كيف أخبر زوجي بعيب فيه دون أن أجرحه؟
هذا السؤال من الأهمية بمكان، نظرًا لما فيه من حساسية للزوج، وشعوره الفطري بأن التقويم والنصح من زوجته قد يكون فيه تجريح لرجولته.
ومع قناعتنا بأن الزوجة يجب أن تلعب دورًا إيجابيًا في حياة زوجها، وأن تساعده بالدعم والتشجيع والنصح، فإننا نضع تحت كلمة النصح أكثر من خط، نظرًا للحساسية التي يقابل بها الرجل نصيحة زوجته، ودعيني أساعدك أختي الغالية في إيجاد طريقة مناسبة لنصح زوجك وأسألك: هل جربت من قبل طريقة التقويم بالسؤال؟ أو النصح بطريقة غير مباشرة؟ نعم هناك طريقة رائعة لمساعدة الزوج بدون أن يشعر بأنك تساعديه! فمثلًا إذا كان اختيار زوجك لملابسه غير مناسب فإني أنصحك بدلًا من أن تقولي له بطريقة مباشرة هذه الملابس ليست متناسقة، تقولي له يا حبيبي ألا ترى معي أن هذا الطقم أجمل عليك، أو تقولي: أنت في هذا اللباس تكون متألقًا، ألا ترى ذلك معي؟ ما رأيك في الفرق بين السؤالين؟ ألا ترين ترين معي أن الطريقة الثانية، كان وقعها أجمل وألطف على الزوج ولم تتعرض من قريب أو من بعيد لما يخدش رجولته؟ وأنتِ- أختي الزوجة- أدرى بزوجك وبما يحبه ويبغضه، وتستطيعين أن تبتكري طرقًا كثيرة للنصح والتوجيه بشرط أن تراعي عدة نقاط وهي: عدم الإنتقاد المباشر.
عدم اللجوء للتحضير الطويل قبل الكلام في الشيء الذي لا يعجبك وكأنك ستلقين محاضرة. اختيار الوقت والمكان المناسبين وحينما يكون الزوج متقبلًا للحديث رائق المزاج. لا تتكلمي أمام أحد إطلاقًا مهما كان قريبًا منكما. استخدمي الدعابة والمرح واحذري من السخرية.
إذا غضب الزوج أو تضايق بادري بالاعتذار فورًا، وأخبريه بأنك لم تقصدي الإساءة إليه ولا تتركيه حتى يرضى. من آداب النقد وهذه جملة من النصائح التي يجب أن يراعيها كل طرف في التعامل مع الطرف الآخر عند توجيه نقد أو إسداء نصح:
• أمدح الطرف الآخر وإبدأ بذكر محاسنه، ولن يخلو شخص من حسنه أو ميزة يشكر عليها، وإبرازك لمحاسن الطرف الآخر يهيئه نفسيًا لقبول النقد أو النصح، كما أن الشخص المنقود عندما يستشعر بأن الطرف الناقد يقدر له مميزاته ويقر بها يلين ولا يتحفز لمواجهة النقد بقسوة وقوة.
• تذكر أن كلنا يخطئ، والخطأ ليس نهاية العالم.
• لا تحاصر الطرف الآخر ودعه يحتفظ بماء وجهه، وماذا يفيدك إذا ضيقت الحصار عليه، وحجزته في زاوية ضيقة لا يستطيع الخروج منها، بل إنك قد تدفعه بمحاصرتك له إلى المكابرة والمعاندة وعدم الاعتراف بالخطيئة.
• أمدح دائمًا أي بادرة للتحسن ولو كانت صغيرة، أشعره بفرحك حينما يوفق، وأن حبك له ثابت لم يتغير.
• أجعل الخطأ يبدو سهل الإصلاح، ولا تعمد إلى تضخيم المسائل وتحميل الأمور فوق ما تتحمل.