ا
لم تنسى أنه ابتعد عنها في لحظة ضعف منه وقلة حيلة...
وبرغم حبها الشديد له
كانت توقن من داخلها أنه تخلى عنها وعن حبهما الكبير ......و
تزوجت بآخر وعاشت أياما معه بددت أحلام واستبدلت بأحلام أخرى
وشاء القدر أن يعود ولكن كان الوقت قد فات ورحل القطار وترك على ميناءه قلب آخر جريح حزين ينتظر نهاية وألم جديد
عاد حبيبها الذي كان ....زوجها يوما ما
بعدما تعافت قدمه التي اصيبت في حادثة وكانت اصابتها البليغة سببا في فراق قلبين
عاد بعد رحلة علاج دامت سنوات طويلة واصبح يسير على
قدميه فوق أرض مليئة
بالتفاؤل بعد طريق مظلم مليء باليأس والضعف
عاد باحث عنها وصورتها التي لم تفارق خياله
وهي تتوسل اليه ألا يطلقها فكم كانت وفية مخلصة آثرت ان تبقى معه
برغم عجزه ولكنه فضل ان يهبها الحرية لكي تعيش حياة أفضل بعيدا عنه
فكم يثقل كاهل الرجل ان يكون عاجزا عن اسعاد زوجته
كانت دموعها قد اغرقت حبهما ألما ولكن ........
لحظة اليأس المريرة
لم تجعله يرى غير عجزه وألمه ونسى الحب الذي كان مكبلا بين احضانهما
رحلت وهي تجر اذيال الخيبة وعذاب الفراق
وقادته قدماه في يوم الثلاثاء لذات المعرض الذي كانا يلتقيان يتمتعان بأحلى اوقاتهما
بين لوحات المشاهير .......فكم كانت تعشق الفن التشكيلي
وفعلا وجدها هناك .....
يالها من فاتنة لم تتغير
رجع بشريط ذكرياته في اول لقاء حميم
حينما فاجأها بقبلة أغفلت لها عينيها وغفت بين أحضانه وهو يشم عبق رقبتها الفاتنة
ابتسم واقترب خلفها وهي تتأمل احدى اللوحات وهمس برقة.....
=لم تتغيري حبيبتي انت كما أنت تعشقين الفن والرسم
ألتفت اليه وقد الجمتها المفاجأة
هتف
=اشتقت اليك كثيرا
وتلاقت عينيهما فترة طويلة أصابتها رجفة حاولت اخفائها
امسك بيديها وقبلها برقة غير مبالي بمن حوله
= مازالت رائحة عنقك رائعة ومازال جمال عينيك يداعب اجفان عيني
لم تذهب صورتك ابدا من عقلي وقلبي ووجداني
لم تهبها المفاجأة فرصة بأن تتحدث او تتكلم بكلمة
وفوجيء الأثنين بصوت أتى من خلفهما وبعين ملئها الريبة
= بسمة هل انتهيت من جولتك ؟
أومئت برأسها .....لترحل في صمت معه .......
وعلم الحبيب ان ذلك الرجل كان زوجها
وعم الصمت كيانه ووجدانه وخرس الحنين وحل مكانه الأنين
مرت أيام ....قرر مقابلتها
وقرر..أيضا استرجاعها وحصل على رقم هاتف المنزل
بحيلة بسيطة ورشوة لحارس بيت غير أمين
فنظرة عينيها كانت مليئة بالحنين
وهتاف قلبها اخترق سمعه من بعيد
طلب مقابلتها .......وافقت بلا تردد
وكان اللقاء ....وكان الحديث
هتف في عتاب مغلف بابتسامة باهتة
= علمت أنك تزوجت .....
ردت بوجه جامد وعينين حائرتين
= علمت انك اصبحت تسير على قدميك .....
= لما لاتنظرين إلي ؟ أرى عينيك حائرة ...
لم تجب وأطرقت رأسها تعبث بسلسال مفاتيح سيارتها بتوتر
عم الصمت المكان برغم ضجيج زبائن الكازينو ...
وشتان بين صمت وصمت ....
تجرأ وقال
= عدت من أجلك ....
تبسمت بابتسامة حركت ألما في قلبه
ثم هتفت .
= هل نسيت أنني متزوجة؟ لما طلبت مقابلتي ؟
هتف بلا تردد
= كي استرجعك .....
ثم استطرد بمكر
اعلم أن زوجك يكبرك بخمسة عشر عاما
وعلمت ايضا انه عقيم
ومهما قدم من سعادة ومهما فعل من أجلك لن يحبك كما احببتك
فهل ستدفنين بقية عمرك وحياتك بلا ابناء
لتعيشين مع رجل قدم لك المال
واعتنى بك وكأنك ابنته ولستي زوجته؟
هل تحبينه كما احببتني ؟ لا اتصور ذلك فلما المكابرة ؟
بسمة .....يجب ان نعود يكفيه ما قضاه معك من عمر
رفعت بسمة عينيها وظلت تتأمل وجهه بدقة فائقة فترة طويلة
ثم أطرقت وجهها وعادت لمداعبه سلسلة مفاتيحها وهتفت
بلهجة ساخرة
=كم كنت منخدعة....وأطلقت ضحكة خافته مليئة بالحسرة
واستطردت قائلة
= اتعلم يا خالد ........؟
هذا الحادث أظهر صفات بداخلك لم اكن أراها من قبل ..
لقد وقف هذا الرجل الذي نعته بالعقيم بجانبي بينما تخليت انت عن حبنا بلحظة يأس منك
وهبني الثقة التي نزعتها انت مني حينما طلقتني وحرمتني
ان اكون بلسما لجروحك
وطبيبة لقلبك .....أنت لم تعرف الحب يوما....... كل ما كان بيننا
مجرد احتياج فقط....
ذاك الرجل الذي اعيش معه الآن
وهبني حبا لاتعرف فلسفته أنت
حبا صادقا لا يوجد منه الآن في عصرنا
حب يهب الروح بلسما وفاء استقرارا ثقة وأمان
والآن أيقنت أنك لم تكن تحبني بل اردت ان تمتلكني وعجزك منعك عن ذلك
وخشيت من خيانتي لك يوما ففضلت الهروب وها انت تعود
لتطالبني بأن اخون من أحبني الذي
زرع الأمان بداخلي من جديد.....
الأمان ....... الذي سلبته انت مني يوما حينما هربت بجبن
قامت بسمة وتركته في ذهول وقد ألجمه الصمت
عادت بسمة لمنزلها .
وقبل دخول الفيلا توجهت لغرفة حارسها
وقامت بطرده على الفور
أغلقت الباب خلفها واستندت عليه فترة وجيزة
ثم توجهت لغرفة زوجها بهدوء وجدته نائما
اقتربت منه بخطوات هادئة بعدما خلعت حذائها بحذر
وجثت على ركبتيها بجانب السرير وأخذت تداعب خصلات شعره البيضاء
فاستيقظ ليجد دموعها على خديها
هتف في قلق بعدما فرك عينيه
= مابك حبيبتي .هل حدث شيء بينكما ؟هل آذاك؟
ابتسمت بهدوء وقالت
=لا بل بكيت فرحا بثقتك التي منحتني اياها فجعلتني اقابله لأختار
سعادتي بنفسي
هتف و القلق ملأ عينيه
= وماذا قررتي حبيبتي ؟
تبسمت ومسحت دمعتها وهتفت
=قررت
ان اقبلك فوجدتك نائما ..... اشتقت لقبلتك الودودة المليئة بحنان فاق حدود العشق
اعتدل في فراشه بلا تردد وعانقها بكل حنان والسرور يملأ قلبه
وهمست
.........كم احبك ........
..........كم أحبك .......