وعندما اكبر يمكن أن افهم الصور مع الكلمات وبعد ذلك الكلمات فقط
7- أرجو أن تركز علي وتشجع ما أستطيع عمله بدلا من أن تركز علي ما لا استطيع عمله
كأي شخص لا استطيع أن اكبر و أتعلم في محيط يجعلني دائما أحس أنني لست جيدا بما فيه الكفاية وأنني احتاج دائما الى التعديل والتصحيح ، ايضا لا ارغب في تجربة الأشياء الجديدة عندما اعلم أنها ستقابل دائما بالرفض والنقد ( الغير بناء )
ابحث عن نقاط قوتي وستجدها …. واعلم انه يوجد أكثر من وسيلة صحيحة لعمل الشئ نفسه
8- ساعدني أن أتأقلم اجتماعيا
قد يبدو أنني لا أريد اللعب مع الأطفال ولكنني في الحقيقة لا اعرف كيف العب أو ابدأ الحديث مع الآخرين ، إذا استطعت أن تشجع الأطفال الآخرين علي اللعب معي وضمي للفريق … سأكون في غاية السعادة بانضمامي إليهم ومشاركتي إياهم في اللعب .
ابلي حسنا في النشاطات التي لها بداية ونهاية واضحة ، لا اعرف أن اقرأ أو افهم تعبيرات الوجه والجسد وأحاسيس الآخرين لذلك سأقدر لك إن دربتني علي ردود الفعل الاجتماعية الصحيحة ، مثلا .. قد اضحك عندما تقع احدي صديقاتي من علي الزلاجة ليس لأني أرى إن الموقف مضحك ولكن لأني لا اعرف رد الفعل المناسبة في هذا الموقف ، علمني كيف اسأل : هل أنت بخير ؟
9- حاول أن تعرف ما الذي يؤدي بي إلي فقداني السيطرة علي مشاعري
التصرفات التي أقوم بها ويمكن تسميتها بانهيارات أو نوبات غضب أو أيا كان ما تسميها به .. يكون تأثير وقعها علي أكثر مما هو عليك ، إذا عرفت لماذا تحدث هذه النوبات سيكون من الممكن تجنبها ، حاول أن تعرف ما هي الأوقات والظروف والنشاطات التي تحدث فيها هذه النوبات وستظهر لك العوامل المسببة لها
حاول أن تتذكر إن سلوكياتي المختلفة هي طريقة للتواصل مع الآخرين … وعن طريقها أخبرك بما لا استطيع التعبير عنه بالكلمات وكذلك كيف استوعب ما يحدث من حولي .
أرجو من الآباء أن يضعوا في عين الاعتبار إن بعض السلوكيات المستمرة أو الدائمة قد يكون لها سبب عضوي مثل … التحسس من الطعام … عدم القدرة علي النوم … اضطرابات الجهاز الهضمي ….. كل هذه الأشياء لها تأثير سلبي شديد علي تصرفاتي
10- إن كنت فردا من عائلتي أرجو منك أن تحبني بدون قيد أو شرط
أرجو أن تمحو من ذهنك أفكارا مثل .. لو كان يستطيع أن ….. ، لماذا لا يفعل …..
أنت لم تستطع أن تحقق كل ما توقعه والداك منك ولن يعجبك أنت أن يذكرك احد بأخطائك طوال الوقت .
أنا لم اختر أن أصاب بالتوحد … وتذكر أنني أنا الذي أعاني منه وليس أنت ، وبدون دعمك وتشجيعك لي تكون فرصي في الوصول إلي حياة ناجحة ومستقلة ضعيفة ، ولكن بدعمك وتوجهك لي ستكون إمكانيات نجاحي أكثر مما تتخيل .
أعدك …. إنني استحق ذلك .
و في النهاية …
صبرا .. صبرا .. صبرا
حاول أن ترى توحدي علي انه قدرة مختلفة وليست إعاقة ،
حاول ألا تري ما لا استطيع فعله وان تري القدرات التي وهبني إياها الله مع التوحد ، قد يكون من الصحيح أنني لا أتواصل بصريا أو إنني لا استطيع الحوار ولكن هل لاحظت إنني لا استطيع الكذب ؟؟؟ وإنني لا استطيع الغش أو الحكم الخطأ علي الناس ؟؟؟
هل فكرت انه مع قدراتي العالية علي التركيز والانتباه لأصغر التفاصيل قد أكون مثل ” اينشتاين “ أو “” موتزارت “ أو ” فان جوخ “ ؟؟؟
هم أيضا كانوا توحديون ….
كن صديقي .. دافع عني .. وستري إلي إي مدي استطيع الوصول
منقول