المفتي :على دول الخليج جميعًا أن يتقوا الله في أنفسهم
9:03 م - 19 نوفمبر 2014
الرياض - الوئام :
قال المفتي العام للمملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ تعليقًا على تصريح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود يحفظه الله بشأن الاتفاق الخليجي الذي بثه أعلنه الديوان الملكي في بيان له اليوم، حيث قال سماحته: إن موقف المملكة العربية السعودية موقف عز وشرف وكرامة، موقف تمثل فيه الإخلاص والصدق والحرص على جمع الكلمة والنأي بالأمة عن الخلاف والشقاق، مؤكدًا بأن الملك عبدالله عالح القضايا بصمت وحكمة ودون ضجيج إعلامي لا ينتج شيئا، بل سعى الملك بإخلاص وصدق وصمت وحكمة فأنجح الله مسعاه.
جاء ذلك في كلمة لسماحة المفتي وجهها مساء اليوم عبر برنامج الأسبوعي ينابيع الفتوى الذي تبثه إذاعة نداء الإسلام من مكة المكرمة ويعده ويقدمه الشيخ يزيد الهريش.
وفيما يلي نص كلمته يحفظه الله:
“إن موقف المملكة العربية السعودية موقف عز وشرف وكرامة، موقف تمثل فيه الإخلاص والصدق والحرص على جمع الكلمة والنأي بالأمة عن الخلاف والشقاق، وإن دولُ الخليج دولٌ متحدة في عقيدتها، وبلسانها، متجاورة ، منّ الله عليهم بالخير وأعطاها الله من النعم ما أعطاها، والعدو يحسدها من كل جانب، يحسدونها على هذا الخير الذي منحه الله إياها ويحسدونها على تعاونها، ويحسدونها على اجتماع كلمتها لا سيما بعد تشكيل مجلس التعاون، الذي جمع هذه الدول ووحّد صفها، و أصبحت بتوفيق الله قوة يحسب لها حسابها، يريد الأعداء أن يبقى هذا الخليج متفرقًا متشتتًا متمزقًا، ولكن إرادة الله جلّ وعلا قبل كل شيء، ثم جهود خادم الحرمين الذي سعى جاهدًا في جمع الكلمة، ووحدة الصف، واتفاق الأمة، وحاول بكل جهده حتى جمع الله القلوب على يديه ووحد دول الخليج على يديه، فأصبحت دول الخليج قوة متحدة منتظمة بعضها مع بعض، كل منها يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وكلٌ يشعر بمسؤوليته ويرى أن هذه المملكة العربية السعودية هي الرائدة في جمع كلمتهم وتوحيد صفهم والنأي بهم عن الشقاق والخلاف، لأن النزاع والخلاف يحدث شرًا كثيرًا ولابد من الصبر والاحتساب، ومعالجة القضايا بحكمة وبصيرة لأن الضجيج الإعلامي لا ينفع شيئًا إنما العمل الصموت الذي يبنى على الإخلاص والصدق هو الذي ينتج الخير كله، فالملك عبدالله وفقه الله بذل جهدًا مشكورًا ظهرت آثاره ولله الحمد في اجتماع دول الخليج بين يديه، واتفقوا واتحدوا وعلموا أن هذا الاجتماع عزٌ لهم وأمانٌ لهم بتوفيق الله، وحفظًا لهم ولنعمة الله عليهم، حتى لا يمزقها الأعداء المتربصون بهم الذي يحاولون أن يجدوا موضع قدم في أي من دول الخليج، لينطلقوا بها ضد الأمة كلها، ولكن حكمة الملك عبدالله وإخلاصه وشفقته على الأمة حالت دون ذلك، وألقى هذه الكلمة العظيمة التي وجهها لدول الخليج ولمصر العربية، ودعا الجميع للتعاون والتعاضد وعلاج الخلاف والصبر والاحتساب وتحمل المسؤولية، فهذا موقف شريف يحسب شرفًا لملكنا عبدالله، نرجوا الله أن يبارك في عمره وعمله وأن يوفقه لما يحبه ويرضاه، فهو حريص كل الحرص على جمع الكلمة ووحدة الصف فلهذا لا ترى ضجيجًا إعلاميًا ولا ترى إلا صمتًا وحكمة، وأمور تخرج نتيجتها مدعمة ولله الحمد تؤتي ثمارها بكل إخلاص وصدق.
وإن على دول الخليج جميعًا أن يتقوا الله في أنفسهم وأن يحافظوا على وحدتهم وأن يعلموا أن الأعداء لأحدهم عدو لهم كلهم، فلا بد من اتحاد واجتماع كلمة، ووحدة وقوة سياسية وعسكرية لكي يبقى الخليج على أمنه ووحدته واستقراره، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.”
وحول سؤال لسماحة المفتي حول من يحاول التحريش وإشعال الفتن، أجاب سماحته:
الذي يحاول تشويه الوحدة والطعن فيها والسعي في التفريق ليس عنده بصيرة في دينه، فلو كان عنده بصيرة في دينه لعلم أن الاتفاق نعمة، والاختلاف بلاء، فإذا اتفقت الأمة واتحدت وحفظت بلادها وكيانها عن تسلط الأعداء عليها فهذا مصدر فخر لها، أما التفرق والاختلاف وبث الدعايات سواءً وسائل الاتصال الاجتماعي أو غيره والتنقص من هذا الاتحاد والقدح فيه بأي أسلوب كان فإنما يدل على إنسان ساذج لا قدر له ولا خير فيه، هذا الذي يحب أن يعيش الناس في فتن ومصائب، فدول الخليج إن لم تنتبه لنفسها وأن تتفطن شعوبها وأن يعلموا جميعًا أنهم مستهدفون إن لم يتحدوا ويتفقوا فهم مستهدفون من أعدائهم بجوارهم، يحبون النيل منهم ولكن إن شاء الله حكمة الملك عبدالله ثم إخوانه في دول الخليج تأبى ذلك إن شاء الله.
وختم مفتي عام المملكة حديثه بوصية وجهها للقيادات الشرعية والفكرية والإعلامية في جمهورية مصر و دول الخليج بقوله:
يجب على القيادات الشرعية والفكرية والإعلامية في جمهورية مصر العربية وفي دول الخليج بل في العالم العربي والإسلامي أن يكونوا على يقين من أن هذا الاتفاق اتفاق صالحٌ جيد ينبغى أن تتأسى به دول افريقيا وغيرها، أن يتأسوا بهذا الاتفاق النافع المفيد لكي يعالجوا به قضاياهم، وأن يعلموا أن الاختلافات والنزاعات والتقاتل ليس في مصلحة الجميع وإنما هدم لكيان الأمم وتفريق لشملها وتدمير لبنيتها، فهذا الاتفاق يجب أن يؤيده العلماء والمفكرون والإعلاميون الصالحون، ويدعو إليه وينشروه ويبينوا أهميته وضرورته في هذه الأيام.