بالنظر إلى واقع المرأة، نجد إنها محصورة فى أعين الكثيرين على إنها جسد جميل، وتوصف المرأة بمقاييس الجمال الجسدية، وحينما تتكلم أو تعبر عن رأيها نكتشف العجب، جسد بلا عقل أو روح، وحقيقة الأمر إنه لا توجد امرأة قبيجة على وجه الأرض.
فالخالق سبحانه وضع لمسة الجمال فى كل أنثى، فمفهوم الجمال مسألة نسبية تخضع لثقافة الإنسان ومنهجه، فما يراه البعض جمالاً متوسطا يراه الآخرون أعلى بنسبة أو أقل.
ويكمن الجمال الحقيقى فى شخصية المرأة ولباقتها وحسن تفكيرها. وكل مساحيق التجميل باختلاف أنواعها لن تحدد جمال المرأة.
فالمرأة ليست مجرد جسد ينظر إليه الرجال، إنما هى إنسانة لها عقل وروح تجعل منها جميلة الجميلات. أليست من تفشل فى رجاحة العقل توصف بالقبيحة حتى وإن كانت جميلة الشكل؟ فالحماقة هى القبح بعينه.
إن التفكير السليم ووضع الأمور فى موضعها الصحيح، هو من أهم صفات الجمال، وهى نعمة من الله على عباده، يقول الله تعالى: " وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِى خَيْراً كَثِيراً" البقرة: 269.
ليس صحيح أن المرأة ناقصة عقل ودين، فهذه شبهة وتفسيرات وتأويلات خاطئة، إنه خطاب موجه للنساء فيما يتعلق بالشهادة والصلاة والصوم. فالرسول صلى الله عليه وسلم أجاب، على امرأة سألته فى هذا الخطاب، قائلاٌ: أما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل واحد، وتمكث الليالى لا تصلى وتفطر فى رمضان فهذا نقصان الدين.
لا شك ان كل امرأة لديها إحساس قوى بين القبح والجمال، وأقوى إحساس لديها هو إحساسها بمدى جمالها، وكل نساء الأرض يعتقدن أنهن جميلات، وهذه هى قمة الثقة بالنفس. وإحساس المرأة بجمالها لا تعرفه من عيون الآخرين سوء من رجال أو سيدات ولا حتى من مرآتها، بل ينبع هذا الإحساس من ذاتها، حتى لو كانت تعيش وحيدة فى صحراء جرداء!
لكن المأساة الحقيقية إنها بجمالها تحدد علاقتها بالآخرين سواء بالاندماج معهم لتكون أكثر قربًا منهم أو أكثر بعدًا عنهم. . وهذا مفهوم خاطئ، فالجمال يمحوه الزمن، فجمال المرأة يدوم مادام حب الرجل لها، هذا هو الجمال الذى ينبغى على المرأة المحافظة عليه.
فالمرأة الضعيفة هى من تعتمد على جمالها وثيابها وزينتها لتظهر أجمل ما فيه. ويبقى جمال المرأة فى كونها إنسانة وليست جسدًا فى غرفة النوم أو خادمة فى المطبخ، فإنها مخلوق رقيق يبعث البهجة فى الحياة.