الجمعة 10 ذي القعدة 1435 هـ - 5 سبتمبر 2014م
مجلات تنشر صوراً نادرة للقيادات السعودية خلال زياراتهم إلى باريس
تقليد إعلامي فرنسي جديد للتعريف بذاكرة العلاقات
الملك سعود على جواد
باريس - حسان التليلي
كان اهتمام وسائل الإعلام الفرنسية بزيارة الأمير سلمان ولي العهد الرسمية إلى فرنسا من بداية سبتمبر الحالي إلى الرابع منه أي إلى يوم أمس الخميس في مستوى أهمية هذه الزيارة بالنسبة إلى طرق تفعيل الشراكة الاستراتيجية التي أطلقت بين البلدين عام 1996 وسبل تجاوز العراقيل التي تعيق تطويرها بالشكل الذي يرغب فيه الطرفان. ولكن الملفت بحق في تعامل وسائل الإعلام الفرنسية هذه المرة مع زيارة ولي العهد إلى فرنسا تقليد جديد يتمثل إلى العودة إلى الأرشيف لمزيد إلقاء الأضواء على سيرورة العلاقات الفرنسية السعودية.
هذا ما فعلته مثلاً صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية اليومية التي أقدمت على إعادة طبع الصفحة الأولى من إحدى نسختها القديمة وأهدتها ولي العهد. وفي الصفحة مقال عن وصول الملك فيصل بن عبدالعزيز إلى باريس يوم الخامس عشر من شهر مايو عام 1973 في إطار زيارة مهمة التقى فيها كبار المسؤولين الفرنسيين على رأسهم الرئيس جورج بومبيدو. والحقيقة أن هذه الزيارة كانت مهمة بالنسبة إلى البلدين على اكثر من صعيد لعدة اعتبارات منها أنها زيارة رسمية. وصحيح أن الملك فيصل كان قد التقى الجنرال ديغول في يونيو عام 1968 وجورج بومبيدو في شهر يناير عام 1970. ولكن الزيارتين كان لديهما طابع خاص.
ويذكر سياق الزيارة الرسمية التي قام بها الملك فيصل إلى فرنسا في مايو 1973 بكثير من معطيات سياق اليوم. وهو ما يتجلى مثلا من خلال بعض مقتطفات من الكلمتين المرتجلتين اللتين ألقاهما بهذه المناسبة كل من الرئيس الفرنسي بومبيدو والملك فيصل والتي أصبح بمقدور وسائل الإعلام الفرنسية الاطلاع عليهما ووضعهما على مواقعها الإلكترونية بفضل أرشيف "المعهد الوطني الفرنسي السمعي البصري" الذي كانت ولاتزال تودع فيها مضامين القنوات الإذاعية والتلفزيونية الفرنسية العامة والخاصة. ومما قاله الرئيس الفرنسي الأسبق جورج بومبيدو وهو يقف جنباً إلى جنب مع الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود وهو يستقبله في قصر الإيليزيه بعد استقباله في المطار إنه يستقبل قائداً فرض نفسه في المنطقة العربية وعرف ب" الحكمة " والاعتدال "وأضاف يقول: إن ذلك اللقاء عبر شخصيهما كان في نهاية المطاف لقاء "بين الإسلام وفرنسا المسيحية" وأنه من حق المملكة أن تفاخر بالمكانة التي لديها في العالم الإسلامي لأن رسول المسلمين انطلق بدعوته من أهم البقاع المقدسة الإسلامية في العالم. واختتم بومبيدو كلمته بالتأكيد على أن العلاقات الفرنسية السعودية ظلت دوما قائمة على التقدير والاحترام المتبادلين. وأما الملك فيصل فإنه عقب على مداخلة مضيفه بكلمة مرتجلة هي الأخرى أكد فيها على أهمية الدور الفرنسي لدعم القضايا العربية العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية حيث قال في ما قال مخاطباً رئيس الدولة الفرنسية آنذاك "أقدر لكم كل التقدير موقف فخامتكم وشعبكم الصديق تجاه أصدقائهم العرب حتى يزيلوا عنهم الاعتداءات والضغوط التي يتعرضون لها". جورج غايرو سفير فرنسا في المملكة عام 1954.
وختم العاهل السعودي آنذاك كلمته قائلا: "أكرر شكري لفخامتكم على حسن الاستقبال ولشعبكم النبيل على كل ما نراه منه من تعاون معنا في كل المجالات".
صور نادرة للملك سعود
أما مجلة "باري ماتش" الأسبوعية الفرنسية فإنها مهدت لزيارة الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد بنشر صور نادرة على موقعها الإلكتروني قبيل بضعة أيام استقتها من استطلاع كبير كانت قد أجرته في شهر مارس عام 1954 عن العلاقات الفرنسية السعودية. وركزت المجلة بشكل خاص على إعادة نشر بعض الصور التي كانت قد التقطت للقيادة السعودية آنذاك في بداية حكم الملك سعود بن عبدالعزيز. وقد سمح آنذاك لموفدي المجلة إلى المملكة بالتقاط هذه الصور له ولأفراد آخرين من الأسرة الحاكمة في الرياض. ومن هذه الصور على سبيل المثال تلك التي يظهر فيها الملك سعود وهو على جواد أو صورة له أمام باب القصر الملكي وإلى جانبه الأمير فيصل بن عبدالعزيز الذي أصبح في ما بعد ملك البلاد وصورة أخرى للملك وبيده باقة من الورود قطفت من حديقة القصر. وأدرجت المجلة أيضا في سياق إعادة نشر جزء من صور هذا الاستطلاع صورتين أخريين إحداهما للأمير فهد بن عبدالعزيز وهو يمسك بسماعة الهاتف وأخرى للأمير سلطان بن عبدالعزيز وهو يلامس صقراً من صقور الصيد. كما أعادت المجلة نشر صورة للسفير الفرنسي في المملكة آنذاك واسمه جورج غايرو. وقد تقلد مهامه كسفير لبلاده في المملكة من عام 1949 إلى عام 1955.
على باب القصر: الملك سعود وعلى يساره الأمير فيصل بن عبدالعزيز
الملك سعود وهو يستنشق باقة من ورود حديقة القصر الملكي
الأمير فهد بن عبدالعزيز
الأمير سلطان بن عبدالعزيز
الملك سعود داخل خيمة بدوية نصبت في الصحراء
جورج غايرو سفير فرنسا في المملكة عام 1954.