الرياض على موعد مع معجزة الخليج .. "نصف جسد ولكن إرادة وافية"
مفتاح قطر في رسالة للبؤساء عبر سبق أتمنى أداء العمرة على يدي
البطل القطري غانم المفتاح مع الزميل عيسى الحربي
عيسى الحربي- سبق- الرياض: عندما يصبح الجسد الصغير عاصمة للأمل، وعندما ترى صاحب الـ"نصف جسد" وافي الإرادة والعقل فأنت أمام معجزة الخليج "غانم مفتاح" الذي بات رسالة صادمة إلى أولئك الذين تمكّن اليأس منهم والبؤساء في مشارق الأرض ومغاربها، فـ"مفتاح" الذي وصل إلى الرياض عندما سُأل: كيف نراك مبتسماً وأنت بلا رجلين؟ أجاب على الفور: "نعم ولكن عندي يدين وعقلاً"، فبهذه الجملة اختصر واختزل معنى الإرادة والرضا في حروف قصيرة، ولكن معانيها تخطت ما حوته الكتب.
وقد وصل "مفتاح" للرياض قادماً من مسقط رأسه الدوحة ليشارك في برنامج "لقاء الخميس" للموهوبين للالتقاء بالجمهور السعودي؛ للحديث عن قصة حصوله على لقب سفير الطفولة، وسرّ الابتسامة التي لا تفارقه، وأيضاً إنجازاته ورؤيته، وذلك في مركز عالم جمولي بمخرج 14 شرق العاصمة.
وفي حديثه لـ"سبق" قال غانم مفتاح إن الإعاقة لم تمنعه من اكتشاف قدراته، فإضافة لتفوقه الدراسي فإنه يمارس السباحة في نادي الغرافة القطري، ويغوص حتى عشرة أمتار، كما حقق خمس ميداليات ذهبية في بطولات التزلج على الجليد.
ويضيف البطل الذي وُلد بلا حوض ولا أطراف: "أمارس رياضة الرماية؛ لأنها لا تحتاج سوى لليدين، وكذلك رياضة القفز مع المعاقين، وأدرس في الصف السادس الإعدادي، وأنا متفوق في مادة الرياضيات والقرآن الكريم ودروس التربية الإسلامية، وكذلك اللغة الإنجليزية، والرسم، وتصنيع القطع البلاستيكية الصغيرة، وأتمنى أداء مناسك العمرة لأول مرة على يديَّ دون عربة".
وهذه الأمنية الأخيرة كان قد عبّر عنها "مفتاح" في أكثر من مناسبة حيث قال لصحيفة خليجية: أمنيتي زيارة بيت الله الحرام والطواف دون حاجة إلى كرسي متحرك، وأطمح كذلك أن أكون وزير خارجية؛ لأنني أحب السفر والدبلوماسية، وأن أكون إنساناً إيجابياً وأحمل رسالة وحباً وسلاماً لأطوف بها العالم، حتى وإن كنت صغيراً فأعتقد أنني أستطيع أن أقدّم شيئاً للمجتمع".