بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة اله وبركاتة
الفقر كلمة مقيتة.. كريهة تعافها النفوس.. وتشمئز منها القلوب.. وهو ظاهرة متفشية في هذا العصر الظالم، عصر الثروات الهائلة والبؤس المزري، فبينما نجد أناسًا يعيشون في ترف حياتي، يلعبون بالملايين وتقتلهم التخمة.
آخرين نجدهم لا يكادون يجدون لقمة العيش وإن وجدوها كانت بشق الأنفس، يعيشون في أكواخ من الصفيح، بل وفي العراء يفترشون الأرض متغطين بالسماء، يمزق أحشاءهم الجوع، ويهدهم المرض، يتجرعون مرارة الحاجة، وتغص حلوقهم بذلة المسكنة.
إن للفقر أبناءً كثيرين.. وإن له صوت يعلو ويرتفع .. وهناك أذن لا تسمع و عين لا تبصر فانظروا خلف الأبواب.. واسمعوا اصوات الفقر.. وصلنا لزمن تكون فيه المنافي ادفئ من الأوطان.. أه يابرودة الأوطان..أناس لا يعلمون من تكنولوجيا العالم سوى حصيرة القش التي يجلسون عليها.. رجل كل ما يطمح له أن يجد بعض ما يبيعه في القمامة لكي تستمر أمامه الحياة.. أطفال ينتظرون رحمة من الله في برد لا نحتمله في بيوتنا.. تلك الحارة وبيوتها المتهالكة في سباق مع الزمن.. تقاوم تصدعه ببريق خافت من أمل.هنا في حارة البؤس.. مررنا, ثم خلف الأبواب وقفنا.. وجدنا عين طفل ممزقة ثيابه.. رأينا ملامح لرجل كهل عاجز عن الحركة يقبع في زاوية المنزل ضريرًا.. وبالقرب منه عكاز يستخدمه حين يكون قادرًا على المشي.. يشفق عليه الجيران بوجبة غداء واحدة.. أما الطبيب فلا يملكون مالًا ليذهبوا به للعلاج.
الفقراء فقط.. هم قلوب في ضيافة الحزن.. قلوب أدماها الألم.. وأتعبها النسيان.. تركن تحت سطوة الفقر.. فيذقيها أصنافًا من العذاب.. يبللهم الدمع.. يستندون على جدار قابل للكسر.. ويذوقون الصبر كثيرًا مرًا.قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ يَلِينَ قَلْبُكَ، فَأَطْعِمِ الْمَسَاكِينَ، وَامْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمَ».