يهدد الزوال شجر "الضبر" النادر في العالم، والمعمره منذ أكثر
من ثلاثة قرون بالمناطق شبه الجبلية جنوب السعودية، بما فيها "جازان"
التي تحوي أعداداً كبيرة منه، بسبب الزحف والتوسع العمراني
الذي تسبب في اقتلاع العشرات منه.
وعزا عدد من "السكان" أسباب تناقص شجر "الضبر"، الذي
يتميز بالضخامة، خلال العشرين سنة الماضية، إلى زيادة التوسع العمراني
واللجوء إلى اقتلاعه من قبل بعض المواطنين من محيط التجمعات السكانية
خوفاً من خطر سقوط أجزاء منه على منازلهم وممتلكاتهم
بفعل الرياح والأعاصير، وأيضاً الخوف من خطر الزواحف السامة
التي تتخذ منه مأوى للعيش نظراً لكثرة الجحور التي به
على حد ما ذكروا.
وطالب السكان بحماية هذا النوع من الأشجار؛ لما يحمله من موروث
تاريخي قديم يمتد لمئات السنين، وللحفاظ على عدد من الطيور
التي تتخذ منه مكاناً للعيش، نظراً لتحمله
الظروف المناخية الصعبة.
ويستخدم شجر "الضبر" قديماً في بناء المنازل وحظائر المواشي
نظراً لطول أغصانه ومتانتها، وينتج ثمرة يطلق عليها السكان اسم "المصع"
حلوة المذاق، حجمها أقرب ما يكون إلى حجم حبة "التمر"
ذات قشرة رقيقة تميل إلى اللون الأبيض
عزف الناس عنها مع مرور السنين.
وسعت عدد من الدول للمحافظة على هذا النوع من الأشجار، ولمنع
اندثاره، بما فيها الجمهورية اليمنية، التي قامت مؤخراً بتوزيع ما يقارب
الـ 100 ألف شتلة من شجر "الضبر" لزراعتها في
عدد من المديريات .
وشجرة الضبر من الأشجار المعمرة التي يتجاوز عمرها ثلاثمائة سنة وتُعتبر من الأشجار النادرة في العالم، وتمتاز بخضرتها الدائمة
ولها فوائد كثيرة من الناحية البيئية والزراعية.
وتساعد هذه الشجرة على حماية القرى والمزارع من الرياح القوية
وتلائم أنواع التربة المختلفة، إضافة إلى أنها مقاومة للجفاف.