خلل يجتاح أجزاءنا.. ألم يعلو نبضات قلوبنا.. صمت يكن بين الكلمات..
عيون فارقتنا وما زلت ترقبنا.. ترمق كياننا بنظراتها المتقطعة
من وراء جدران الأيام.. ننصت إلى غثيانها المستمر القابع تحت سماء وجودنا..
نراقب همسات صوتها الساكن بين ضلوعنا تروى لنا رفضا
لا تملك غيره وتروى لنا قدرا منسوجا من خيوط قسوتها
لتعبر به على جسر معانتنا يوما بعد يوم، وليل بعد نهار..
كم نحتاج من الساعات لهضم مثل هذه الكلمات الصادمة..
وكم يكون مروعا ومهيبا ما يحدث بداخلنا لحظة مرور الأيام بنا
قدما مختلجة بخطوات عابرة غير مكترثة بما تحدثه من آلام..
أصوات أنفاسنا تعلو بداخلنا شهيقا وزفيرا من أجل العبور
والانتهاء من تلك اللحظات التى لا تكاد تمر من بين ساعات اليوم الطويلة
التى نعيشها صامتين وربما تائهين أيضا ... عشق بجنون.. انبهار بالشكل والمضمون.. صمت يراقب العيون ..
هكذا دوما نختلق قصصا افتراضية ونعيش بها أياما إضافية من عمرنا
ونضع أمام كل يوم يمر بنا كثير من علامات الاستفهام
التى تقودنا إلى طريق لا رجعة فيه، وهو طريق الوحدة والصمت
والعجز عن التعبير وانتهاء كل الأشياء بداخلنا
وكأنما ولدنا فى الحياة لننتهى بانتهاء عالم من الخيالات والخرافات
نحن وحدنا من قمنا بخلقة من حولنا. خلق الحب ليقتسمه اثنان ويعيشا به اثنان..
وإن كان للحب من طرف واحد قيمة لما كان فرحا فى الحياة..
وما كان صدقا فى العيون.. وما كان وشوقا فى البعد. يعجز قلمى عن التعبير بما تحمله القلوب من هموم ودموع
إثر ذلك الحب الجائر شكلا ومضمونا أنه تعذيب شامل بقنبلة حب موقوتة،
منزوع منها صلاحياتها وغير معروف موعد انفجارها ..
كما أن تاريخ انتهائها أيضا غير مدون..
وبهذا تملأها الفوضوية والعبثية صدقا وكذبا. أن نضع كل ما لدينا من مشاعر صادقة فى الخواء وننتظر السقوط..
فيسقط كل ما لدينا محدثا صوتا مدويا من اللا شعور والرفض والانسحاب. أن نضع المجهول بين أيدينا وننتظر.. أن نفقد ما لدينا من مواجهة وننتظر..
أن تحيط بنا شفقات من حولنا وننتظر. الحب من طرف واحد ... هو عذاب الانتظار ومرارة الصمت..
فلنكف جميعا عن هذه العبثية العاطفية المهدرة لمشاعر لم تخلق ليعتريها الفضاء
ويصيبها اليتم والألم والحزن. ما زال أنصافنا الأخرى موجودة ومستمرة فى البحث ..
فلنستمر نحن أيضا فى البحث |