شىء راقى أن تشعر بالذنب نتيجة حدث ما، فأنت من أصحاب المشاعر الراقية كونك تستشعر الخطأ وتحاول تصحيحه وتحرص على أنت تكون محبًا للغير، والمحافظة على خيوط التفاعل مع البشر، أما عندما يخرج الشعور بالذنب عن مساره الطبيعى، فإنه يتحول إلى حالة مرضية، وقد تصاب بعقدة الذنب مما قد يكون له آثار سلبية خطيرة، منها تبديد رهيب للطاقة الداخلية وتدمير للنفس، والجسد، لما قد يطرأ بداخلك من تغيير يعكر صفو حياتك فى أى فعل طارئ ترى نفسك فيه على غير ما هو مناسب لك.
يقول أبكتاتوس: «عندما تتوقف عن لوم الآخرين تبدأ معرفتك، وتكتمل معرفتك عندما تتوقف عن لوم نفسك».
وقد يتوقف البعض توقف كامل عند حادثة معينة حدثت له، ويلوم نفسه من آن إلى آخر وكأنه بلومه هذا يكفر عنها.
فأنت بحاجة إلى معرفة الأسباب والدواعى التى تدفعك إلى الشعور بالذنب، والنظر إلى النواقص والعيوب التى قد تراها فى شخصيتك، والتى تجعلك تشعر بالذنب بطريقة مبالغ فيها، والتى تتحول بمرور الوقت إلى التمكن منك، وقتل كل ما هو جميل فى حياتك فلابد من محاولات منك للخروج من هذا الشعور القاتل.
فأى إنسان طبيعى يشعر بالذنب عندما يخطئ، أما أن يفسر أى شىء عابر يحدث له أو يدور بخلده على أنه ذنب فادح ارتكبه، فإنه قد تحول إلى حالة مرضية تلازمه فى كل تصرفاته، ويعاقب نفسه بها، ظناً منه أنه يبدو فى نظر الآخرين فى صورة غير ملائمة وغير مرضية له وانه يبدو فى نظرهم على عكس ما كان يتمنى أن يراه الناس فيه.
وقد يكون الشعور بالذنب مصاحب لفكرة أنك قمت بخرق المعايير الذاتية لك كاحترامك لذاتك أو ضميرك، فلابد أن تسأل نفسك هل شعورك بالذنب خرج عن نطاقه المتعارف عليه، أم إنه مخالف لمعاييرك وتوقعاتك التى بنيت عليها ما بداخلك من ظن أنت تتوهمه.
لذلك قد يكون الشعور بالذنب مبنى على مفاهيم خاطئة بداخلك، وقد يكون من صنع خيالك، وانه ليس هناك مشكلة من الأصل.
لذلك لا تذهب بخيالك عن الواقع وتصور لنفسك أشياء تعكر بها صفو حياتك، وتذكر أن الناس بمرور الوقت ينسون لكثرة الأحداث اليومية التى يمرون بها، واسأل نفسك دائمًا هل ما قد اقترفته يؤثر على المجرى العام للأمور أم لا.